لجريدة عمان:
2025-12-04@18:27:50 GMT

من شر حاسد إذا حسد

تاريخ النشر: 4th, December 2025 GMT

من شر حاسد إذا حسد

في البداية، اتفق جمهور الفقهاء على أن "الحسد هو تمني زوال نعمة الله من يد الغير، والإنسان الذي يملأ الحسد قلبه إنسان شرير، لا يتمنى خيرًا للناس سواء للقريب أو البعيد"، فالحقد يحرق قلبه، والحسرة تعتصره إذا ما رأى الناس تنعم بالسعادة، لذلك يأمرنا المولى جل شأنه أن نستعيذ به من الحساد.

فالله سبحانه وتعالى يقول في سورة النساء: "أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا".

يبدو أن الحسد هو ذلك المرض العضال الذي قد استشرى كثيرًا في مجتمعات الأرض، وأصبح الإنسان معرضًا جدًا للإصابة بأي نوع من أنواعه، فكم من شخص تغيرت حياته سواء كان "صغيرًا أو كبيرًا" وانقلبت أحواله بسبب وقوعه في مغبة "الحسد" والدمار الذي يحدثه هذا المرض العضال بالإنسان وعائلته.

الحاسد لا يعيش كبقية الناس هادئًا مستكينًا، وإنما يعيش حياة مضطربة الأركان، أما المحسود فيعاني كثيرًا من حوادث تحدث له ولا يعرف أسبابها، ودائمًا ما كنت أسمع بأن "العين فلقت الحجر"، قد تكون لها قصة تاريخية قديمة، ولكن ليس هناك من يؤكدها بشكل قاطع، ولكن يخيل لي بأن مثل هذه المقولة "قريبة إلى الواقع" خاصة بعد أن يسرد لنا البعض قصصًا تحاكي الواقع وتكشف الجوانب الحزينة التي مروا بها وكانت سببًا في حدوث منغصات في حياتهم.

لكن عين الحسود يمكنها أن تفعل أشياء وأشياء رغم أنها في كل الأحوال "وصف مجازي" للتعبير عن قوة عين الإنسان في إصابة هدفها بدقة، وهذا ما دفع الكاتب المصري د. حسين علي ليكتب مقالًا نُشر إلكترونيًا في إحدى الصحف المصرية منذ عدة سنوات بعنوان: "هل الحسد حقيقة أم خرافة؟"، وفيه تناول شيئًا من جوانب الحسد، حيث يقول: "رغم أن القرآن الكريم لم يذكر أن هناك أشعة غير مرئية تنبعث من «عين الحاسد» يمكن أن تصيب المحسود - سواء أكان شيئًا أم شخصًا - بالأذى الشديد، كما أن العلم لم يقل إن عين الحاسد لها تركيبة خاصة ووظيفة مختلفة عن بقية العيون البشرية الأخرى" إلا أن الحسد حقيقة واقعية.

ويضيف: من جهتنا كأشخاص عاديين لا ننكر حقيقة الحسد، وقد ذكر في القرآن الكريم بقوله تعالى في سورة الفلق: "من شر حاسد إذا حسد"، ومعناه أن الله تعالى يأمرنا بأن نستعيذ به من شر الحساد، لكن المثير أن البعض دخل في الشرك عندما لجؤوا إلى حمل التمائم والتعاويذ والأحجبة وغيرها، كما يلجؤون إلى أشياء أخرى عجيبة وغريبة كالاستعانة بخرزة زرقاء أو حدوة حصان أو إطلاق البخور أو غير ذلك، وهذا بسبب اعتقادهم بأن مثل هذه الأشياء تحميهم من "عين الحسود"!!

نؤكد ثانية بأن تأثير الحسد لا ينحصر نفسيًا واجتماعيًا فقط، وإنما يمكن أن يدمر حياة إنسان كاملة، لكن المولى تبارك وتعالى يأمرنا أن نستعيذ به من شر الحساد، لأن الحاسد لا يتورع عن القيام بفعل على الأرض يضر بالمحسود ويؤذيه، كأن يطلق عليه لسانه بالنقد والتجريح وتشويه السمعة، أو يمشي بالوقيعة بينه وبين الناس، أو يعتدي عليه مباشرة، أو عن طريق وسطاء، كل هذه الشرور والأضرار إنما تصدر عن الحاسد بحكم طبيعته غير السوية ونفسيته المريضة، لذلك ينبغي أن نستعيذ بالله من شر هؤلاء الحساد.

وكلنا يدرك بأن الحسد ليس من الأمور الحصرية على الغرباء أو حتى الأقارب فقط، وكثيرًا ما يأتينا الحسد من أقرب الناس إلينا، والمثير في الأمر أن الإنسان قد يحسد نفسه كما يحسد غيره، إلا أن من المعروف أن الحسد بين الأقارب موجود دائمًا ومنتشر في بعض المجتمعات التي تنمو فيها روح الضغائن والأحقاد، لذا ينبغي الحرص على التحصين من الحسد بآيات القرآن وأدعية النبي صلى الله عليه وسلم، ومن خطورة هذا الأمر تنبع أهمية معرفة علامات حسد الأقارب خاصة لأنهم الأقرب لنا وعلى اطلاع لصيق ودائم بتفاصيل حياتنا ومستجداتنا وما لدينا من نعم.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: أن الحسد

إقرأ أيضاً:

مهنة المضللين!

هى مهنة تعتمُد على إخفاء الحقيقة فصارت مهنة الضلال وتغييب الناس عن الحقيقة. ولدى هؤلاء حجة قوية، حيث أنهم يرون أنفسهم أطباء تخدير، ويقولون إن هذا لصالح المريض، لذلك يقوم هؤلاء بنشر الأكاذيب عن تعمد لإبعاد تفكير الناس عن الأعمال العظيمة التى يقوم بها من يعمل لصالحهم، ومعظم هؤلاء الذين يتعمدون نشر الأخبار غير الصحيحة هم فى مهن الإعلام المختلفة. ولكن العجيب فى بلدنا أن هؤلاء ليس لديهم الموهبة للقيام بهذا العمل وظاهر عليهم أنهم كاذبون والناس تعلم أنهم كذلك وما زال الأمر مستمرا، كل يوم نفس الناس تظهر على المشاهدين برواية مختلفة عن اليوم الذى سبقه ويتدفق من ألسنتهم سيل من الكذب والناس جالسة أمام الشاشات تستمع لهم على أمل أن يستشفوا من بين أكاذيبهم حقيقة ما سوف يحدث!!

 

 

مقالات مشابهة

  • لا تقلق... سيأخذ الله حقك ممن أوجعك
  • واحد من الناس يحيي ذكرى رحيل الموسيقار الكبير عمار الشريعي
  • مطب صناعي!
  • مهنة المضللين!
  • كلام فارغ.. خالد الجندي: تعليق البعض خرزة زرقاء يعد بقايا وثنية
  • هل الخرزة الزرقاء وحدوة الحصان وكف اليد تمنع الحسد؟ خالد الجندي يجيب
  • رقية شرعية لعلاج الحسد .. اقرأها على ماء واشربه في الصباح
  • 3 أدعية عن النبي للشفاء والوقاية من الحسد.. لا تغفل عنها
  • أزهري يكشف عن طرق العلاج والوقاية من الحسد