قمة العشرين لمجموعة العشرين وأحادية العشرين
تاريخ النشر: 25th, November 2025 GMT
قبل 15 عاماً، كانت مجموعة العشرين تقدم باعتبارها «لجنة إدارة العالم»، إلا أن هذا المشهد تغير جذرياً، فالمجموعة التى تمثل نحو 85% من الناتج العالمى، و75% من التجارة، لم تعد قادرة على إنتاج توافقات سياسية، بينما يتشكل عالم جديد تتوزع فيه مراكز القوة خارج مظلتها. هذا التراجع يعكس تحولا هيكليا عميقاً فى بنية الحوكمة الدولية.
وقد جاء الاجتماع العشرين لقمة مجموعة العشرين فى جوهانسبرج، بجنوب افريقيا، الأسبوع الماضى، نقطة انطلاق نحو تدارك الاتجاهات السلبية السابقة عبر مناقشة مجموعة الأولويات التالية: أولا: النمو الاقتصادى الشامل، والحد من عدم المساواة. ثانياً: الأمن الغذائى.ثالثا:الذكاء الاصطناعى والإبتكار من أجل التنمية المستدامة. وقد دعت مصر عبر مشاركة رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى فى قمة العشرين،مجموعة العشرين إلى الاضطلاع بدور قيادى فى تحسين دور بنوك التنمية متعددة الأطراف، وإتاحة فرص الاستثمار لتحقيق الانتقال العادل، فضلاً عن تشجيع الدول المتقدمة على الوفاء بالتزاماتها المتعلقة بتمويل المناخ والمساعدات الإنمائية الرسمية. مع التأكيد على أن إنعدام الأمن الغذائى العالمى لا يزال من بين أكثر التحديات فى عصرنا.
ونرى أن العالم يدخل مرحلة إنتقالية يتراجع فيها نموذج القيادة الموحدة، ويحل محله نظام متعدد الأقطاب يفتقر لجهة تنسيق مركزية، لذا نتوقع من مجموعة العشرين، تداركا لخطورة الأوضاع السابقة على بقائها، أن تزيد من آليات الحل السلمى للنزاعات الدولية، مع العمل على تنفيذ اتفاق باريس بشأن التغيرات المناخية،والذى يشكل نقطة تحول مفصلية، لاسيما وأن الدول النامية بحاجه إلى ما بين 5.8 و5.9 تريليون دولار، لتنفيذ التزاماتها المناخية بحلول عام 2030، ايضاً نتوقع قيام المجموعة بمعالجة معضلة توفير الطاقة،كأحد أهم التحديات التى تواجه التنمية المستدامة للدول. حيث يعانى أكثر من 600 مليون شخص فى القارة لا يحصلون على الكهرباء، ويفتقر أكثر من مليار شخص لوسائل الطهى النظيفة،مما يتسبب فى وفاة نحو مليونى شخص سنوياً. وهو ما يعنى بالضرورة قيام مجموعة العشرين بمواجهة أزمة الأمن الغذائى، والتى تشير معها التقارير الدولية بأن ما يقرب من 318 مليون شخص سينضمون، إلى ما يقرب من 720 مليون شخص يعانون الجوع حول العالم خلال عام 2025. وبالتالى فإننا نرى أن مستقبل المجموعة يعتمد على قدرتها على التحول إلى منصة للتفاوض الحقيقى، بدل الاقتصار على البيانات الختامية، وأن تكون الرسالة الأهم هى ضرورة أن تضطلع دول المجموعة بدور مؤثر لمواجهة التحديات العالمية الحالية.وإذا لم تتكيف المجموعة مع هذا الواقع، الذى يفرض إطار للمسئولية المشتركة، بصورة تجعل جميع الدول تواجه مصيرا واحداً، فإن قواعد النظام الجديد ستتشكل بالفعل خارج قاعاتها. وللحديث بقية إن شاء الله.
رئيس المنتدى الإستراتيجى للتنمية والسلام
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: لعل وعسى د علاء رزق مجموعة العشرین
إقرأ أيضاً:
«الأبيض الأولمبي» يبدأ تجمُّع دبي استعداداً لـ «خليجي تحت 23»
معتصم عبدالله (أبوظبي)
يدشّن منتخبنا الوطني الأولمبي لكرة القدم، تجمّعه الداخلي في دبي، في إطار المرحلة الأخيرة من التحضيرات قبل المغادرة إلى العاصمة القطرية الدوحة الاثنين المقبل، للمشاركة في بطولة كأس الخليج للمنتخبات تحت 23 عاماً، التي تُقام خلال الفترة من 4 إلى 16 ديسمبر المقبل بمشاركة ثمانية منتخبات.
ووضعت القرعة «الأبيض الأولمبي» في المجموعة الثانية إلى جانب العراق، عُمان، واليمن، فيما تضم المجموعة الأولى منتخبات قطر «المستضيف»، السعودية، البحرين، والكويت، ويتأهل أول وثاني كل مجموعة إلى نصف النهائي، على أن يصعد الفائزان إلى المباراة النهائية.
وتأتي المشاركة الخليجية ضمن برنامج الإعداد المستمر للمنتخب، استعداداً لخوض نهائيات كأس آسيا تحت 23 عاماً، المقررة في السعودية من 7 إلى 25 يناير المقبل، والتي يشارك فيها «الأبيض» للمرة السادسة في تاريخه بعد نسخ: عُمان 2014، قطر 2016، تايلاند 2020، أوزبكستان 2022، وقطر 2024.
وأوقعت قرعة النهائيات منتخب الإمارات في المجموعة الثانية إلى جانب اليابان وقطر وسوريا، في مجموعة قوية ومتوازنة، يتأهل منها أول وثاني كل مجموعة إلى الدور ربع النهائي، على أن تُقام المباراة النهائية 25 يناير 2026.
واستبق المنتخب مشاركته الخليجية بخوض مباراتين وديتين في البطولة الدولية الودية بالإمارات خلال نوفمبر الجاري، حيث فاز على سنغافورة 6-0 على ملعب ذياب عوانة في دبي، قبل أن يخسر أمام تونس 2-3 على ملعب نادي الشارقة.
وأكد أحمد مبارك، مدير المنتخب، أن التجمع الداخلي يمثّل محطة فنية مهمّة قبل السفر إلى الدوحة، مشيراً إلى أن الجهاز الفني يعمل على تعزيز الانسجام ورفع مستوى الجاهزية، وقال: «نخوض البطولة الخليجية بروح المنافسة ورغبة حقيقية في تقديم صورة تليق بكرة الإمارات، اللاعبون في حالة تركيز عالية، وهدفنا أن نكون ضمن المنتخبات المنافسة حتى المراحل النهائية، مع مواصلة البناء الفني لنهائيات كأس آسيا».
وأضاف أن المباراتين الوديتين الأخيرتين منحتا الجهاز الفني مؤشرات إيجابية على تطور المستوى وقدرة اللاعبين على التعامل مع سيناريوهات مختلفة.