هوندا تعيد إحياء السيارات الهجينة بتقنيات الجيل الجديد
تاريخ النشر: 8th, November 2025 GMT
في الوقت الذي تتراجع فيه مبيعات السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة بسبب الأسعار المرتفعة ومحدودية البنية التحتية للشحن، بدأت شركات السيارات الكبرى في إعادة التفكير في مسارها نحو المستقبل. شركة هوندا اليابانية كانت من أوائل من تحركوا بذكاء في هذا الاتجاه، إذ أعلنت عن إطلاق جيل جديد من السيارات الهجينة يجمع بين متعة القيادة التقليدية والاعتماد على الطاقة النظيفة، دون التضحية بالأداء أو التكلفة.
في منشآتها الواسعة خارج مدينة توتشيغي اليابانية، استعرضت هوندا أحدث ابتكاراتها في عالم الهجينة، مقدمةً مجموعة من ثلاث منصات أساسية: صغيرة، ومتوسطة، وكبيرة. وتأتي هذه الخطوة ضمن ما تسميه الشركة "الجيل القادم من الأنظمة الهجينة"، والتي تم تصميمها لتكون معيارية وقابلة للتطوير لتناسب مختلف طرازات هوندا المستقبلية، بدءًا من السيارات الصغيرة حتى الشاحنات الرياضية متعددة الاستخدامات.
تهدف هوندا من خلال هذا النظام الجديد إلى تسريع عملية تطوير السيارات وتقليل تكاليف الإنتاج، حيث يمكن مشاركة المكونات الأساسية بين عدة طرازات. ووفقًا لمهندسي الشركة، فقد تم التركيز على تقليل الوزن مع الحفاظ على أعلى معايير الأمان، إذ تمكنت هوندا من خفض وزن الهيكل بنحو 90 كيلوجرامًا في السيارات المماثلة لهوندا سيفيك، من خلال تقليص حجم الهياكل السفلية الأمامية والخلفية.
النتيجة المباشرة لهذا التطور ليست فقط في الأداء، بل أيضًا في كفاءة استهلاك الوقود وتقليل الانبعاثات. وتشير التقديرات الأولية إلى أن تكلفة التصنيع انخفضت بنسبة 10% مقارنةً بالمنصات السابقة، بينما ارتفع مستوى الثبات وقلّت ضوضاء الطريق بشكل واضح، مما يجعل القيادة أكثر سلاسة وراحة.
وتتوزع المنصات الثلاث الجديدة لتناسب مختلف احتياجات الأسواق العالمية. فالمنصة الصغيرة مخصصة للسيارات المدمجة والفائقة الصغر التي تنتشر في شوارع اليابان وشرق آسيا، بينما تخطط هوندا لاستخدام المنصة المتوسطة في سيارات مثل سيفيك وHR-V، حيث تعتمد على محرك رباعي الأسطوانات مدعوم بمحركين كهربائيين. أما المنصة الكبيرة، فستُخصص لسيارات الدفع الرباعي الكبيرة مثل ريدجلاين وباسبورت المزودة بمحركات V6، مع إمكانية إضافة محرك كهربائي ثالث لتوفير نظام دفع رباعي كامل.
ويُعد تصميم النظام الكهربائي من أبرز نقاط التطوير في هذا الجيل، حيث تم تزويده ببطارية مدمجة عالية الجهد موضوعة أسفل المقاعد الخلفية لتوفير مساحة داخلية أكبر وتوزيع مثالي للوزن. هذه البطارية تدعم وضع التشغيل الهجين المتسلسل، ما يعني أن المحرك الأساسي يعمل فقط لتوليد الكهرباء، بينما تتولى المحركات الكهربائية مهمة دفع السيارة بالكامل، وهو ما يُحسّن كفاءة الوقود بشكل كبير.
لكن هوندا لم تكتفِ بالتطوير الداخلي فقط، بل أضافت لمسة جديدة على تجربة القيادة نفسها. ففي المنصة متوسطة الحجم، أضافت الشركة تقنية مبتكرة تُعرف باسم S+ Shift، تتيح للسائق التبديل بين ثماني سرعات افتراضية عبر مقابض صغيرة خلف عجلة القيادة. هذا الابتكار يهدف إلى إعادة إحساس ناقل الحركة التقليدي داخل السيارة الهجينة، ما يمنح السائق تجربة قيادة رياضية تفاعلية دون التأثير على الأداء الكهربائي.
أما المنصة الكبيرة، فقد حصلت على ناقل حركة مزدوج النطاق يمنح السيارة تروسًا "عالية" و"منخفضة"، ما يجعلها مثالية للمغامرين الذين يسحبون مقطوراتهم إلى المناطق الجبلية أو يقودون على الطرق الوعرة. هذه الميزة لم تكن متاحة في أي من السيارات الهجينة السابقة لهوندا، وهو ما يشير إلى توجه جديد يجمع بين القوة والاعتمادية في مركباتها القادمة.
ومن المتوقع أن تظهر أولى السيارات المبنية على هذه المنصات خلال عام 2026، ضمن خطة الشركة للعودة بقوة إلى سوق السيارات الهجينة العالمية بعد سنوات من التركيز على السيارات الكهربائية الكاملة.
اللافت في تصريحات مسؤولي هوندا هو الاعتراف الضمني بأن المستقبل لن يكون كهربائيًا بالكامل في المدى القريب، خصوصًا في الأسواق الأمريكية التي ما زالت مترددة في تبني السيارات الكهربائية بسبب ارتفاع الأسعار وصعوبة الشحن. لذا، يبدو أن الشركة تراهن على السيارات الهجينة كحل وسطي عملي، يجمع بين كفاءة الطاقة والتكلفة المقبولة.
بهذا الاتجاه الجديد، تُعيد هوندا تعريف مفهوم "الهجين" من مجرد تقنية انتقالية إلى نظام متطور ومستدام قادر على المنافسة لسنوات طويلة. فبين الأداء الديناميكي والكفاءة الاقتصادية، يبدو أن الجيل القادم من سيارات هوندا سيمنح السائقين ما كانوا يبحثون عنه دائمًا: متعة القيادة دون الشعور بالذنب البيئي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: السیارات الهجینة
إقرأ أيضاً:
الشهابي: الجيل الديمقراطي أعد وجهّز 603 مرشحين لانتخابات مجلس النواب
أعلن النائب ناجي الشهابي ، رئيس حزب الجيل الديمقراطي، وعضو مجلس الشيوخ أن الحزب أعد وجهز 603 مرشحين لخوض انتخابات مجلس النواب القادمة على مستوى القوائم والمقاعد الفردية، مؤكدًا أن الحزب استعد لهذه الانتخابات مبكرًا تنظيمًا وسياسيًا باعتبارها معركة وطنية كبرى لترسيخ الحياة الحزبية والتعددية السياسية الحقيقية في مصر.
وأوضح الشهابي أن أمانات الحزب في المحافظات ولجانه النوعية عقدت اجتماعات مكثفة لاختيار المرشحين الأكثر كفاءة وتمثيلًا للشارع المصري، وأن الحزب دفع بعناصر حزبية من القيادات والشباب والمرأة، بما يعكس التنوع الذي يحرص عليه الحزب دائمًا في تشكيل قوائمه.
وجاءت تفاصيل مشاركة حزب الجيل الديمقراطي على النحو التالي:
قائمة وسط وشمال وجنوب الدلتا: ضمت 60 مرشحًا أساسيًا ومثلهم احتياطيًا.
قائمة وسط وشمال وجنوب الصعيد: ضمت 75 مرشحًا أساسيًا، بينهم 18 سيدة، ومثلهم احتياطيًا.
قائمة غرب الدلتا: ضمت 80 مرشحًا أساسيًا واحتياطيًا.
قائمة شرق الدلتا: ضمت 80 مرشحًا أساسيًا واحتياطيًا.
وأضاف رئيس الحزب أن قائمتي بحري والصعيد لم تكتمل لأسباب تعجيزية تتعلق بارتفاع قيمة الكشف الطبي على المرشحين، موضحًا أن القيمة الرسمية للكشف في الأيام العادية هي 340 جنيهًا طبقًا لقرار وزير الصحة، إلا أن الوزارة رفعتها بشكل مفاجئ وبدون مبرر إلى 10 آلاف جنيه للكشف الواحد، مما جعل الكثيرين يحجمون عن الترشح، خاصة أن المرشح الأساسي يتحمل أيضًا قيمة الكشف الطبي لمرشحه الاحتياطي، وهو ما شكل عبئًا ماليًا ضخمًا حال دون استكمال القوائم رغم الجاهزية التنظيمية والسياسية الكاملة للحزب.
وأكد الشهابي أن ما تعرض له حزب الجيل من إقصاء واستبعاد متعمد لقائمتي شرق وغرب الدلتا، وفرض إجراءات مالية مرهقة، يمثل صورة واضحة لمحاولات منع الأحزاب الجادة من المنافسة الحقيقية، مشددًا على أن تلك الإجراءات لم ولن تنال من إصرار الحزب على الدفاع عن حقه المشروع في المشاركة والمنافسة الحرة والعادلة.
وأوضح رئيس الحزب أن حزب الجيل الديمقراطي — رغم تلك العراقيل — يُعد من أكبر الأحزاب السياسية المصرية من حيث عدد الكوادر التي أعدها لخوض الانتخابات، ومن أكثرها وضوحًا في المواقف السياسية التي تنطلق من برنامجه الوطني المنحاز إلى العدالة الاجتماعية، ودعم الشباب والمرأة، والحفاظ على الهوية الوطنية.
واختتم ناجي الشهابي تصريحه بالتأكيد على أن هذه المرحلة تكشف الحاجة إلى مراجعة شاملة لضمان تكافؤ الفرص بين الأحزاب، وأن حزب الجيل الديمقراطي سيواصل نضاله السياسي السلمي من أجل حياة حزبية حقيقية ومنافسة عادلة، دعمًا لمسار الدولة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وإيمانًا بأن المشاركة الواعية والنزيهة هي الطريق لترسيخ الديمقراطية وتفعيل دور البرلمان في خدمة الوطن والمواطن.