21 عاما على رحيل عرفات.. مسيرة طويلة ووفاة بظروف غامضة
تاريخ النشر: 11th, November 2025 GMT
يوافق اليوم، 11 تشرين الثاني/نوفمبر، مرور 21 عاما على رحيل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات "أبو عمار"، الذي يعد أحد أبرز رموز القضية الفلسطينية، ورافق مسيرته الكثير من الجدل بين مؤيد ومعارض.
وولد "أبو عمار" في القدس في الرابع من آب/أغسطس عام 1929، ويحمل الاسم الكامل "محمد ياسر عبد الرؤوف داود سليمان عرفات القدوة الحسيني"، حيث تلقى تعليمه في العاصمة المصرية القاهرة، وشارك بصفته ضابط احتياط في الجيش المصري أثناء التصدي للعدوان الثلاثي على مصر عام 1956.
وتحل الذكرى هذا العام بينما يعيش الشعب الفلسطيني واحدة من أكثر المراحل دموية في تاريخه، في ظل حرب إبادة وتطهير عرقي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الوجود الفلسطيني، وتتواصل يوميا عمليات القتل والاقتحام والتدمير والتهجير والاعتقال في مختلف المدن والقرى، فيما يواصل قطاع غزة نزيفه المستمر، حيث وصل عدد الشهداء إلى 69,176 شهيدا وأكثر من 170,690 مصابًا، وسط أوضاع إنسانية مأساوية تفاقم معاناة السكان.
وخاض عرفات معارك سياسية وعسكرية من أجل القضية الفلسطينية، قبل أن يرحل عام 2004 عقب حصار إسرائيلي استمر لأكثر من ثلاث سنوات على مقره في مدينة رام الله، وفتح رحيله بابا من الجدل ولفه الكثير من الغموض.
تخرج أبو عمار من كلية الهندسة بجامعة فؤاد الأول في القاهرة، وانخرط مبكرا في صفوف الحركة الوطنية الفلسطينية، وبرز نشاطه داخل اتحاد طلبة فلسطين حتى تولّى رئاسته لاحقا، ليبدأ من هناك مسيرته السياسية.
أسهم أبو عمار إلى جانب مجموعة من المناضلين الفلسطينيين في تأسيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" خلال خمسينيات القرن الماضي، ليصبح بعد ذلك أحد أبرز وجوهها السياسية والعسكرية، وفي عام 1968 تولى مهام الناطق الرسمي باسم الحركة، قبل أن يُنتخب في شباط/فبراير 1969 رئيساً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وفي عام 1974، ألقى كلمة باسم الشعب الفلسطيني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وقال فيها عبارته الشهيرة: "جئتكم حاملاً بندقية الثائر بيد وغصن زيتون باليد الأخرى، فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي".
في صيف عام 1982، تولى أبو عمار، بصفته القائد العام للقيادة المشتركة لقوات الثورة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية، قيادة المواجهة ضد الاجتياح الإسرائيلي للبنان.
وبعد حصار فرضته قوات الاحتلال على بيروت لمدة 88 يوما، وافق عرفات على اتفاق دولي قضى بخروج المقاتلين الفلسطينيين من المدينة، وعندما سئل وهو يغادر عبر البحر متجها إلى تونس عن وجهته المقبلة، أجاب بثقة: "أنا ذاهب إلى فلسطين".
استقر عرفات وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية في تونس، حيث واصل العمل السياسي والعسكري نحو العودة إلى فلسطين، وفي الأول من تشرين الأول/أكتوبر 1985 نجا من غارة إسرائيلية استهدفت ضاحية "حمام الشط" بتونس، وأودت بحياة العشرات من الفلسطينيين والتونسيين.
ومع حلول عام 1987، شهدت الساحة الفلسطينية تطورات مهمة، إذ نجح عرفات في تحقيق المصالحة بين القوى السياسية الفلسطينية، وبدأ بقيادة العمل السياسي والميداني لدعم انتفاضة الحجارة التي اندلعت في الأراضي الفلسطينية، بالتوازي مع تعزيز الصمود في المخيمات الفلسطينية بلبنان.
عقب إعلان الاستقلال الفلسطيني في الجزائر في الخامس عشر من تشرين الثاني/نوفمبر 1988، قدم عرفات مبادرة السلام الفلسطينية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، داعيا إلى تحقيق سلام عادل في الشرق الأوسط. وجرت الجلسات آنذاك في مدينة جنيف بدلاً من نيويورك، بعد أن رفضت الولايات المتحدة منحه تأشيرة دخول إلى أراضيها.
ومهّدت هذه المبادرة لقرار إدارة الرئيس الأمريكي رونالد ريغان في 16 كانون الأول/ديسمبر من العام نفسه ببدء حوار رسمي مع منظمة التحرير الفلسطينية في تونس، الذي انطلق فعلياً في 30 آذار/مارس 1989.
وفي 20 كانون الثاني/يناير 1996، انتُخب ياسر عرفات رئيساً للسلطة الوطنية الفلسطينية في انتخابات عامة، لتبدأ بعدها مرحلة بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية.
وعقب انهيار مفاوضات كامب ديفيد عام 2000 بسبب التعنت الإسرائيلي ورفض ياسر عرفات المساس بالثوابت والحقوق الوطنية، اندلعت انتفاضة الأقصى في الثامن والعشرين من أيلول/سبتمبر من العام نفسه.
وعلى إثرها، حاصر جيش الاحتلال مقر عرفات في رام الله متهما إياه بقيادة الانتفاضة، ضمن عملية عسكرية عرفت باسم "السور الواقي"، ليفرض عليه حصارا مشددا استمر حتى لحظة رحيله.
وفي عام 2004، تدهورت الحالة الصحية للرئيس عرفات، وجرى نقله إلى فرنسا للعلاج في مستشفى بيرسي العسكري، وسط حديث عن تعرضه للتسمم، إلى أن رحل فجر الخميس 11 تشرين الثاني/نوفمبر.
تحظى ذكرى رحيل ياسر عرفات بمكانة راسخة في الذاكرة الفلسطينية والعربية والدولية، ويبقى رحيله الغامض بابا مفتوحا للكثير من الاحتمالات والنظريات والأسئلة التي بقيت بلا إجابة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية الفلسطيني عرفات فتح منظمة التحرير الفلسطينية فلسطين عرفات فتح منظمة التحرير الفلسطينية المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة یاسر عرفات أبو عمار
إقرأ أيضاً:
كلمة الرئيس عباس في الذكرى الـ21 لاستشهاد ياسر عرفات
أكد رئيس دولة فلسطين محمود عباس "المضي قدما لاستكمال مسيرة القائد المؤسس، الشهيد الرمز ياسر عرفات "أبو عمار" ورفاقه، نحو الحرية والاستقلال".
وقال الرئيس عباس، في كلمة، لمناسبة الذكرى الحادية والعشرين لاستشهاد القائد ياسر عرفات، "في هذه الذكرى الخالدة، نتوقف إجلالا واكبارا أمام مسيرة رجل جسّد بفكره ونضاله وإيمانه العميق قضية شعب آمن بحقه في الحرية والاستقلال والكرامة، فكرّس حياته كلها والى جانبه رفقاء دربه المؤسسون، من أجل فلسطين، ومن أجل أن تبقى راية الوطن مرفوعة، واسم فلسطين حاضراً في ضمير العالم."
وأضاف: لقد كان القائد ياسر عرفات، مؤسس المشروع الوطني الفلسطيني الحديث، ورمز القرار الوطني المستقل، وحامي وحدة شعبنا في الوطن والشتات، وصاحب الخطاب الاول في الامم المتحدة في العام 1974، وصاحب إعلان استقلال الدولة في العام 1988، وبقي وفياً لوعده بأن يرفع علم فلسطين فوق أسوار القدس ومآذنها وكنائسها، المدينة التي أحبّها واستشهد دونها، وأكد عليها عاصمة أبدية لدولتنا المستقلة.
وأكد الرئيس عباس، لأبناء شعبنا في الوطن وكل مكان في العالم، أننا نتابع مسيرة النضال بالتمسك بثوابتنا الوطنية، وبتعزيز روايتنا، وهويتنا الفلسطينية، بإطلاق أكبر تحرك سياسي وقانوني ودبلوماسي إلى أن وصلنا إلى اعتراف الامم المتحدة بدولة فلسطين كدولة مراقب في العام 2012، والانضمام كعضو كامل في اكثر من مائة وكالة ومنظمة دولية، ورفع العلم الفلسطيني على مقرات الامم المتحدة، والمضي قدما في مسيرة تثبيت الدولة الفلسطينية في القانون الدولي، والحصول على المزيد من الاعترافات، التي وصلت إلى 160 دولة اعترفت بدولة فلسطين.
وأضاف: نعاهد شعبنا بأننا لن نحيد عن درب الوحدة الوطنية، على أساس البرنامج السياسي والالتزامات الدولية لمنظمة التحرير الفلسطينية والشرعية الدولية، ومبدأ الدولة الواحدة والقانون الواحد والسلاح الشرعي الواحد، والمقاومة الشعبية السلمية.
وقال: نؤكد على نهجنا في العمل السياسي والدبلوماسي، وفي المحافل الدولية، ومع الشركاء من الأشقاء والأصدقاء، حتى نحقق أهدافنا المشروعة في انهاء الاحتلال، وتحقيق الاستقلال لدولتنا ذات السيادة بعاصمتها القدس الشرقية على خطوط العام 1967.
وأكد رئيس دولة فلسطين مواصلة تعزيز صمود أبناء شعبنا في القدس و غزة والضفة، وفي مخيمات اللجوء، وفي كل أماكن تواجدهم في العالم، ليبقى هذا الشعب العظيم فخورا بهويته، متمسكا بحقوقه المشروعة في تقرير مصيره وحريته واستقلاله، وبتاريخه الحضاري وتراثه الراقي وثقافته الأصيلة ومكانته الثقافية والانسانية الرائدة.
وختم الرئيس عباس كلمته بالترحم على الشهيد القائد ياسر عرفات، الذي كان وسيبقى حاضراً في وجدان شعبنا وضمير أمتنا، رمزاً للثورة والكرامة الوطنية، وعنواناً للوحدة والإصرار على الحرية والاستقلال.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين أسامة حمدان: اتفاق شرم الشيخ لا يزال في بدايته وأولى بنوده أهم مميزاته حسين الشيخ يضع إكليلا من الزهور على ضريح ياسر عرفات الاحتلال يعتقل أحد حراس المسجد الأقصى الأكثر قراءة غزة- استلام 15 جثمانا لشهداء سلمهم الاحتلال ونقلهم إلى مستشفى ناصر عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى هآرتس: مشروع قانون إعدام فلسطينيين عنصري ووصمة عار نتنياهو يُمثل مجددا اليوم أمام محكمة تل أبيب عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025