لن نفاوض القتلة.. رسالة من السفير السوداني بالدوحة عقب مجازر الفاشر
تاريخ النشر: 3rd, November 2025 GMT
الدوحة- أعلنت الحكومة السودانية عبر سفارتها في الدوحة أنها قطعت فعليا أي إمكانية للعودة إلى طاولة التفاوض مع قوات الدعم السريع، معتبرة أن الثقة بهذه "المليشيا مستحيلة" في ضوء ما ارتكبته من فظائع، خصوصا في مدينة الفاشر بإقليم دارفور.
وتقول الخرطوم إن ما جرى في الفاشر لم يكن حدثا عابرا، بل امتداد "لنمط ممنهج من الجرائم والانتهاكات" التي حملت مسؤوليتها للدعم السريع، مؤكدة أنها ماضية في ملاحقتها على المستويين العسكري والسياسي، مع دعوة المجتمع الدولي إلى تصنيفها منظمة إرهابية، ومحاسبة قادتها ومنتسبيها وفق القوانين الدولية.
وخلال مؤتمر صحفي عقده السفير السوداني في الدوحة بدر الدين عبد الله محمد أحمد، قدم السفير عرضا مفصلا لآخر تطورات الحرب في السودان، مسلطا الضوء على مأساة مدينة الفاشر، التي قال إنها "تكشف حقيقة السلوك العنيف والممنهج لهذه المليشيا" في مناطق مختلفة من البلاد.
وأكد السفير أن الحكومة السودانية "لن تتراجع عن ملاحقة عناصر الدعم السريع"، مشيرا إلى أن الجيش السوداني يمتلك القدرات العسكرية والاستعداد القانوني والأخلاقي لمواجهة من وصفهم بـ"رأس الرمح والمخلب" في المؤامرات التي تستهدف السودان منذ أبريل/نيسان 2023، والتي خلفت واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية التي رصدتها منظمات دولية.
وأشاد السفير السوداني بالدور القطري في دعم النازحين من الفاشر، موضحا أن قطر الخيرية قدمت مساعدات عاجلة للنازحين الذين وصلوا إلى مدينة الدبة قبل يومين، بمتابعة مباشرة من وزيرة الدولة للتعاون الدولي في قطر، الدكتورة مريم بنت علي بن ناصر المسند.
وقال إن "الموقف القطري كان ولا يزال سباقا"، مذكرا بأن أولى طائرات الإغاثة عقب اندلاع الحرب قبل أكثر من عامين كانت قد انطلقت من الدوحة.
إعلانوأضاف أن مدينة الفاشر تعرضت لحصار استمر 500 يوم "دون أي استجابة لقرار مجلس الأمن بفك الحصار وإدخال المساعدات"، مشيرا إلى أن آلاف المرتزقة من جنوب ليبيا وإفريقيا الوسطى وتشاد ودول الساحل وجنوب السودان “وحتى من كولومبيا وأوكرانيا" شاركوا في حصار المدينة.
السفير السوداني لدى الدوحة:
????ندعو مجلس الأمن والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية إلى إخضاع قادة ميليشيا الدعم السريع للقانون الدولي وعدم السماح لهم بالإفلات من العقاب
????ندعو مجلس الأمن والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية إلى تصنيف ميليشيا الدعم السريع منظمة إرهابية#الجزيرة_مباشر… pic.twitter.com/1EHb5OqcyQ
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) November 3, 2025
تطهير عرقيوأوضح السفير السوداني في الدوحة بدر الدين عبد الله محمد أحمد أن بلاده سبق أن قدمت دعاوى أمام منظمة العفو الدولية، وتواصل الآن جهودها لفضح الجرائم التي ترتكبها مليشيا الدعم السريع، التي باتت "معروفة للعالم بأسره بأنها تمارس التطهير العرقي والإبادة الجماعية وانتهاك جميع حقوق الإنسان".
وأشار إلى أن "قيادة المليشيا لم تنكر هذه الجرائم، بل اعترفت ضمنيا عبر إعلانها فتح تحقيقات داخلية ومعاقبة المسؤولين"، وهو ما اعتبره السفير "محاولة لذر الرماد في العيون"، مؤكدا أن المسؤولية تطال قيادة المليشيا وعناصرها وداعميها، وهي انتهاكات صنفتها منظمات حقوقية على أنها جرائم إبادة.
ولفت إلى أن المجازر في الفاشر أحدثت صدى دوليا واسعا "بالنظر إلى بشاعتها"، إذ وصفها مسؤولون دوليون بأنها "رعب خالص، وليست حربا بل إرهابا"، محذرين من أن تجاهل المجتمع الدولي لهذه الجرائم يمثل "تقصيرا أخلاقيا فادحا".
ملاحقة متواصلةوقال السفير السوداني إن الخرطوم ستواصل تحركاتها القانونية والدبلوماسية "في جميع المنابر الدولية" لدفع المجتمع الدولي إلى تصنيف الدعم السريع كمنظمة إرهابية. وأضاف "ما حدث في الفاشر سيسهم بشكل كبير في إبراز الصورة الحقيقية لهذه المليشيا".
وشدد على أن السودان بحكومته وقواته المسلحة وجميع القوات المساندة قادر على هزيمة "هذه المليشيا الإرهابية" وإفشال مخططاتها، موضحا أن الجيش السوداني الذي ناهز عمره قرنا من الزمن خاض منذ الحربين العالميتين "أشرس المعارك وظل متماسكا وحاميا للوطن".
كما أكد أن السودان قادر على استعادة كامل أراضيه واستقراره، باعتباره عضوا فاعلا في محيطه العربي والأفريقي وفي المجتمع الدولي.
وذكر السفير السوداني بأن حكومة بلاده كانت سباقة إلى إحلال السلام عبر مشاركتها في منبر جدة قبل عامين، وأسفر ذلك عن توقيع اتفاق جدة، "لكن الدعم السريع لم يلتزم به". وأشار إلى أن الخرطوم لا تمانع في أي دور وساطة قطري، "لكن الطرف الآخر غير موثوق به".
السفير السوداني لدى الدوحة: لأول مرة في تاريخ السودان استخدمت ميليشيا الدعم السريع سلاح التجويع حتى أكل الناس في #الفاشر علف الحيوانات#الجزيرة_مباشر #السودان pic.twitter.com/Lu7YCrrx8D
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) November 3, 2025
إعادة الحياة للمناطق المحررةوأوضح السفير السوداني أن الحرب خلفت دمارا واسعا في البنية التحتية، من مستشفيات ومرافق صحية وتعليمية وخدمية ومحطات كهرباء ومياه، حيث تضررت مناطق كثيرة وتوقفت فيها الخدمات الأساسية، مشددا على أن الحكومة تعمل بشكل حثيث لإعادة الحياة إلى طبيعتها في المناطق التي استعادت أمنها واستقرارها.
إعلانوأكد وجود تنسيق كامل ودعم قطري كبير لحكومة الخرطوم، مشيرا إلى أن الدوحة ستكون "شريكا أساسيا" في إعادة إعمار السودان بعد انتهاء الحرب وعودة النازحين الذين يقدر عددهم بـ15 مليونا داخل البلاد، إضافة إلى 4 ملايين لاجئ خارجها.
وتوقف السفير بدر الدين عبد الله محمد أحمد عند "الجانب الإعلامي للحرب"، مشيرا إلى أن الطرف الآخر وداعميه كانوا مستعدين بخطط إعلامية واسعة، لكن الحكومة السودانية استطاعت بمرور الوقت مواكبة هذه الحملات وإظهار الفظائع التي يرتكبها الدعم السريع.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: شفافية غوث حريات دراسات السفیر السودانی المجتمع الدولی الجزیرة مباشر الدعم السریع مشیرا إلى أن
إقرأ أيضاً:
الجنائية الدولية تحقق فى جرائم الدعم السريع بالفاشر
تواصل مصر جهودها الاقليمية والدولية للحفاظ على وحدة السودان واجهاض مخططات تقسيمه الرامية لفصل اقليم درافور غربا عبر محارق ميليشيا الدعم السريع الإرهابية للسودانيين المحاصرين منذ أكثر من 700 يوما فيما نددت المنظمات الدولية بجرائم التطهير العرقى واغتصاب النساء والأطفال.
أشاد السفير السودانى بالقاهرة «عماد الدين عدوى» بمواقف مصر الداعمة لوحدة بلاده مشيرا إلى أن الدولة المصرية واحدة من القلائل التى تدرك أن هناك جهات تهدف إلى تفتيت الدولة الوطنية وحريصة كل الحرص على وحدة وأمن السودان.
وأشار السفير السودانى إلى عدم ترحيب مصر ورفضها لأى كيان موازى فى السودان. وشدد على موقف القاهرة التاريخى فى مؤتمر لندن، حيث وقفت موقفا قويا بشأن عدم تطرق البيان الختامى للمؤتمر لوحدة السودان، مجددا التأكيد على أن مواقف مصر داعمة لوحدة بلاده
وأكد «عدوى» أن حكومته لن تشارك فى أى اتفاق سلام أو هدنة لا تستوفى المعايير أو ما تم الاتفاق عليه فى منبر جدة. وقال إن القول الفصل هو للشعب السودانى الذى اكتوى بنيران هذه الميليشيا.
واعتبر السفير السودانى أن المساعدات الإنسانية تستخدم الآن كسلاح، مشيرا إلى أن الحكومة السودانية استجابت لمطالب فتح معبر آدرى على الحدود مع تشاد، وكانت المساعدات تصل إلى مدينة طويلة التى تبعد حوالى ١٤ كيلو متر من الفاشر وكانت الميليشيا ترفض دخولها المدينة.
ويشكل إقليم دارفور نحو خمس مساحة السودان، غير أن غالبية السودانيين البالغ عددهم 50 مليونا يسكنون فى مناطق سيطرة الجيش.
وأكدت وزيرة الدولة للرعاية الاجتماعية السودانية، سليمى إسحاق، أن الدعم السريع قتلت نحو 300 امرأة واغتصبت 25 فى مدينة الفاشر ضمن تطهير عرقى ممنهج. وقالت «إسحاق» إن ما حدث فى الفاشر أشبه بأحداث مدينة الجنينة مركز ولاية جنوب دارفور فى 2023.
وأضافت إسحاق: «ما حدث فى الجنينة من جرائم لم يتم توثيقه بكثافة كما حصل فى الفاشر التصوير من قبل الدعم السريع نفسه ما كان بكمية كبيرة فى الفاشر».
وأضافت «إسحاق» أن التصوير من قبل الدعم السريع أصبح جزءا وسلاحا لهزيمة الآخر، متمثلا فى توثيق الجرائم بشكل مباشر والاستمتاع بها. متعة القتل نفسها فيها لذة الانتصار. مؤكدة أن ذلك يعنى المسألة نفسيا بالنسبة لهم تعد لذة انتصار، وهى درجة مرضية، ولكنها فكرة الإخضاع، والإخضاع كان سلاحا أساسيا للدعم السريع.
وأشارت الوزيرة السودانية إلى أن عناصر الدعم السريع الآن تمرسوا أكثر فى مسألة توثيق الجرائم، هم يوثقون منذ كانوا فى الخرطوم وولاية الجزيرة وسنار وحدثت مثل هذه الجرائم.
وشددت «إسحاق» على أن الإخضاع هو منهج الدعم السريع وسلاحهم، وهم يستخدمون العنف الجنسى والتعذيب والقتل، وهذا ما استخدموه ضد النساء فى الفاشر. وقالت إن كل النساء في المدينة المحاصرة معرضات للعنف الجنسى والقتل. وأوضحت أنه لا توجد امرأة عندها مناعة ولا حصانة حتى ولو طفلة.
وقالت: «هم الآن يستخدمون التعذيب والقتل والعنف الجنسى ضد النساء فى الفاشر والأعداد المعروفة التى تعرضت للاغتصاب 25، هناك حديث عن صحفيات تم اغتصابهن وتم نشر هذه الجرائم. وأضافت: «صور جثث مثل بها، ما يعنى أنهن تعرضن لتعذيب. بعض السيدات القتلى من أسر واحدة، وهناك أخوات».
أكد تقرير للأمم المتحدة فى يناير 2024، مقتل ما بين 10 آلاف و15 ألف شخص بالجنينة، بينهم حاكم الولاية؛ جراء أعمال عنف عرقية نفذتها الدعم السريع وميليشيات متحالفة معها. وأعلنت منظمة الهجرة الدولية، نزوح 1565 شخصا بولايتى شمال وجنوب كردفان، لجنوبى السودان، السبت الماضى، جراء تفاقم انعدام الأمن.
وقالت منظمة الهجرة الدولية، فى بيان لها، إن الفرق الميدانية لتتبع النزوح قدرت نزوح 1205 أشخاص من مدينتى «بارا» و«أم روابة» بولاية شمال كردفان نتيجة لتفاقم انعدام الأمن. وأوضح البيان أن «580 شخصا منهم نزحوا من مدينة بارا و625 من أم روابة». وأشار إلى أنهم نزحوا إلى مواقع داخل ولاية شمال كردفان وعدة مدن بولاية النيل الأبيض.
وجاء النزوح الجديد عقب سلسلة من موجات النزوح فى ولاية شمال كردفان قدرت بـ 36 ألفا و825 شخصا فى الفترة الممتدة بين 26 و31 أكتوبر الماضى.
وقالت المنظمة الدولية فى بيان منفصل، إن 360 شخصا نزحوا السبت الماضى فى ولاية جنوب كردفان، بينهم 180 شخصا من مدينة العباسية، ومثلهم من مدينة دلامى بالولاية.
وأعلن مكتب المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية اتخاذه خطوات فورية بشأن الجرائم المزعومة فى الفاشر لحفظ وجمع الأدلة ذات الصلة لاستخدامها فى الملاحقات القضائية المستقبلية. وأعرب المكتب فى بيان عن قلقه البالغ إزاء التقارير الأخيرة الواردة من الفاشر حول عمليات قتل جماعى واغتصاب وجرائم أخرى يُزعم ارتكابها خلال هجمات قوات الدعم السريع.
وتعد هذه الفظائع جزءا من نمط عنف أوسع نطاقا ابتليت به منطقة دارفور بأكملها منذ أبريل 2023. وقد تشكل هذه الأفعال، إذا ثبتت صحتها، جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بموجب نظام روما الأساسى.
وقال المكتب إنه بموجب قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1593 (2005)، تتمتع المحكمة الجنائية الدولية بالاختصاص القضائى على الجرائم المرتكبة فى النزاع الدائر فى دارفور. ويجرى تحقيقات فى الجرائم المزعومة المرتكبة فى دارفور منذ اندلاع الأعمال العدائية فى أبريل 2023.