اختبارات لحمد الله لتحديد مشاركته أمام الريان في دوري أبطال الخليج
تاريخ النشر: 2nd, November 2025 GMT
يخضع المغربي عبد الرزاق حمد الله، مهاجم فريق الشباب السعودي، لاختبارات بدنية وفنية خلال الساعات المقبلة لتحديد مدى جاهزيته للمشاركة في مواجهة الريان القطري، المقرر إقامتها الثلاثاء المقبل، ضمن الجولة الثالثة من دور المجموعات لدوري أبطال الخليج.
ووفقًا لمصادر خاصة لصحيفة الرياضية، فإن حمد الله عاد مؤخرًا إلى التدريبات الجماعية بعد انتهاء برنامجه التأهيلي الذي خضع له نتيجة إصابة عضلية تعرض لها خلال مشاركته مع منتخب المغرب للمحليين أمام الكويت في مباراة ودية يوم 14 أكتوبر الماضي.
وأوضحت المصادر أن المدرب الإسباني إيمانول ألجواسيل فضّل عدم المجازفة بالدفع بالمهاجم المغربي في مباراة الهلال الأخيرة ضمن الجولة السابعة من دوري روشن السعودي، والتي خسرها الشباب بهدف دون رد، وذلك لتجنّب تفاقم الإصابة.
وفي حال تجاوزه للاختبارات الطبية والفنية بنجاح، سينضم حمد الله إلى بعثة الفريق التي ستغادر إلى الدوحة عبر طائرة خاصة، تكفّل بها العضو الذهبي بالنادي عبد الرحمن بن تركي، بحسب ما أكدت المصادر ذاتها.
وكان اللاعب قد تلقى علاجًا بإبرة البلازما في مركز “فيفا” الطبي بمدينة دبي، ضمن خطة علاجية مكثفة هدفت إلى تسريع عملية تعافيه وعودته للملاعب في أقرب وقت.
يُذكر أن عبد الرزاق حمد الله شارك في ثلاث مباريات فقط مع الشباب منذ بداية الموسم الجاري، لم يتمكن خلالها من تسجيل أي هدف، لكنه ساهم في صناعة هدف واحد، ويأمل الجهاز الفني في استعادة خدماته لتعزيز القوة الهجومية للفريق في المواجهة القارية المقبلة أمام الريان.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حمد الله
إقرأ أيضاً:
مجلة أمريكية ترجح عدم مواصلة دول الخليج توجيه أنظمة دفاعهم الجوي نحو إيران واليمن بعد هجوم إسرائيل على قطر (ترجمة خاصة)
قالت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية إن حروب إسرائيل خلال العامين الأخيرة في الشرق الأوسط، سيكلف الولايات المتحدة ثمناً باهظا خاصة مع دول الخليج العربي.
وأضافت المجلة في تحليل للباحث المهتم بسياسة الشرق الوسط "مارك لينش" تحت عنوان "وهم الشرق الأوسط الجديد" قد تنظر إسرائيل إلى نفسها على أنها القوة المهيمنة الجديدة في المنطقة، لكنها في الواقع جعلت نفسها أقل ضرورة وأقل فائدة. بعد الهجوم على قطر، من غير المرجح أن يواصل قادة دول الخليج توجيه جميع أنظمة دفاعهم الجوي نحو إيران واليمن".
وتابعت المجلة التحليل الذي ترجمه للعربية "الموقع بوست" "ربما يمكنهم قبول محو إسرائيل لغزة، لكن إسرائيل جعلت نفسها الآن تهديدًا لأمنهم. إن تجنب إسرائيل دفع أي ثمن باهظ حتى الآن لتوسعها العسكري في المنطقة وتدمير غزة قد غذّى الشعور في إسرائيل بأنها لن تدفع ثمنًا باهظًا أبدًا، لكن هذا مضلل مثل الاعتقاد الإسرائيلي في عام 1973 بأنه لن تجرؤ أي دولة عربية على مهاجمتها مرة أخرى بعد انتصارها الساحق قبل ست سنوات أو فكرتها، قبل 7 أكتوبر 2023، بأن حماس ستبقى محصورة إلى الأبد في غزة".
وأردف التحليل "يتغير النظام الإقليمي في الشرق الأوسط بسرعة، لكن ليس على النحو الذي يتخيله كثير من صُنّاع القرار في إسرائيل والولايات المتحدة. فالمساعي التي قادها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة، أفضت إلى إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين الأحياء، وإلى وقفٍ مؤقت لدائرة القتل والدمار التي حوّلت القطاع إلى أنقاض. وقد أثار هذا الاختراق آمالا بتحول سياسي أوسع، رغم أن ملامح ما بعد وقف إطلاق النار لا تزال ضبابية".
واستطرد "ترامب يتحدث عن فجرٍ جديد للسلام في الشرق الأوسط. وإذا نجح اتفاقه في منع طرد الفلسطينيين من غزة أو ضم الضفة الغربية، فقد تجد بعض الحكومات العربية نفسها مستعدة لاستئناف مسار التطبيع مع إسرائيل. بالفعل، رأى الإسرائيليون كيف ضغط القادة العرب على حماس لقبول اتفاق ترامب، معتبرين ذلك دليلاً على أن طريق التطبيع لم يُغلق بعد".
واستدرك "لكن حتى لو صمد اتفاق غزة، فلن تدوم لحظة التقاطع بين المصالح الأمريكية والإسرائيلية طويلًا. إذ إن قناعة إسرائيل الوهمية بأنها حققت تفوقًا استراتيجيًا دائمًا على خصومها ستدفعها، على الأرجح، إلى خطوات أكثر استفزازًا تتعارض مع أهداف واشنطن نفسها".
وزاد "أما دول الخليج، التي تراهن إسرائيل على ضمها إلى معسكرها، فتنظر بعين الشك إلى قدرتها واستعدادها لحماية مصالحها الجوهرية. لم تعد تلك الدول ترى في مواجهة إيران أولوية وجودية، ولا تؤمن بأن الطريق إلى واشنطن يمر عبر تل أبيب. ويبدو أن إسرائيل لم تستوعب بعد عمق الروابط الشخصية والسياسية التي تجمع ترامب بزعماء الخليج".
وحسب التحليل فقد سيطر التفكير الرغائبي (المبني على الرغبات) على الحكومة الإسرائيلية ومؤسساتها الأمنية، التي انغمست في نشوة القوة عقب هجمات 7 أكتوبر 2023. فأطلقت سلسلة من الضربات الجوية والعمليات الإقليمية التي لم تستهدف حماس وحدها، بل كامل “محور إيران”. تجاوزت إسرائيل بذلك الخطوط الحمراء التقليدية للحروب بالوكالة، فاغتالت شخصيات كانت تُعد بعيدة المنال، من الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في قلب بيروت، إلى زعيم حماس السياسي إسماعيل هنية داخل إيران، مرورًا بقادة عسكريين إيرانيين في سوريا، ورئيس وزراء الحوثيين في اليمن. أما القصف الإسرائيلي للمواقع العسكرية والنووية داخل إيران فكان تتويجًا لطموحٍ قديم بضرب العدو الأكبر في عقر داره".
وأفاد "غير أن الضربة في الخليج (قطر) مثّلت نقطة تحول مفصلية. فمحاولة إسرائيل الفاشلة لاغتيال قادة من حماس خلال مفاوضاتٍ برعاية أمريكية في الدوحة، في سبتمبر الماضي، شكّلت تصعيدًا خطيرًا نابعًا من ثقة مفرطة بالحصانة من العواقب. عندها قرر ترامب أن إسرائيل تجاوزت الخطوط المسموح بها. وأصبحت صورته العابسة وهو يشاهد نتنياهو يقرأ اعتذارًا مكتوبًا على هاتفه لأمير قطر رمزًا للحظة الجيوسياسية التي مهدت لوقف إطلاق النار في غزة".
وقال إن الحرب الطويلة قد كشفت حدود القوة الإسرائيلية: فأنظمة الدفاع الصاروخي لا توفر أمنًا مطلقًا، والاقتصاد لا يحتمل حربًا دائمة، والمجتمع الإسرائيلي يزداد انقسامًا، والجيش يعتمد اعتمادًا شبه كلي على الدعم الأمريكي. أما دمار غزة فقد قوض مكانة إسرائيل الدولية، تاركًا إياها أكثر عزلة من أي وقت مضى.
لا يمكن لإسرائيل أن تقصف طريقها نحو نظام شرق أوسطي جديد. فالقيادة لا تُفرض بالقوة، بل تُكتسب بالقبول والتعاون. غير أن أحدًا في المنطقة لا يريد لإسرائيل أن تتصدر المشهد، والجميع يخشون قوتها المنفلتة من الضوابط. بعض الأصوات في واشنطن تحتفي بفكرة “إسرائيل غير المقيّدة” التي تضرب خصوم أمريكا، لكن عليهم أن يحذروا ما يتمنون؛ فمصالح إسرائيل ليست بالضرورة مصالح الولايات المتحدة، وهي تكتب شيكات قد لا تستطيع واشنطن -أو لا ترغب- في صرفها.
النظام الإقليمي: الماضي والمستقبل
سعت إسرائيل لإعادة تشكيل الشرق الأوسط وفق رؤيتها الخاصة، لكنها اصطدمت بتيارات أعمق منها. فعلى الرغم من العنف والفوضى، ظل النظام الإقليمي مستقرًا نسبيًا لأكثر من ثلاثة عقود.
يقوم هذا النظام على هيمنة أمريكية غير محبوبة إقليميًا، وعلى انقسامٍ واضح بين كتلتين: محور تقوده واشنطن ويضم إسرائيل ومعظم الدول العربية وتركيا، ومحور آخر تقوده إيران وحلفاؤها.
نشأ هذا التوازن بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، عندما أصبحت الولايات المتحدة القوة العظمى الوحيدة. كانت الدول إما داخل النظام -فتحصل على الحماية والتمويل- أو خارجه فتواجه العقوبات والتدخلات. لكن هذه الهيمنة بدأت تتراجع منذ غزو العراق عام 2003 والأزمة المالية العالمية عام 2008. ومع أن قوة بديلة لم تظهر بعد، فإن النفوذ الأمريكي لم يعد مطلقًا. روسيا فقدت آخر حلفائها بعد سقوط نظام الأسد عام 2024، والصين رغم صعودها الاقتصادي ما زالت غائبة سياسيًا وعسكريًا عن نزاعات الشرق الأوسط.
وهكذا ظل الإقليم فعليًا ثنائي القطب منذ عام 1991: كتلة تقودها واشنطن، وأخرى تقودها طهران. وكان قادة الخليج مرتاحين إلى نهج ترامب البراغماتي القائم على “الصفقات”، فيما لم تغيّر اتفاقات أبراهام لعام 2020 سوى الشكل الخارجي لعلاقاتٍ كانت قائمة أصلًا.
لكن حرب غزة أعادت القضية الفلسطينية إلى مركز الاهتمام العربي. فالقادة، الذين يخشون تجدد الغضب الشعبي، أدركوا عمق الاستياء من دمار غزة. إعادة السعودية طرح مبادرة السلام العربية المشروطة بإقامة دولة فلسطينية تعكس هذا التحول. بل إن اتفاق وقف إطلاق النار نفسه -الذي نص على منع التهجير والضم- يعكس مواقف الخليج أكثر مما يعكس الرؤية الإسرائيلية.
اللحظة الضائعة لإسرائيل
وأتبع "مع ذلك، يعيش القادة الإسرائيليون حالة من النشوة إزاء ما يعتبرونه “انتصارًا استراتيجيًا” على إيران وحلفائها. تدمير ترسانة حزب الله، سقوط نظام الأسد، وتكرار الضربات على الأهداف الإيرانية جعلهم يعتقدون أنهم أزالوا الخطر الإيراني نهائيًا، لكن هذا التصور يخفي خطأ جوهريًا: فالهيمنة لا تُبنى على القوة وحدها، بل على الشرعية. وإسرائيل لم تبذل أي جهد لاكتساب شرعية إقليمية حقيقية.
وأوضح التحليل أن حرب غزة درمت ما تبقى من مصداقية إسرائيل في ادعائها السعي إلى “حل عادل” للقضية الفلسطينية. بل إن دول الخليج، التي كانت تميل سابقًا للتحالف معها ضد إيران، بدأت تميل اليوم نحو المصالحة مع طهران. وبعد محاولة الاغتيال في الدوحة وتهديد طرد الفلسطينيين إلى مصر والأردن، باتت إسرائيل ينظر إليها كخطر مباشر على الأنظمة العربية، لا كدرع يحميها من إيران.
وأكد أن القوة المطلقة والطموح غير المحدود لا يصنعان قيادة، بل يولّدان الكارثة. فإسرائيل تبالغ في تقدير قوتها، وتتناسى أنها لم تحقق أياً من أهدافها المعلنة: حماس ما زالت قائمة، حزب الله لم يُهزم، والبرنامج النووي الإيراني مستمر.
وقل "حتى تفوقها العسكري هشّ؛ إذ تعتمد على الذخيرة الأمريكية، وكاد نظام القبة الحديدية أن ينفد من صواريخه الاعتراضية قبل وقف إطلاق النار. هذا الاعتماد يفضح محدودية قدرتها على خوض حروب طويلة".
وأشار إلى أن في الولايات المتحدة نفسها، بدأ الإجماع التقليدي حول دعم إسرائيل يتصدع: فداخل الحزب الديمقراطي يزداد التعاطف مع الفلسطينيين، بينما تنمو في الحزب الجمهوري نزعة “أمريكا أولًا” التي لا ترى مصلحة مباشرة في الارتباط المطلق بإسرائيل.
وقال من دون "شيك على بياض" من واشنطن، قد تتلاشى الهيمنة الإسرائيلية أسرع مما يتخيل أحد. فبعد هجومها على قطر، لم تعد دول الخليج تراها حليفًا موثوقًا، بل تهديدًا محتملًا. وربما تغاضى بعضهم عن تدمير غزة سابقًا، لكنهم اليوم يدركون أن إسرائيل قادرة على زعزعة أمنهم هم أيضًا.
لقد وقعت إسرائيل مجددًا في فخ الغرور ذاته الذي سبق حرب 1973، وتكرر قبل 7 أكتوبر 2023 حين ظنّت أن حماس “مروّضة إلى الأبد”. واليوم، تعيش وهمًا جديدًا، وهمَ الشرق الأوسط الجديد الذي يمكن بناؤه بالقنابل.