أفادت هيئة البث الإسرائيلية ، بأن إسرائيل تواصل رفضها القاطع لنشر أي قوات أمن تركية في قطاع غزة، مؤكدة أنها فرضت "فيتو" حاسماً ضد هذا المقترح.

ونقلت الهيئة عن مسؤولين إسرائيليين كبار أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ما زال يتمسك بمنح تركيا دوراً في إدارة القطاع في مرحلة ما بعد الحرب، الأمر الذي دفع واشنطن إلى دراسة خيارين بديلين:
الأول يتمثل في نشر قوة تركية غير مسلحة بالكامل، أما الثاني فيقتصر على إشراك أنقرة في جهود إعادة إعمار القطاع دون منحها أي صلاحيات أمنية.

وكان موقع "أكسيوس" الأمريكي قد كشف في وقت سابق أن مسؤولين في إدارة ترامب يجرون محادثات مكثفة مع عدد من الدول لتشكيل قوة دولية تتولى الانتشار في غزة. 

وأضاف أن القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) تعمل على إعداد خطة شاملة سيتم الإعلان عنها خلال الأسابيع المقبلة، وتشمل مشاركة وحدات من الشرطة الفلسطينية المحلية إلى جانب تلك القوة الدولية.

وفي سياق متصل، أشارت "كان" في تقرير آخر هذا الأسبوع إلى أن إسرائيل لم توسع حتى الآن نطاق سيطرتها الفعلية داخل القطاع، خلافاً لتصريحات سابقة، موضحة أن هذا القرار جاء بعد مشاورات مباشرة بين مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين.

من جانبه، رفض العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، إرسال قوات أردنية إلى غزة، قائلاً: "الإجابة القصيرة هي لا، لأننا قريبون جداً من هذا الملف سياسياً". لكنه أوضح أن الموقف الأردني يعتمد على طبيعة التفويض الممنوح للقوة الدولية، مشيراً إلى أن "مهام حفظ السلام" قد تكون مقبولة، في حين أن "فرض السلام" بالقوة لن يقبله أي بلد عربي.

وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار المشاورات الدولية حول شكل الإدارة الأمنية والمدنية في غزة بعد الحرب، وسط رفض إسرائيلي مطلق لأي دور عسكري أو أمني تركي، مقابل إصرار أمريكي على إيجاد صيغة تضمن إشراك أنقرة ضمن الترتيبات الإقليمية المستقبلية.

طباعة شارك إسرائيل قوات أمن تركية في قطاع غزة قطاع غزة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تركيا وقطاع غزة تركيا وإسرائيل

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إسرائيل قطاع غزة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تركيا وإسرائيل

إقرأ أيضاً:

محلل إسرائيلي: غزة تدشن مرحلة جديدة من العلاقات بين واشنطن وتل أبيب

قال الباحث والضابط الإسرائيلي السابق ميخائيل ميلشتاين، في مقالة نشرتها صحيفة يديعوت أحرونوت الأحد، إن الولايات المتحدة باتت طرفا حاضرا في الميدان بما يتعلق بقطاع غزة، إذ تتدخل في القرارات العسكرية والسياسية، وتملي على إسرائيل حدود تحركاتها.

وأضاف أن الولايات المتحدة باتت تمارس اليوم نفوذا غير مسبوق في تحديد الواقع الإسرائيلي والفلسطيني، خصوصا في غزة، وأنها لم تعد مجرد "شرطي مرور" يوجه الأوامر من بعيد.

وكتب ميلشتاين أن ما يحدث اليوم يمثل مرحلة جديدة في العلاقات بين واشنطن وتل أبيب، تختلف جذريا عن عقود سابقة شهدت توجيهات أميركية أو ضغوطا ظرفية، إذ تتحول الآن إلى إدارة ميدانية مباشرة تشمل الشؤون المدنية في قطاع غزة، مع نية تدريجية لإحلال إدارة أميركية دولية محل السيطرة الإسرائيلية، أولا في المجال الإنساني ثم ربما الأمني.

وقال ميلشتاين إن التاريخ الإسرائيلي "مشبع بالتدخلات الأميركية"، لكنه يلفت إلى أن "التدخل الحالي ليس تعليمات عليا، بل مشاركة من الداخل"، إذ أنشأت واشنطن مركز التنسيق المدني العسكري في كريات غات ليكون بمثابة غرفة عمليات تدير ملف قطاع غزة.

ورأى أن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ساهمت في الوصول إلى هذا الواقع عبر "التمسك بأوهام كثيرة، أبرزها الامتناع عن مناقشة اليوم التالي للحرب، والاعتماد على القوة العسكرية كأنها بوصلة إستراتيجية، بالإضافة إلى الاعتقاد الخاطئ بأن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ستقف دائما إلى جانبها مهما حدث".

وشرح أن تلك العقلية بلغت ذروتها عندما هاجم نتنياهو قطر عسكريا، وهو ما وصفه ميلشتاين بأنه "خطأ إستراتيجي أدى إلى إنهاء الحرب تحت إكراه أميركي"، إذ خشيت واشنطن من انهيار السيطرة الإسرائيلية على الأرض، ففرضت وقف إطلاق النار، بينما خرجت قطر أكثر نفوذا في الساحة الإقليمية.

إعلان

ويشير الكاتب إلى أن شخصيات بارزة في الإدارة الأميركية، مثل ترامب ونائبه جيه دي فانس ومبعوثه ستيف ويتكوف ومستشاره جاريد كوشنر، أكدت صراحة في تصريحاتها الأخيرة أن واشنطن أجبرت إسرائيل على وقف الحرب، وأن أي تحرك عسكري أو دبلوماسي في غزة يتطلب موافقة مسبقة من الولايات المتحدة.

واشنطن تحدد إيقاع غزة

وأعرب ميلشتاين عن رأيه بأنه من الأفضل لإسرائيل "أن تواجه الواقع كما هو" بدلا من تكرار الروايات المضلِّلة التي تُجمِّل الوقائع.

وكتب "إسرائيل ليست محمية أميركية، لكن نطاق حركتها أصبح محدودا بشكل كبير، والولايات المتحدة هي من تحدد الإيقاع في غزة".

كما قال إن وقف إطلاق النار الراهن هشّ، لكنه سيبقى قائما طالما أراد ترامب ذلك، مرجحا أن يفضي الأمر إلى تسوية جديدة تشمل إقامة إدارة فلسطينية بديلة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ونزعا جزئيا لسلاح الحركة، مع بقائها في المشهد على طريقة حزب الله في لبنان، أي بوجود سياسي محدود ونفوذ ميداني غير رسمي.

أهداف إسرائيل

ومن وجهة نظره، يجب أن تضع إسرائيل نصب عينيها أهدافا واقعية قابلة للتحقيق وهي ضمان عودة جميع الأسرى والمفقودين، والحفاظ على حرية العمل ضد أي تهديد في غزة وفق النموذج اللبناني، وإنشاء آلية مراقبة فعالة لتوزيع المساعدات الإنسانية، والحيلولة دون وصول مواد إعادة الإعمار لحماس.

كما يشدد ميلشتاين على ضرورة وجود نظام رقابة أميركية على محور فيلادلفيا ومعبر رفح لمنع وصول السلاح إلى القطاع.

وختم ميلشتاين مقاله بتحذير واضح من "إن الإصرار على الأمل بالعودة إلى حرب شاملة أو احتلال القطاع مجددا يمنع الحكومة من فهم التغييرات الدراماتيكية التي تحدث. الإنجازات الممكنة اليوم ليست مثالية، لكنها أفضل من سيناريوهات الاستنزاف أو الفوضى".

ورأى أن الدوغمائية وازدراء العلاقات مع العالم، كما ظهر خلال الحرب، لم تضر فقط بصورة إسرائيل، بل منعت تحقيق أهدافها.

وخلص إلى أن "الاعتراف بواقع النفوذ الأميركي لا يُضعف إسرائيل، بل يمنحها فرصة لإعادة صياغة علاقاتها مع واشنطن على أسس عقلانية جديدة بدلا من الارتهان للأوهام".

مقالات مشابهة

  • محلل إسرائيلي: غزة تدشن مرحلة جديدة من العلاقات بين واشنطن وتل أبيب
  • ورقة بحثية تكشف التنسيق بين "تل أبيب" وواشنطن وتآكل مصداقية الهدنة
  • ورقة بحثية لـ"مركز الدراسات" تكشف التنسيق الميداني بين "تل أبيب" وواشنطن وتآكل مصداقية الهدنة
  • إعلام إسرائيلي: الرفات التي تسلمتها تل أبيب أمس تعود لفلسطينيين
  • إعلام إسرائيلي: مقتل 127 ضابطا وجنديا من لولاء جولاني خلال الحرب في غزة
  • إتّهام إسرائيليّ... ماذا قيل في تل أبيب عن اليونيفيل؟
  • مشاركة تركية - واشنطن تسعى إلى الانتهاء من خطة تشكيل قوة دولية في غزة
  • شرق غزة مقابل غرب غزة هل تخطط إسرائيل وواشنطن لتقسيم القطاع؟
  • إعلام عبري: إدارة ترامب ستقدم خطتها لنشر قوات دولية في غزة