شهران على وقف إطلاق النار في غزة.. الحرب لم تنته والجوع والمرض يهددان أهلها
تاريخ النشر: 7th, December 2025 GMT
شهران مرا على وقف إطلاق نار طال انتظاره، لكن #غزة تلك البقعة الصغيرة المعذبة لا زالت عالقةً في #دوامة من #الأزمات التي لا تجد لها حلاً، فضجيج #السلاح خفت نسبيا، بعد أن كانت الإبادة وصوت القتل يطغى على الحياة، لكن هذا الخفوت النسبي لم يكن إلا صدى لحياة لا تزال تئن تحت وطأة الجراح.
فرغم أن الحرب خفت صوتها قليلا إلا أن آثارها حاضرة وضجيج كل تفصيلة في حياة الغزي لا يزال مرتفعا، فما زال الدمار يلاحق كل زاوية ويتوسع بفعل #الخروقات_الصهيونية، وما زالت ملامح الخوف والحزن تغلف الوجوه التي اعتادت على الحياة تحت سماءٍ مشدودةٍ بالخطر.
الدمار الذي ألحقته حرب الإبادة لا يقتصر فقط على المنازل والمرافق، بل امتد ليغزو أرواح البشر ويصادر حتى أبسط مظاهر الأمل، في هذا الركام من الأنقاض، لا يزال الناس يبحثون عن فرصة لحياة طبيعية، ويجدون أنفسهم حبيسي الظروف التي لا تبدو لها نهاية.
فالشوارع التي كانت تضج بالحياة، تحولت اليوم إلى مساحاتٍ شاحبة، يعاني فيها الناس من ندرة الماء والكهرباء، ويكافح الأطفال في المدارس من أجل الحصول على حقهم في التعليم بعد أن مزقت الحرب مدارسهم، وأصبح الأطباء يحاربون من أجل إنقاذ الأرواح وسط نقصٍ حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية.
مقالات ذات صلة تحويل رواتب معلمي الإضافي ورياض الأطفال إلى البنوك 2025/12/07ورغم أن الأمل قد تسلل إلى قلوب البعض بعد وقف إطلاق النار، إلا أن الواقع أصرَّ على أن يبقي سكان عزة في مربع المعاناة، وهذا ليس كلاما يكتبه متعاطف مع غزة وأهلها بل إن الصحافة الغربية والمؤسسات الحقوقية الأممية توثق ذلك باستمرار.
وهم خطير
صحيفة الغارديان البريطانية قالت، إنه ورغم إعلان وقف إطلاق النار، إلا أن مصطلح “الهدنة” بات يخلق وهمًا خطيرًا بأن الحياة تعود إلى طبيعتها بالنسبة للفلسطينيين المحاصرين داخل ما تبقى من أراضي قطاع غزة، أي الـ 42% المحصورة خلف “الخط الأصفر” الذي فرضته دولة الاحتلال.
وسلطت الصحيفة الضوء على استمرار الانتهاكات الصهيونية لاتفاق وقف إطلاق النار المعلن بوساطة الولايات المتحدة في وقت تتفاقم الأزمة الإنسانية ويزداد البؤس في كافة مجالات الحياة.
وأبرزت الصحيفة أنه منذ إعلان الهدنة في 10 أكتوبر/تشرين الأول بوساطة أمريكية، قتلت القوات الإسرائيلية أكثر من 360 فلسطينيًا، بينهم ما لا يقل عن 70 طفلًا، وفق مسؤول أممي.
وبينت إنه ورغم تراجع عدد الشهداء مقارنة بالعامين السابقين، لا يزال سبعة فلسطينيين يُقتلون يوميًا في المتوسط، وهو معدل يساوي صراعًا نشطًا في أي منطقة أخرى بالعالم، وفق قولها.
وأشارت الصحيفة إلى موقف منظمة العفو الدولية التي ترى أن دولة الاحتلال لا تزال ترتكب جرائم إبادة جماعية، وأن مصطلح “الهدنة” يمنح انطباعًا زائفًا بعودة الحياة الطبيعية في قطاع غزة.
وقالت الصحيفة البريطانية، إن الفلسطينيين في غزة يعيشون كارثة إنسانية بلا أفق، حيث إن 2.2 مليون فلسطيني يعيشون في 42% فقط من مساحة غزة حيث تسعة من كل عشرة بلا مأوى، و81% من المنازل دُمّرت أو تضررت بشدة.
بموازاة ذلك فإن الشتاء يزيد المأساة، حيث أغرقت الأمطار المخيمات، وانهارت الخيام، وتدفقت مياه الصرف الصحي، مما زاد المخاوف من تفشي الأمراض، وفق توصيف الصحيفة.
الحرب لم تنته
مجلة The Nation الأمريكية، من جانبها قالت، إن الحرب على قطاع غزة لم تنتهِ بل تغيّر شكلها فحسب، والحقيقة بسيطة، غزة حُرمت من حقها في الشفاء، لا تزال الأنقاض باقية، والمرضى يعانون، والأسرى لم يعودوا إلى ديارهم، وقبضة الاحتلال تشتد، فأي وقف إطلاق نار حقيقي يعني فتح الحدود، وإعادة بناء ما دُمر، والسماح بعودة الحياة، لكن هذا لا يحدث، وما نراه هو جمود مُدبّر وعقاب مُقنّع في صورة هدوء.
وأبرزت أنه بعد عامين من الإبادة الجماعية، لم تُنهِ صفقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المعاناةَ تمامًا، وإن كانت قد خففت من حدتها.
وترى المجلة الأمريكية، أن الحصار الخانق الذي لا تزال تفرضه دولة الاحتلال على غزة يجعل التعافي المستدام مستحيلاً.
ووفقا للمجلة فإنه بالنسبة للكثيرين في غزة، فإن وقف إطلاق النار لم يجلب لهم راحةً، بل كشف عن قسوة ترك الناس يواجهون مصيرهم وحدهم، ويشعر الكثيرون أن هذه المعاناة هي قدرهم، وليست واقعًا سيتغير قريبًا.
وترى أن الفئة الأكثر تضررا هم المرضى، فوفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يحتاج أكثر من 16500 شخص، بمن فيهم آلاف الأطفال، إلى رعاية طبية عاجلة غير متوفرة في غزة.
#الجوع و #المرض يهددان الغزيين
ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في فلسطين، نيستور أوموهانجي، الذي يزور غزة، فال إن معظم العائلات في قطاع غزة ما زالت تعيش في ملاجئ مكتظة يُهددها الجوع والمرض يوميا.
وأوضح في تصريحات صحفية، أن وقف إطلاق النار كان ضروريا للغاية، لكنه ليس نهاية الحرب بالنسبة للنساء والفتيات، سواء جسديا أو عاطفيا أو اقتصاديا.
وأكد أن سكان غزة يحبسون أنفاسهم، عالقون بين البقاء وعدم اليقين، مشيرا إلى أن أكثر من 57 ألف أسرة في غزة تُعيلها نساء، والكثير منهن في وضع هش للغاية بلا دخل يُعيل أطفالهن.
وقال “أوموهانجي”، إن العائلات تصطف لساعات للحصول على الطعام والماء، ويطبخون على مواقد مفتوحة، ويغسلون في دلاء، وينامون تحت بطانيات رطبة.
وشدد أن الناس لم يعودوا يطلبون منازل أو تعليما أو طعاما مناسبا، بل يطلبون خيمة، أو مدفأة صغيرة، أو إضاءة، وقال: “لقد انهارت توقعاتهم، فمن كانوا يطلبون منازل ومدارس، يطلبون الآن خيمة جافة، ومدفأة صغيرة، وإضاءة دائمة”.
ولفت المسؤول الأممي إلى أن ثلث المرافق الصحية فقط تعمل جزئيًا، وجميعها تعاني من نقص الكوادر، ومُثقلة، وتفتقر إلى الإمدادات الأساسية، مبينا أن الأدوية شحيحة، ووحدات حديثي الولادة مكتظة، ومع ذلك يواصل الطاقم عمله رغم الخسائر البشرية الفادحة.
وأكد “أوموهانجي” أن النظام الصحي ما زال صامدًا في غزة فقط لأن العاملين فيه يرفضون التخلي عنه، مشيراً إلى أن إعادة بناء قطاع الصحة يتطلب إعادة بناء وتجهيز المرافق الصحية التي دُمرت، وضمان تدفق مستمر وموثوق للأدوية والإمدادات، وإعادة بناء القوى العاملة الصحية.
ورغم قتامة المشهد وقسوة الحياة في غزة، إلا أن المدينة المتعبة المنهكة تبقى مثالاً حياً على الصبر والإرادة، فسكانها يكافحون من أجل الحياة في ظل ظروف استثنائية، ولكن الأمل في غدٍ أفضل، ولو كان خافتاً، يبقى شعلة لا يمكن إطفاؤها.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: غزة دوامة الأزمات السلاح الخروقات الصهيونية الجوع المرض وقف إطلاق النار قطاع غزة لا تزال فی غزة إلا أن
إقرأ أيضاً:
انتهاكات الاحتلال المتواصلة في غزة ترفع حصيلة الشهداء والجرحى
يواصل جيش الاحتلال خرق اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، عبر عمليات نسف واسعة للمنازل والأحياء السكنية، وإطلاق نار صوب المدنيين الذين يحاولون العودة إلى مناطقهم المدمرة القريبة مما بات يعرف بـ"الخط الأصفر".
والأحد، أصاب جيش الاحتلال الأحد، طفلا فلسطينيا، بالرصاص في حي التفاح شرقي مدينة غزة، نقل على إثرها إلى المستشفى المعمداني وسط مدينة غزة لتلقي العلاج.
وقالت مصادر محلية، للأناضول، إن المنطقة التي أصيب فيها الطفل، هي مناطق سبق أن انسحب منها جيش الاحتلال ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.
ويمثل هذا الاعتداء خرقا جديدا لاتفاق وقف النار الموقع بين "حماس" وإسرائيل، والذي دخل حيز التنفيذ في 11 من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بوساطة مصر وقطر وتركيا ورعاية الولايات المتحدة الأمريكية.
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية الأحد، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 70 ألفا و360 أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأوضحت الوزارة أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 171,047، منذ بدء العدوان، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.
وأشارت إلى أنه وصل إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية، 6 شهداء جدد، و17 إصابة، فيما بلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ اتفاق وقف إطلاق النار في 11 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي 373 شهيدا، و970 مصابا، وجرى انتشال 624 جثمانا.