كوالالمبور- ناشدت منظمة دول جنوب شرقي آسيا "آسيان" شركاءها الدوليين لا سيما الدول الكبرى تجنيب منطقة جنوب شرقي آسيا صراعات النفوذ.

ولدى افتتاحه مؤتمر وزراء دفاع "آسيان" والدول الشريكة، اليوم السبت، في العاصمة الماليزية كوالالمبور، شدد وزير الدفاع الماليزي خالد نور الدين على الحفاظ على إبقاء المنظمة "واحة للسلام والحرية والحياد وليس مسرحا للتنافس الإستراتيجي".

وحضر اجتماع وزراء دفاع (آسيان+) أكثر من 20 وزيرا، منهم وزير الحرب الأميركي بيت هيغسيث، ووزير الدفاع الصيني دونغ جون، والهندي رانجاث سينغ، والإندونيسي جفري شمس الدين، والياباني شينجيرو كيوزومي.

ووجّه الوزير نور الدين، بصفته رئيس مؤتمر دفاع "آسيان"، رسالة إلى شركائها، "استمروا في الانخراط مع آسيان وفق مبادئها وقيمها والتزامها بالسلام، واحترموا التقاليد التي بنيناها وقدّروا شرف تعهداتكم بروح اتفاقية آسيان للصداقة والتعاون".

توجهات جديدة

تحاول آسيان التعامل مع ما وصفت بالتهديدات غير التقليدية وتجنيب منطقتها أخطار التنافس بين الدول الكبرى. وظهرت توجهاتها الجديدة في مؤتمر وزراء دفاعها الـ19 والدول الشريكة في كولالمبور.

وخلال المؤتمر، أُعلن عن 20 مبادرة من شأنها تشكيل مستقبل الأمن الإقليمي في جنوب شرق آسيا، مثل:

التدريب العسكري المشترك، لا سيما القوات البحرية، ودول آسيان مجتمعة مع الدول الأخرى. والحد من التوترات الحدودية بين الدول الأعضاء. والتهديدات الأمنية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي وهجمات الإنترنت.

ومن أبرز التوجهات التي كشف عنها مؤتمر وزراء دفاع آسيان:

توسيع الدبلوماسية لتشمل الانخراط العسكري، حيث أقرت آسيان لأول مرة في تاريخها إرسال فرق عسكرية مشتركة لمراقبة وقف إطلاق النار بين اثنتين من الدول الأعضاء، هما كمبوديا وتايلند، خلافا للتقليد السابق الذي يقضي بعدم التدخل في النزاعات البينية، وبهدف تثبيت اتفاق السلام الذي وقع بين البلدين برعاية أميركية وماليزية. العمل على تعزيز وحدة "آسيان" في علاقاتها بالدول الكبرى، سواء بما يتعلق بالتنافس في بحر جنوب الصين وتطبيق مذكرة قواعد السلوك الموقعة بين آسيان والصين، أم في العلاقة بالولايات المتحدة بما يضمن حرية الملاحة والتجارة. إعلان

ومن البيانات الصادرة عن لقاءات آسيان بشركائها، يتضح أنها تتطلع إلى تعزيز الشراكة الاقتصادية مع الصين والأمنية مع الولايات المتحدة؛ حيث وُقّع اتفاق بين آسيان وأميركا لإجراء تدريبات عسكرية مشتركة.

ويخالف هذا الاتفاق التقليد السابق المتمثل بتدريب ثنائي أو ثلاثي للدول وعدم وجود تدريب مشترك بين كتلة "آسيان" ودول أخرى، بينما أشادت المنظمة بدور الصين في دعم التنمية والانتعاش الاقتصادي في المنطقة.

مواجهة التحديات غير التقليدية: حيث ناقش مؤتمر وزراء الدفاع سبل مواجهة الهجمات الإلكترونية ومخاطر الذكاء الاصطناعي التي تسببت بخسائر اقتصادية ضخمة في العديد من دول المنطقة. وهي أخطار تشكّلها نشاطات مجموعات خارجة على سيطرة الدول، إضافة إلى آثار التغير المناخي على الأمن الغذائي، وهي قضايا لم تكن على جداول أعمال آسيان في السابق.

"آسيان".. تحالف يضم 11 دولة في قلب صراع على النفوذ بين الصين والولايات المتحدة، فمن سيربح آسيا في القرن القادم؟ #الجزيرة_فيديو pic.twitter.com/4gpRxlcjNm

— قناة الجزيرة (@AJArabic) October 30, 2025

فلسطين حاضرة

وفي اجتماع آسيان والدول الشريكة، دعا وزير الدفاع الماليزي الدول المشاركة إلى معاقبة المخالفين للقانون الدولي، على رأسهم إسرائيل بسبب خروقاتها في فلسطين وقطاع غزة.

وقال "على كل دولة سواء أكانت صغيرة أم كبيرة الالتزام الجاد برفض تجاوز القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، وفي هذا الصدد تعرب ماليزيا عن قلقها الشديد تجاه الكارثة الإنسانية في فلسطين وغزة، حيث يستعمل التجويع والحرمان وسيلة حرب".

ودعمت ماليزيا الخطة الأميركية لإنهاء الصراع في قطاع غزة، وثمّنت ما وصفتها بالخطوات البنّاءة التي اتخذتها كمبوديا وتايلند للحوار من أجل حل النزاعات الحدودية، ودعم الشركاء خاصة الولايات المتحدة ودول "آسيان" الأخرى والصين لمساند هذا الحل السلمي.

وكانت أجواء التوتر في بحر جنوب الصين وضمان حرية التجارة فيه قد هيمنتا على محادثات وزراء دفاع المنظمة مع نظرائهم من خارجها.

وشدد وزراء "آسيان" على أن يكون حل مشاكل بحر جنوب الصين في إطاره الإقليمي وبحوار دول المنظمة والقوى الدولية.

وزير الدفاع الماليزي خالد نور الدين (يمين) يستقبل نظيره الأميركي بيت هيغيسث في مؤتمر "آسيان" (وزارة الدفاع الماليزية)الصين وأميركا

والتقى وزير الحرب الأميريكي بيت هيغسيث، بوزير الدفاع الصيني دونغ جون، أمس الجمعة، على هامش مؤتمر وزراء الدفاع في منظمة "آسيان" في كوالالمبور.

وفي تغريدة للوزير هيغسيث، بعد الاجتماع، قال إنه سلّط الضوء على ضرورة الحفاظ على توازن القوى في المحيطين الهادي والهندي.

وكانت حرية الملاحة في بحر جنوب الصين حاضرة في اجتماع هيغسيث والوزير الماليزي نور الدين، وأكد الجانبان في بيان مشترك عقب الاجتماع التزامهما بالأمن والسلام فيه، وشددا على أهمية احترام سيادة الدول على مناطقها.

بينما أعرب نور الدين عن رفض بلاده أعمال البحث والتنقيب، في مناطق وصفها بالضبابية بحراسة قوات عسكرية أجنبية، وقال إنها أنشطة استفزازية تخترق سيادة الدول، ودعا الطرفين إلى الحوار من أجل تفادي أي حوادث غير محسوبة.

وأكد وزراء الدفاع في منظمة آسيان لنظيرهم الصيني دونغ جون ضرورة أن يتماشى التعاون الاقتصادي بين كتلة "آسيان" والصين مع تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.

إعلان

وقال الوزير نور الدين في مستهل اللقاء، إن دول "آسيان" تتطلع للعمل يدا بيد مع الصين من أجل الأمن والاستقرار وحرية الملاحة واحترام السيادة في بحر جنوب الصين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات فی بحر جنوب الصین الدفاع المالیزی مؤتمر وزراء وزیر الدفاع وزراء دفاع نور الدین

إقرأ أيضاً:

وزير التعليم العالى يلقي كلمة مصر في مؤتمر اليونسكو

ألقى الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، كلمة مصر أمام الدورة الثالثة والأربعين للمؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في مدينة سمرقند بجمهورية أوزبكستان. 

إطلاق تقرير استراتيجي حول توسيع نطاق التعليم العالي الرقمي في مصر وزير التعليم العالي يهنئ جامعة حلوان بفوزها بجائزة الشراكات الدولية 2025

جاء ذلك بحضور رئيس المؤتمر العام، ورئيسة المجلس التنفيذي، والمديرة العامة، والوزراء ورؤساء الوفود، وممثلي الدول الأعضاء.

ووجه وزير التعليم العالي التهنئة للسفير  خوندكِر محمد طلحة المندوب الدائم لبنجلاديش، على انتخابه رئيسًا للدورة الثالثة والأربعين للمؤتمر العام، متمنيًا له التوفيق في مهام منصبه الجديد. 

وأعرب وزير التعليم العالي عن شكر حكومة مصر لحكومة أوزبكستان الشقيقة على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مشيرًا إلى انضمام وفد مصر إلى بيان المجموعة العربية الذي سيلقيه السيد السفير علي عبد الله الحاج آل علي، المندوب الدائم لدولة الإمارات العربية المتحدة.

وأعرب وزير التعليم العالي عن شكر مصر شعبًا وقيادة وحكومة لجميع الدول التي انتخبت د.خالد العناني مرشح العرب وإفريقيا، لمنصب المدير العام لليونسكو، بعد حصوله على أغلبية غير مسبوقة؛ مما يعكس مؤهلاته المتميزة وقدرته على تعزيز دور المنظمة في مرحلة تاريخية استثنائية لتحقيق السلام والتنمية، وتدعو مصر الدول الأعضاء إلى التصديق على اختيار د.خالد العناني لمنصب المدير العام للمنظمة، ومواصلة النهج التوافقي لإقرار الميزانية والبرنامج بما يتيح له الشروع في تنفيذهما وفق ولاية جماعية ذات أساس صلب.

وأكد وزير التعليم العالي أن فترة العامين السابقين منذ انعقاد الدورة الثانية والأربعين للمؤتمر العام لليونسكو حفلت بكثير من الخطط والمشاريع التي عززت جهود المنظمة نحو تحقيق أهدافها، رغم تحديات عالمية جسيمة، أبرزها آثار جائحة كوفيد، والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي خلف عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، ودمر عشرات المدارس والجامعات، والمواقع الأثرية، ودور العبادة، واستهدف الإعلاميين، فضلا عن الأزمات الإنسانية، وظروف الطوارئ في دول عدة؛ وهو ما استدعى من اليونسكو التحرك العاجل للتخفيف من آثارها وحماية مجالات عملها.

تطورات إيجابية بين مصر واليونسكو خلال عامين

ونوه وزير التعليم العالي أن التعاون بين مصر واليونسكو شهد خلال العامين الماضيين تطورات إيجابية، من أبرزها دعم المجلس التنفيذي لمبادرة التكيف والصمود في مجال المياه (AWARe) وإدماجها ضمن البرنامج الحكومي الدولي للمياه (IHP)، ومشاركة مصر في إحياء برنامج FRIEND-Nile  كما اعتمد المجلس قرار "بنك المعرفة المصري"، وزارت وفود دولية مصر في مايو 2024 للاطلاع على تجربته، إلى جانب توقيع اتفاقية بين مصر واليونسكو؛ لدعم التعاون الأكاديمي في الهندسة المعمارية والتخطيط الحضري، شملت إنشاء الأكاديمية الدولية لتعزيز الاستدامة البيئية ودعم جهود إعادة الإعمار في مناطق النزاعات بإفريقيا والشرق الأوسط.

وأما في مجال الثقافة، أشار الوزير إلى أن مصر تواصل جهودها لتعزيز وصون التراث المادي وغير المادي، ومكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية، والمشاركة الفعالة في تنفيذ اتفاقيات اليونسكو الثقافية، مع التركيز على التعاون الدولي للتغلب على التحديات التي تواجه المنطقة العربية والإفريقية، وتنفيذ أولويات إفريقيا، مشيرًا إلى أنه مثل قرار الدورة 47 للجنة التراث العالمي رفع موقع التراث العالمي المصري "دير أبو مينا" من قائمة التراث المهدد بالخطر تتويجًا لجهود مصر والتعاون مع اليونسكو، كما يتطلع وفد مصر إلى اعتماد قرار إحياء اليوم العالمي للتراث الثقافي المغمور بالمياه؛ تقديرًا لقيمته الحضارية، كما أبرز الوزير افتتاح المتحف المصري الكبير غدًا، الأول من نوفمبر؛ باعتباره صرحًا ثقافيًا وحضاريًا فريدًا، وأكبر متحف في العالم مخصص لتاريخ الحضارة المصرية القديمة.

ولفت وزير التعليم العالي إلى أن مصر سعت لتعزيز حضورها في اليونسكو وأجهزتها ولجانها، وعلى رأسها المجلس التنفيذي، إيمانًا بأهمية رسالة المنظمة الإنسانية والدور المحوري لمجلسها في ضمان تنفيذها، كما التزمت مصر أثناء عضويتها في المجلس بالسعي الجاد نحو تحقيق التوافق بين وفود الدول الأعضاء وتجنب تسييس الموضوعات المطروحة، واستمرارًا لهذا النهج، بادرت مصر للترشح لعضوية المجلس التنفيذي عن المجموعة 5-ب للفترة من 2025-2029 متطلعة إلى الحصول على دعم الدول أعضاء المنظمة لذلك الترشح، كما ترشحت مصر أيضًا لعضوية المجلس الحكومي الدولي للمياه IHP، آملة أن يحظى هذا الترشيح بتأييد الدول الأعضاء.

وذكر وزير التعليم العالي أن مصر تتطلع إلى دورة موفقة للمؤتمر العام، تنتقل فيها شعلة المنظمة من إدارة حالية إلى إدارة جديدة تضيف للإنجازات البارزة التي حققتها اليونسكو، وتتيح للجميع توحيد الإرادات لاتخاذ القرارات الصائبة التي تلبي تطلعات الشعوب نحو السلام والتنمية في العالم أجمع.

يذكر أنه يرافق الوزير في هذه الدورة الاستثنائية للمؤتمر العام لليونسكو، وفد يضم كلا من د.أيمن فريد مساعد الوزير، رئيس قطاع الشؤون الثقافية والبعثات، والمشرف على اللجنة الوطنية المصرية لليونسكو، ود.هالة عبد الجواد مساعد الأمين العام للجنة الوطنية لليونسكو، والدكتور طارق أبو الفتوح الملحق  الثقافي بالمكتب الثقافي بباكو أذربيجان.

وتعقد هذه الدورة الاستثنائية للمؤتمر العام لليونسكو للمرة الأولى في مدينة سمرقند وخارج باريس منذ نحو أربعين عامًا، بمشاركة 194 دولة لمراجعة أوضاع المنظمة وقرارات المجلس التنفيذي، ويعقد المؤتمر العام لليونسكو مرة كل عامين بمشاركة الدول الأعضاء الـ١٩٤، لمناقشة أوضاع المنظمة، ومراجعة قرارات المجلس التنفيذي التي تم اتخاذها خلال الفترة بين الدورتين، ومن المقرر أن يشارك الوزير في الجلسة الافتتاحية للجنة التعليم، وجلسة الحوار الوزاري الخاصة بوزراء التعليم، كما سيعقد عددًا من اللقاءات الثنائية مع وزراء التعليم العالي لعدد من الدول العربية والآسيوية والأوروبية؛ لبحث سبل تعزيز التعاون الأكاديمي والعلمي المشترك.

مقالات مشابهة

  • هيغسيث يستعدي آسيان ضد الصين ويعرض دعما أميركيا
  • روسيا تعتزم زيادة التعاون البحري العسكري مع رابطة "آسيان"
  • رئيس وزراء كندا: تعهدنا بزيادة الإنفاق الدفاعي في الناتو
  • رئيس وزراء كندا: محادثتي مع الرئيس الصيني شكّلت نقطة تحوّل في العلاقات
  • رئيس بيلاروسيا: نشر صواريخ أوريشنيك الروسية.. ديسمبر المقبل
  • فيدان: اجتماع وزاري في إسطنبول لبحث خطة السلام في غزة
  • وزير التعليم العالى يلقي كلمة مصر في مؤتمر اليونسكو
  • الصين تعلن استعدادها لإعفاء جميع البضائع الإفريقية من الرسوم.. أمريكا تصدر تحذيراً صريحاً!
  • توصيات مؤتمر إطلاق الخطة العربية للوقاية والحد من أخطار المخدرات