غزة - صفا

كشف المركز الفلسطيني للدراسات السياسية في ورقة بحثية جديدة بعنوان "الذكاء الاصطناعي والسرد الرقمي: الفرص المتاحة للرواية الفلسطينية"، عن الدور المتزايد لتكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي في تشكيل السرد الفلسطيني خلال الحرب الأخيرة على غزة وبعدها.

وأوضحت الورقة الصادرة يوم الثلاثاء، أن الذكاء الاصطناعي لم يعد أداة تقنية فقط، بل تحول إلى سلاح ناعم في معركة الوعي والرواية، إذ استخدم الاحتلال الإسرائيلي تقنيات تحليل المحتوى والبيانات الرقمية لفهم مدى تأثير الرواية الفلسطينية على الجمهور المحلي والدولي.

وحسب الورقة، فإن الفلسطينيون استخدموا الأدوات نفسها للتحقق من الصور والفيديوهات، كشف التضليل، وتوثيق آثار الحرب ميدانيًا وبصريًا.

وأشارت الورقة إلى أن التحيز في خوارزميات المنصات العالمية، وانتشار الحسابات الوهمية والتزييف الرقمي، شكّلت أبرز التحديات أمام السرد الفلسطيني، في ظل ضعف البنية الرقمية المحلية وغياب منصات فلسطينية مستقلة قادرة على حماية البيانات وضمان استمرارية النشر.

وفي المقابل، أبرزت الورقة فرصًا جديدة لتعزيز الرواية الفلسطينية الرقمية، من خلال، إنشاء منصات رقمية فلسطينية مستقلة وتطوير أدوات ذكاء اصطناعي متخصصة في كشف التضليل والتحقق الرقمي.

ولفتت لتدريب الكوادر الإعلامية على التحليل البياني والمحتوى متعدد اللغات، وتوحيد السرد الفلسطيني ضمن استراتيجية إعلامية وطنية.

وأكدت الدراسة أن الذكاء الاصطناعي يشكل اليوم ركيزة استراتيجية لحماية الرواية الفلسطينية واستدامتها في الفضاء الرقمي العالمي.

ودعت إلى الاستثمار في البنية الرقمية المحلية والبحث العلمي، وتوظيف التقنيات الحديثة في خدمة الوعي الوطني والرواية الفلسطينية العادلة.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

ناشرون: الذكاء الاصطناعي ليس بديلاً عن الإبداع الروائي

محمد عبدالسميع (الشارقة)

أخبار ذات صلة رئيس تشاد وخالد بن محمد بن زايد يشهدان الإعلان عن 18 مذكرة تفاهم بين الإمارات وتشاد كتّاب ومصورون يروون تجربة توثيق معالم الشارقة في كتب فنية فاخرة

دائماً ما يُطرح موضوع الذكاء الاصطناعي وأثر هذا الذكاء كقنية جديدة وثورة معلوماتية نوعية وإضافية، وخطيرة في الوقت ذاته، على أوجه الحياة.
ولم يكن الأدب ليخلو من هذا التأثّر، فقد أعرب عدد من الكتاب وممثلي دور النشر المشاركين في معرض الشارقة الدولي للكتاب 2025، عن تخوّفهم وقلقهم من تدخل الذكاء الاصطناعي بالأعمال الأدبية وصياغة هذه الأعمال، بل وكل المؤلفات العلمية والثقافية بشكلٍ عام.
كما كان ثمّة تأكيد بأنّ الذكاء الاصطناعي لا يمكنه الإقناع بإنجاز رواية حقيقيّة دون بصمة صاحبها، وإن كان سهّل كثيراً على الروائيين والكتاب والقراء، وبالتالي فقد دخل إلى هذه الصناعة الأدبية المميزة التي كانت تأخذ حضورها وعنفوانها من داخل الكتّاب أنفسهم، في حين أنّ من الروائيين من قالوا بأنّ مرحلة الذكاء الاصطناعي هي مرحلة مفيدة للبشرية، في حضور المعلومة والسرعة في استقدامها والحصول عليها.
يقول هشام عبدالله، مدير دار الرواق للنشر، إنّ الذكاء الاصطناعي جعل كثيراً من المؤلفات الأدبية ذات طعم آلي، لدرجة أنك تستطيع اكتشاف أنّ هذا العمل ليس فيه روح صاحبه الكاتب، اعتماداً على أنّ كتّاباً وأدباء وروائيين باتوا يذهبون إلى الذكاء، فيستلّون منه ويجمعون مادتهم، فهي مرحلة وعلينا أن نتعامل معها، وعلينا أن ندرك أنّ الكتّاب المعروفين لهم شهرتهم وأسماؤهم التي لا يمكن أن يغامروا بها عن طريق الاستعانة بالذكاء الاصطناعي.
وتقول رقية كنعان، من دار جبرا للنشر، إنّ الأمر مختلف في مرحلة ما قبل الذكاء الاصطناعي وما بعده بالنسبة لترويج الكتاب، فقبل الذكاء الاصطناعي كان الترويج قليلاً وفيه تراجع ملحوظ، ولذلك علينا أن نتعامل بشكل إيجابي مع هذه التطبيقات وبرامج الذكاء الاصطناعي. لافتةً إلى «الاقتباس»، كتقنية، سابق للذكاء الاصطناعي.
وتنوّه كنعان بأنّ لمسة الأديب وروحه وإحساسه وبصمته هي الأهم، ويجب أن تكون حاضرة في أعماله، أمام سرعة اكتشاف العمل المنسوب إلى الذكاء الاصطناعي والتحقق منه في مجال الروايات، على صعوبة ذلك في الحقول الأخرى، وهو ما يستوجب تقنيات جديدة للتعامل مع هذا الأمر.
من جهتها، تقول الروائية نهى محمود إنها تشعر على المستوى الشخصي والأدبي بخوف شديد من الذكاء الاصطناعي والحياة التكنولوجية والرقمية الجديدة وانعكاسها على الأدب، فبرامج المساعدة الشخصية استولت على كثير من العقول والناس الذين باتوا يرون في هذه التطبيقات ما ينوب عنهم في مختلف أوجه الكتابة والمعرفة، فكانت حياتهم أسهل في البحث والتحليل وإيجاد الحلول.
وتدعو إلى مواجهة هذه الهجمة وأن نكون على حذر أمام منافسة الآلات والبرامج لأعمالنا الأدبية ومواهبنا التي تخرج من روحنا، على صعوبة فصل التكنولوجيا عن عالمنا الذي نعيش.
ويقول منذر الساسي، من دار المتوسطية، إنّه ليس قلقاً من الذكاء الاصطناعي في الأدب والتأليف، بل على الحياة بأجمعها، لافتاً إلى أنّ هناك فيديوهات عن طريق الذكاء الاصطناعي باتت تستعيد أطياف الموتى وتربطهم بالحاضر وما إلى ذلك، فالقلق الأدبي على الأدب لا يمثل بالنسبة له سوى 10% من القلق العام أمام واقع حياتي أشمل.
أخيراً، يرى الروائي والمترجم أحمد عبد اللطيف أننا يجب أن نخاف من تطور الذكاء الاصطناعي، باعتبار هذا الذكاء يقلّل من حضور الإنسان، بل ويُلغي دوره على الساحة. ومن وجهة نظر أخرى، فإنّ الذكاء الاصطناعي مفيد في النواحي العلمية، أمّا في الأدب والكتابة، فهو ضارّ جداً، حتى إنّ العالَم اليوم في موضوع الترجمة بدأ يضع قيوداً على الأعمال المترجمة بالذكاء الاصطناعي، باعتبار هذا يضرّ بالنص ويجعله آلياً وخالياً من حضور الإنسان، فالتطوّر ليس مفيداً في كلّ الأحيان.

مقالات مشابهة

  • مبادرة "الحافلة الذكية الرقمية المتنقلة" لتعزيز الوعي الرقمي تصل محافظة بدر
  • الذكاء الاصطناعي في طريقه إلى ما يفوق الذكاء
  • التقنيات الناشئة .. أوسع من الذكاء الاصطناعي
  • ناشرون: الذكاء الاصطناعي ليس بديلاً عن الإبداع الروائي
  • "الموارد البشرية" تحقق المركز الأول في مؤشر قياس التحول الرقمي خلال ملتقى الحكومة الرقمية 2025
  • الوطني الفلسطيني: وحدتنا خط الدفاع الأول عن الحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرف
  • الذكاء الاصطناعي يخلق 16 وظيفة جديدة في سوق العمل
  • في ختام أعماله.. ملتقى الحكومة الرقمية 2025 يؤكد ريادة المملكة في التحول الرقمي عالميًا
  • ورقة اقتصادية: التجارة الإلكترونية في اليمن وسيلة بقاء وفرصة للنجاة من الحرب