الاِضينة هل يكفيه الاِعتذار؟
تاريخ النشر: 7th, November 2025 GMT
يُعلي دينُنا الحنيف من قيمة الاعتذار، حيث يقول صلَّ الله عليه وسلم:-[ من أتاه أخوه متنصلاً فليقبل ذلك، مُحقاً كان أو مبطلاً، فإن لم يفعل لم يَرِد عَلىَّ الحوض] رواه الحاكم وابن حبان.
لكن الأعتذار مقيد بشروط كثيرة وليس أمراً مطلقاً، وقد أخذ بعض الغربيين من هذه القيمة، ففى كثير من الأحيان تكفى كلمة sorry (اَسف).
القرارات الصادرة عن مجلس الأمن والدفاع الوطني، كانت واضحة في الرفض مع الشكر، لكل ما يتعلق بالمقترح الذى تقدم به مسعد بولس مستشار ترمب بإعلان هدنة مع مليشيا عيال دقلو لمدة ثلاثة أشهُر، وما صاحب ذلك الإعلان من ترويجِ القحاطة له وهم في أشدِّ حالات الوَلَه للعودة الىٰ المشهد السياسي بل وهم يتحرقون شوقاً لكراسي الحكم دون أن يكلفهم ذلك مؤونة الاعتذار للشعب السودانى(الاضينة)!! حسب نظرتهم ونظرة كفيلهم له، وحاشا لشعبنا وقيادتنا أن يكونوا إضينات أو مثل فِسَّيةَ الديك، الهواء يشيلها جاي وجاي، أو كما يقولون (كِنْ كِيه معاكو، وكِنْ كِيه معاكو) كما فعل ويفعل بعض رجال الإدارة الأهليه مع مليشيا عيال دقلو التي ألجمت ألسنتهم بالعطايا من مال مغتصب منهوب وسيارات مسروقة.
فالسيد مسعد بولس مثل رئيسه ترمب تاجر بارع فى عقد الصفقات التى يضمن فيها تعظيم أرباحه. ألم تر كيف أسمى مبادرته لتطبيع الدول العربية لعلاقاتها مع اسرائيل (صفقة القرن) وهذه ليست زَلَة لسان بل اعتقاد راسخ في ذهنه بأن الحياة مجرد تسير صفقات وحسب، لذا فان مستشاره وصديقة بولس التاجر الشاطر، لا يرى إلا ما يراه ترمب ورهطه الذين عَمُوا عن الحق، وصَمُّوا عنه، ثم واتتهم الفرصة مرةً أخرىٰ، ثم عَمُوا وصَمُّوا، عن أذىٰ دويلة الشر وسكتوا عن ادانتها دعك عن لجمها، ثم يريدون مِنَّا القبول بها كوسيط وكأنها ليست طرفاً أصيلاً فى ما حاقَ بالسودان وأهله من أَذىٰ ولا تزال مسيراتهم ومصفحاتهم تتغول فى أرض وسماء السودان وتُمعِن فى قتل الأبرياء، وسبي النساء، ودفن الأحياء، وتجويع الناس فى الفاشر وغيرها .
وازاء ذلك كله فإن الشعب السوداني الأبى كان ولا يزال يطالب جيشه بسحق التمرد جملةً واحدة مهما كلف ذلك من صعوبات جَمَّة وتضحيات جسيمة لن تكون بأصعب بأي شكلٍ كان من الذي قَدَّمه منذ الأزل ومؤخراً منذ اندلاع حرب الكرامة التى فرضها علينا أعداءُ السودانِ وأهلِهِ.
وهكذا فإن الشكر الذي قدمه مجلس الأمن والدفاع الوطني للسيد مسعد بولس لا يتعدى المجاملات الدبلوماسية، وإن كان يخفي بين ثناياه القول السوداني “تَلْقَاهَا عِنْدَ الغافل” !! ويحقّ لكل الطامعين فى خضوع السودان أو فى ركوع البرهان أن يخسأوا ويحثوا على رؤوسهم الرماد ويحشوا فى خشومهم التراب، فلئن كان مستشار ترمب يراوغ مراوغة الثعلب لإنجاح خطته، فإن الجيش السوداني يربض له مربض الأسد، الذي ينتظر فريسته في صبرٍ، فإن ظَفَر بها مَزَّقها اِرَبَاً اِرَبَا، وهو يقول في نفسه لَستُ بالخِبِّ ولا الخِبُّ يخدعنى، لأن للمسلم ورعٌ يمنعه من أن يَخْدَعْ، وعقلٌ يمنعه من أن يُخْدَعْ . ولا عزاء للقحاطة الموزعين بين صمودِ – ثمود، وتأسيسِ- تسويس، وما بينهما من بقايا مليشيا عيال دقلو،وبغايا اعلامهم الكاذب الذي تعلوه الغَبَرة وترهقة القَتَرة مثل أؤلئك الكَفًرة الفَجَرة .
حيا الله الرئيس الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة القائد العام لقوات الشعب المسلحة وأركانحربه وأعضاء مجلسه والسيد رئيس مجلس وزراء حكومة الأمل، ووزرائه.
وحيا الله الشعب السودانى الكريم الذى يجود بماله ونفسه وولده فى سبيل أن ترفل بلادنا فى ثوب العز والفخار، حرة مستقلة تنعم بالاستقرار وقد تبوأت مقعدها اللائق بين الأمم .
محجوب فضل بدري
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
مجلس الدفاع السوداني يعلن التعبئة العامة لمواجهة الدعم السريع
أعلن مجلس الأمن والدفاع السوداني، الثلاثاء، التعبئة العامة للقوات المسلحة، واستنهض الشعب للمساعدة في القضاء على تمرد قوات الدعم السريع.
جاء ذلك في ختام اجتماع طارئ عقده المجلس الثلاثاء في العاصمة الخرطوم، وسط استمرار القتال بمناطق متعددة من البلاد.
وحيا المجلس، في بيان، الشعب السوداني وتضحياته وترحم على شهداء معركة الكرامة، كما أكد وقوف الدولة بجانب أسر الشهداء والأسري والمفقودين.
وقال البيان إن الاجتماع ناقش "الترتيبات اللازمة لعدم تكرار مأساة الفاشر، كما تم التعرض للموقف السياسي والعسكري الأمني بجميع أنحاء البلاد".
ودعا المجلس إلى متابعة جهود الاستنفار والتعبئة للقضاء على "المليشيا المتمردة ومرتزقتها".
وأوضح أن المجلس استعرض "الانتهاكات الجسيمة غير المسبوقة التي ترتكبها مليشيا آل دقلو الإرهابية بحق المواطنين العزل والتي أدانها المجتمع الدولي، كما استنكر تقاعس مؤسسات المجتمع الدولي عن حمل المليشيا على تنفيذ القرارات الأممية الخاصة بعدم إمداد إقليم دارفور بالسلاح وفك حصار الفاشر".
لا بديل عن القتال
وقال وزير الدفاع السوداني حسن كبرون "مستمرون في استنهاض الشعب لمساعدة الجيش في القضاء على مليشيا الدعم السريع"، وأشار إلى أن الجيش سيواصل القتال.
وأكد عضو بمجلس الأمن والدفاع للجزيرة أنه لن تكون هناك هدنة إلا بانسحاب الدعم السريع من المدن التي احتلتها والتخلي عن سلاحها. كما شدد على أنه لن تكون هناك هدنة إذا لم تخرج من المدن وتتجمع في معسكرات محددة.
في السياق ذاته، ناقش المجلس الوضع الإنساني والمبادرات المقدمة من بعض الأطراف الدولية، معربا عن ترحيبه "بالجهود المخلصة التي تدعو إلى إنهاء معاناة السودانيين جراء تمرد مليشيا آل دقلو الإرهابية".
وشكر المجلس "حكومة الولايات المتحدة والسيد مسعد بولس مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب على جهوده المقدرة حيال الأزمة".
إعلان