عمرو سلامة: 70% من فيلم الشيخ جاكسون مأخوذ من حياتي الشخصية
تاريخ النشر: 15th, November 2025 GMT
كشف المخرج عمرو سلامة عن الطبيعة الخاصة والشخصية لفيلمه الشهير "الشيخ جاكسون"، مؤكداً أن العمل يُعد من أكثر أفلامه قربًا من ذاته، وأن جزءًا كبيرًا منه مستوحى من أحداث وتجارب عاشها بالفعل في مراحل مختلفة من حياته.
وأوضح أن الفيلم لم يكن مجرد مشروع سينمائي، بل انعكاس مباشر لمعاناة نفسية مرَّ بها، ومحاولة صادقة لطرح أسئلة إنسانية عميقة حول الهوية والبحث عن الذات.
وأوضح عمرو سلامة، في لقاء خاص مع الإعلامية شيرين سليمان، ببرنامج "سبوت لايت"، المذاع على قناة صدى البلد، قائلاً: "أكتر حاجة بتميزه بالنسبة لي هو إنه شبه لقطات معينة في حياتي بشكل كبير، فهو فيلم كان ذاتي جدًا لإنه في الآخر أنا عيشت الحياة دي."
وكشف سلامة أن نسبة كبيرة من مشاهد "الشيخ جاكسون" مرتبطة بتجاربه الواقعية، قائلاً: "تقريبًا 60 - 70% من المشاهد اللي في الفيلم هي مشاهد أنا عيشتها فعلًا، فبالنسبة لي كان فيلم شخصي جدًا، كإني بحاول أوري الناس تجربة إنسانية أنا عيشتها، معاناة نفسية أنا كنت بعاني منها".
وتحدّث المخرج عمرو سلامة، عن الفكرة الفلسفية التي استند عليها الفيلم، موضحًا: "إنك مش عارف تحط على نفسك اسم أو مسمى أو لقب معين، ففي الآخر إن الإنسان ممكن يبقى كل حاجة مع بعض، ومش لازم يبقى متنمط في شكل واحد."
وأشار عمرو سلامة إلى أن صدقه في تقديم التجربة جعل كثيرًا من الشباب يشعرون بأن الفيلم يروي معاناتهم الخاصة أيضًا، موضحًا: "لحد دلوقتي الحمد لله بسمع شباب كتير بيكلموني إزاي الفيلم ده بيتكلم عنهم وبيتكلم عن معاناتهم الشخصية هم كمان، فأنا حاولت أبقى صادق في عرض تجربة أنا شايفها سينمائيًا كويسة."
وتوقف عمرو سلامة، عند الجدل الذي صاحب الفيلم قبل عرضه، مبينًا أن الاعتراضات كانت مبنية على الاسم فقط، قائلاً: "أعتقد إن معظم الناس اللي هاجمت الفيلم هاجمته قبل ما تشوفه، لإن الفيلم بعد ما اتشاف من الاسم، يمكن الاعتراضات قلت بكتير جدًا عن ما قبل ما ينزل".
كما ربط سلامة بين "الشيخ جاكسون" وتجربة جيل كامل يعيش حالات مشابهة من عدم وضوح الهوية، قائلاً: "هي تيمة متكررة خصوصًا في الزمن ده ومع الشباب الصغير… وفي فيلمين كنت فاكر إنهم أكتر فيلمين شخصيين ليا وهما (لا مؤاخذة) و(الشيخ جاكسون)، ودول أكتر فيلمين لحد النهارده الناس بتقول لي: إحنا عيشنا التجربة دي.. وهذا بيدل إن إحنا كجيل ممكن عندنا مشاكل مشتركة".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: عمرو سلامة المخرج عمرو سلامة الشيخ جاكسون المشاهد السينما عمرو سلامة
إقرأ أيضاً:
كيف يستمر نتنياهو وحكومته بالبقاء ومن الشخصية التي تهدده حقا؟
ذكر تحليل نشرته مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية أنه في 13 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، تابع الإسرائيليون عبر شاشات التلفزيون دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ وعودة آخر 20 أسيرا إسرائيليا، بينما كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عرّاب الاتفاق، يلقي خطابا في الكنيست الإسرائيلي قال فيه: "هذه ليست مجرد نهاية حرب، بل نهاية عصر من الرعب والموت، وبداية عصر من الإيمان والأمل".
وأضاف التحليل الذي كتبه رئيس تحرير صحيفة هآرتس، ألوف بن، أن "الخطاب حضره رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي شكره ترامب قائلاً: أود أن أعرب عن امتناني لرجل يتمتع بشجاعة ووطنية استثنائيتين، قبل أن يطلب منه الوقوف، فاستجاب نتنياهو مبتسما".
وأوضح أن "تلك اللحظة رائعة بالنسبة لنتنياهو، وأنه بعد هجوم حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، لم يتوقع أحد تقريباً بقاء نتنياهو في السلطة لعامين إضافيين، فضلاً عن تلقيه المديح من رئيس أمريكي".
وأكد أنه "عندما تعرضت إسرائيل لآخر هجوم كبير في 6 تشرين الأول/ أكتوبر 1973، استقالت رئيسة الوزراء غولدا مائير بعد الحرب بفترة وجيزة، بينما نفى نتنياهو أي مسؤولية عن فشل منع هجوم حماس، وألقى باللوم على الجيش وأجهزة المخابرات، مفضلاً إطالة أمد الحرب للحفاظ على حكومته رغم أعبائها الداخلية والضغط الدولي لإنهائها".
وذكر التحليل "بينما كان ترامب يمتدحه في الكنيست، كان نتنياهو يخطط لمعركته المقبلة — الانتخابات الإسرائيلية المقررة في تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، وقد يتم تبكيرها إلى حزيران/ يونيو، متعهداً بالترشح والفوز مجدداً، ومصوراً حرب غزة على أنها نصر كبير، بالإضافة إلى الهجوم على معارضيه بوصفهم أعداء الداخل، كما استأنف جهوده للسيطرة على القضاء، والجيش، والمخابرات، والإدارة العامة، ووسائل الإعلام، في إطار توجه استبدادي يهدف لترسيخ سلطته".
وأشار التحليل إلى أن "الانتخابات المقبلة تُعد بمثابة استفتاء وطني على حكم نتنياهو، كما كانت جميع الانتخابات منذ عودته إلى السلطة عام 2009. ويصفه مؤيدوه بأنه "المنقذ والمقاتل في الخطوط الأمامية للحرب الثقافية" داخل المجتمع الإسرائيلي، فيما يرى معارضوه أنه "زعيم فاسد وانتهازي مستعد لفعل أي شيء للبقاء في السلطة"، بحسب ألوف بن، الزميل في مركز بيل غراهام للتاريخ الدولي المعاصر بجامعة تورنتو، الذي أشار إلى أن دافع نتنياهو الأساسي ليس إنقاذ إسرائيل بل إنقاذ نفسه من المحاكمة والحفاظ على موقعه".
وأكد أن "توجهه الاستبدادي (نتنياهو) قد أدى إلى تآكل شعبيته. فاستطلاعات الرأي أظهرت تراجع دعم ائتلافه بقيادة "الليكود" من 52 مقعداً في أيار/ مايو 2023 إلى 44 بعد هجوم أكتوبر، ثم عاود الصعود إلى 52 مقعداً عقب اغتيال إسرائيل لزعيم حزب الله حسن نصر الله عام 2024، وظل عند هذا المستوى".
ولم يتحول هذا التراجع لم يتحول إلى هزيمة انتخابية واضحة، نظراً للفوضى السياسية في "إسرائيل"، إذ يمنحه وجوده في السلطة أفضلية كبيرة تتيح له التحكم بالحرب والميزانية والضرائب، وبالتالي القدرة على تأجيل الانتخابات أو كسب الناخبين عبر امتيازات مالية. كما يتمتع بدعم قاعدة موحدة تتبنى رؤيته لإقامة "إسرائيل الكبرى" ورفض الدولة الفلسطينية.
في المقابل، تعاني المعارضة من الانقسام. فالأحزاب غير المشاركة في الحكومة، رغم اتفاقها على رفض نتنياهو، تختلف في القضايا الجوهرية. وبعضها يشارك أجندته القومية، فيما ترفض أحزاب أخرى التعاون مع الحزبين العربيين اللذين يُتوقع فوزهما بعشرة مقاعد ضرورية لأي أغلبية.
ورغم الانتقادات الدولية الواسعة لسياسات نتنياهو واتهام "إسرائيل" بارتكاب إبادة جماعية في غزة، لا يزال كثير من الإسرائيليين يرون في تدمير القطاع وقتل أكثر من 68 ألف فلسطيني "رداً مبرراً على فظائع حماس". وتُفسَّر تلك الانتقادات داخل إسرائيل باعتبارها "عداءً للسامية".
ويُعتبر رئيس الوزراء الأسبق نفتالي بينيت أبرز منافس لنتنياهو، كونه شخصية طموحة غير متورطة في قضايا فساد، ويمزج بين القومية الدينية والعلمانية المادية. وبينيت، الذي خدم في حكومات نتنياهو سابقاً، شكّل عام 2021 ائتلافاً متنوعاً ضم أحزاباً من اليمين واليسار وحتى حزباً عربياً محافظاً، فيما عُرفت حكومته باسم "حكومة التغيير" قبل أن تنهار بعد عام، مفسحة المجال لعودة نتنياهو.
مع ذلك، أظهرت تجربة بينيت أنه قادر على توحيد أطراف متباعدة، ويبدو أنه سيخوض الانتخابات المقبلة بشعار "نتنياهو يفرّق، وأنا أُوحّد".
واختتم تحليل فورين أفيرز بأن الانتخابات الإسرائيلية المقبلة ستكون اختباراً جديداً لاستراتيجية "فرّق تسد" التي بنى عليها نتنياهو بقاءه السياسي.