وزير الخارجية:المتحف المصري الكبير رسالة حضارية من أرض الكنانة إلى العالم
تاريخ النشر: 30th, October 2025 GMT
قال الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج في مقال لوكالة أنباء الشرق الأوسط عن المتحف المصري الكبير:
يمثل افتتاح المتحف المصري الكبير في الأول من نوفمبر حدثاً استثنائياً في تاريخ الثقافة والحضارة الإنسانية، فهو ليس مجرد متحف يعرض كنوز مصر القديمة، بل هو رسالة من أرض الكنانة إلى العالم تؤكد أن مصر، مهد الحضارة الإنسانية، ما زالت منارة للإبداع والتواصل الثقافي عبر العصور.
وانطلاقاً من الطابع العالمي لهذا الحدث، استبقت وزارة الخارجية المصرية هذا الافتتاح التاريخي بسلسلة من الجهود المكثفة لضمان خروجه بالصورة التي تليق بمكانة مصر، وقامت البعثات الدبلوماسية والقنصلية المصرية بإجراء اتصالات حثيثة لضمان أوسع وأرفع مشاركة في هذا الحدث الفريد، وهو ما أثمر عن تأكيد مشاركة قرابة 80 وفد رسمي في حفل الافتتاح، من بينهم حوالي 40 وفد برئاسة الملوك والأمراء ورؤساء الدول والحكومات، وهو عدد غير مسبوق في مثل تلك الفعاليات الثقافية الدولية، بما يعكس اهتمام المجتمع الدولي بالحضارة المصرية وبالدور الثقافي والإنساني الذي تضطلع به مصر.
وفي إطار الحرص على جعل الافتتاح حدثاً عالمياً متزامناً في كل بقاع العالم، فقد تم توجيه كافة بعثاتنا الدبلوماسية والقنصلية في الخارج بتنظيم فعاليات متزامنة مع حفل الافتتاح، يتم خلالها بث الاحتفالية على الهواء مباشرة، بحضور كبار المسؤولين الرسميين وأبرز الشخصيات السياسية والاقتصادية والثقافية، وأعضاء السلك الدبلوماسي في دول الاعتماد، ليمتد صدى المتحف المصري الكبير إلى عواصم العالم وبما يسهم في تعزيز مكانة مصر كوجهة سياحية عالمية متميزة وفريدة من نوعها. كما قامت بعثاتنا الدبلوماسية بتنسيق عملية تصوير أفلام قصيرة في سبع دول وهي إيطاليا، البرازيل، الولايات المتحدة الأمريكية، تركيا، فرنسا، أستراليا، واليابان ليتم بثها ضمن فعاليات الافتتاح.
ولا يكتمل الحديث عن دور وزارة الخارجية دون الإشارة إلى جهودها المستمرة من خلال البعثات المصرية في الخارج لاسترداد القطع الأثرية المصرية التي خرجت من البلاد بطرق غير مشروعة، بالتعاون الوثيق مع الجهات الوطنية المعنية، تنفيذاً لتوجيهات فخامة السيد رئيس الجمهورية بضرورة حماية التراث المصري وصون مقدرات مصر التاريخية والحضارية.
إن حفل افتتاح المتحف المصري الكبير في هذا التوقيت وفي خضم نجاحات مصرية على مختلف الأصعدة، من قمة السلام في شرم الشيخ لإنهاء الحرب في غزة والتي أكدت الدور السياسي المحوري لمصر على الساحتين الإقليمية والدولية، إلى فوز مرشح مصر بمنصب مدير عام منظمة اليونسكو كأول عربي وبأكبر نسبة أصوات في تاريخ الانتخابات التنافسية في المنظمة، هو إنجاز وفخر لكل مصري ومصرية. وإن الجهود التي بذلتها وزارة الخارجية، جنباً إلى جنب مع مؤسسات الدولة كافة، إنما تؤكد أن مصر قادرة على تحويل حلمها الثقافي إلى حقيقة عالمية وتفتح أبواباً جديدة للتعاون الثقافي والإنساني مع شعوب العالم أجمع، وتثبت قدرة مصر على استعراض كنوزها في أحسن صورة بما يدحض أي ادعاءات بأن الآثار المصرية التي خرجت من مصر بطرق غير مشروعة تلقى الاهتمام والزخم مقارنة بوضعها في مصر.
وتواصل وزارة الخارجية رسالتها في دعم كل ما من شأنه تعزيز الصورة الحضارية لمصر في الخارج، لتظل مصر قلب العالم النابض بالحضارة، ومصدر الإلهام للإنسانية
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المتحف المصري الكبير تاريخ الثقافة الحضارة الإنسانية كنوز مصر القديمة مهد الحضارة الإنسانية المتحف المصری الکبیر وزارة الخارجیة
إقرأ أيضاً:
منار عبد العظيم تكتب: المتحف المصري الكبير.. لحظة فخر لكل مصري وأيقونة حضارية يشهد لها التاريخ
تتجه أنظار العالم كله إلى مصر، حيث على هضبة الأهرامات العريقة، يُفتتح قريبًا المتحف المصري الكبير، الصرح الحضاري الذي طال انتظاره، منذ خطواتك الأولى داخل المنطقة، تشعر بعظمة المكان، طرق واسعة، مساحات خضراء، وممرات مزينة بالهوية البصرية المصرية، وكأنك تدخل بوابة تعبر بك عبر آلاف السنين من التاريخ.
هذا المتحف ليس مجرد مبنى، بل مدينة ثقافية متكاملة، تضم قاعات عرض ضخمة، مناطق ترفيهية، مطاعم ومقاهي، وحتى حفلات موسيقية. كل زاوية فيه تروي قصة، وكل قطعة أثرية تحمل سرًا من أسرار الحضارة المصرية القديمة.
بدأت الحكاية عام 2002 بوضع حجر الأساس، وشهد المشروع مراحل متعددة من التهيئة والبناء والتطوير، حتى أصبح اليوم صرحًا يليق بعظمة التاريخ المصري. امتدت رحلة الإنجاز أكثر من عقدين، جمع خلالها المهندسون والفنانون والعلماء جهودهم لخلق تحفة فنية تمزج بين التاريخ والهندسة الحديثة.
وفي أكتوبر 2024، بدأ التشغيل التجريبي للمتحف، حيث تم اختبار أنظمة الإضاءة والعرض والخدمات، استعدادًا للحدث الكبير الذي سيجذب ملوكًا ورؤساء وزعماء من مختلف دول العالم.
عند دخولك، تشعر وكأنك تسافر عبر الزمن يضم المتحف 12 قاعة عرض رئيسية تمتد على مساحة 18 ألف متر مربع، تأخذ الزائر من بدايات الحضارة المصرية وحتى ذروة مجدها.
من الفأس الحجرية القديمة، مرورًا بمركبي الملك خوفو الخشبيين، وصولًا إلى القطع الأثرية النادرة التي لم يشاهدها العالم من قبل، كل قطعة تحكي قصة، وكل قاعة تنقلك لعصر مختلف.
وليس الأطفال بعيدين عن التجربة؛ فالمتحف يضم متحف الطفل التفاعلي الذي يمكنهم من تعلم تاريخ مصر بطريقة ممتعة ومبتكرة، مع أنشطة تعليمية وتجارب تفاعلية تجعل الرحلة مليئة بالدهشة والاكتشاف.
مع اقتراب الافتتاح الرسمي في 1 نوفمبر 2025، يرتقب العالم حدثًا استثنائيًا، الإعلام الدولي يحشد كاميراته، والشخصيات الكبرى تستعد للحضور، إنها لحظة فخر لكل مصري، لأنها تجسد رؤية الدولة في الحفاظ على التراث وإبرازه للعالم في أبهى صورة.
التجهيزات في محيط المتحف مبهرة، من الطرق والشوارع إلى الهوية البصرية، وكل شيء هنا يروي حكاية مصر المعاصرة التي تبني وتعمر في الداخل والخارج، لتقدم نموذجًا حضاريًا عالميًا.
المتحف يمثل أكثر من مجرد معرض للآثار؛ فهو محرك للسياحة والاقتصاد، حيث يُتوقع أن يستقطب ملايين الزوار سنويًا، ويخلق فرص عمل ويعزز الإيرادات السياحية، ويضع مصر على خريطة الوجهات الثقافية العالمية.
إنه أيقونة حضارية حقيقية، تروي للعالم أن مصر ليست فقط مهد الحضارات، بل دولة حية تنبض بالابتكار والإبداع، تجمع بين الماضي العريق والمستقبل الواعد، وأن إرادة المصريين قادرة على تحويل أحلامهم التاريخية إلى واقع ملموس يبهر العالم