جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-19@18:16:17 GMT

ضرورة قراءة المؤشرات الاقتصادية

تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT

ضرورة قراءة المؤشرات الاقتصادية

 

خلفان الطوقي

 

يُمكن فهم اقتصاد أي بلد ببساطة من خلال أرقامه ومؤشراته، فالأرقام لا تكذب، فإن كانت المؤشرات إيجابية ومرتفعة، فذلك يعني أن اقتصاد البلد الفلاني بخير، وعكس ذلك إذا كانت المؤشرات منخفضة وسلبية، وبناء عليه على كل دولة رصد المؤشرات الاقتصادية حسب كل نشاط تجاري وتحليلها واتخاذ القرارات المناسبة التي تتفاعل معها إيجابا الأنشطة التجارية، وتنعكس في الاقتصاد والمجتمع المحيط من أفراد ومؤسسات.

مَرَّ الاقتصاد العماني بمراحل صعبة منذ نهاية عام 2014 إبان التذبذب المؤلم لأسعار النفط وحتى نهاية 2021، ولكن وبعد أزمة كوفيد-19 وارتفاع أسعار النفط والغاز بدأ الاقتصاد الكلي في التعافي، وبالرغم من ذلك إلا أن الآثار المؤلمة لكثير من الأنشطة التجارية ما زالت لم تُمحَ، وعليه لا بُد من رصد سريع لتحديات كل نشاط تجاري على انفراد، ولا يمكن وضع جميع الأنشطة التجارية في سلة واحدة، فليس كلها خاسر أو رابح، لكن هناك مؤشرات تدل على خسارة أنشطة تجارية معينة أكثر من غيرها، ولا يمكن ومن غير المناسب إقرار خطة تحفيزية واحدة تناسب الجميع.

من خلال قراءة المؤشرات الاقتصادية بشكل دوري وفهمها وتحليلها واتخاذ القرارات التحفيزية المبكرة، يمكن للحكومة أن تتعرف بدقة عن التحديات التي تواجه النشاطات التجارية المتأثرة أو الأكثر ضررا، وتصميم خطط تحفيزية دقيقة لهذا النشاط أو ذاك، فخروج أو إفلاس أي نشاط تجاري يعني جر غيره إلى مُعاناة تأثير أحجار الدومينو (Domino Effect)، وبقاء وازدهار أي نشاط تجاري يعني خلق فرص جديدة للأفراد والمجتمع والمؤسسات أيا كان حجمها ونشاطها وحتى اقتصاد الدولة الكلي، فالاقتصاد عبارة عن حلقات مرتبطة ببعضها البعض.

لا يكفي قراءة المؤشرات كأرقام صماء؛ بل الواجب فهمها وتحليلها، واتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب، وكل تأخير سوف سيكون بكلفة عالية، وكما يقول المثل عند اتخاذ القرارات في وقت متأخر "بعد خراب مالطا"، ولأن الحكومة التقطت أنفاسها، وحققت فوائض مالية في  النصف الأول من هذا العام، فمن المتوقع أن تكمل هذا العام بنفس الوتيرة الإيجابية، ومن المناسب تخصيص جزء من هذه الفوائض لإقرار خطة تحفيزية للقطاعات الأكثر تأثرًا وفق قراءة علمية دقيقة للمؤشرات الاقتصادية، فكلما كانت هناك فوائض مالية، تكون هناك مرونة من الأجهزة المختصة للصرف المالي.

المقالة لا تدعو للصرف غير المُنظَّم أو الترفيهي، قدر ما تدعو إلى تخفيف معاناة الأنشطة التجارية الأكثر تاثيرا وفق قراءة الأرقام والمؤشرات بشكل علمي دقيق لضمان بقاء القطاع الخاص واستدامته وتوسعه لما فيه مصلحة الجميع دون استثناء، ومن المهم أيضًا أن تكون الخطة التحفيزية تسعى لتحقيق مجموعة من الأهداف، ومن الضرورة أن تتفاعل هذه الخطة إيجابا مع الأنشطة التجارية المستهدفة، ولضمان نجاح الخطط التحفيزية.

ومن الأفضل استشارة ممثل القطاع الخاص كغرفة تجارة وصناعة عمان واللجان القطاعية المختصة والالتقاء بعدد من رجال وصاحبات الأعمال العاملين في الأنشطة التجارية المستهدفة، ووضع سيناريو "خط الرجعة" في حالة عدم تحقيق الأهداف المنشودة للخطة، واستبدالها بخطة بديلة ناجعة وسريعة، ولا ضير في التصحيح عند اكتشاف ضعف أو عدم استجابة أو تأثير لبعض الخطط التحفيزية.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الحكومة تصدر حزمة من القرارات الجديدة خلال جلستها الأسبوعية

أصدرت الحكومة الفلسطينية، اليوم الثلاثاء 17 يونيو 2025، حزمة من القرارات الجديدة خلال جلستها الأسبوعية في مقر رئاسة الوزراء بمدينة رام الله .

وقال رئيس الوزراء محمد مصطفى إنه "في ظل الظروف الاستثنائية والتحديات المتصاعدة التي تمر بها منطقتنا، فقد أعدت الحكومة خطط طوارئ، وشكلت خلية عمل وزارية مركزية لدعم لجان الطوارئ في المحافظات، من أجل ضمان التحرك العاجل والاستجابة السريعة للتعامل مع الأزمة الحالية، مع التأكيد على ضمان وجود مخزون احتياطي من السلع الأساسية يكفي من 3-6 أشهر حسب السلعة".

وشدد رئيس الوزراء في مستهل الجلسة، على أن الاهتمام الأول ينصبّ على الحفاظ على سلامة أبناء شعبنا ودعم صمودهم وتوفير احتياجاتهم، وعليه تستمر المؤسسات الحكومية في العمل على ضمان توفير الخدمات الأساسية للمواطنين في محافظات الضفة الغربية في ضوء الإغلاقات وعدم تحويل أموال المقاصة وتراكم عملة الشيقل.

وأضاف رئيس الوزراء: "عقولنا وقلوبنا مشدودة أيضا لما يجري في قطاع غزة من جوع ونقص في المأوى والخدمات، لقد أفزعتنا التقارير التي كشفت الدمار الشامل في مناطق معينة من القطاع خصوصا (رفح، جباليا، بيت لاهيا، بيت حانون، شرق مدينة غزة، ضواحي خان يونس) وغيرها".

وتابع مصطفى: لقد أصبح جليا لكل من يريد أن يرى ويسمع، أنه لا حل لمشاكل المنطقة إلا بإحقاق الحق الفلسطيني، وقد مثل المؤتمر الدولي للسلام والذي كان من المخطط له أن ينعقد في نيويورك هذا اليوم بالنسبة لنا، المدخل المناسب لإحقاق السلام وتجسيد الدولة الفلسطينية.

وأشار رئيس الوزراء إلى أنه وبتوجيهات من الرئيس، فإن الجهود والاتصالات مستمرة مع الشركاء الدوليين لضمان استئناف أعمال المؤتمر في أقرب وقت ممكن، والتصميم على أن لا يصبح المؤتمر الدولي ضحية من ضحايا هذه الحرب كما يريد له البعض.

وأكد مصطفى على المضي قدما بتنفيذ توجيهات الرئيس لتعزيز التحركات السياسية والدبلوماسية، للضغط باتجاه وقف العدوان، واسترداد حقوق شعبنا السياسية والمالية.

وبحث مجلس الوزراء تطورات الأوضاع الميدانية، ومن بينها معالجة ملف الإيواء للعائلات النازحة في مخيمات شمال الضفة، في ضوء توفير مخصص 2 مليون دولار لاستكمال تنفيذ مشاريع إنشاء مراكز الإيواء المؤقت في محافظتي طولكرم وجنين.

كما حث المجلس أبناء شعبنا على الالتزام بتعليمات جهات الاختصاص للحذر وتجنب التجمهر وإقامة التجمعات الكبيرة، ومنع الاكتظاظ في الأسواق ومحطات الوقود، والتعامل بمسؤولية مع المخاطر القائمة.

وناقش مجلس الوزراء تحضيرات وزارة التربية والتعليم العالي لعقد امتحان الثانوية العامة في موعده السبت المقبل، لحوالي 52 ألف طالب وطالبة موزعين على حوالي 512 قاعة، وبما يشمل حوالي ألفي طالب خارج الوطن موزعين على 37 دولة، بالتزامن مع العمل على معالجة الوضع الخاص لطلبة القدس وقطاع غزة.

كما اعتمد المجلس توصيات اللجنة الإدارية الوزارية الدائمة والخاصة بالمصادقة على الهيكل التنظيمي وبطاقات الوصف الوظيفي لوزارة العدل، والمصادقة على عدد من بطاقات الوصف الوظيفي للدوائر الحكومية في وزارة الزراعة، وسلطة جودة البيئة والهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون.

إلى ذلك، ناقش مجلس الوزراء بالعرض الأول، الخطة الوطنية لكفاءة الطاقة في فلسطين للفترة (2025-2030) بما تتضمنه من استبدال إنارة بعض المواقع بأنظمة موفرة، والعزل الحراري في المباني العامة، وغيرها من الإجراءات التي من شأنها تخفيض استهلاك الطاقة بحوالي 8%، وتوفير 120 مليون دولار سنويًا. وفي السياق ذاته، وجه المجلس سلطة الطاقة بالتشاور مع مختلف المؤسسات ذات العلاقة والقطاع الخاص لتعزيز التشاركية في إخراج الخطة والتعاون المشترك في تنفيذها.

ووافق المجلس على تحديث وتطوير الأنظمة والبرامج المحوسبة القائمة الخاصة بدائرة مياه الضفة الغربية، وكَلف سلطة المياه بالإشراف على تنفيذ مشروع الحل الطارئ للتخلص من مشكلة ربو المنشآت الصناعية في الخليل وسرعة تنفيذه.

كما ناقش بالقراءة الأولى مشروع تعديل نظام ترخيص حفر وتأهيل الآبار واستخراج المياه الجوفية.

وفي سياق آخر، اطلع المجلس على إحاطة وزارة الزراعة الخاصة بشراء سلالات أغنام محسنة بهدف تحسين وتطوير السلالات المحلية، وذلك انسجاما مع مبادرة تعزيز الزراعة المستدامة في فلسطين والتي تتضمن محورا مركزيا مرتبطا بتعزيز الثروة الحيوانية.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين لا حل إلا الدخول غير المشروط للمساعدات - قطر تتحدث بشأن مفاوضات غزة الصحة تنشر أحدث حصيلة لعدد شهداء غزة هكذا عقبت الفصائل على المجزرة الإسرائيلية في خان يونس اليوم الأكثر قراءة نتنياهو: هناك تقدّم في مفاوضات الأسرى 5 دول تقرر فرض عقوبات على بن غفير وسموتريتش خروج مستشفى الأمل في خانيونس عن الخدمة استشهاد شقيقان برصاص الجيش الإسرائيلي في نابلس عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • النائب عمرو هندي: رفض مصر للفيتو يدعم العدالة ويواجه تسييس القرارات الدولية
  • نقل 5 أشجار مُعمّرة في المدينة من منطقة مشروع تجاري إلى مناطق تنمية الغطاء النباتي
  • الكويت تؤكد عدم رصد أي تسرب لإشعاعات نووية من إيران
  • عمار المشاط: توسيع النشاطات الاقتصادية ضرورة حتمية
  • مجموعة الكور للتجارة والاستثمار تعلن عن فقدان سجل تجاري
  • نقل 5 أشجار مُعمّرة في المدينة المنورة من منطقة مشروع تجاري إلى مناطق تنمية الغطاء النباتي
  • رئيس جامعة عين شمس يترأس اجتماع مجلس الألسن.. تعرف على القرارات
  • الحكومة تصدر حزمة من القرارات الجديدة خلال جلستها الأسبوعية
  • أسهم أوروبا تتراجع وسط غياب المؤشرات على التهدئة بين إسرائيل وإيران
  • برج الميزان.. حظك اليوم الثلاثاء 17 يونيو 2025.. تجنّب القرارات المتسرعة