بعد تضاعف سكانها سبع مرات… دعوة رسمية لمراجعة موازنة مأرب بما يعكس واقعها الديموغرافي الجديد

طالب مدير عام مديرية مدينة مأرب، محمد صالح فرحان بن جلال، الحكومة اليمنية باعتماد المعيار السكاني الفعلي في إعداد موازنة الدولة للعام 2026، مؤكدًا أن المحافظة لم تعد تحتمل الاستمرار في العمل بموازنات تعود إلى ما قبل الحرب، في ظل تضاعف عدد السكان وتزايد الضغوط على الخدمات الأساسية.

مؤكداً أن المحافظة شهدت تحولاً ديموغرافياً غير مسبوق خلال عشر سنوات الحرب، وانتقل عدد سكانها من أقل من 400 ألف نسمة قبل 2015 إلى نحو 2.

8 مليون نسمة اليوم.

وقال بن جلال في منشور على صفحته في فيسبوك رصده محرر مأرب برس «إن الاعتماد المستمر على موازنة 2014 التي وُضعت قبل الحرب «أمر لم يعد منطقياً»، مشيراً إلى أن مديرية مدينة مأرب وحدها باتت تستقبل ما يقارب 1.8 مليون نسمة رغم أن موازنتها السابقة كانت معدّة لخدمة 40 ألف نسمة فقط».

 

وأضاف «أن مدينة مأرب تحولت إلى «عاصمة إنسانية» تستقبل ملايين النازحين، وتنمو خدماتها بوتيرة تفوق إمكانياتها؛ إذ ارتفع عدد طلاب المدارس من 9 آلاف إلى 94 ألف طالب وطالبة، كما ارتفع عدد المدارس من 27 إلى 63 مدرسة، بينما تعمل 444 مدرسة في عموم المحافظة بموارد شحيحة».

 

وأكد بن جلال أن هذا النمو «الاستثنائي» رافقته تحديات قاسية في البنية التحتية والخدمات الأساسية، وقال: «مدينة يعيش فيها الملايين لا يمكن أن تبقى بلا نظام صرف صحي… الخدمات تختنق تحت ضغط الواقع الجديد».

ووجه دعوة للحكومة اليمنية لإعادة النظر في معايير توزيع الموازنة العامة، مضيفاً أن تجاهل التحول الديموغرافي والاجتماعي في مأرب «سيكون ظلماً لا يعكس واقع اليمن الجديد».

وحدّد بن جلال ثلاثة مطالب رئيسية للمحافظة في الموازنة المرتقبة:

اعتماد العدد السكاني الحقيقي البالغ 2.8 مليون نسمة كأساس لتوزيع الموازنة.

مراعاة البعد التنموي للمحافظة التي تحملت «عبئاً وطنياً استثنائياً».

معالجة العجز الكبير في قطاعات التعليم والصحة والمياه والكهرباء والصرف الصحي.

 

ودعا بن جلال صناع القرار إلى «النزول إلى أرض الواقع» ومشاهدة حجم الضغط الذي تواجهه مأرب، قائلاً: «لا تراقبونا من بروجكم العاجية… انزلوا لتروا كيف نحتضر».

واختتم بالقول إن إنصاف مأرب هو «استثمار في استقرار اليمن كله»، مؤكداً ثقته بحكمة الحكومة وقدرتها على مراعاة هذه المتغيرات عند إعداد موازنة العام 2026.

المصدر: مأرب برس