مصير مقاتلي الأويجور يعود للواجهة.. سوريا تتعهد بعدم تهديد المصالح الصينية
تاريخ النشر: 18th, November 2025 GMT
تعهد وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، بتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب مع الصين، وذلك في أول زيارة له إلى بكين منذ الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد العام الماضي.
سوريا والصين يتفقان على مكافحة الإرهاباتفق الشيباني ونظيره الصيني وانج يي يوم الاثنين على العمل معًا لمكافحة الإرهاب والشؤون الأمنية، حيث تعهد كبير الدبلوماسيين السوريين بأن دمشق لن تسمح باستخدام أراضيها لأي أعمال ضد المصالح الصينية، وفقًا لوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
أعربت الصين، الداعمة السابقة للأسد، عن أملها في أن تتخذ سوريا "إجراءات فعالة" للوفاء بالتزاماتها، "مما يزيل العوائق الأمنية أمام التطور المستقر للعلاقات الصينية السورية"، وفقًا لبيان صادر عن وزارة الخارجية الصينية.
مقاتلي الأويجور في سورياكان من المتوقع أن يكون مصير مقاتلي الأويجور الذين توجهوا إلى سوريا بعد اندلاع الحرب عام 2011 لقتال قوات الأسد، والذين انضم الكثير منهم إلى الحزب الإسلامي التركستاني الذي يهيمن عليه الأويجور ومقره محافظة إدلب، على جدول أعمال الشيباني في بكين.
نفى مصدر في وزارة الخارجية والمغتربين في دمشق تقريرًا لوكالة فرانس برس نقلًا عن مصادر لم تسمها يفيد بأن الحكومة السورية تعتزم تسليم 400 مقاتل فروا من الاضطهاد في الصين "على دفعات".
وقال المصدر في تصريح مقتضب لوكالة سانا: "إن التقرير المتعلق بنية الحكومة السورية تسليم مقاتلين للصين لا أساس له من الصحة".
وخلال الاجتماع في بكين، أعرب الشيباني أيضًا عن دعم بلاده لمبدأ الصين الواحدة، وأقام علاقات دبلوماسية رسمية مع الحكومة الصينية، بدلاً من تايوان، باعتبارها الممثل القانوني الوحيد للمنطقة.
مرتفعات الجولانمن جانبه، صرّح وانج بأن الصين تعتبر مرتفعات الجولان أرضًا سورية حيث احتلت إسرائيل جزءًا من الأراضي السورية عام ١٩٦٧، ثم ضمّتها في انتهاكٍ للقانون الدولي.
منذ سقوط الأسد في ديسمبر ٢٠٢٤، توسّع إسرائيل نطاق احتلالها ليشمل جنوب سوريا، بما في ذلك منطقة عازلة خاضعة لمراقبة الأمم المتحدة، أُنشئت بموجب اتفاق وقف إطلاق النار عام ١٩٧٤.
أعربت دمشق وبكين، يوم الاثنين، عن اهتمامهما بتوسيع التعاون في مجالات التنمية الاقتصادية، وإعادة إعمار سوريا، ورفع مستوى المعيشة، مسلطين الضوء على دور منتدى التعاون الصيني العربي كأساس للتعاون الثنائي، وفقًا لوكالة سانا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني مكافحة الإرهاب بشار الأسد مرتفعات الجولان
إقرأ أيضاً:
الخارجية السورية تنفي عزم دمشق تسليم مقاتلين أويغور إلى الصين
نفت وزارة الخارجية السورية، عزم دمشق، ترحيل مقاتلين صينيين إلى بلدهم، وذلك ردا على ما نشرته وكالة "فرانس برس"، مؤكدة عبر مصدر رسمي لـ"سانا" أن الحكومة لا تعتزم تسليم مقاتلين من أقلية الأويغور إلى الصين، وأن المعلومات المتداولة في هذا الشأن "لا أساس لها على الإطلاق".
مصدر رسمي في وزارة الخارجية لـ سانا: لا صحة لما أوردته وكالة فرانس برس عن نية الحكومة السورية تسليم مقاتلين إلى الصين. #وزارة_الخارجية_السورية #الصين pic.twitter.com/avK7xw3nix — الوكالة العربية السورية للأنباء - سانا (@Sana__gov) November 17, 2025
وكانت وكالة "فرانس برس" قد قالت، الاثنين، إن دمشق تعتزم تسليم مقاتلين من الأويغور إلى الصين، نقلا عن مصدرين حكومي سوري، بينما نقلت عن مصدر دبلوماسي أن عددهم يبلغ نحو 400 مقاتل.
وقال المصدر الدبلوماسي أن "سوريا تعتزم تسليم الصين 400 مقاتل من الأويغور في الفترة المقبلة"، فيما قال المصدر الحكومي للوكالة إن هذا الملف مطروح على جدول مباحثات وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني خلال زيارته إلى بكين، مضيفا أن دمشق تخطط "بناء على طلب صيني" لتسليم المقاتلين على دفعات، وذلك "بعد رفض الصين ضمّهم إلى الجيش السوري".
وتأتي هذه التطورات بعد نحو عام على وصول السلطات الجديدة إلى الحكم في دمشق، إثر الهجوم الذي قادته هيئة تحرير الشام انطلاقًا من معقلها في إدلب، والذي انتهى بإطاحة بشار الأسد. وتسعى الحكومة الانتقالية منذ ذلك الحين إلى فتح صفحة سياسية ودبلوماسية جديدة مع العالم.
ويعتبر مصير آلاف المقاتلين الأجانب، أحد أبرز العقبات أمام رفع العقوبات عن سوريا، وطالبت الدول الغربية بإبعادهم كشرط أساسي لتخفيف العقوبات، غير أن الرئيس السوري أحمد الشرع، وفق ما أوردته صحيفة "نيويورك تايمز"، يواجه معضلة حساسة، إذ يسعى إلى إرضاء المقاتلين الأجانب لتجنب انقلابهم ضده أو تنفيذ عمليات انتقامية داخل البلاد.
وشكل اجتماع الرياض في أيار/مايو 2025، الذي جمع الرئيس الشرع بنظيره الأمريكي دونالد ترامب وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، نقطة تحول حاسمة، فقد طالبت واشنطن دمشق بخمسة شروط واضحة، أبرزها ترحيل المقاتلين الأجانب، وإبعاد "المسلحين الفلسطينيين"، وتسليم إدارة مراكز احتجاز عناصر تنظيم الدولة إلى السلطات السورية.
ويعود معظم هؤلاء المقاتلين، المنتمين إلى أقلية مسلمة تتحدث التركية في شمال غرب الصين، إلى الحزب الإسلامي التركستاني، وهو فصيل جهادي ينشط في إدلب التي شكّلت سابقًا مركز نفوذ هيئة تحرير الشام وحلفائها. وبعد تولّيه السلطة، أصدر الرئيس الانتقالي أحمد الشرع قرارًا بحلّ جميع الفصائل العسكرية.
ويقدر عدد المقاتلين الأويغور في سوريا بما بين 3200 و4000 مقاتل، يتمركز غالبيتهم في إدلب، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أفاد بأنهم دمجوا جميعًا في وحدة خاصة داخل الجيش السوري.
وفي السياق ذاته، أكد وزير الخارجية الصيني "وانغ يي" دعم بلاده لجهود إحلال السلام في سوريا خلال لقائه الشيباني، وفق بيان صادر عن مكتبه، مضيفا أن "الصين تدعم سوريا في جهودها لتحقيق السلام في أسرع وقت ممكن"، مشددا على دعم بكين لمساعي دمشق الهادفة إلى "الاندماج في المجتمع الدولي، والتوصل عبر الحوار السياسي إلى خطة إعادة إعمار وطنية تتماشى مع إرادة الشعب".