الجيش السوداني يعلن التصدي لهجوم بطائرات مسيّرة استهدفت سد مروي
تاريخ النشر: 13th, November 2025 GMT
أعلن الجيش السوداني، الخميس، أنه تصدى لهجوم بطائرات مسيرة شنته قوات الدعم السريع على مدينة مروي في الولاية الشمالية، وهي منطقة خاضعة لسيطرة الجيش وتضم أحد أكبر السدود في البلاد.
وقالت الفرقة التاسعة عشرة مشاة التابعة للجيش، في بيان، إن "الدفاعات الأرضية تصدت لعدد من المسيرات الانتحارية التي أطلقتها مليشيا الدعم السريع المتمردة"، موضحة أن الهجوم استهدف "مقر قيادة الفرقة ومطار المدينة وسد مروي"، قبل أن تتمكن المضادات الأرضية من "إسقاطها جميعا قبل أن تصل إلى أهدافها".
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
ونقل مصدر في الاستخبارات السودانية لوكالة فرانس برس أن سبعة صواريخ أطلقت على المدينة، بينما أفاد مراسل الوكالة بسماع نحو عشرة انفجارات، في حين قال شهود عيان إن عدد الانفجارات بلغ نحو 28 انفجارا بين منتصف الليل والفجر. وأكد شهود آخرون أن المدينة غرقت في الظلام بعد انقطاع كامل للتيار الكهربائي عقب الهجوم.
وبات استخدام الطائرات المسيرة سلاحا رئيسيا في النزاع المستمر منذ أكثر من عامين بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو (حميدتي).
وتتهم الحكومة السودانية ومنظمات حقوقية قوات الدعم السريع بشن هجمات على مدنيين باستخدام طائرات مسيرة في عدد من المدن، بينما تنفي الأخيرة تلك الاتهامات وتؤكد أنها تراعي سلامة المدنيين.
ومنذ اندلاع الحرب في نيسان/أبريل 2023، يعيش السودان واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، إذ أدى القتال إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من 13 مليون شخص، وفق تقديرات أممية.
وتسيطر قوات الدعم السريع على ولايات دارفور الخمس غرب البلاد، فيما يحتفظ الجيش بسيطرته على 13 ولاية أخرى تمتد في الجنوب والشمال والشرق والوسط، بينها العاصمة الخرطوم.
ويعد إقليم دارفور نحو خمس مساحة السودان البالغة أكثر من 1.8 مليون كيلومتر مربع، غير أن غالبية السكان البالغ عددهم نحو 50 مليون نسمة يعيشون في مناطق تخضع لسيطرة الجيش.
وشنت قوات الدعم السريع خلال الأشهر الماضية عدة هجمات على منشآت عسكرية ومدنية، أبرزها في الخرطوم خلال تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وفي بورتسودان شرقي البلاد في الربيع الماضي، بينما واصل الجيش ضرب مواقعها في دارفور وكردفان.
وفي أواخر تشرين الأول/أكتوبر٬ سيطرت قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور، لتحكم بذلك سيطرتها على كامل الإقليم الغربي. ووفق المنظمة الدولية للهجرة، فر نحو 90 ألف مدني من الفاشر ومحيطها بعد سقوطها، معظمهم من النساء والأطفال، وكان أغلبهم نازحين في الأصل.
وقال رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، في منشور على منصة إكس، إن المدنيين "الذين تم تهجيرهم قسرا من الفاشر وبارا والنهود، لم يذهبوا إلى نيالا أو الفولة أو أي منطقة تحت سيطرة الميليشيا، بل اختاروا السير آلاف الكيلومترات إلى مناطق تحت سيطرة الدولة والقوات الحكومية حيث يجدون الأمن ومقومات الحياة".
وزار البرهان مؤخرا مخيم "الدبة" للنازحين، الواقع على بعد نحو مئة كيلومتر من مروي.
ومنذ سقوط الفاشر، تتركز المعارك حالياً في إقليم كردفان الغني بالنفط، الذي يكتسب أهمية استراتيجية كونه يربط العاصمة الخرطوم بإقليم دارفور. وشهدت مدينة بابنوسة، آخر معاقل الجيش في غرب كردفان والمركز الحيوي لشبكة السكك الحديدية، معارك عنيفة وحرائق خلال الأيام الأخيرة، وفق صور أقمار صناعية حللتها وكالة فرانس برس ومنصة "فيستا ماب" المتخصصة.
وتخضع مدينة بابنوسة منذ أشهر لحصار مشدد، شأنها شأن مدن الأُبيّض (شمال كردفان) وكادوقلي والدلنج (جنوب كردفان)، في وقت تتزايد فيه المخاوف من توسع رقعة المعارك واتساع الأزمة الإنسانية في البلاد.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية الجيش السوداني الدعم السريع السودان الجيش مروى الدعم السريع المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
الدعم السريع تحشد لمهاجمة بابنوسة والجيش يتحرك باتجاه دارفور
أعلنت قوات الدعم السريع أنها تحشد لمهاجمة مدينة محاصرة في غرب كردفان، في حين يعتزم الجيش السوداني مواصلة العمليات العسكرية باتجاه دارفور غربي السودان.
وقالت قوات الدعم السريع -في مقطع مصور عبر قناتها في تطبيق تليغرام أمس الاثنين- إنها تدفع بحشود وصفتها بالضخمة من قواتها صوب مدينة بابنوسة، وهي واحدة من أبرز مدن ولاية غرب كردفان وسط السودان، وذلك للسيطرة على الفرقة الـ22 التابعة للجيش والموجودة في المدينة.
وظهر في المقطع من قالت إنهم جنودها بغرب كردفان يتوعدون بالسيطرة على فرقة الجيش في بابنوسة.
وكان مصدر عسكري قال للجزيرة إن قوات الدعم السريع قصفت أمس بالمدفعية والمسيّرات لساعات عدة موقع قيادة الفرقة المذكورة.
وتحاصر قوات الدعم السريع مدينة بابنوسة منذ أكثر من عام، وظلت قوات الجيش في المدينة تتلقى الدعم عبر الإسقاط الجوي، وتصدت خلال هذه الفترة لهجمات عدة شنتها قوات الدعم السريع عليها.
وعقب استيلائها على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور مؤخرا كثفت هذه القوات هجماتها بالمسيّرات والمدفعية على مدن رئيسية في كردفان، بينها الأبيض (350 كيلومترا غرب الخرطوم)، وسط تحذيرات أممية من تصاعد القتال في المنطقة.
ويسيطر الجيش على ولاية جنوب كردفان ومدن كبرى في شمال كردفان مثل الأبيض ومدن بغرب الإقليم مثل بابنوسة، في حين تسيطر قوات الدعم السريع على مدن في شمال كردفان مثل بارا، والنهود غربا، والدبيبات جنوبا.
في المقابل، قال ياسر العطا مساعد قائد الجيش إن القائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان أمر بالتقدم نحو الغرب حيث يقع إقليم دارفور.
وأضاف العطا أن ما يجري هو استجابة لإرادة الشعب ومؤسسته العسكرية، مشددا على أن الجيش ليس داعيا للحرب، بل يعمل من أجل أمن الوطن وسلامته.
إعلانمن جهته، تعهد حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي بالتحرك غربا لتحرير السودان، في حين أكد عبد العزيز عشر مستشار رئيس حركة العدل والمساواة أن القوات المشتركة ستقاتل إلى جانب الجيش في خندق واحد.
في المقابل، اعتبر الباشا طبيق مستشار قائد قوات الدعم السريع أن تصريحات الجيش تمثل إعادة إنتاج لنهج قديم قائم على منطق الحرب والمكاسب السياسية، داعيا إلى تحالف وطني حقيقي يقدم حلولا سياسية تعالج جذور الأزمة.
أعداد النازحين
وعلى الصعيد الإنساني، أعلن فرحان حق المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أن 89 ألف شخص فروا من مدينة الفاشر والمناطق المحيطة بها نحو منطقة طويلة في ولاية شمال دارفور منذ 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وحذر مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية من أن احتياجات النازحين في تلك المنطقة تفوق بكثير الموارد المتاحة، داعيا إلى تقديم الدعم العاجل لتوفير شريان حياة للنازحين.
وكان مصدر حكومي سوداني قال للجزيرة إن عدد النازحين من دارفور وكردفان إلى مدينة الدبة في الولاية الشمالية ارتفع إلى 57 ألفا.
وأشار المصدر إلى وصول أكثر من 500 أسرة من مدينة بارا في ولاية شمال كردفان إلى الدبة، موضحا أنه يجري نقلهم إلى المخيم الرئيسي في العفاض شرقي المدينة.
ودعا مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك أمس الاثنين إلى تحرك دولي عاجل لوقف "الفظائع المروعة" في الفاشر، محذرا من الانتظار حتى يُعلن الوضع "إبادة جماعية".
وأشار تورك إلى تقارير عن قتل جماعي وعنف عرقي واغتصاب جماعي، مؤكدا أن الحصار الذي سبق السيطرة على المدينة كان في حد ذاته "جريمة فظيعة".
ويشهد السودان منذ أبريل/نيسان 2023 حربا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو 13 مليون شخص.