تحذير أممي من توقف الإغاثة بالسودان ما لم يتوفر تمويل عاجل
تاريخ النشر: 11th, November 2025 GMT
الخرطوم - حذرت المنظمة الدولية للهجرة، الثلاثاء، من توقف العمليات الإنسانية في السودان بالكامل ما لم يتوفر تمويل عاجل ووصول آمن للمحتاجين.
جاء ذلك في بيان للمنظمة التابعة للأمم المتحدة بعد أسبوعين من استيلاء "قوات الدعم السريع" على مدينة الفاشر مركز ولاية شمال دارفور (غرب).
وقالت المديرة العامة للمنظمة إيمي بوب إن "انعدام الأمن الشديد والانتهاكات المروعة لحقوق الإنسان في الفاشر أدت إلى موجة نزوح هائلة وفاقمت الأزمة الإنسانية".
وفي أبريل/ نيسان 2023 اندلعت الحرب بين الجيش و"قوات الدعم السريع"؛ بسبب خلاف بشأن المرحلة الانتقالية، ما تسبب بمقتل عشرات آلاف الأشخاص وبمجاعة ونزوح نحو 13 مليونا.
وأضافت المنظمة أن فرقها "تستجيب للاحتياجات حيث يمكن (القيام بذلك)، لكن انعدام الأمن ونفاد الإمدادات يعني أننا لا نصل إلا إلى جزء ضئيل من المحتاجين".
لكنها حذرت من أنه بدون وصول آمن وتمويل عاجل، "تُواجه العمليات الإنسانية خطر التوقف التام في اللحظة التي تكون فيها المجتمعات في أمس الحاجة إلى الدعم".
وأفادت المنظمة بأنه خلال الأسبوعين الماضيين أدى القصف العنيف والهجمات البرية في الفاشر ومحيطها إلى نزوح نحو 90 ألف شخص، ولا يزال عشرات آلاف المدنيين محاصرين داخل المدينة.
كما فرّ حوالي 38 ألفا و990 شخصا من القتال في شمال كردفان جنوبي البلاد في الفترة بين 26 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي و9 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، وفقا للبيان.
المنظمة قالت إن مستودعات المساعدات الإنسانية شبه فارغة، وقوافل المساعدات تواجه انعدام الأمن، والقيود المفروضة على الوصول لا تزال تحول دون إيصال المساعدات الكافية.
وحثت الجهات المانحة والشركاء والمجتمع الدولي على التحرك فورا لمنع المزيد من الخسائر في الأرواح، وضمان حصول المجتمعات الضعيفة على المساعدات بأمان.
واستولت "قوات الدعم السريع" على الفاشر في 26 أكتوبر الماضي، وسط تقارير عن ارتكابها مجازر بحق مدنيين وفقا لمنظمات محلية ودولية، وتحذيرات من تكريس تقسيم جغرافي للبلاد.
و أقر قائد هذه القوات محمد حمدان دقلو (حميدتي) في 29 أكتوبر بحدوث ما سماها مجرد "تجاوزات" من قواته في الفاشر، مدعيا تشكيل لجان تحقيق.
وتحتل تلك القوات كل مراكز ولايات دارفور الخمس غربا من أصل 18 ولاية بعموم البلاد، بينما يسيطر الجيش على أغلب مناطق الولايات الـ13 المتبقية بالجنوب والشمال والشرق والوسط، وبينها العاصمة الخرطوم.
ويشكل إقليم دارفور نحو خمس مساحة السودان البالغة أكثر من مليون و800 ألف كيلو متر مربع، غير أن غالبية السودانيين البالغ عددهم 50 مليونا يسكنون في مناطق سيطرة الجيش.
المصدر: شبكة الأمة برس
إقرأ أيضاً:
المجلس النرويجي للاجئين: 20 مليون سوداني بحاجة لمساعدات ونناشد العالم دعمهم
وصف الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين يان إيغلاند الوضع بأنه "مروع" في منطقة شمال إقليم دارفور وخاصة حول مدينة الفاشر، وأكد أن أكثر من 20 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات في السودان.
وتحدث إيغلاند -في مقابلة مع قناة الجزيرة- عن فظائع ومجازر وانتهاكات لحقوق الإنسان ارتكبت في الفاشر التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع، وقال إن الكثير من الناس غير قادرين على الخروج من المدينة وهناك خشية على حياتهم.
وكشف أن مجلسه المعني باللاجئين لديه برنامج مساعدات و48 عاملا هناك، ويعمل على إيصال المساعدات إلى منطقة طويلة، مضيفا أن 380 ألفا من السكان حصلوا على مساعدات من المجلس النرويجي ومنظمات إنسانية أخرى بما في ذلك المجتمع المدني السوداني الذي قال إنه قام بعمل بطولي.
واعتبر أن السودان لا يحصل على الاهتمام من طرف المجتمع الدولي، رغم أنه يعاني من أكبر أزمة إنسانية عالمية، والحاجات ملحة وهائلة، فأكثر من 10 ملايين شخص نزحوا وأكثر من 20 مليونا بحاجة إلى مساعدات.
كما حذر إيغلاند من أن الأوضاع ستتفاقم على السودانيين النازحين مع قدوم الشتاء، ووعد بزيادة المساعدات وطالب في نفس الوقت بالمزيد من الدعم من الولايات المتحدة وأوروبا ودول الخليج، لأن الكثيرين من الناس مشردون وفقدوا مصادر دخلهم.
ومن جهة أخرى، ناشد إيغلاند الدول التي لديها نفوذ في السودان إلى أن تسمح بإيجاد مسار لإدخال المساعدات الإنسانية لمن هم بحاجة ماسة إليها، مشيرا إلى أنهم بحاجة إلى المزيد من الموارد والوصول إلى الناس.
وأضاف أن الدول الأربع التي قال إن لديها نفوذا في السودان (الولايات المتحدة ومصر السعودية والإمارات) قالت إنها سوف تعمل من أجل التوصل لاتفاقية سلام ولإيصال المساعدات الإنسانية.
وحسب فرحان حق المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فإن 89 ألف شخص فروا من مدينة الفاشر والمناطق المحيطة بها نحو منطقة طويلة في ولاية شمال دارفور منذ 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
إعلانومن جانب آخر كشف مصدر حكومي سوداني للجزيرة في وقت سابق أن عدد النازحين من دارفور وكردفان لمدينة الدبة بالولاية الشمالية ارتفع إلى 57 ألفا.
وكانت قوات الدعم السريع استولت، في 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، على مدينة الفاشر مركز ولاية شمال دارفور، وارتكبت مجازر بحق مدنيين وفقا لمنظمات محلية ودولية، وسط تحذيرات من تكريس تقسيم جغرافي للبلاد.
ويواجه آلاف النازحين السودانيين أوضاعا إنسانية صعبة بالعاصمة الخرطوم التي وصلوا إليها بعد رحلة معاناة طويلة، وتكافح الأسر -التي فقدت منازلها وممتلكاتها بسبب تصاعد المعارك بين الجيش والدعم السريع- من أجل البقاء.