"باحث" يكشف عن خدعة معمارية بالمتحف الكبير لمحاكاة ظاهرة تعامد الشمس
تاريخ النشر: 1st, November 2025 GMT
قال الدكتور محمد خميس، الباحث الأثري، إن المتحف المصري الكبير أثر معماري بحد ذاته وعنصر جذب رئيسي، ويتميز تصميم المتحف ببراعة فائقة في استلهام الحضارة المصرية القديمة والتعامد معها.
وأضاف “خميس”، خلال لقائه مع الإعلامي عمرو حافظ، ببرنامج “كل الكلام”، المذاع على قناة “الشمس”، أن الواجهة الزجاجية للمتحف مصممة لتعكس شكل الأهرامات، وتقع في موقع يضمن التعامد والتوازي المباشر مع أهرامات الجيزة، وهذا الموقع ليس صدفة، بل هو استحضار لمفاهيم الأزلية في العمارة المصرية القديمة، موضحًا أنه من أبرز الخدع المعمارية هي فتحة زجاجية في الواجهة فوق المدخل، تبدو للزائر العادي كأنها خطأ في التشطيب؛ لكن هذه الفتحة مصممة خصيصًا لحدوث تعامد ضوئي على وجه تمثال رمسيس الثاني في البهو العظيم، يُحاكي تعامد الشمس على وجه رمسيس في معبد أبو سمبل، وهو ما تحقق بالفعل في 22 أكتوبر الماضي.
وأوضح أنه بمجرد دخول الزائر إلى المتحف المصري الكبير، يستقبله مشهد مهيب يُعد بمثابة نواة وروح المتحف، وهو تمثال رمسيس الثاني التحدي الذي أصبح واقعًا، حيث يُعد تمثال الملك العظيم رمسيس الثاني تحفة الإبهار الأولى في المتحف، مؤكدًا على ضرورة التوقف عنده لسببين؛ أولهما براعة الترميم، حيث أن هذا التمثال العملاق تم نقله من ميدان رمسيس بعد أن كان في الأصل في ممفيس، وكان مقسمًا إلى ست قطع مكسورة؛ لكن بفضل جهود المرممين المصريين، وعلى رأسهم المرمم العبقري أحمد عثمان، تم تجميعه ليظهر سليماً بالكامل تحديًا لكل من شكك في إمكانية نقله وترميمه، والسبب الثاني عظمة الاستقبال، حيث تم اختياره ليصبح سفير الاستقبال للمتحف لعظمة وقوة صاحب الأبهة الذي يليق بهذا الصرح.
ولفت إلى أنه خلف تمثال رمسيس الثاني مباشرة، يقع عمود النصر لابنه الملك مرنبتاح، وهذا العمود يحمل أهمية تاريخية قصوى، حيث يوثق العمود انتصار مرنبتاح على شعوب البحر، وهم تحالف غامض من الغزاة الذين كانوا أقوياء لدرجة أنهم قضوا على إمبراطورية الحيثيين، ورغم أن هذه الشعوب كانت شوكة في حلق رمسيس الثاني، استطاع ابنه مرنبتاح أن ينتصر عليهم ثم قضى عليهم رمسيس الثالث لاحقًا بشكل كامل لدرجة أن هويتهم التاريخية ضاعت.
ونوه بأنه يجب على الزائرين المهتمين بالتفاصيل الدرامية الوقوف عند قصة رمسيس الثالث، آخر الملوك العظام، حيث كشفت آثار التحقيق في عهده عن دروس تاريخية في العدالة والقانون، حيث اغتيل رمسيس الثالث في مؤامرة مدبرة من زوجته الفرعية "تيي" وابنها "بينتاور"، الذي أرادت تنصيبه ملكًا، ورغم نجاح المؤامرة في قتل الملك بضربه في رقبته وقدمه، إلا أن النظام المصري لم يقبل بتنصيب قاتل أبيه؛ وتم تقديم المتآمرين للمحاكمة، وصدور أحكام متدرجة، بدلاً من قتلهم جميعًا بـ"الجهالة"، وأشهر نتائج هذه المحاكمات كانت مومياء بينتاور (المومياء الصارخة)، التي تم تحنيطها بطريقة مهينة “ملفوفة بجلد الماعز” لمنعه من الخلود، وهي اللقطة التي ألهمت صناع فيلم The Mummy.
وأكد أن المتحف المصري الكبير هو دعوة للجميع لمشاهدة ليس فقط الآثار، بل القصص وراءها والعبقرية الهندسية والمعمارية التي أحضرتها إلينا.
اقرأ المزيد..
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الدكتور محمد خميس الباحث الأثري المتحف المصري الكبير المتحف المصري كل الكلام المتحف الکبیر رمسیس الثانی
إقرأ أيضاً:
خبير أثري لـ"الوفد": تمثال رمسيس الثاني أهم قطعة في المتحف الكبير لهذا السبب
على الرغم من أن مجموعة توت عنخ آمون ستكون النجم في حفل افتتاح المتحف المصري الكبير بلا منازع، إلا أن هناك قطعة أثرية ستحظى بأهمية رمزية وتاريخية فائقة، وهي تمثال رمسيس الثاني وفقًا لرأي علي أبو دشيش، خبير الأثار المصرية والمدير التنفيذي لمؤسسة زاهي حواس للآثار والتراث.
قال الدكتور علي أبو دشيش خلال تصريحات خاصة لـ "بوابة الوفد" الإلكترونية، إن تمثال الملك رمسيس الثاني يُعد أهم وأبرز القطع الأثرية في المتحف المصري الكبير، مشيرًا إلى أنه يمثل الواجهة الرسمية للمتحف وأيقونة تعبر عن عظمة الحضارة المصرية القديمة.
وأضاف خبير الأثار المصري، أن تمثال رمسيس الثاني ليس مجرد قطعة أثرية ضخمة، بل رمز ملكي خالد يجسد قوة وهيبة الفراعنة، واختيار تمثال رمسيس ليكون في مدخل المتحف لم يكن صدفة، بل اختيار مدروس بعناية، لأنه يجمع بين الجمال الفني والدلالة التاريخية، ويعبر عن رسالة مصر للعالم بأن حضارتها ما زالت قائمة وشامخة، موضحًا أن رحلته من ميدان رمسيس ثم إلى موقعه الجديد عند المدخل العظيم للمتحف كانت عملية لوجستية وتاريخية ضخمة بحد ذاتها، حيث أصبح يمثل البوابة الحديثة للعبور إلى مصر القديمة.
يقف تمثال الملك رمسيس الثاني شامخًا عند مدخل المتحف المصري الكبير، كأنه يستقبل زواره برسالة صامتة تقول إن الحضارة المصرية ما زالت تنبض بالحياة، وهذا التمثال الذي تخطى عمره ثلاثة آلاف عام، تحول من مجرد أثر فرعوني إلى رمز لعظمة مصر القديمة وواجهتها الحديثة في آن واحد.
التمثال المصنوع من الجرانيت الوردي النادر يجسد ملامح القوة والهيبة التي ميزت شخصية الملك رمسيس الثاني، أحد أعظم ملوك الأسرة التاسعة عشرة، تتجلى على وجهه ملامح الثقة والسكينة، وفي عينيه نظرة تمتد نحو الأفق، كأنه يراقب عبور الزمن ويشهد على ميلاد عهد جديد للحضارة المصرية.
قصة التمثال لم تكن سهلة؛ فقد نُقل لأول مرة عام 1955 من موطنه الأصلي بقرية ميت رهينة بالبدرشين إلى قلب العاصمة، ليصبح نجم ميدان رمسيس الشهير. لعقود طويلة ظل التمثال شاهدًا على حياة القاهرة الحديثة، حتى بدأت عوامل التلوث والاهتزازات تهدد سلامته، فصدر القرار التاريخي بنقله مجددًا إلى بيئة آمنة أمام المتحف المصري الكبير في عام 2006، في عملية نقل معقدة وصفها الخبراء بأنها ملحمة هندسية بكل المقاييس.
ومنذ ذلك الحين، تحوّل تمثال رمسيس الثاني إلى رمز مدخل المتحف، حيث صُممت ساحة الاستقبال لتضعه في محور بصري مدهش يجعل الزائر يراه أول ما تطأ قدماه المتحف. تقف خلفه الواجهة الزجاجية العملاقة التي تعكس صورته في النهار وتُضيئه ليلاً، في مزيج فني يربط بين الماضي والحاضر.