صدفة غيرت وجه التاريخ | حكاية الطفل المصري قائد العالم لاكتشاف مقبرة توت عنخ آمون.. من هو حسين عبدالرسول؟
تاريخ النشر: 1st, November 2025 GMT
شهدت فعاليات افتتاح المتحف المصري الكبير، عرضًا توثيقيًا يحكي قصة اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون عام 1922، في قلب مدينة طيبة بالأقصر، على يد الطفل المصري حسين عبد الرسول، الذي لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره آنذاك.
الفيلم استعاد تفاصيل اليوم الذي قاد فيه طفل مصري بسيط الأثري البريطاني هوارد كارتر إلى أعظم اكتشاف أثري في القرن العشرين، لتخرج من باطن وادي الملوك كنوز لم ير العالم مثلها من قبل.
ومع عرض المشاهد الأصلية وصور المقبرة لحظة فتحها لأول مرة عام 1922، عادت الأنفاس لتحبس من جديد أمام بريق الذهب وعبق التاريخ.
في صباح الرابع من نوفمبر عام 1922، كانت الصدفة وحدها على موعد مع واحدة من أعظم الاكتشافات الأثرية في التاريخ الحديث، فبينما كان الطفل المصري حسين عبد الرسول، الذي لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره، يحمل جرار الماء إلى موقع العمل في وادي الملوك بالأقصر، لاحظ أن إحدى الجرار ستسقط من فوق حماره.
وضعها على الأرض ليعيد تثبيتها، لكن ارتطامها بشيء صلب تحت الرمال أثار فضوله. التقط فأسًا صغيرًا كان بحوزته، وبدأ يحفر قليلًا ليجد أولى درجات سلم حجري غامض.
هرع الصبي مسرعًا إلى البريطاني هوارد كارتر، الذي كان قد فقد الأمل بعد خمس سنوات من البحث الفاشل عن مقبرة الملك الشاب توت عنخ آمون.
وما إن سمع كارتر الخبر حتى أسرع إلى الموقع، وبدأ الحفر بنفسه ليكشف عن سلم مكون من 16 درجة يقود إلى باب مختوم بأختام ملكية تشير إلى عهد الملك توت عنخ آمون، أحد ملوك الأسرة الثامنة عشرة.
وفي يوم 26 نوفمبر من العام نفسه، وبعد إزالة الحاجز الأخير، أدخل كارتر رأسه في فتحة ضيقة ومعه مصباح غاز، ليلمح لأول مرة في حياته بريق الذهب يتلألأ في كل زاوية من زوايا المقبرة.
كان المشهد مهيبًا؛ المقبرة لم تفتح منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام، واحتوت على أكثر من خمسة آلاف قطعة أثرية مذهلة، من بينها التابوت الذهبي الشهير والقناع الجنائزي للملك توت عنخ آمون الذي يعد اليوم من رموز الحضارة المصرية القديمة.
ولم ينس كارتر فضل الطفل حسين في هذا الكشف التاريخي، فالتقطت له صورة نادرة وهو يرتديها، لتبقى شاهدًا على أن الصدفة وذكاء طفل مصري بسيط كانا وراء أعظم اكتشاف أثري في القرن العشرين.
تنحدر عائلة عبد الرسول من قرية القرنة بالأقصر، وهي عائلة معروفة بتاريخ طويل في العمل في مجال الآثار والتنقيب. توفي حسين عبد الرسول عام 1997، وكان آخر عضو على قيد الحياة من فريق كارتر الأصلي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المتحف المصري الكبير مقبرة الملك توت عنخ آمون الملك توت عنخ آمون الملک توت عنخ آمون الطفل المصری
إقرأ أيضاً:
نجل مكتشف مقبرة توت عنخ آمون: نمتلك تاريخًا طويلًا في الإعلان الأثري
قال نوبي عبد الرسول، نجل حسين عبد الرسول، مكتشف مقبرة الملك توت عنخ آمون، إنّ عائلته تمتلك تاريخًا طويلًا مع الاكتشافات الأثرية في مصر منذ عام 1881، حين اكتشف جده محمد عبد الرسول خبيئة الدير البحري التي ضمت نحو 40 مومياء ملكية، من بينها مومياوات حتشبسوت ورمسيس الثاني.
وأضاف في مداخلة هاتفية مع الإعلامية بسمة وهبة، مقدمة برنامج "90 دقيقة"، عبر قناة "المحور"، أن هذا الحدث التاريخي خُلّد في فيلم "المومياء" للمخرج شادي عبد السلام الذي وثّق قصة اكتشاف الخبيئة.
علاقة وثيقة بالبعثات الأثرية الأجنبيةوتابعت أن عائلته كانت دائمًا على علاقة وثيقة بالبعثات الأثرية الأجنبية التي جاءت إلى مصر خلال القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، إذ كانت تمتلك خبرة فريدة في جغرافيا وادي الملوك ومناطق الآثار في الأقصر، وهو ما جعلها عنصرًا أساسيًا في نجاح أعمال التنقيب.
وأوضح أن آل عبد الرسول كانوا يقدّمون المساعدة للأثريين الأجانب الذين لم تكن لديهم خبرة كافية بالمنطقة أو بطبيعة المقابر القديمة.
العائلة والبعثات الأثريةوأكد نوبي عبد الرسول أن العلاقة بين العائلة والبعثات الأثرية لم تكن مجرد تعاون عملي، بل كانت علاقة ثقة واحترام متبادل، إذ استعان علماء الآثار بخبراتهم للوصول إلى نتائج مهمة.
وأعرب عن فخره بأن تظل أسرته جزءًا من تاريخ الاكتشافات الكبرى التي غيرت فهم العالم للحضارة المصرية القديمة.