أكاديمية الأزهر العالمية تعقد ندوة علمية حول «مسائل الفقه التراثي الافتراضية في العصر الحديث»
تاريخ النشر: 11th, November 2025 GMT
عقدت أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ، ندوةً علميةً بعنوان «مسائل الفقه التراثي الافتراضية التي وقعت في عصرنا الحاضر.. تأصيل وتخريج»، بحضور حسن الصغير رئيس الأكاديمية، ومحمود عبد الرحمن أستاذ أصول الفقه بكلية الشريعة والقانون بالقاهرة، والسيد مهران أستاذ الفقه بكلية الشريعة والقانون بأسيوط.
وأكد الدكتور حسن الصغير خلال كلمته أن التقدم التقني المعاصر يفرز قضايا جديدة تحتاج إلى دراسة فقهية متعمقة تستند إلى تراثنا الإسلامي الأصيل، مشيرا إلى أن باب الاجتهاد مفتوح ما دام منضبطًا بالضوابط الشرعية، وأن التجارب العلمية والطبية المستحدثة يجب أن تخضع لبحث علمي دقيق يستلهم أصول الفقه الإسلامي في استنباط الأحكام المناسبة لها.
من جانبه، أوضح الدكتور محمود عبد الرحمن، أن الإسلام بمنهجه الشامل لا يقف عند الماضي بل يمتد إلى الحاضر والمستقبل، لافتا إلى أن الفقه الافتراضي يمثل نوعًا من الاجتهاد الاستباقي الذي يمنح المسائل المتوقعة حكمها الشرعي قبل وقوعها، وهو ما يوازي في العصر الحديث علم استشراف المستقبل، مؤكدا أن علماءنا الأوائل تجاوزوا حدود الزمان والمكان في اجتهاداتهم، فكانت نتاجاتهم زادًا علميًّا للأجيال المتعاقبة، ونوه بأن الفقه الإسلامي يقدّر الأمور قبل وقوعها منعًا للشرور والمفاسد.
وفي كلمته، أشار الدكتور السيد مهران، إلى أن الفقه الافتراضي ليس أمرًا محدثًا، بل هو امتداد لما كان عليه الصحابة والأئمة من النظر في المسائل المحتملة، موضحًا أن الإمام أبا حنيفة لم يبتدع هذا المنهج بل وسّع فيه لخدمة مقاصد الشريعة، مبينا أن الافتراض الفقهي مطلب من مطالب الاجتهاد، بشرط ألا يُمارس فيه غلو أو تجاوز، وأنه أداة مهمة لتجديد الفقه وتطوير آليات الإفتاء في العصر الرقمي، مؤكدًا أن الحكم الفقهي في المسائل الافتراضية يجب أن يُقاس على الواقع الحقيقي مع مراعاة الفروق الدقيقة بينهما.
تأتي هذه الندوة ضمن سلسلة الندوات الشهرية التي تعقدها «أكاديمية الأزهر العالمية»، دعمًا لمسيرة الأزهر في نشر العلم الوسطي الرصين، وتعزيز مهارات الأئمة والباحثين في التعامل مع قضايا العصر في ضوء مقاصد الشريعة الإسلامية.
اقرأ أيضاًتعاون بين «تعليم الغربية» و«وعظ الأزهر» لمواجهة العنف وترسيخ القيم الأخلاقية بين الطلاب
رواق العلوم الشرعية والعربية بأسوان يواصل فعالياته لنشر الفكر الأزهري الوسطي
بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة من الجامع الأزهر
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الأزهر أكاديمية الأزهر العالمية حسن الصغير
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة الأزهر يشارك في ندوة «دور الأزهر في مكافحة وتفكيك الفكر المتطرف»
شارك الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر، في الندوة التوعوية التي نظمها قسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية للبنين بالقاهرة، بحضور الدكتور جمال الهواري، عميد الكلية، والدكتور حسن يحيى، الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية، والدكتور أحمد زايد، رئيس قسم الدراسات الإسلامية بالكلية.
وكانت الندوة بعنوان: "دور الأزهر في مكافحة وتفكيك الفكر المتطرف"، وخلال كلمته أشاد الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس الجامعة، بالجهود التوعوية الكبيرة التي تقوم عليها كلية التربية للبنين بالقاهرة تجاه طلاب الكلية بوجه خاصٍّ وطلاب الجامعة بوجه عام، خاصة في ظل انتشار المفاهيم المغلوطة والأفكار الهدامة والشائعات المضللة.
وأعلن رئيس جامعة الأزهر أن الإنسان المسلم الحق هو الذي يلتزم بأوامر المولى -عز وجل- كما يلتزم بنواهيه، فالإنسان المسلم يصلي في اليوم خمسة فروض يقرأ خلالها فاتحة الكتاب، ويقرأ قول الله تعالى: ﴿الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم﴾ فالمسلم يطلب من المولى -عز وجل- كل يوم أن يهديه ﴿الصراط المستقيم﴾ خاصة وأن الانسان في متاهة، وقد سأل أحد الصحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- النصح، فقال له -صلى الله عليه وسلم- قل: «اللهم سددني».
وأوضح فضيلة رئيس الجامعة أنه عقب الانتهاء من فاتحة الكتاب في المصحف الشريف ننتقل مباشرة إلى سورة "البقرة": ﴿ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه﴾ وفي هذا تأكيد على أن كلام المولى -عز وجل- لا شك فيه؛ لأنه كلام رب العالمين الرحمن الرحيم.
ونبه رئيس الجامعة الطلاب إلى ضرورة الالتزام بالمنهج الأزهري الوسطي المعتدل، لافتًا إلى أن التعليم الأزهري يتميز عن غيره بدراسة المذاهب الفقهية المختلفة التي تعمل على اتساع الأفق والحكمة في التناول، وهذه نعمة كبيرة يحظى بها طالب الأزهر الشريف الذي يدرس الرأي والرأي الآخر، محذرًا من الانسياق خلف الأفكار المتطرفة التي تضلل الفكر وتحيد بالناس عن الطريق المستقيم.
كما حذر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من ذلك قبل أكثر من 1400 سنة حينما قال: «تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدًا كتاب الله وسنتي» لافتًا إلى أن الفكر المتطرف يكون نتيجة خلل في التفكير.
جاء ذلك بحضور الدكتور عطية السيد، وكيل الكلية للدراسات العليا والبحوث، والدكتور حمدي أيوب، وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب، ولفيف من قيادات الكلية السابقين وجمع من الطلاب.