كشف المتحدث باسم الأدلة الجنائية في قطاع غزة، محمود عاشور، الجمعة، عن تفاصيل مروعة تتعلق بجثامين الشهداء التي وصلت إلى المستشفيات خلال الأيام الأخيرة، موضحا أن معظمها كانت معصوبة الأعين ومكبلة الأيدي والأقدام، في مشهد وصفه بأنه "يدعو للقلق بشأن طبيعة الانتهاكات التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيون" خلال احتجازهم لدى قوات الاحتلال الإسرائيلي.



وقال عاشور، في تصريحات نقلتها وكالة معا الفلسطينية، إن لدى الجهات المختصة أدلة موثقة تثبت تعرض عدد من الأسرى للتعذيب قبل قتلهم، مؤكدا أن تلك الممارسات تمثل "خرقا صارخا للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف".

ودعا المتحدث باسم الأدلة الجنائية المؤسسات الدولية والحقوقية إلى دخول قطاع غزة بشكل عاجل لتوثيق هذه الانتهاكات تمهيدا لـ"محاسبة الاحتلال على جرائمه"، محذرا من أن "الصمت الدولي يسهم في استمرار هذه الممارسات الوحشية".

صعوبة تحديد الهويات وآثار تعذيب مروعة
ويذكر أن المدير العام لنادي الأسير الفلسطيني، أمجد النجار، كشف في وقت سابق عن امتلاك النادي "آلاف الشهادات" من أسرى سابقين أكدوا تعرضهم "لأشد أنواع التعذيب". وقال النجار إن المعاينات الأولية لجثامين الشهداء الأسرى التي تم استلامها مؤخرا "أظهرت آثار تعذيب بدني مباشر شملت كدمات وكسور وحروق"، مرجحا أن تكون ناجمة عن استخدام أدوات الصعق الكهربائي التي أعلن الوزير المتطرف إيتمار بن غفير عن استخدامها ضد الأسرى.

وأضاف أن بعض الجثامين بدت عليها آثار حروق شديدة جعلت من الصعب تحديد هويات أصحابها، مشيرا إلى أن بعضها أظهر علامات تقييد حديدي طويل الأمد أدى إلى اختراق الجلد ووصول القيود إلى العظام، فضلا عن انتهاكات جنسية وتعذيب جسدي واضح.

وأوضح النجار أن جميع الجثامين كانت "هياكل عظمية هزيلة"، ما يشير إلى تجويع كامل وسوء تغذية متعمد، بالإضافة إلى تساقط الشعر وتكسر الأظافر، وهي مؤشرات على "ظروف احتجاز غير إنسانية على الإطلاق".


إعدامات ميدانية وسرقة أعضاء بشرية
من جانبه، أكد مدير مكتب الإعلام الحكومي في غزة، إسماعيل الثوابتة، أن "معظم الجثامين وصلت في حالة مزرية تظهر تعرض أصحابها لإعدام ميداني وتعذيب ممنهج"، مضيفا أن بعض الشهداء أعيدوا "معصوبي الأعين ومقيدي الأيدي والأرجل، فيما بدت على آخرين علامات خنق وحبال حول الرقبة، في مؤشر واضح على عمليات قتل متعمد".

وأشار الثوابتة إلى أن أجزاء من أجساد العديد من الشهداء مفقودة، بينها "عيون وقرنيات وأعضاء داخلية"، مؤكدا أن ذلك "يؤكد تورط الاحتلال في سرقة أعضاء بشرية من جثامين الأسرى والشهداء".

وهذه ليست المرة الأولى التي توجه فيها هذه الاتهامات للاحتلال الإسرائيلي، إذ سبق أن أعلن مكتب الإعلام الحكومي في غزة في كانون الأول/ديسمبر 2023 أن الاحتلال "سرق أعضاء حيوية من جثامين 80 شهيدا" خلال حرب الإبادة الجماعية على القطاع. 

وأوضح المكتب حينها أن الجثامين "سلمت مشوهة من معبر كرم أبو سالم للدفن في محافظة رفح"، دون أن يكشف الاحتلال عن هويات الضحايا أو أماكن احتجازهم.

وأكد بيان المكتب في ذلك الوقت أن "ملامح الضحايا تغيرت بشكل كبير، في إشارة واضحة إلى سرقة أعضاء بشرية حيوية"، في حين لم تقدم السلطات الإسرائيلية أي تفسير رسمي.

احتجاز مئات الجثامين الفلسطينية
ووفق الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء، لا يزال الاحتلال يحتجز 735 جثمانا، بينهم 256 شهيدا في مقابر الأرقام، و497 شهيدا منذ استئناف سياسة الاحتجاز عام 2015. كما وثقت الحملة احتجاز 336 جثمانا منذ اندلاع الحرب الحالية على غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.

وبينت الحملة أن بين الجثامين المحتجزة 86 تعود لشهداء من الحركة الأسيرة، و67 لطفل لم تتجاوز أعمارهم 18 عاما، إضافة إلى 10 نساء.

ويعد الشهيد المقدسي جاسر شتات، الذي استشهد عام 1968، أقدم من يحتجز الاحتلال الإسرائيلي جثمانه حتى اليوم داخل مقابر الأرقام، بينما تعود أصغر الجثامين للطفلين خالد الزعانين من بيت حنينا ووديع عليان من جبل المكبر، ويبلغان من العمر 14 عاما فقط.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية غزة تعذيب اسرى غزة تعذيب سرقة اعضاء الادلة الجنائية المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أعضاء بشریة

إقرأ أيضاً:

الإعلام الحكومي بغزة: 3203 عدد شاحنات المساعدات التي دخلت القطاع حتى أمس

أعلن الإعلام الحكومي بغزة، منذ قليل، إن إجمالي عدد شاحنات المساعدات التي دخلت القطاع منذ وقف إطلاق النار وحتى أمس بلغ 3203 ، موضحًا أن المتوسط اليومي لدخول شاحنات البضائع والمساعدات 145 فقط من 600 شاحنة متفق عليها، وفقًا للقاهرة الإخبارية.

غارات إسرائيلية على غزة بعد إعلان الاحتلال تسلم جثثًا لا تعود لرهائن مسؤول فلسطيني: ما يجري في غزة حرب إبادة ممنهجة لمحو الهوية والإنسانية


وعلى صعيد آخر، قالت وزارة الصحة في غزة، إن مستشفيات القطاع استقبلت 22 شهيدا و9 إصابات خلال الـ 48 ساعة الماضية.
وأضافت في بيان، اليوم السبت، أنه لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم حتى اللحظة.
وأشارت إلى ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 68,858 شهيدًا و170,664 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023.
ولفتت إلى أنه منذ وقف إطلاق النار في 11 أكتوبر الماضي بلغ إجمالي الشهداء 226، والإصابات 594، والانتشال 499.
وأفادت باستلام 30 جثمانًا لشهداء تم الإفراج عنهم يوم أمس من قبل الاحتلال الإسرائيلي وبواسطة منظمة الصليب الأحمر، ليرتفع بذلك إجمالي عدد جثامين الشهداء المستلمة إلى 225 جثمانًا.

 

مقالات مشابهة

  • الصحة بغزة: الاحتلال يرفض الإفصاح عن هوية جثامين الشهداء رغم علمه بأصحابها
  • الإعلام الحكومي بغزة: 3203 عدد شاحنات المساعدات التي دخلت القطاع حتى أمس
  • غزة: كشف تفاصيل إضافية صادمة حول جثامين الشهداء المُستلمة من الاحتلال
  • الإعلام الحكومي في غزة: الاحتلال سرق أعضاء الشهداء
  • مسئول فلسطيني: دفعة الجثامين التي سلمتها إسرائيل أمس معظمها ذائبة أو عظام
  • البرش لـ"صفا": دفعة الجثامين الأخيرة هي الأصعب ومعظمها ذائبة أو عظام
  • متحدث الأدلة جنائية في غزة : توثيق تعذيب العدو الصهيوني للأسرى قبل قتلهم
  • أدلة جنائية بغزة تثبت تعذيب الأسرى قبل استشهادهم
  • الاحتلال يفرج عن دفعة من جثامين الشهداء بغزة ضمن صفقة التبادل