من داخل خيمتها بغزة.. والدة أبو جزر مدرب فلسطين تدعمه بكأس العرب
تاريخ النشر: 7th, December 2025 GMT
رغم حياة صعبة بكافة أشكالها تعيشها والدة مدرب المنتخب الفلسطيني لكرة القدم، إيهاب أبو جزر، داخل خيمة في مواصي خان يونس جنوب قطاع غزة، إلا أنها لا تفوّت مباراة "للفدائي" الذي يقف الآن على بُعد 90 دقيقة من تحقيق إنجاز غير مسبوق في تاريخ مشاركاته ببطولة كأس العرب.
ويحتاج منتخب فلسطين نقطة واحدة من مباراته الأخيرة في دور المجموعات لضمان تأهله إلى الدور ربع النهائي من بطولة كأس العرب 2025 المقامة حاليا في دولة قطر، وليس ذلك فحسب بل، إن هذه النقطة لو تحققت ستمنحه صدارة المجموعة الأولى برصيد 5 نقاط وبفارق الأهداف عن سوريا.
وفي ظل ترقّب الشارع الفلسطيني مباراة "الفدائي" الأخيرة في الدور الأول ضد سوريا، يشعر المواطنون ومنهم والدة أبو جزر، بالفخر والإعجاب الشديدين بأداء عناصر المنتخب الذين يقدّمون مستوى رائعا، والنتائج خير دليل على ذلك.
والدة مدرب فلسطين تدعمه من خيمتهاوتقول والدة أبو جزر من داخل خيمتها "فرّحونا ورفعوا رؤوسنا، إيهاب أدخل الفرحة إلى قلوب أبناء الشعب الفلسطيني والناس التي تعيش في الخيام وتعاني، الحمد لله".
وانهالت والدة أبو جزر بالدعاء بالتوفيق لابنها ولمنتخب فلسطين "الله يرضى عليه ويخليه ويعّلي مراتبه، أنا راضية عنه ووالده الله يرحمه راضي عنه أيضا، أنا مشتاقة له جدا".
@asharqnewspalوالدة مدرب الفدائي، إيهاب أبو جزر:"الحمدلله فرحنا وفرح أهل الخيام وكل الشعب الفلسطيني ". المصدر: مصطفى جبر #الشرق_فلسطين
♬ الصوت الأصلي – الشرق للأخبار – فلسطين
وقالت إنها مشتاقة لنجلها الذي لم تلتقِه منذ 3 سنوات، إذ يستقر في مدينة رام الله بالضفة الغربية، ولم يتمكن من العودة إلى القطاع طوال فترة الحرب الأخيرة وقبلها بعام.
وحرصت والدة أبو جرز على مؤازرة منتخب فلسطين قبل مباراته المرتقبة والحاسمة ضد سوريا، وقالت "سيكون التأهل من نصيبنا إن شاء الله، أشد على يدك وعلى يد الجهاز الفني والإداري، كنتم رجالا في هذه البطولة".
إعلانعلى الجانب الآخر البعيد عن غزة جغرافيا، لكنه الأقرب من حيث القلب والروح والعاطفة، يؤكد أبو جزر أنه لا يستلهم من والدته العزيمة والإصرار فقط، بل أيضا النصائح الفنية والتكتيكية.
ففي كل مكالمة هاتفية بينهما لا تنفك والدة أبو جزر عن الحديث عن المنتخب وما يقدّمه في النسخة الحالية من كأس العرب، بل وتدعو ابنها بالتركيز فقط على البطولة، وعدم سؤالها عن أحوالها في غزة طوال البطولة.
أبو جزر يستفيد من نصائح والدتهوقال أبو جزر لوكالة الأنباء الفرنسية "والدتي تسألني عن اللاعبين، من سيلعب ومن سيغيب، وعن روحهم المعنوية، بل وعن الطريقة التي سألعب بها".
وأضاف "والدتي وأشقائي يتابعون مباريات فلسطين عبر التلفزيون بعد معاناة شديدة مع توفير مولد كهربائي والوقود اللازم لتشغيله، يفعلون ذلك وهم يعيشون داخل خيمة بعد أن هُدم بيتنا في رفح، والذي بنيناه حجرا حجرا".
وشدّد أبو جزر على أن ظروف عيش والدته وعائلته حالهم كحال السواد الأعظم من الشعب الفلسطيني، تدفعه واللاعبين "للقتال على أرض الملعب حتى آخر دقيقة، هذا ما يجعلنا نقف على أقدامنا دائما وكل همنا إدخال الفرحة إلى قلوب أهلنا في غزة".
وتابع "نمتلك الإصرار والعزيمة لكي نقف من جديد، وهنا لا أقول: شعارات بل واقع"، في تأكيد منه على قدرة الشعب الفلسطيني على النهوض من جديد من تأثيرات حرب الإبادة التي عانى منها قطاع غزة على مدار سنتين، ولا تزال تبعاتها تنغّص على المواطنين في القطاع.
مباراة فلسطين وسوريا في كأس العربويلتقي المنتخب الفلسطيني، مساء اليوم، نظيرَه السوري عند الساعة 8 مساء بتوقيت مكة المكرمة والدوحة، على ملعب المدينة التعليمية.
وستكون نتيجة هذه المباراة مهمة للغاية في تاريخ "الفدائي"، فالتعادل على أقل تقدير سيأهل الفريق إلى الدور الثاني للمرة الأولى بعد 5 مسابقات سابقة.
وعن هذه المباراة التاريخية قال أبو جزر "لا نفكّر في التفاصيل مثل من سيفوز ومن سيتعادل، كل ما نفكّر فيه هو الـ90 دقيقة".
مشاهد من احتفال لاعبي منتخب #فلسطين مع المدرب إيهاب أبو جزر بعد التعادل الإيجابي مع منتخب تونس بنتيجة هدفين لكل فريق#الجزيرة_كأس_العرب25 pic.twitter.com/6sxugEOFnk
— الجزيرة نت رياضة (@AJASports) December 4, 2025
وعند سؤاله ما إذا كان الاكتفاء بالتعادل يمثّل عبئا على اللاعبين أجاب "لا، ليس كذلك. في النهاية هذه مباراة ولها سيناريوهات خاصة بها، قد نتعادل مع سوريا، ثم تتعادل قطر مع تونس، من جهتنا سنركّز في الدقائق التسعين مع رغبتنا في التأهل كي نحقق إنجازا نستحقه كفلسطينيين".
ويحتل منتخب فلسطين صدارة المجموعة الأولى برصيد 4 نقاط بفارق الأهداف عن سوريا، في حين يوجد المنتخبان التونسي والقطري في المركزين الثالث والرابع تواليا وفي رصيد كل منهما نقطة وحيدة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات كأس العرب الشعب الفلسطینی إیهاب أبو جزر منتخب فلسطین کأس العرب
إقرأ أيضاً:
مدرب فلسطين: أتلقى نصائح تكتيكية وفنية من والدتي المقيمة بخيمة في غزة
سواليف
لا يستلهم #إيهاب_أبو_جزر، #مدرب #المنتخب_الفلسطيني، من والدته المقيمة في #خيمة في قطاع #غزة روح الإصرار والعزيمة فقط، بل بعض #النصائح_الفنية والتكتيكية أيضاً على أعتاب قيادته “الفدائي” إلى إنجاز غير مسبوق ببلوغ ربع نهائي #كأس_العرب لكرة القدم في الدوحة.
وخطف منتخبا فلسطين وسوريا بطاقة العبور لدور ربع النهائي في بطولة كأس العرب فيفا 2025، ضمن المجموعة الأولى.
وودّعت قطر “مستضيف البطولة” وتونس المنافسات مبكرًا من البطولة بعد أداء باهت من المنتخبين.
مقالات ذات صلة “أمن المقاومة” .. 8 منتسبين للميليشيات المتعاونة مع إسرائيل سلموا أنفسهم 2025/12/07يروي أبو جزر (45 عاماً) حرص والدته على الحديث معه هاتفياً من غزة حصراً في أمور المنتخب “لا تتحدث معي عن شيء سوى عن المنتخب، فهي تريد أن يبقى التركيز محصوراً بشأن البطولة”.
يضيف “تسألني الوالدة عن اللاعبين. من سيلعب أساسياً ومن سيغيب، وعن التكتيك ومعنويات الشباب والظروف المحيطة بهم”.
والدته، هدى محمود أبو جزر (62 عاما)، نازحة الآن في مخيم المواصي بغزة، بالقرب من خان يونس، وتعيش في خيمة مع ابنها الآخر وزوجته وأطفالهما.
قالت “كان شغفه لعب كرة القدم منذ صغره، بدأ لعب كرة القدم في فريق صغير بمدينة رفح، وبعد ذلك انضم للمنتخب الفلسطيني وسافر إلى الضفة الغربية ليكمل مسيرته لأن كرة القدم كانت حلم حياته”.
وتابعت “إيهاب اشتغل وتعب كثيرا على نفسه، رغم كل الظروف الصعبة، حتى أصبح الآن مدربا لمنتخب فلسطين لكرة القدم. وبعد جهد كبير منه حتى وصل هو وفريقه لهذا المستوى الرائع الذي نشاهده في المباريات حاليا، جعلنا نفتخر بهم جميعا، وشرف كبير لنا ولأهل غزة ولفلسطين”.
وأردفت “شعوري لا يوصف من شدة الفرحة بابني وفريقه الرائع”، كاشفة “كل المخيم هنا صرخ وهلل لحظة فوز منتخب فلسطين وعلت أصوات الزغاريد، أعادوا لنا فرحة كنا قد نسيناها بغزة”.
“هدموا بيت العمر” –يشير أبو جزر الذي تولى قيادة “الفدائي” أواخر عام 2024، إلى المأساة التي تعشيها عائلته بعد الحرب “بيتي هُدم، وبيوت أهلي هُدمت، البيت الذي بنيناه طوبة طوبة (حجراً حجراً) هدم، كان بيت العمر (…)”.
يتابع “والدتي وأشقائي يعيشون في خيمة، ويعانون كثيراً لكي يتابعوا مبارياتنا على التلفزيون، “يفكرون كيف يتدبرون أمر المولد الكهربائي وشراء الوقود لتشغيله .. وشبكه على التلفزيون”.
لكنه يردف قائلا “كل هذه الظروف تدفعنا للقتال على أرض الملعب لآخر نفس وهذا ما يجعلنا نقف على أقدامنا دائماً ويمنحنا الدافع حتى نفرح أهلنا في غزة”.
وإذا ما هذه الظروف شكلت عبئا عليه، يقول أبو جزر الذي أنهى مسيرته كلاعب عام 2017 وانتقل إلى التدريب عام 2020 بتوليه قيادة منتخب دون 23 عاماً، “في فترة من الفترات كانت عبئا تحديداً في بداية الحرب. لنكن واقعيين، لم نكن نستوعب ما يجري، ولكن نحن نمتلك جينات عدم الاستسلام”.
“إذا رضخنا سوف نندثر” –يتابع “إذا استسلمنا ورضخنا لهذه الأمور فإننا كشعب سوف نندثر وقضيتنا ستذوب. نمتلك من الإصرار والعزيمة ما يكفي لكي نقف مجدداً، وهنا لا أتحدث عن شعارات بل عن واقع”.
ويؤكد أبو جزر أن “منتخب فلسطين يحمل إرثا كبيراً من الشهداء والجرحى والأسرى والمبعدين والشتات، وهو منتخب يحمل أيضاً إرثا من المعاناة والعذابات كما يحمل رسالة شعب حي، يريد أن يعيش كما بقية شعوب العالم”.
ويضيف “شعب حيوي إذا هيئت له الظروف يبدع في كل المجالات”.
“المعاناة تعكس ضغطا إيجابياً” –عن هذه الروح يقول أبو جزر “نحن نقول دائماً أننا أسرة فلسطينية صغيرة تمثل الأسرة الكبيرة وهي كل الشعب الفلسطيني في الداخل أو في الشتات”.
يتابع “نحاول أيضا أن نوصل الرسالة التي تصلنا من الداخل و من قطاع غزة والمحافظات الشمالية. لا شك أنها تشكل ضغطا علينا لكنه ضغط إيجابي”.
ويؤكد أبو جزر الذي بدأ مسيرته لاعباً مع نادي شباب رفح قبل أن ينتقل إلى هلال القدس والأمعري وشباب السموع، أن طموحات منتخب بلاده تكبر تدريجياً في البطولة، “نخوض البطولة مباراة مباراة. من أول ما وصلنا إلى قطر كنا نفكر في مباراة ليبيا (في التصفيات). ثم بدأنا التفكير في قطر وبعدها تونس”.