يتساءل الكثيرون عن كيف يتمثل الشيطان في صورة الله -عز وجل- ولا يتمثل في صورة النبي -صلى الله عليه وسلم- ويقولون أليس هذا تفضيلا للنبي عن الله؟، وقد أجاب عن هذا السؤال الدكتور محمد إبراهيم العشماوي أستاذ الحديث الشريف وعلومه في جامعة الأزهر الشريف.

حقيقة تمثل الشيطان في صورة الله

وقال محمد إبراهيم العشماوي عبر صفحته الرسمية على فيس بوك: أَلْتَقِطُ من تعليقات الأصدقاء بعض المفاهيم المغلوطة التي تحتاج إلى تصحيح، وأجيب عنها، كهذا السؤال الذي صدرت به المقال؛ فإنه تعليق لبعض الأصدقاء على مقطع فيديو نشرناه، وقررنا فيه هذا المعنى، فظنه بعضهم مبالغة في تنزيه النبي صلى الله عليه وسلم، من دون الله عز وجل!.

وأوضح أن تمثل الشيطان بالله عز وجل؛ ممكن عقلا وواقعا؛ ولا يحصل فيه التباس ولا اشتباه؛ لأن المسلم يدرك بالضرورة أنه شيطان؛ لأن الله عز وجل لا يشبه خلقه، ولا يشبهه أحد من خلقه، والشيطان من خلقه.

علاج الكوابيس المزعجة.. 7 سنن نبوية قبل النوم تحميك من شر الشياطينأذكار المساء الصحيحة.. كلمات تقيك شر الشيطان وتحميك من كل مكروهأذكار الصباح.. اغتنم فضلها وحصن نفسك ضد الشرور والشياطينهل دخول الحمام في الظلام يعرضك لـ مَسّ الجن؟.. 7 كلمات تقيك أذاهملماذا لا يتمثل الشيطان فى صورة النبي؟

وتابع: أما تمثله بالنبي صلى الله عليه وسلم؛ فجائز فيه الالتباس والاشتباه؛ لكون كل منهما مخلوقا، والمخلوق قد يلتبس ويشتبه بمخلوق مثله، فكان ذلك من جملة خصائصه صلى الله عليه وسلم، مستثنى من جملة البشر!

ولفت إلى أن أشهر ما وقع في هذا الباب من القصص والحكايات؛ ما وقع لسيدي عبد القادر الجيلاني، وقد حكاها ابن تيمية في [مجموع الفتاوى] عنه، بلسانه، وعدِّها مشهورة، وارتضاها، والجيلاني شيخُ ابن تيمية في الفقه والطريقة، فهو أدرى الناس بحاله.

قال ابن تيمية رحمه الله: "وهذا كما إن كثيرا من العبَّاد يرى الكعبة تطوف به، ويرى عرشا عظيما، وعليه صورة عظيمة، ويرى أشخاصا تصعد وتنزل، فيظنها الملائكة، ويظن أن تلك الصورة هي الله - تعالى وتقدس - ويكون ذلك شيطانا!

وقد جرت هذه القصة لغير واحد من الناس، فمنهم من عصمه الله، وعرف أنه الشيطان، كالشيخ عبد القادر، في حكايته المشهورة، حيث قال: "كنت مرة في العبادة، فرأيت عرشا عظيما، وعليه نور، فقال لي: "يا عبد القادر، أنا ربك، وقد حللت لك ما حرمت على غيرك!".

قال: "فقلت له: "أنت الله الذي لا إله إلا هو؟! اخسأ يا عدو الله!".

قال: "فتمزق ذلك النور، وصار ظلمة، وقال: "يا عبد القادر، نجوتَ مني بفقهك في دينك، وعلمك، وبمنازلاتك في أحوالك! لقد فتنتُ بهذه القصة سبعين رجلا!".

فقيل له: "كيف علمت أنه الشيطان؟!".

قال: "بقوله لي: "حللت لك ما حرمت على غيرك"، وقد علمتُ أن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم؛ لا تُنسخ ولا تُبدل، ولأنه قال: "أنا ربك"، ولم يقدر أن يقول: "أنا الله الذي لا إله إلا أنا!".انتهى.

قلت: ومما يستفاد من هذه القصة؛ ضرروة العلم الشرعي، والفقه في الدين، لسالكي طريق التصوف؛ فإنه عاصم من الزلل!

وبين انه مما ينبغي التنبيه عليه أيضا؛ أن المجسِّم والمشبِّه قد يظن أن الشيطان المتمثل له؛ هو الله عز وجل؛ لأن هذا من لوازم التجسيم والتشبيه، بينما المنزِّه يعتقد اعتقادا جازما؛ أنه شيطان؛ لأن الله تعالى لا يشبه أحدا من خلقه، ولا يشبهه أحد من خلقه، وحاشاه، ليس كمثله شيء، وهو السميع البصير!

طباعة شارك الشيطان الله تمثل الشيطان في صورة الله لماذا لا يتمثل الشيطان فى صورة النبي النبي

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الشيطان الله النبي صلى الله علیه وسلم الله عز وجل عبد القادر لا یتمثل من خلقه

إقرأ أيضاً:

هيئة كبار العلماء: البذاءة وعدم الحياء من باب نقص الإيمان

قالت هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن البذاءة وعدم الحياء من باب نقص الإيمان، حيث ورد عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْبَذَاءُ مِنَ الْجَفَاءِ، وَالْجَفَاءُ فِي النَّارِ، والحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة» أخرجه ابن حبان في صحيحه.

أخلاق الحياء

يُعَدُّ الحياء من الأخلاق السامية التي قلَّ وجودها بين الخلق، وقد انعكس ذلك بشكل خطير على علاقات الناس وتصرفاتهم مع بعضهم البعض، وباتت البغضاء والشحناء والفجاجة منتشرة في المجتمعات بسبب قلة الحياء مع غياب كثير من الفضائل الأخرى.

سمات الحياء في الإسلام:

والحياء من سمات أهل الشرف والفضل والنُّبْل، ومَنْ كان الحياءُ خُلُقُه فقد حَاز خيرًا كبيرًا وفضلا عظيمًا، فسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً، وَالحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ» رواه البخاري، وربما ظن البعض أن تحصيل الحق والعيش في هذه الحياة لا يكون إلا بالغلظة، وأحيانًا تقترن الغلظة بالوقاحة، حتى تحصل الهيبة وتُنال الحقوق، ولكن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم له توجيه آخر يؤكد فيه على أثر التمسك بخلق الحياء، فقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: «الحَيَاءُ لا يَأْتِي إِلَّا بِخَيْرٍ» رواه البخاري، وكان صلى الله عليه وآله وسلم نموذجًا فريدًا في الحياء، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: "كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم أشدَّ حياءً من العذراء في خِدْرِهَا" رواه البخاري.

والاستحياء كما يجب أن يكون في تعاملات الخلق بعضهم مع بعض، يجب أيضًا أن يكون في تعامل العبد مع ربه جل وعلا، يقول الإمام النووي: "الحياء خلق يبعث على ترك القبيح ويمنع من التقصير في حق ذي الحق" سواء كان صاحب الحق هذا هو الله سبحانه وتعالى أو العبد أو حتى النفس، فعن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «اسْتَحْيُوا مِنَ اللهِ حَقَّ الحَيَاءِ»، قال: قلنا: يا رسول الله إنا نستحيي والحمد لله، قال: «لَيْسَ ذَاكَ، وَلَكِنَّ الِاسْتِحْيَاءَ مِنَ اللهِ حَقَّ الحَيَاءِ أَنْ تَحْفَظَ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى، وَالبَطْنَ وَمَا حَوَى، وَلْتَذْكُرِ المَوْتَ وَالبِلَى، وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ اسْتَحْيَا مِنَ اللهِ حَقَّ الحَيَاءِ» رواه الترمذي.

الحياء في الإسلام 
يقول الحافظ ابن رجب: "وحفظ الرأس وما وعى يدخل فيه حفظُ السَّمع والبصر واللسان من المحرمات، وحفظُ البطن وما حوى يتضمن حفظ القلب عَنِ الإصرار على محرم، ويتضمن أيضًا حفظ البطن من إدخال الحرام إليه من المآكل والمشارب، ومَنْ حفظ الله في صباه وقوَّته، حفظه الله في حال كبَره وضعفِ قوّته، ومتَّعه بسمعه وبصره وحولِه وقوَّته وعقله".
 

مقالات مشابهة

  • هل الحلف برحمة النبي حرام؟.. أمين الإفتاء يوضح الحكم الشرعي
  • فتاوى| كيف يتمثل الشيطان في صورة الله ولا يتمثل في هيئة النبي؟.. لماذا اتسم الله بالحق وليس الحقيقة؟.. الأزهر للفتوى يوضح منزلة وثواب من يخدم الضعفاء ويرعى المحتاجين
  • صيغ الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم الجمعة
  • صيغة الصلاة على النبي في الليل .. رددها تكفى همك وتقضي حاجتك في الحال
  • هل تجب المضمضة حال تناول الطعام بعد الوضوء؟..أمين الفتوى يجيب
  • الإفتاء: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نورٌ بإجماع المسلمين
  • هل يمكن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة؟
  • ما معنى الصلاة على النبي؟.. الإفتاء توضح المقصود الشرعي
  • هيئة كبار العلماء: البذاءة وعدم الحياء من باب نقص الإيمان