تشهد مالي تطورات متسارعة على المستويين الأمني والاقتصادي، إذ بدأت بعض محطات الوقود والمدارس في العاصمة باماكو فتح أبوابها بعد أسبوعين من الإغلاق، بينما لا تزال مناطق داخلية تعاني من نقص حاد، وسط تعهد حكومي بمواصلة الحرب على الجماعات المسلحة وتعزيز السيادة الوطنية.

وقد أفادت صحيفة ليسور الحكومية بأن محطات الوقود في باماكو بدأت تتلقى كميات أكبر من البنزين والديزل، مما خفف الطوابير وأعاد حركة النقل والأنشطة التجارية، بفضل تنسيق حكومي ودعم لوجستي دولي.

لكن مدنا مثل موبتي وتمبكتو ما زالت تواجه نقصا حادا أدى إلى توقف شبه كامل للنقل وارتفاع أسعار السلع، وسط مطالب شعبية بتوزيع عادل للإمدادات.

بعض المناطق في مالي ما زالت تشكو نقصا حادا في الوقود (الأوروبية)

وقد رافقت الأزمة الاقتصادية أزمة أمنية، إذ تخضع العاصمة لحصار شبه كامل تفرضه جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، أدى إلى تدمير أكثر من 100 شاحنة صهريج ومقتل مدنيين وسائقين، إضافة إلى عمليات خطف على الطرق المؤدية إلى باماكو.

موقف الحكومة وانتقادات داخلية

من جانبها، أكدت الحكومة أنها تعمل على توسيع التوزيع ومراقبة السوق، معتبرة أن الأزمة كشفت عن هشاشة البنية التحتية للطاقة.

كما جددت التزامها بمكافحة الإرهاب واستعادة السيطرة على كامل التراب الوطني، مشيرة إلى تقدم ميداني للجيش.

خريطة مالي (الجزيرة)

في المقابل، حذرت صحيفة "لوبايي" المستقلة من تداعيات اجتماعية وسياسية، معتبرة أن الخطاب الرسمي لا يعكس حجم المعاناة اليومية.

وكان الاتحاد الأفريقي دعا إلى "تحرك دولي عاجل" لمواجهة تصاعد نشاط الجماعات المسلحة وأدان اختطاف 3 مصريين، بينما نصحت دول عدة، بينها فرنسا والولايات المتحدة، رعاياها بمغادرة مالي فورا.

وبين التفاؤل الرسمي والتحذيرات المستقلة، تواجه الحكومة المالية اختبارا مزدوجا بين احتواء الأزمة الاقتصادية في الداخل، ومواصلة المعركة الأمنية ضد الجماعات المسلحة التي تهدد استقرار البلاد.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات

إقرأ أيضاً:

رئيس «مفوضية الاتحاد الإفريقي» يطالب بتحرك دولي عاجل في مالي

أعرب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي محمود علي يوسف، عن قلقه العميق إزاء تدهور الوضع الأمني في جمهورية مالي، مؤكداً التزام الهيئة القارية بالسلام والأمن والتنمية في منطقة الساحل.

وأوضح يوسف في بيان صادر عن الاتحاد الإفريقي أن الجماعات الإرهابية فرضت حصاراً على الوصول إلى السلع الأساسية، مما فاقم الأزمة الإنسانية بشكل كبير على السكان المدنيين، مؤكدًا إدانته للهجمات التي استهدفت المدنيين وأسفرت عن خسائر فادحة في الأرواح وزيادة حالة عدم الاستقرار في المناطق المتضررة.

ودعا رئيس المفوضية إلى استجابة دولية قوية ومنسقة لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف في منطقة الساحل، مشددًا على ضرورة تعزيز التعاون وتبادل المعلومات الاستخبارية، وتقديم الدعم الفني والمالي للدول المتضررة، بما في ذلك مالي ودول الساحل الأخرى.

كما أدان يوسف عمليات الاختطاف الأخيرة في مالي، بما فيها اختطاف ثلاثة مواطنين مصريين، داعياً إلى إطلاق سراحهم فورًا ودون قيد أو شرط.

وأشار البيان إلى استعداد الاتحاد الإفريقي الكامل لدعم مالي ودول الساحل خلال هذه المرحلة الدقيقة، وتقديم كافة المساعدات اللازمة لضمان السلام والاستقرار في المنطقة.

وكان وزير خارجية مالي عبد الله ديوب قد أكد أن المسلحين الذين يسعون لفرض حصار على إمدادات الوقود في العاصمة باماكو يتلقون دعمًا خارجيًا، بما في ذلك تدريبًا عسكريًا، وأن الأزمة الحالية تمثل محاولة لإثارة انتفاضة داخل البلاد.

يذكر أن جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” المرتبطة بتنظيم القاعدة كانت قد أعلنت في 3 سبتمبر الماضي عن نيتها قطع طرق إمداد الوقود، وأسفرت كمائن لاحقة عن تدمير أكثر من 100 خزان وقود، ما دفع الحكومة المالية إلى تعزيز حماية قوافل الوقود المتجهة إلى العاصمة.

مقالات مشابهة

  • باماكو تحت الحصار.. تحذير من انقلاب داخلي والتنظيمات المتطرفة تشدد الخناق
  • حضرموت.. جرحى بينهم جندي في اشتباكات مع مسلحين اعترضوا قاطرات وقود
  • هل تطيح أزمة الوقود بالمجلس العسكري الحاكم في مالي؟ 4 سيناريوهات
  • الأمم المتحدة تدعو إلى تدخل دولي عاجل.. شهادات مروعة من داخل الفاشر: اغتصاب، حصار، وانهيار كامل للحماية
  • الاتحاد الأفريقي يوجه نداء بشأن الإرهاب في مالي
  • رئيس «مفوضية الاتحاد الإفريقي» يطالب بتحرك دولي عاجل في مالي
  • الاتحاد الأفريقي يدعو لتحرك دولي لمواجهة الأزمة بمالي
  • مالي.. دعوة لتحرك عاجل لفك "حصار الإرهاب"
  • حرب الوقود.. السلاح الجديد لمسلحي الساحل في مالي