روائيون: السرد الحديث بات عملية واعية لإعادة تخيّل الذات والعالم
تاريخ النشر: 11th, November 2025 GMT
الشارقة (الاتحاد)
أكد روائيون وأدباء أن الرواية المعاصرة أصبحت مساحة لتجلّي الذات وإعادة تشكيلها، وأن الكاتب مهما ابتعد عن سيرته الذاتية، يظل يترك أثره في العمل الأدبي بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
واعتبر المتحدثون أن السرد الحديث بات عملية واعية لإعادة تخيّل الذات والعالم، وأن الكتابة سواء للكبار أو للأطفال تحمل مستويات مختلفة من المكاشفة والبوح ومساءلة المفاهيم الراسخة حول الهوية، والطفولة، والخوف، والمنفى.
الكاتب داخل نصه ليس الشخصية المركزية، بل واحداً من بين شخصيات أخرى، وأنه مهما حاول إخفاء هويته ستتسرّب بعض ملامحها، لكن ليس ككتلة واحدة واضحة يمكن الحديث عنها». وتحدّثت الروائية ميس العثمان عن تجربتها في كتابها «صندوق الأربعين»، الذي وصفته بأنه محكيّ ذاتي قُسّم إلى أربع عشريات زمنية. وأوضحت أن الشرارة كانت سؤالاً مفاده لماذا نتكئ على حيوات الآخرين لنكتب قصصنا، بينما في حياتنا نحن سردياتٌ ثرية؟ وقالت: «الكتاب شكّل لي رحلة تشافٍ ومواجهة مع الظلال الداخلية، والقارئ الذكي يستطيع التقاط تكرار المخاوف داخل هذا العمل وغيره. وعن علاقتها بالصحافة، أوضحت أن اللغة الصحفية تميل إلى المباشرة والوضوح، بينما تحمل الكتابة الإبداعية طبقات من التجريب والتلوين، مؤكدة أن المجالين يسيران بشكل متوازٍ ولا يلتقيان. من جهتها، بيّنت الروائية هيا الصالح أن تعدد أنواع كتابتها بين النقد والرواية للكبار وأدب الطفل يجعلها تواجه تحديات متباينة.
فالكتابة للأطفال واليافعين، كما تقول، تتطلب تمثّل مخاوف الطفل وصوته ووعيه. وأكدت أن انعكاس الذات في أدب الطفل أكثر خصوصية من ظهوره في أدب الكبار، وأن تجربتها كشفت لها الفرق العميق بين النوعين. وأشارت الروائية ريما بالي إلى أن الكتابة تبقى هي الكتابة سواء كانت قريبة من الجذور أو بعيدة عنها. وقالت: «الابتعاد الجغرافي يمنح أحياناً رؤية أوضح وأعمق للمفاهيم التي تشكّل المادة الروائية». وأضافت أنها تدخل غرفتها الخاصة عند الكتابة، سواء كانت في وطنها أو خارجه، لكن الاختلاف يكمن في عمق النظرة إلى الذات والآخر، وفي محاولة فهم كيف يُنظر لنا ولتاريخنا الثقافي من الخارج. وأكدت أنها تكتب ما تراه ضرورياً وتترك للنقاد مهمة التقييم والقراءة. أما الروائي برهان سوتميز فاعتبر أن الأدب الخيالي مساحة تسمح بإعادة تركيب النفس المنقسمة. وقال إن إعادة تخيّل أنفسنا داخل الرواية هو فعل مهم، لأن النص يخلق واقعاً جديداً يسمح للكاتب بفهم ذاته بشكل أفضل.
وأوضح أن الحياة دقيقة إلى حدّ يجعل الأدب يقدّم مرايا متعددة تساعد على إدراك طبقات مخفية من الذات. وأضاف أن كتابة الرواية تختلف عن القصة القصيرة والقصيدة، لأنها تستغرق سنوات من المعايشة والمكوث داخل العالم السردي، ما يجعل الكاتب يشعر بالسعادة أثناء الكتابة، وبشيء من الحزن حين ينتهي منها.
أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
إقرأ أيضاً:
انتخابات النواب 2025.. مراسلة «إكسترا نيوز» ترصد تطورات عملية التصويت داخل لجان الجيزة
أكدت أميرة قمر، مراسلة «إكسترا نيوز» من الجيزة، أن المحافظة تشهد اليوم الثاني من انتخابات مجلس النواب 2025 إقبالًا ملحوظًا من الناخبين، خاصة في دائرة كرداسة التي يتنافس فيها ثلاثة مرشحين على مقعد واحد مخصص للدائرة.
وقالت خلال رسالة على الهواء، إن العملية الانتخابية تسير في أجواء منظمة وهادئة، حيث تضم اللجنة لجنتين فرعيتين منفصلتين للذكور والإناث، مشيرا إلى أن اللجان فتحت أبوابها في التاسعة صباحًا وسط إجراءات تنظيمية وتأمينية مشددة.
وأوضحت قمر أن محافظة الجيزة تُعد من أكبر المحافظات المصرية تمثيلًا داخل مجلس النواب، إذ خُصص لها 48 مقعدًا، بواقع 25 للمقاعد الفردية و23 لمقاعد القوائم، كما تضم المحافظة كتلة تصويتية ضخمة تتجاوز ستة ملايين ونصف المليون ناخب موزعين على 775 لجنة فرعية داخل 386 مقرًا انتخابيًا في اثنتي عشرة دائرة عامة، وشهدت اللجان منذ الصباح إقبالًا واضحًا من مختلف الفئات، خاصة من النساء اللاتي يسيطرن على المشهد الانتخابي، إلى جانب كبار السن والشباب.
اقرأ أيضاًعاجل.. بدء تصويت اليوم الأخير من المرحلة الأولى في انتخابات مجلس النواب 2025
رئيس الوطنية للإنتخابات: اليوم الأول من المرحلة الأولى بإنتخابات مجلس النواب سار بشكل منظم