الاسرة /خاص 

مع دخول فصل الشتاء والانخفاض المتواصل في درجة الحرارة والتحذيرات اليومية التي يطلقها مركز الأرصاد الجوية تجد الأسرة اليمنية في المدن أو الريف نفسها أمام تحديات كثيرة ومتعددة تتعلق بآثار وتداعيات موجات البرد والصقيع على الصحة العامة لأفراد الأسرة وكذلك على المزروعات والمواشي وحتى على مربيي النحل في الجبال والسهول والأودية.

وتتكبد الأسرة اليمنية ممن تعتاش على الزراعة وخصوصا في المرتفعات الجبلية خسائر كبيرة بسبب موجات الصقيع التي تشهدها طوال فصل الشتاء.

تضرر المحاصيل

غالبا ما يتعرض الكثير من المزارعين اليمنيين في مختلف المحافظات، خصوصاً في المرتفعات الغربية من تضرر محاصيلهم بسبب الصقيع، وتلف المزروعات والثمار، ما يتسبب في خسائر كبيرة، في ظل شحة الموارد وانعدام وسائل مواجهة المشكلة المتكررة مع فصل الشتاء، مع اتباعهم طرقاً متعددة يغلب عليها الطرق التقليدية لتدفئة مزارعهم خلال الليالي التي يُتوقع فيها زيادة تأثيرات البرد.

وما زال مركز الأرصاد الجوي يهيب بالمزارعين وبصورة شبه يومية اخذ الحيطة والحذر لتجنب تلف محاصيلهم بسبب تشكّل الصقيع وأهمية اتخاذ أقصى التدابير، واتباع الإرشادات الصحية للوقاية من ضربات البرد القارس، واستخدام وسائل التدفئة الآمنة مع رعاية كبار السن والأطفال من تأثيراتها.

وتؤثر موجات الصقيع على أسعار الخضراوات والفواكه بسبب تراجع الإنتاج وارتفاع تكلفته، وإلى جانب ذلك تقل جودة عدد من المنتجات.

ووفقاً للخبراء الزراعيين، فإن الصقيع يتسبب في تجمد العصارة النباتية في أوراق النباتات وسيقانها الطرية، وبمجرد شروق الشمس، وتغيّر درجات الحرارة، تتشقق مواضع التجمد أو تذبل، تبعاً لعوامل أخرى.

ويقول الخبراء إن تأثيرات الصقيع تختلف بحسب تعرض المزارع للرياح الباردة، إلا أن تعرض المزروعات للرياح الباردة في المرتفعات لا يختلف كثيراً عن وقوع نظيرتها في الأودية والسهول تحت تأثير الهواء الساكن شديد البرودة.

طرق تقليدية فاعلة

يؤكد الخبراء والمهندسون الزراعيون ان الطرق التقليدية التي اتبعها اليمنيون منذ القدم لمواجهة الصقيع فاعلة ولها نتائج إيجابية، ويقول المهندس الزراعي عبدالكريم ناصر عكيش في حديثه لـ”الاسرة” ان إتباع الطرق التقليدية كتغطية النباتات بمادة القش لتدفئة النبات تبقى من افضل طرق حماية المزروعات والثمار خلال برودة المناخ الى جانب مقاربة عدد مرات الري للمحاصيل الزراعية وكذلك اتباع الممارسات والأساليب الزراعية التي ينصح بها الإرشاد الزراعي والتقيد بالزراعة في المواسم والمواعيد المحددة، مشيرا إلى أن الزراعة في الموسم والتوقيت المحدد من العوامل التي تقي النبات من الإصابة بموجة الصقيع الشديد.

إجراءات الوقاية

يؤكد الخبير الزراعي عبدالسلام الشوكاني أن هناك العديد من الإجراءات الضرورية لحماية النباتات من اضرار الصقيع وعلى الأسر في الجبال والهضاب والمناطق المعرضة للبرد الشديد اتباعها ومنها بحسب الشوكاني:

القيام بري النباتات بالسقاية، قبل قدوم موجة صقيع أو البرد، يفضل السقاية بمياه الآبار.

وإضافة السماد العضوي في فصل الشتاء، بالكمية والوقت المناسب.

وتغطية تربة النباتات والأشجار بالقش أو نشارة الخشب لحماية جذور النباتات من البرد، والقيام بتغطية النباتات ذات الحساسية العالية من البرودة بالأغطية البلاستيكية أو الزجاجية أو الخيش.

وكذلك تدفئة الهواء مباشرة بواسطة أجهزة خاصة ويُستخدم الزيت أو قطران الفحم أو جذوع الأشجار أو أي مواد أخرى قابلة للاحتراق، يُشترط لاستخدام هذه الطريقة أن تكون الرياح هادئة حتى تتمكن المنطقة المحيطة من حفظ حرارتها.

وينصح الخبير الشوكاني: بعدم الإسراف بالتسميد النيتروجيني، لان الزيادة تعمل على ترقق جدران الخلايا، مما يسهل تأثرها بالصقيع، والاهتمام بالتسميد الفوسفوري والبوتاسي.

ويحث على الاهتمام برش عنصر الكالسيوم والبورون على نباتات الخضار لزيادة سماكة جدران خلايا النباتات، هذا يساعد على تحمل النباتات لموجات الصقيع والبرد.

وأضاف : في ليلة الصقيع يجب استخدام الري الرذاذي للنبات رش النباتات بالمياه لتذويب طبقة الجليد المتكونة قبل طلوع الشمس، لأنه إذا طلعت الشمس وأذابت هذه الطبقة سيحصل للنبات حالة تشبه السلق.

وفي ليلة حدوث الصقيع او البرد القيام بخلق تدفق للهواء أثناء الليالي الساكنة، وذلك في الصقيع الربيعي حيث ان أحد أسباب تشكل الصقيع هو الهواء الساكن. ويمكن المساعدة في منع تشكل الجليد فوق النبات عن طريق وضع مراوح بجانب صفوف المزروعات.

ويستطرد :بعد حدوث الصقيع القيام برش مغذيات تحتوي على هرمونات الأوكسين السايتوكاينين والجبرلين ليعوض النبات ما فقد منه خلال فترة الصقيع.

وبعد حدوث الصقيع بأيام القيام برش مبيد فطري وقائي، حتى لا تصاب المحاصيل بالأمراض الفطرية الناتجة عن الرطوبة الزائدة.

إلى جانب القيام بعد أيام الصقيع برش النباتات بالأحماض الأمينية لمساعدة النباتات على تحمل موجات البرد والصقيع، ومن اهم الأحماض التي يمكن رشها هو الحمض النووي ” سيرين”، حيث يعمل على منع تبلور جزيئات الماء داخل السيتوبلازم، وبالتالي مقاومة الصقيع داخل النبات، والحمض الأميني الثريونين الذي يلعب دورا مهما في الدفاعات الكيماوية ضد الإجهادات التي يتعرض لها النبات كالبرد والجفاف وملوحة التربة، والحمض الأميني الأساسي “الفالين” الضروري لتخليق البروتينات كما أنه يستخدم كوقود للطاقة، والحمض الأميني “البرولين” من الأحماض الأمينية المشاركة في الدفاع عن الإجهاد، وغيرها من الأحماض الأمينية المهمة لتقوية النبات.

 

 

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: فصل الشتاء

إقرأ أيضاً:

“تمويه متقدم” وشبكات إمداد بحرية.. الحوثيون يُعدّون لـ”مواجهة مفتوحة” مع إسرائيل

#سواليف

كشفت مصادر يمنية خاصة أن #جماعة_الحوثي اتخذت سلسلة من #الإجراءات #العسكرية واللوجستية غير المعلنة خلال الأسابيع الماضية، بعد الضربات الإسرائيلية المتتالية، شملت إعادة تموضع وتمويه مواقعها الحساسة، وتحسين شبكات الإمداد الساحلية، في مؤشر على استعدادها لجولة أطول، وأكثر تعقيداً في #البحر_الأحمر و #اليمن، فيما لو قررت #إسرائيل أو #الولايات_المتحدة أو كلاهما الهجوم على قدرات وقيادات الميليشيا الحليفة لإيران.

وفقاً لمصدر مطلع، فقد تمثلت أولى خطوات #الحوثيين في إعادة توزيع المواقع الحساسة، وتطوير قدراتهم في التمويه والحماية الداخلية. موضحاً أن الجماعة عمدت إلى تفريق مواقع الإطلاق والمخازن بين عدة مناطق، مما يصعّب استهدافها بدقة، واستخدام بنى تحت الأرض أو مموّهة (ورش، مرائب، مواقف سيارات مخبأة) كغطاء للأنشطة اللوجستية والمسلّحة.

كما عزز الحوثيون آليات حركة القيادات داخل المناطق التي يسيطرون عليها، وقاموا بتأمين خطوط الإمداد الداخلي، بما يقلّل أثر الضربات الجوية المباشرة، بحسب قول المصدر.

مقالات ذات صلة خبر سار من الأرصاد الجوية 2025/11/07

ويبيّن المصدر أنه رغم الضربات المتكرّرة التي طالت الموانئ والمنشآت الساحلية (مثل رأس عيسى والحديدة)، فإن دلائل تفيد بأن تدفق الإمدادات، لا سيّما الوقود، لم يتوقّف كلياً.

ويلفت إلى أن صوراً للأقمار الصناعية تظهر تفريغاً جزئياً للشحنات أو تحويل طرق التفريغ إلى مرافق بديلة، ما يعني، وفقاً للمصدر، أن قدرة الجماعة على التجديد اللوجستي ما تزال قائمة، وإن باتت أكثر تكلفة وخطورة.

ويرى المصدر اليمني أن التحركات والإجراءات الأخيرة التي نفذها الحوثيون، تؤكد بأنهم لا يعدّون لجولة قصيرة، وإنما لاستدامة الصراع في أبعاد متعددة، مشيراً إلى الدور الإيراني الحاسم في هذا السياق.

ويلفت إلى إعلان الحوثيين، قبل عدة أيام، “التعبئة العامة” تحسّباً لتصعيد محتمل، ما يشير إلى إستراتيجية ردع داخلية وخارجية في آن واحد.

ويؤكد أن الدعم الإيراني، ما زال متواصلاً، لكن بالخفاء؛ حيث يتواصل تهريب المكونات الحربية والخبرات عن بعد، بدلاً من دخول المستشارين العسكريين التابعين للحرس الثوري الإيراني بشكل مباشر كما في الأوقات السابقة.

ويرجح المصدر أن يعمد الحوثيون في حالة التصعيد، وعند أي هجوم إسرائيلي واسع إلى تكثيف الضربات البحرية ضد سفن إسرائيلية – أمريكية، وإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة بعيدة المدى باتجاه إسرائيل. مشيراً إلى أن معطيات الميدان تشير إلى أن جماعة الحوثي انتقلت من مرحلة “الدفاع النقطي” إلى مواجهة أكثر تعقيداً، عبر شبكة موزعة، مموهة، قادرة على امتصاص الضربات، واستعادة الفاعلية تدريجياً.

مقالات مشابهة

  • “تمويه متقدم” وشبكات إمداد بحرية.. الحوثيون يُعدّون لـ”مواجهة مفتوحة” مع إسرائيل
  • محمد بن راشد يشهد إطلاق “الأجندة الوطنية لنمو الأسرة 2031” لتعزيز التماسك المجتمعي وترسيخ القيم
  • “الديمقراطية” تدين العدوان الإسرائيلي المتواصل على لبنان
  • رئيس الدولة يشهد جلسة حول “الأجندة الوطنية لنمو الأسرة 2031” ضمن الاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات، ويوجه بتخصيص 2026 ليكون “عام الأسرة”
  • أمين عام “الناتو” يدعو أعضاء الحلف للاستعداد لـ”مواجهة طويلة الأمد” مع روسيا
  • الأرصاد: اختلاف ملحوظ في درجات الحرارة بعدد من المحافظات اليمنية
  • محمد بن راشد يتفقد معرض “نبض الوطن” الهادف لتجسيد رؤية الدولة في بناء وعي وطني ومجتمعي أعمق بقضايا الأسرة الإماراتية
  • شاهد بالفيديو.. بعد أيام من المسرحية التي قام بها إعلام الدعم السريع بإعتقاله.. سفاح الفاشر “أبو لولو” يظهر وهو يحتفل وسط جنود المليشيا بسقوط طائرة بغرب كردفان
  • اجتماع بمجلس الشورى يناقش الصعوبات التي تواجه الشركة اليمنية لصناعة الأدوية