إطلاق مساعد بينترست المدعوم بالذكاء الاصطناعي لتجربة تسوق وإلهام أكثر ذكاءً
تاريخ النشر: 2nd, November 2025 GMT
أعلن تطبيق بينترست عن إطلاق ميزة مبتكرة تحمل اسم "مساعد بينترست" — وهي أداة بحث وتوصيات ذكية تساعد المستخدمين على اكتشاف الملابس والأثاث ومصادر الإلهام الجمالي بطريقة أكثر تخصيصًا وواقعية.
تعتمد الأداة الجديدة على تحليل تفاعلات المستخدمين داخل التطبيق، مثل الصور التي تم حفظها أو اللوحات التي تم إنشاؤها، لتوليد اقتراحات بصرية تتناسب مع الذوق الشخصي لكل مستخدم، فبدلاً من الاعتماد على الكلمات المفتاحية أو البحث الدقيق، صُمم "مساعد بينترست" للتعامل مع الطلبات المفتوحة والمبهمة، مثل "وسائد تناسب ديكور غرفة المعيشة"، ليقدّم نتائج مُلهِمة تعتمد على الذوق والأسلوب لا على الدقة اللغوية فحسب.
ويعتمد "مساعد بينترست" على الذكاء الاصطناعي لفهم سياق المستخدم وتفضيلاته، حيث يقارن بين العناصر المحفوظة في حساب المستخدم وبين لوحات مستخدمين آخرين لديهم اهتمامات مشابهة، ثم يعرض نتائج بصرية تم اختيارها بعناية لتتناسب مع الاتجاه الجمالي المرغوب.
هذه التجربة تتيح للمستخدمين الوصول إلى منتجات وأفكار قد لا يعثرون عليها بالطرق التقليدية، مما يجعل عملية التسوق أو البحث عن الإلهام أكثر متعة وسلاسة.
ويمكن تفعيل الأداة الجديدة بسهولة من خلال النقر على أيقونة الميكروفون داخل تطبيق بينترست، حيث يبدأ المستخدم التحدث بطلبه الصوتي، ليتولى "مساعد بينترست" بعد ذلك تحليل الكلام وتحويله إلى نتائج مرئية مخصصة.
ووفقًا للشركة، فإن الهدف هو جعل عملية البحث "أقرب إلى طريقة التسوق في الحياة الواقعية"، حيث يمكن للمستخدم التحدث بحرية عما يبحث عنه، بينما يتولى الذكاء الاصطناعي مهمة اقتراح ما يناسبه بصريًا ووظيفيًا.
اللافت في هذا التحديث أن بينترست ركّزت على الجانب متعدد الوسائط للأداة الجديدة، إذ تجمع بين الصوت والصورة والبيانات السلوكية لتوليد نتائج دقيقة ومميزة، وتطمح الشركة إلى أن تصبح هذه التقنية وسيلة يومية للمستخدمين الذين يبحثون عن إلهام بصري مخصص، سواء في مجالات الموضة أو التصميم الداخلي أو الديكور المنزلي.
إلى جانب ذلك، تأتي هذه الخطوة في وقت تواجه فيه بينترست تحديًا متزايدًا يتعلق بانتشار المحتوى المُولّد بالذكاء الاصطناعي على منصتها، ما جعل من الصعب على المستخدمين العثور على منتجات حقيقية أو صور أصلية يمكن شراؤها أو حفظها.
وللتعامل مع هذه المشكلة، بدأت الشركة في مايو الماضي بوضع علامات مميزة على المحتوى المُولّد بالذكاء الاصطناعي لتوضيح مصدره، كما أضافت في أكتوبر خيارًا لتقليل ظهور هذا النوع من المحتوى في صفحة التصفح الرئيسية.
من خلال إطلاق "مساعد بينترست"، تسعى الشركة إلى استعادة ثقة المستخدمين وتقديم تجربة أكثر واقعية في عالم تغمره الصور الاصطناعية. وبينما لا يُعد هذا المساعد حلًا نهائيًا لمشكلة تزايد المحتوى المصطنع، إلا أنه يمثل خطوة مهمة نحو تحسين جودة التجربة البصرية داخل المنصة.
وسيبدأ "مساعد بينترست" في نسخته التجريبية اليوم للمستخدمين داخل الولايات المتحدة الأمريكية الذين تبلغ أعمارهم 18 عامًا فأكثر، على أن يتم توسيع نطاق الإطلاق تدريجيًا خلال الأسابيع والأشهر المقبلة ليصل إلى مزيد من المستخدمين حول العالم.
ويرى محللو التقنية أن هذه الخطوة تضع بينترست في موقع مميز بين تطبيقات الإلهام البصري، إذ تمثل مزيجًا فريدًا من الذكاء الاصطناعي التفاعلي وتجربة التسوق المخصصة. ومع استمرار تطوير الأداة، قد يصبح "مساعد بينترست" رفيق التسوق والإبداع الجديد لملايين المستخدمين الباحثين عن أفكار وأذواق تناسبهم دون عناء البحث التقليدي.
بهذا الابتكار، تؤكد بينترست أنها لا تكتفي بكونها منصة لتجميع الصور، بل تسعى لأن تصبح منصة ذكية تقود مستقبل الإلهام البصري والتسوق المخصص، في زمن يتقاطع فيه الذكاء الاصطناعي مع الذوق الإنساني في توليد تجارب رقمية أكثر إنسانية وإبداعًا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
مارك زوكربيرج يعلن عصرًا ثالثًا لوسائل التواصل.. محتوى الذكاء الاصطناعي يغزو فيسبوك وإنستجرام
في تحول استراتيجي جديد نحو عالم الذكاء الاصطناعي، كشف الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، مارك زوكربيرج، عن ملامح ما وصفه بـ "العصر الثالث لوسائل التواصل الاجتماعي"، حيث سيبدأ المستخدمون في رؤية المزيد من المحتوى الذي يُنشأ بواسطة الذكاء الاصطناعي عبر منصتي فيسبوك وإنستجرام.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الخاص بإعلان أرباح الشركة، حيث أكد زوكربيرج أن الموجز الجديد "Vibes" ليس سوى البداية لموجة ضخمة من الابتكارات المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
وأوضح زوكربيرج أن وسائل التواصل الاجتماعي مرت بمرحلتين رئيسيتين حتى الآن: الأولى كانت عصر المحتوى الشخصي الذي يصنعه الأصدقاء والعائلة والحسابات المقربة، أما الثانية فكانت مرحلة صعود صناع المحتوى والمبدعين الذين اجتاحوا المنصات بمقاطع الفيديو والمنشورات الترفيهية والتعليمية.
وأضاف أن المرحلة القادمة ستختلف كليًا، إذ ستكون "عصر الذكاء الاصطناعي"، الذي سيتيح للمستخدمين استكشاف محتوى جديد كليًا، يُنشأ ويُعاد مزجه بواسطة تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وقال زوكربيرج: "نحن على أعتاب مرحلة جديدة في الإنترنت الاجتماعي، أنظمة التوصية لدينا أصبحت أذكى وأكثر قدرة على فهم نوعية المحتوى الذي يقدمه الذكاء الاصطناعي، ما يجعلها أداة أكثر قيمة لمساعدة المستخدمين على تحقيق أهدافهم، سواء في الترفيه أو التعلم أو الإبداع".
وأشار إلى أن ميتا تخطط لإضافة "طبقة جديدة بالكامل" من المحتوى إلى منصاتها، حيث سيكون للذكاء الاصطناعي دور رئيسي في ابتكار القصص والصور ومقاطع الفيديو وحتى المنشورات النصية. وسيكون الهدف من هذه الخطوة تعزيز التفاعل على المنصات من خلال محتوى متجدد يتطور باستمرار بفضل قدرات الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وخلال حديثه، سلط زوكربيرج الضوء على ميزة "Vibes" الجديدة، واصفًا إياها بأنها "نقطة انطلاق نحو المحتوى المستقبلي"، إذ تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتوليد صور ومنشورات تعبّر عن مشاعر وأفكار المستخدمين بشكل إبداعي.
وقال إن نتائجها الأولية "مشجعة للغاية"، مشيرًا إلى أن معدلات الاستخدام والاحتفاظ بالمحتوى ترتفع أسبوعًا بعد أسبوع، في إشارة إلى الشعبية المتزايدة التي تحظى بها الميزة الجديدة.
من جانبها، أكدت سوزان لي، المديرة المالية لشركة ميتا، أن التفاعل مع Vibes كان هائلًا منذ إطلاقها، إذ أنشأ المستخدمون أكثر من 20 مليار صورة حتى الآن باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي داخل المنصة.
وأضافت أن الشركة ترى في هذا الإقبال مؤشراً قويًا على استعداد المستخدمين للتفاعل مع جيل جديد من المحتوى الرقمي الذي يمتزج فيه الإبداع البشري بالقدرات الحسابية الذكية.
وتأتي هذه الخطوة ضمن استراتيجية ميتا الأوسع لترسيخ وجودها في عالم الذكاء الاصطناعي، إذ أطلقت الشركة في الأشهر الماضية مجموعة من المزايا المدعومة بهذه التقنية على مختلف تطبيقاتها. تشمل هذه الأدوات ميزات لتحرير الصور والفيديو عبر الذكاء الاصطناعي داخل قصص إنستجرام، وإمكانية إنشاء صور أو نصوص جديدة عبر الأوامر الكتابية، إلى جانب إدماج روبوتات محادثة ذكية في تطبيقات واتساب وماسنجر وإنستجرام.
كما أطلقت ميتا تطبيقًا مستقلاً يحمل اسم Meta AI يضم مساعدًا شخصيًا يعتمد على الذكاء الاصطناعي مع خلاصة مخصصة لاكتشاف المحتوى.
ويرى مراقبون أن ميتا تسعى من خلال هذا التوجه إلى إعادة تعريف تجربة المستخدم داخل منصاتها، لتصبح أكثر تفاعلية وشمولًا، بدلًا من الاكتفاء بدور الوسيط بين المستخدمين وصناع المحتوى. فمع إدخال الذكاء الاصطناعي كمصدر جديد للمنشورات، ستتحول المنصات إلى فضاء رقمي يستطيع فيه كل شخص أن يكون منشئًا للمحتوى دون مهارات تصميم أو تصوير، فقط عبر الأوامر النصية والمحادثات مع الذكاء الاصطناعي.
وبينما يثير هذا التحول حماسة العديد من التقنيين والمستخدمين، إلا أنه يطرح أيضًا تساؤلات حول مستقبل الأصالة والتميّز في المحتوى المنشور على الإنترنت، فمع تزايد المنشورات المُولّدة بواسطة الذكاء الاصطناعي، قد يصبح من الصعب التمييز بين ما هو حقيقي وما هو مصطنع، وهو ما يفرض تحديات جديدة أمام ميتا في ما يتعلق بالشفافية والموثوقية.
لكن بالنسبة لزوكربيرج، يبدو أن الاتجاه واضح: المستقبل سيكون للذكاء الاصطناعي، والمرحلة القادمة ستشهد اندماجًا كاملاً بين التقنية والإبداع الإنساني داخل عالم التواصل الاجتماعي، ومع توسع ميزات مثل Vibes، قد يجد المستخدمون أنفسهم جزءًا من ثورة جديدة تُعيد تشكيل الطريقة التي نصنع ونتفاعل بها مع المحتوى على الإنترنت.