نادية الرواحية: الأزياء التقليدية تمثل تاريخ المرأة العمانية وتعبر عن الأجيال
تاريخ النشر: 21st, November 2025 GMT
توضح مصممة الأزياء العمانية نادية الرواحية أنها تحرص كل عام على تقديم مجموعة جديدة من التصاميم بمناسبة اليوم الوطني، مشيرة إلى أن هذه المناسبة تمثل لها فرصة لتجديد ارتباطها بالتراث العماني. مشيرة أن هذا الموعد أصبح تقليدا ثابتا في مسيرتها المهنية، لأنها ترى في اليوم الوطني مناسبة تعبر فيها المرأة العمانية عن اعتزازها بهويتها من خلال الزي الذي ترتديه.
وتضيف الرواحية أن فكرة تقديم تشكيلة وطنية سنويا جاءت من رغبتها في إبراز جمال الزي العماني التقليدي بأسلوب يناسب المرأة العمانية، وتعتمد تصاميمها على الدمج بين الأصالة والحداثة، بحيث تحتفظ الأزياء بملامحها التراثية من خلال النقوش والزخارف العمانية، مع تطوير القصات والخامات لتلائم الذوق الحديث.
وبينت أن الأقمشة التي تستخدمها تختلف من عام إلى آخر، لكنها تميل عادة إلى الأقمشة الفاخرة كالحرير الطبيعي، والكتان والقطن المطرز، لما تمنحه من راحة وأناقة في الوقت نفسه. أما الألوان فتختارها بعناية لتنسجم مع روح المناسبة، حيث تميل في بعض السنوات إلى الألوان الزاهية كاللون الأحمر والأزرق والأخضر الفيروزي، وأحيانا تضيف ألوان البيج والكحلي والأبيض.
وأوضحت الرواحية أن كل مجموعة تحمل رسالة مختلفة، لكنها جميعا تحتفي بالهوية العمانية. وتقول: إن الزي العماني التقليدي يتميز بتنوعه من منطقة إلى أخرى، وأنا أحاول من خلال التصاميم إبراز هذا التنوع في التفاصيل والزخارف دون أن تفقد روح الوحدة الوطنية التي تجمعها.
كما أشارت إلى أن المرأة العمانية تمثل مصدر الإلهام الأول في عملها، موضحة أن شخصيتها تجمع بين الحشمة والأناقة، وبين الثقة والانفتاح على العالم. ولذلك تسعى لتصميم أزياء تعبر عن هذه الصفات.
وعن مجموعتها الأخيرة، أوضحت أنها استخدمت جميع الألوان والأقمشة والخامات، إذ اعتمدت على الأقمشة الصورية والبريسم، كما استخدمت التصاميم التراثية المطورة لتناسب الذوق الحديث. وبينت أن "الكولكشن" يتكون من الدراعات والعبايات، مبينة أن أطقم العبايات تتكون من عباية خارجية ولباس داخلي، في حين تتميز الدراعات بخطوطها الواسعة وتطريزاتها الدقيقة.
وأكدت الرواحية: في تصاميمي حرصت على دمج الأقمشة العصرية مع التراثية، في توليفة تعبر عن الهوية الثقافية بروح حديثة. كما أدرجت الحلي العمانية ضمن عناصر التصميم بأسلوب متناغم مع الأقمشة المختارة، ما أضاف طابعا فريدا يجمع بين الأصالة والابتكار. أما تنوع الألوان جاء ليعكس تعدد البيئات العمانية وجمال تفاصيلها، لأقدم تجربة تستدعي الماضي وتواكب الحاضر.
وأكدت أن عرض تشكيلتها في اليوم الوطني هو بالنسبة لها نوع من المشاركة الرمزية في احتفالات البلاد، إذ ترى أن الأزياء ليست مجرد مظهر خارجي، بل هي وسيلة للتعبير عن الانتماء والاعتزاز. وأضافت أن الأزياء العمانية تمثل تاريخ المرأة العمانية، ومن المهم تقديمه للأجيال الجديدة بلغة قريبة منهم وأسلوب يعبر عن حاضرهم ومستقبلهم.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المرأة العمانیة
إقرأ أيضاً:
الإعلام العماني.. صورة عُمان الناصعة والمشرقة
لا يكتمل أي حديث عن عُمان دون الحديث عن إعلامها، فالإعلام العماني أهم مرآة يمكن أن تُرى من خلاله عُمان، أن يُرى اقتصادها وتنميتها وحركة العمران فيها وموانئها ومؤسساتها الثقافية والمدنية.. لكن الأهم من ذلك رؤية الجوانب المعنوية بشكل عميق جدا؛ فعن طريق الخطاب الإعلامي العماني يمكن أن يقرأ المتابع قيم المجتمع، وسياسة الدولة، وتوجهات الخطاب السياسي تجاه الكثير من قضايا المنطقة والعالم وأن تفهم عمق الشخصية العمانية وكيف تفكر.
لقد ساهم الإعلام العماني مساهمة كبيرة خلال العقود الماضية في بناء شخصية المواطن العماني: ثقافته واتزانه وتكريس قيمه وهويته واعتزازه بأرضه وثقافته وانتمائه العربي. كما ساهم الإعلام العماني في بناء الصورة الذهنية عن عُمان وشعبها وقيمها ومبادئها في العالم أجمع.. وكان دور الإعلام كبيرا جدا في تحويل القيم السياسية العمانية تجاه الآخر إلى واقع ملموس. واستطاع خلال العقود الخمسة الماضية السير فوق خيط رفيع جدا وتَمثل الحياد العماني خير تمثيل إلى حد تماهى فيه الإعلاميون والدبلوماسيون في خطاب واحد.
ورغم الأحداث الكثيرة والعاصفة التي مرت بالمنطقة إلا أن الإعلام العماني استطاع أن يدير المشهد بكفاءة عالية دون خروج عن الخط السياسي. وما كان هذا الأمر ليتحقق بكل هذه الدقة دون فهم ووعي من المشتغلين أو القائمين على المؤسسات الإعلامية بجوهر السياسة العمانية وأهدافها العليا.
وإذا كانت عُمان محط ثناء العالم على ما تتمتع به من اتزان في خطابها وهدوء واستقرار في مجتمعها وفي علاقتها بالآخر ومن نقاء قيم وأخلاق ومبادئ العمانيين فإن للإعلام العماني الدور الأكبر والأساسي في كل ذلك، فخطابه لم يكن في يوم من الأيام خطاب تفريق أو خطاب كراهية أو عنصرية أو مذهبية أو اصطفاف أو استقطاب رغم المحيط المشتعل والمتخم بالاستقطابات، وكان على الدوام يقدم النموذج الأمثل ويعمل على تكريسه.. وكان وما زال يتمثل القيم العليا للدولة وسياستها الحكيمة.
ومن بين أهم الرهانات التي عمل عليها الإعلام العماني رهان تكريس الهوية الوطنية وبنى على الدوام سردية متماسكة عن التاريخ والموروث والقيم ولم يتورط أبدا في بناء خطاب مشوه أو مزور وكان يبني وعيا أثبت مع الوقت أهميته وصلابته.
ومن بين النجاحات الكبيرة التي حققها الإعلام العماني في لحظة مفصلية من تاريخ عُمان هو قدرته على بناء جسر ناظم بين عهدين، عهد السلطان قابوس بن سعيد، طيب الله ثراه، وبين عهد السلطان هيثم بن طارق، حفظه الله ورعاه، دون أي التباس أو خلل رغم حساسية المرحلة وما صاحبها من تحولات على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي.
وهذه أهم المعايير التي لا بد من استحضارها عند محاولة تقييم الإعلام العماني بوصفه إعلاما وطنيا يهدف في المقام الأول إلى بناء وعي وتكريس قيم وهوية.
وأمام الإعلام العماني استحقاقات كبيرة جدا في المرحلة القادمة، فالوعي مستهدف، وكذلك الهويات الوطنية والقيم كما لم تستهدف من قبل. والعالم مقبل على مرحلة ستفرض فيها هُويات بالقوة وتهدم القيم وتضرب مواطن القوة والصلابة خاصة في منطقة الشرق الأوسط. ويحتاج الإعلام حتى يقوم بدوره الحضاري هذه المرة إلى مزيد من الدعم والتمكين واعتباره من القطاعات الأساسية التي تستحق الدعم الكامل مثله مثل التعليم والصحة.
والإعلام العماني كان على الدوام الصورة المشرقة لعُمان، لتاريخها وحاضرها، ولهدوئها وحكمتها ولاتزانها وعمقها. كان كذلك وسيبقى حتى لو أصبحت التحديات أكبر وأكثر شراسة مما كانت عليه.