دعونا نقف أمام آية تفضح النفوس التي باعت ولاءها لله مقابل فتات من رضا أعدائه، أمام خطاب إلهي قاطع، يصف صنفًا من الناس لم يكتفوا بالخذلان، بل تجاوزوه إلى موالاة الكافرين، ظنًا منهم أن القوة والعزة والهيبة تنال بالانحناء أمام الطغاة لا بالثبات على مبدأ الحق.
يقول الله تعالى (بشِّرِ الْـمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْـمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ للهِ جَمِيعًا)، كم تبدو هذه الآية حية بيننا، كأنها نزلت من جديد لتفضح مشهدًا عربيًا منكسرًا، حيث ترفع أعلام الكيان الصهيوني في عواصم عربية، وتفتح السفارات، وتزين الشاشات بصور المصافحة والابتسامات، في وقت لا تزال دماء الأبرياء من أبناء الأمة تسفك على تراب كل شعب مقاوم!
دسؤال قرآني ساخر في عمقه، مزلزل في معناه، هل حقًا يظن المطبعون أن الكيان الذي اغتصب الأرض وشرد الملايين، سيمنحهم مكانة أو يحمي عروشهم؟!
لقد نسي هؤلاء أن العزة لا تشترى من واشنطن، ولا تستورد من تل أبيب، بل تستمد من الإيمان بالله، ومن الثبات على الحق، ومن الموقف المشرف مع المستضعفين.
لقد انقلب ميزان الكرامة في زمن النفاق السياسي؛ فأضحى الصمود مقاومة تتهم بالإرهاب، والخضوع يسمى «سلامًا»، والعمالة تسوق على أنها «موضة العصر»!
ولكن الله عز وجل حسم الأمر وقال (فإن العزة لله جميعًا) أي أن من يطلب العزة من غير الله، فقد أضاعها كلها، ومن توهم أن الانبطاح طريق النجاة، فسيساق إلى الهوان والمهانة في الدنيا قبل الآخرة.
لهذا علينا أن ندرك أن هذه الآية الكريمة ليست مجرد وعيد للمنافقين القدامى، بل هي مرآة تعكس وجوه المنافقين الجدد، أولئك الذين غطوا خيانتهم بشعارات براقة، ونسوا أن الولاء للكافرين خيانة للعقيدة وللأمة معًا، وفي نهاية المطاف، سيبقى وعد الله صادقًا أن العزة والنصر والكرامة، لن تكون إلا لمن والى الله ورسوله والمؤمنين وأعلام الهدى، أما من ربط مصيره بأعداء الله، فمصيره الخزي في الدنيا والعذاب الأليم في الآخرة.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
الهلال الأحمر يدفع بحمولة 250 ألف سلة مساعدات إلى غزة
أطلق الهلال الأحمر المصري، صباح اليوم الباكر، قافلة « زاد العزة .. من مصر إلى غزة» الـ 66، والتي تحمل عدد من شاحنات المساعدات الإنسانية العاجلة في اتجاه قطاع غزة، وذلك في إطار جهوده المتواصلة كآلية وطنية لتنسيق المساعدات إلى غزة.
حملت قافلة «زاد العزة» في يومها الـ 66، أطنان من المساعدات الإنسانية العاجلة، والتي تضمنت أكثر من أكثر من 250 ألف سلة غذائية، وأكثر من ألف طن دقيق، وما يزيد عن 2200 طن مستلزمات طبية وإغاثية ضرورية يحتاجها القطاع، ونحو 1200 طن مواد بترولية، ويأتي ذلك في إطار الجهود المصرية لتقديم الدعم الغذائي والإغاثي لأهالي غزة.
يذكر أن، قافلة « زاد العزة .. من مصر إلى غزة »، التي أطلقها الهلال الأحمر المصرى، انطلقت في 27 يوليو، حاملة آلاف الأطنان من المساعدات التي تنوعت بين: سلاسل الإمداد الغذائية، دقيق، ألبان أطفال، مستلزمات طبية، أدوية علاجية، مستلزمات عناية شخصية، وأطنان من الوقود.
ويتواجد الهلال الأحمر المصري كآلية وطنية لتنسيق وتفويج المساعدات إلى غزة، على الحدود منذ بدء الأزمة حيث لم يتم غلق معبر رفح من الجانب المصري نهائيًا، وواصل تأهبه فى كافة المراكز اللوجستية وجهوده المتواصلة لدخول المساعدات التي بلغت أكثر من نصف مليون طن من المساعدات الإنسانية والإغاثة، وذلك بجهود 35 ألف متطوع بالجمعية.