مايكروسوفت وأوبن أيه آي.. أمام معضلة الطاقة لتشغيل الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 4th, November 2025 GMT
في سباق محموم لتطوير الذكاء الاصطناعي، تواجه شركات التقنية العملاقة مثل مايكروسوفت وأوبن إيه آي تحديًا غير متوقع يتمثل في نقص الكهرباء.
فبينما يواصل العالم شراء المزيد من وحدات معالجة الرسومات (GPUs)، بدأت أزمة الطاقة تظهر كعنق الزجاجة الحقيقي.
قال ساتيا نادالا، الرئيس التنفيذي لمايكروسوفت، في حديثه لبودكاست BG2: "مشكلتنا اليوم ليست نقص الرقائق، بل عدم توفر الطاقة الكافية والمباني الجاهزة لتشغيلها".
كما أشار إلى أن الشركة تملك مخزونًا من الشرائح "لا تجد مكانًا لتُوصَل فيه" بسبب بطء بناء مراكز البيانات القريبة من مصادر الكهرباء.وفق موقع"تك كرانش" المتخصص في أخبار التكنولوجيا.
ألتمان: الذكاء الاصطناعي يتقدم أسرع من محطات الطاقة
من جانبه، يرى سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـ«أوبن إيه آي»، أن نمو قدرات الذكاء الاصطناعي يتجاوز قدرة البنية التحتية على اللحاق به.
وقال:"تكلفة الذكاء لكل وحدة أداء تنخفض بنحو 40 ضعفًا سنويًا — وهو معدل مذهل يجعل بناء البنية التحتية أمرًا شبه مستحيل بالسرعة المطلوبة".
ألتمان استثمر في مشاريع طاقة مستقبلية، لكنه يعترف بأن أيًا منها لم يصل بعد إلى جاهزية النشر الواسع.
سباق على الطاقة
بعد سنوات من الاستقرار، بدأ الطلب على الكهرباء في الولايات المتحدة بالارتفاع مجددًا، مدفوعًا بانفجار الطلب من مراكز البيانات.
ولتجاوز بطء شركات المرافق، لجأت بعض الشركات إلى ما يُعرف بـ "الربط المباشر خلف العداد"، حيث تُزوَّد مراكز البيانات بالكهرباء مباشرة دون المرور عبر الشبكة العامة.
حذر ألتمان من أزمة محتملة: "إذا ظهر مصدر طاقة رخيص وجديد قريبًا على نطاق واسع، فالكثير من الشركات ستتضرر من العقود الطويلة التي وقّعتها اليوم".
الطاقة الشمسية... الحليف الأقرب لعصر الذكاء الاصطناعي
تسعى مايكروسوفت وغيرها من الشركات إلى توسيع الاعتماد على الطاقة الشمسية، نظرًا لتكلفتها المنخفضة وسرعة تركيبها وانبعاثاتها الصفرية.
ويرى مراقبون أن هناك تشابهًا نفسيًا وتقنيًا بين الخلايا الشمسية وأشباه الموصلات، فكلاهما مبني على السيليكون ويُنتج في صورة وحدات يمكن دمجها في مصفوفات متوازية.
لكن بالرغم من هذه المرونة، فإن سرعة إنشاء مشاريع الطاقة الشمسية ما زالت أبطأ من تسارع الطلب على الحوسبة الذكية.
ألتمان يؤمن بمفارقة جيفونز: كلما أصبحت التقنية أرخص، زاد استهلاكها. وبالرغم من احتمال أن تؤدي كفاءة الذكاء الاصطناعي المستقبلية إلى فائض في الطاقة، لا يبدو أن ألتمان يتوقع ذلك.بل يعتقد أن الطلب سيرتفع كلما انخفضت تكلفة الحوسبة، وفقًا لمفارقة جيفونز.
سباق غير متكافئ
بينما تستعد شركات التكنولوجيا لمستقبل تهيمن عليه أنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدمة، يبدو أن الحد الفاصل لن يكون في الشيفرة البرمجية، بل في الكهرباء.
في هذا السباق، قد لا يفوز من يملك أسرع الرقائق، بل من يستطيع أن يضيئها أولًا.
لمياء الصديق (أبوظبي)
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: شركة أوبن ايه آي الطاقة نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية مايكروسوفت شركة مايكروسوفت الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
باحثون: محاكاة الدماغ البشري تحل أزمة الطاقة في الذكاء الاصطناعي
طور الباحثون في جامعة ساري آلية جديدة لتوصيل نماذج الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات الخاصة بها بشكل يوفر الطاقة المستهلكة في تدريب النموذج، وذلك عبر محاكاة آلية اتصال الخلايا العصبية في الدماغ وفق تقرير نشرته "بي بي سي".
وأطلق الفريق في قسم الحوسبة والهندسة المستوحاة من الطبيعة في جامعة ساري على هذه الآلية الجديدة اسم "توصيل الطبوغرافيا المتفرقة"، وذلك لمحاكاتها لشكل الوصلات العصبية في الدماغ التي تبدو متفرقة ومنظمة في الوقت ذاته.
وكانت مراكز الذكاء الاصطناعي توصل كل وحدة معالجة عصبية موجودة بها في إحدى الطبقات مع جميع الوحدات العصبية الأخرى الموجودة في الطبقة التالية.
ولكن تعتمد الآلية الجديدة على توصيل كل وحدة معالجة عصبية بوحدة المعالجة الأقرب إليها، أو بتلك التي تشترك معها في بعض الوظائف.
ويتيح هذا توفير استهلاك طاقة مهول لأنك لن تحتاج لتشغيل كافة الوحدات العصبية في كل مرة يستقبل فيها النموذج أمرا، وفضلا عن ذلك توفر الآلية الجديدة المجهود المطلوب لتوصيل كافة الوحدات العصبية بعضها ببعض دون وجود حاجة حقيقية لذلك.
كما وجد الفريق أن محاكاة آلية التقليم التي يقوم بها الدماغ عند تدريب الخلايا العصبية الخاصة به يمكن أن توصل نماذج الذكاء الاصطناعي إلى دقة مساوية أو أكبر من المعتاد رغم استخدام جزء صغير من المعلومات والطاقة الواصلة إليه.
ويصف الدكتور رومان باور، المحاضر الأول في الجامعة والفريق أن عملهم يؤكد إمكانية بناء أنظمة ذكية ذات كفاءة عالية مع استهلاك طاقة منخفض.
ويقول محسن كاميليان طالب الدكتوراة في الجامعة وقائد الفريق الذي أجرى الدراسة: "إن ما نقوم به هو أسلوب جديد للتفكير حول الشبكات العصبية مبني على نفس المبادئ البيولوجية التي تجعل الذكاء الطبيعي فاعلا للغاية."
إعلانوما زال الفريق يدرس آلية تطبيق دراسته الجديدة واستخدامها في تطوير أكثر من مجرد الشبكات العصبية لنماذج الذكاء الاصطناعي.