بعد انتظار دام سنوات، يعود عشاق ألعاب التخفي إلى عالم اللصوصية الذكية والإثارة من خلال إصدار جديد من السلسلة الشهيرة Thief، حيث أعلنت شركة Vertigo Games رسميًا عن موعد إطلاق لعبة Thief VR: Legacy of Shadow في الرابع من ديسمبر المقبل، لتعيد تقديم تجربة كلاسيكية محبوبة ولكن بروح عصرية مفعمة بالتكنولوجيا والواقعية الغامرة عبر تقنيات الواقع الافتراضي.

اللعبة، التي تأتي بعد أكثر من عقدين من نجاح السلسلة الأصلية التي رسخت مفهوم اللص النبيل، تَعِدُ بجعل اللاعبين يعيشون أجواء المدينة المظلمة المليئة بالمكائد والأسرار، في تجربة تفاعلية تُعيد أمجاد ألعاب التخفي بلمسة حديثة مستوحاة من لعبة Half-Life: Alyx، التي غيرت بدورها مفهوم ألعاب الواقع الافتراضي بالكامل.

وتدور أحداث Thief VR: Legacy of Shadow في فترة زمنية تقع بين الثلاثية الأصلية والفيلم الصادر عام 2014، ما يجعلها حلقة وصل مثيرة تربط بين الماضي والحاضر داخل عالم اللعبة. 

يجسد اللاعب دور Magpie، اللص الماهر الذي يتمتع بذكاء حاد وقدرات مذهلة على التسلل، والذي يجد نفسه أمام مغامرة جديدة بعد اكتشافه قطعة أثرية أسطورية تُعرف باسم “عين الظلال”، تحمل أسرارًا غامضة مرتبطة بماضيه وتاريخ المدينة نفسها.

في هذه النسخة الجديدة، يعيش اللاعب مغامرة غامرة في مدينة تخضع لحكم البارون Ulysses Northcrest، الحاكم المستبد الذي يسعى إلى سحق أي محاولة للتمرد قبل أن تنمو، أجواء اللعبة تنقل اللاعبين إلى عالم يسوده الظلم والمراقبة، حيث لا مكان للخطأ، وكل خطوة تحتاج إلى تخطيط دقيق، ما يعزز من عمق تجربة التخفي والسرقة التي طالما اشتهرت بها السلسلة.

وقد كشفت Vertigo Games عن مقطع رسمي لأسلوب اللعب على نظارات Meta Quest، أظهر فيه تفاصيل دقيقة للبيئة التفاعلية، وأسلوب التحكم الواقعي الذي يعتمد على حركة اليدين والتسلل الصامت عبر الأزقة المظلمة، وهو ما يجعل التجربة أكثر انغماسًا من أي وقت مضى، كما أعلنت الشركة أن اللعبة ستصدر أيضًا على منصات PS VR وSteamVR في نفس الموعد، ما يتيح لعشاق الألعاب عبر مختلف الأنظمة الاستمتاع بها في وقت واحد.

أما بالنسبة للأسعار، فقد حددت الشركة سعر Thief VR: Legacy of Shadow عند 30 دولارًا أمريكيًا على منصتي Steam وMeta، مع إمكانية الحجز المسبق الآن بسعر مخفض يبلغ 27 دولارًا. ولم تُعلن حتى الآن أي تفاصيل حول النسخة الخاصة بمتجر PlayStation Store أو سعرها النهائي.

تُعد هذه العودة خطوة جريئة لإحياء واحدة من أبرز سلاسل ألعاب التخفي التي أثرت في هذا النوع من الألعاب لعقود. فمنذ إصدارها الأول، عُرفت Thief بأسلوبها الفريد في دمج القصة المعقدة بعناصر التخفي الواقعي، ما ألهم العديد من الألعاب اللاحقة مثل Dishonored وAssassin’s Creed.

النسخة الجديدة تُعيد هذا الإرث إلى الحياة، ولكن في شكل أكثر حداثة، مستفيدًا من الإمكانيات الهائلة للواقع الافتراضي الذي يمنح اللاعبين إحساسًا حقيقيًا بالوجود داخل العالم الغامض للّصوص والمكائد السياسية. ومع الجرافيك المتطور والصوت ثلاثي الأبعاد والتفاعل الفيزيائي الواقعي، يبدو أن Thief VR: Legacy of Shadow ستكون تجربة لا تُفوّت لعشاق ألعاب التسلل والخيال الغامض.

وبينما يستعد اللاعبون حول العالم لعودة اللص الأشهر في تاريخ الألعاب، يبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن Thief VR من استعادة مجد السلسلة الأصلي وإثبات أن ألعاب التخفي ما زالت قادرة على الابتكار في عصر الذكاء الاصطناعي والواقع الممتد؟ الإجابة ستتضح في الرابع من ديسمبر، حين تُفتح أبواب المدينة أمام من يجرؤ على سرقة الظلال.

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

عام صعب لمايكروسوفت.. تراجع إيرادات Xbox بنسبة 30% وإلغاء مشاريع ألعاب كبرى

تواجه شركة مايكروسوفت واحدة من أكثر السنوات صعوبة في مسيرة قسم الألعاب لديها، إذ كشفت نتائجها المالية للربع المنتهي في 30 سبتمبر عن تراجع حاد في إيرادات أجهزة Xbox بنسبة 30% على أساس سنوي، في مؤشر واضح على التحديات التي تواجه عملاق التكنولوجيا في سوق الألعاب التفاعلية المتغيرة.

وبحسب تقرير الأرباح الذي نشرته الشركة، فإن الانخفاض في الإيرادات لا يرتبط بشكل مباشر بزيادة الأسعار الأخيرة، إذ دخل قرار رفع سعر أجهزة Xbox من 20 إلى 70 دولارًا حيز التنفيذ في 3 أكتوبر، أي بعد فترة التقرير. 

كما رفعت مايكروسوفت سعر اشتراك Game Pass Ultimate من 20 إلى 30 دولارًا في الشهر نفسه، وهو ما يعني أن النتائج المالية لم تعكس بعد تأثير هذه الزيادات على الإيرادات أو الطلب.

ورغم هذا التراجع الكبير في مبيعات الأجهزة، تشير الأرقام إلى أن إيرادات المحتوى والخدمات الخاصة بمنصة Xbox بقيت مستقرة نسبيًا مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. 

وقالت الشركة في بيانها إن قسم الألعاب شهد نموًا في اشتراكات Xbox Game Pass وزيادة في مبيعات محتوى الألعاب من الشركات الخارجية، إلا أن هذا النمو "قابله جزئيًا" انخفاض في محتوى ألعاب الطرف الأول، أي تلك التي تطورها استوديوهات مايكروسوفت نفسها.

ويرى محللون أن هذا الأداء المتباين يعكس التحول التدريجي في استراتيجية مايكروسوفت التي تركز على الخدمات السحابية والألعاب الرقمية أكثر من مبيعات الأجهزة التقليدية، فالشركة تراهن بقوة على نموذج الاشتراك الشهري في Game Pass الذي يتيح للمستخدمين مكتبة واسعة من الألعاب على أجهزة Xbox والحاسب الشخصي، في محاولة لتعويض التراجع في مبيعات العتاد.

لكن هذه الإستراتيجية تواجه تحديات جديدة، أبرزها انخفاض وتيرة إصدار الألعاب الحصرية، وهي العامل الأساسي الذي يجذب اللاعبين نحو المنصة. فخلال العام الحالي، تعرض قسم Xbox لعدة هزات داخلية تمثلت في تسريح مئات الموظفين وإلغاء مشاريع تطوير ضخمة كانت تُعدّ محورية في خطط الشركة للسنوات المقبلة.

ومن أبرز هذه المشاريع الملغاة، النسخة الجديدة من لعبة Perfect Dark، وهي إعادة إحياء للعبة إطلاق النار الكلاسيكية التي صدرت أول مرة عام 2000 وحققت نجاحًا واسعًا. كانت اللعبة الجديدة تُطور على يد استوديو خاص تابع لمايكروسوفت، لكن الشركة قررت إيقاف المشروع وإغلاق الاستوديو بالكامل ضمن خطة تقليص التكاليف وإعادة توزيع الموارد.

كما طالت قرارات الإلغاء مشروع Everwild من تطوير استوديو Rare البريطاني، وهو أحد أقدم شركاء مايكروسوفت في صناعة الألعاب، وكان المشروع قيد التطوير منذ سنوات طويلة وسط وعود بتقديم تجربة فنية مختلفة تعتمد على الاستكشاف والتفاعل البيئي. إلا أن الصعوبات الإنتاجية وسوء إدارة الموارد دفعت الشركة في النهاية إلى وقفه أيضًا، ما أثار خيبة أمل كبيرة بين متابعي المنصة.

يأتي هذا التراجع في الأداء وسط منافسة شديدة من شركات مثل سوني ونينتندو اللتين تواصلان تحقيق أداء مستقر في مبيعات الأجهزة والمحتوى. فبينما تراهن مايكروسوفت على الخدمات الرقمية، تركز سوني على الحصريات القوية مثل Spider-Man 2 وGod of War، التي لا تزال تحافظ على ولاء جمهورها.

ويؤكد مراقبون أن مايكروسوفت تمر بمرحلة انتقالية صعبة تحاول فيها موازنة الطموح التقني في مجال الألعاب السحابية مع الحاجة إلى إنتاج محتوى جذاب يحافظ على قاعدة المستخدمين. فرغم توسع الشركة في خدماتها عبر الإنترنت ودمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في عمليات التطوير، إلا أن غياب الإصدارات الجديدة من ألعاب قوية يجعل المنافسة أكثر تعقيدًا.

ويرى البعض أن ارتفاع الأسعار قد يُفاقم الأزمة، إذ قد يؤدي رفع سعر Game Pass Ultimate إلى عزوف بعض المستخدمين عن الاشتراك، خاصة مع غياب عناوين حصرية قوية تبرر التكلفة الجديدة. في المقابل، تراهن مايكروسوفت على أن تحديثات الخدمة المستقبلية، وإضافة ألعاب جديدة بالتعاون مع شركات خارجية، ستعيد الزخم إلى المنصة.

ومع دخول عام 2026، تبدو الشركة أمام اختبار حقيقي لإثبات قدرتها على إعادة إنعاش قسم Xbox واستعادة ثقة جمهور اللاعبين. فبين إيرادات متراجعة، ومشاريع ملغاة، وضغوط من السوق والمستثمرين، يبدو أن مايكروسوفت تحتاج إلى أكثر من مجرد خطط تسويقية لتعويض الخسائر — تحتاج إلى ألعاب قوية تُعيد الحماس لمنصتها وتثبت جدارتها في سباق الجيل الجديد من الترفيه الرقمي.

مقالات مشابهة

  • دببة مفخخة.. الاحتلال يستلهم طريقة سوفيتية قديمة لمواصلة قتل أطفال غزة
  • Anbernic تطلق جهاز الألعاب RG DS ثنائي الشاشة بتجربة تحاكي نينتندو
  • تقنية الواقع الافتراضي تمكّن طلاب الطب من دخول غرف العمليات
  • الصورة الأولى لـ "زومبي" لعبة Resident Evil Requiem
  • ضبط شخصين بحوزتهما أكثر من مليون قطعة ألعاب نارية بالقاهرة والفيوم
  • قبل بيعها بالأسواق .. ضبط مليون قطعة ألعاب نارية بالقاهرة
  • سامسونغ تطلق نظارة الواقع الافتراضي غالاكسي إكس آر الجديدة
  • أمازون تُغلق ملف New World وسط موجة تسريحات جديدة
  • عام صعب لمايكروسوفت.. تراجع إيرادات Xbox بنسبة 30% وإلغاء مشاريع ألعاب كبرى