قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ان قصة البقرة (في سورة البقرة) تُعلِّم المسلمين كيفية التعامل مع الفقه والأحكام الشرعية؛ فالفقه والأحكام الشرعية هي أحكام من عند الله، لذا وجب عليك ـ أيها المسلم ـ ألّا تفتّش ولا تسأل عن أشياء إن تُبدَ لك تسؤك.

واستشهد بحديث النبي عندما قال ﷺ: «دعوني ما تركتكم، فإنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم واختلافهم على أنبيائهم».

وبقول الله تعالى: {قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِّن قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ}. كلمة "بها" هنا تعني: بسببها.

في قصة البقرة، يتعلم المسلم كيف يفكّر وكيف يتعامل مع أوامر الله؛ فالدين مبناه على اليسر لا العسر، وعلى اليقين لا الشك، وعلى المصلحة لا المضرّة ولا الفساد ولا الضرر، كما قال النبي ﷺ: «لا ضرر ولا ضرار».

دعاء الثلث الأخير من الليل.. ردد دعوة مستجابة تجلب لك خير الدنيا والآخرةكيفية علاج الحسد إذا أصابك.. حصّن نفسك بأدعية مأثورة عن النبي

واضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، انه كما أن الدين يقوم على النية الصالحة المخلصة، فالأمور بمقاصدها، كما في الحديث: «إنما الأعمال بالنيات».

والدين ليس مجرد تحسين الظاهر أو إظهار علامات على الجسد، بل هو ما وقر في القلب وصدّقه العمل، كما قال النبي ﷺ: «إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم».

وتسمية الله سبحانه وتعالى السورة بكاملها "البقرة" تشير إلى أهمية الالتفات إلى هذه القصة أثناء قراءة السورة، فهي من أهم مكونات عقل المسلم. ورغم أن الله ضربها على أقوام سابقين وتحدّث عن أشياء أخرى، إلا أن المقصود هو الفكر الذي كان وراء تصرفات أصحاب قصة البقرة.

قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً} [البقرة: 67].
الأمر كان بسيطًا وواضحًا، قال رسول الله ﷺ: «لو ذبحوا أيَّ بقرةٍ لكفتهم»، ولكن المشكلة كانت في التنطّع والتفتيش والورع الكاذب.

التنطّع: هو التشدد والمغالاة، ويظهر عندما يرى الإنسان حوله وقوته، مع أن القوة كلها بيد الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

 التفتيش: خُذ الحكم الشرعي أو الفتوى بلا زيادة أسئلة ولا استقصاء غير مبرر، فقد يكون ذلك مخالفًا للتقوى الحقيقية.

الورع الكاذب: يظهر في تناقض التصرفات، كما فعل بنو إسرائيل؛ قتلوا النفس ثم أظهروا ورعًا زائفًا في السؤال عن البقرة.

إذن، الدين ينهانا عن "التنطّع، والتفتيش، والورع الكاذب"، وهذه القصة تقدّم لنا درسًا عظيمًا في الامتثال واليقين والثقة بحكم الله سبحانه وتعالى.

طباعة شارك قصة البقرة سورة البقرة الأعمال بالنيات

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: قصة البقرة سورة البقرة الأعمال بالنيات قصة البقرة

إقرأ أيضاً:

علي جمعة: توكلت على الله كلمة عظيمة المعنى جليلة الأثر

توكلت على الله.. قال الدكتور علي جمعة مفتى الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن توكلت على الله كلمة عظيمة المعنى، جليلة الأثر في قلب المؤمن الصادق، وهي تعني سأعتمد بقلبي على الله، فهو الملجأ والمعتمد، وهو القادر والفعال لما يريد.

معنى كلمة توكلت على الله:

وأوضح جمعة أن كلمة توكلت على الله قريبة المعنى من كلمة حسبنا الله ونعم الوكيل، ولكن هذه الكلمة التي معنا تصرح بأني نويت وعزمت الاعتماد على الله في كل أموري، وقد أمر الله بها نبيه صلى الله عليه وسلم فقال تعالى : (فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُتَوَكِّلِينَ) [آل عمران :159].

وأضاف أنه ينبغي أن يكون المؤمن ذاكراً لكلمة توكلت على الله التي تجمع القلب على الاعتماد على الله والثقة به وحده، موضحًا أن التوكل لا يتعارض على الله بالقلب مع الأخذ بالأسباب في الدنيا، فإن هذا هو حال سيد المتوكلين صلى الله عليه وسلم.

دعاء التوكل على الله:
اللهم إني أصبحت في ذمتك وجوارك، اللهم إني استودعتك ديني ونفسي ودنياي وآخرتي وأهلي ومالي، وأعوذ بك يا عظيم من شر خلقك جميعًا، وأعوذ بك من شر ما يبلس به إبليس وجنوده،  بسم الله على قلبي ونفسي، بسم الله على ديني وعقلي، بسم الله على أهلي ومالي، بسم الله على ما أعطاني ربي، بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، الله ربي لا أشرك به شيئًا، الله أكبر الله أكبر، وأعز وأجل مما أخاف وأحذر

توكلت على الله تعالى:

عز جارك وجل ثناؤك، ولا إله غيرك، اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر كل سلطان شديد، ومن شر كل شيطان مريد، ومن شر كل جبار عنيد، ومن شر قضاء السوء، ومن كل دابة أنت آخذ بناصيتها، إنك على صراط مستقيم وأنت على كل شيء حفيظ إن وليي الله الذي نزل الكتاب، وهو يتولى الصالحين، فإن تولوا فقل حسبي الله، لا إله إلا هو عليه توكلت، وهو رب العرش العظيم

توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، توكلت على الله الذي لا يغلبه أحد.
توكلت على الله الجبار الذي لا يقهره أحد، توكلت على العزيز الرحيم.
توكلت على الله الذي يراني وتقلبي في الساجدين، توكلت على الحي الذي لا يموت.
 

مقالات مشابهة

  • علي جمعة: من ابتلى بالحب ولم يستطع الزواج فليكتم حبه
  • قصة سورة البقرة وسبب نزولها وحكمتها
  • علي جمعة: القرآن يربّي النفس على الصدق مع الله تعالى ومع الذات
  • هل المواظبة على الصلاة يغني عن قضاء ما فات منها؟.. الإفتاء توضح
  • هل الحب حرام؟.. علي جمعة يوضح
  • ماذا يتعلم المسلم من قصة البقرة فى القرآن؟..علي جمعة يوضح
  • علي جمعة: الابتلاء ليس عذابًا بل وسيلة للتمحيص والتهذيب والارتقاء
  • علي جمعة: دخول الجنة لا يكون بلا ابتلاءٍ واختبارٍ وصبرٍ وجهاد
  • علي جمعة: توكلت على الله كلمة عظيمة المعنى جليلة الأثر