ما هكذا تُورَدُ الإبل يا شوالي
تاريخ النشر: 7th, December 2025 GMT
محمد الساعدي
هناك خيطٌ رفيع يفصل بين المُعلّق الذي يليق بالمشهد الرياضي العربي، وبين من بقي أسيرًا لزمنٍ مضى، لا يُجدد أدواته ولا يُراجع أرشيفه. وعندما نتحدث عن عصام الشوالي، فإننا لا نتحدث عن اسمٍ طارئ، بل عن صوتٍ ارتبط بملايين المتابعين، وصاحب رصيدٍ طويل في منصات التعليق. ولكن… طول الباع وحده لا يكفي إن لم يُدعَّم بوعيٍ ومسؤولية ودقة فيما يُقال.
والسؤال الذي يفرض نفسه: كيف لمُعلّق مخضرم مثله أن تمر عليه أساسيات المعلومة، أو يتجاهل تدقيقها، وهو الذي يفترض أنَّه يحرك الرأي ويصنع المزاج الكروي على الهواء؟
من المستغرب أن يبني الشوالي معلومة قديمة، مستهلكة، ومبتورة السياق… ثم يرفعها كأنها فتحٌ تاريخيّ، يُلوّح بها كلما ظهر منتخب عُمان في الأفق.
المعلومة التي ورثها عن علي الكعبي، تلك التي تتعلق بفوز ليبيا على عُمان في عام 1966—عام كان فيه "منتخب عُمان" مجرد مجموعة طلاب هواة، لا منتخبًا وطنيًا، ولا كرة احتراف، ولا منظومة رياضية.
ومع ذلك تُقدَّم وكأنَّها صفحة رسمية من كتاب التاريخ الرياضي!
ثم المدهش أكثر: لماذا لا يذكر الشوالي مثل هذه "الاكتشافات" عندما يتعلق الأمر بمنتخبات أخرى تشاركه بطولات كأس العرب؟ لماذا لا ينبّش في أرشيف غيرنا كما ينبّش في أرشيف عُمان؟ لماذا لا يُعيد لنا نتائج قديمة وقاسية لمنتخبات خليجية أو عربية أخرى- نتائج أقرب زمنًا وأوضح سياقًا؟
لأنهم هناك… لن يسكتوا. ولأنَّ الأقلام الرياضية في تلك الدول ستقف له بالمرصاد.
أما العماني؛ فهو حليم، هادئ، لا يدخل مهاترات، ويُفضّل أن تعلو قيمة الرياضة على صخب الجدال.
ومن هنا يظن الشوالي أن الساحة خالية، وأنه قادر على إعادة تدوير المعلومة ذاتها عامًا بعد عام دون أن يُسائله أحد.
لكن ما لا يعرفه أن تاريخ عُمان أكبر بكثير من "معلومة 1966" التي يتشدق بها كلما سنحت له فرصة.
تاريخ عُمان ليس نتيجة مباراة… ولا حدثًا عابرًا في سجل كرة قدم.
هو تاريخ حضارة، وسيادة، وحضور ممتد عبر قرون.
تاريخ بلدٍ حين يتحدث عنه الباحث الحقيقي-لا الضيف العابر أمام الميكروفون- يحتاج أن يختار نقطة بداية قبل أن يختار نهاية.
ويا شوالي… إن كنت مصرًّا على الحديث عن عُمان كلما مرّ اسمها في تعليقك، فافعلها كما يفعل المحترفون:
ابحث، دقّق، اقرأ من مصادر موثوقة، وابتعد عن المعلومات التي تجاوزها الزمن.
ارفع مستوى الطرح، ولا تُحوّل التعليق إلى منصة تُعاد فيها نفس الفكرة الباهتة منذ سنوات.
فالعُماني حين يسمعك تتحدث عن بلده، يريد منك معلومة تُشرّف لا تُثقل، تُنير لا تُعكّر، وتعكس احترامك لمشهدٍ رياضي أنت أحد صانعيه.
وفي الختام… كُن بخير يا "شواليّ العلوم"، واجعل صوتك الذي أحببناه يومًا إضافةً للمشهد… لا ظلًا يُعيد نفسه.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
انطلاق مهرجان حمراء الدروع للإبل والموروث الشعبي
عبري - سعد الشندودي
انطلقت فعاليات وأنشطة مهرجان حمراء الدروع للإبل والموروث الشعبي الحادي عشر بنيابة حمراء الدروع بولاية عبري بمحافظة الظاهرة، الذي يستمر حتى يوم السبت المقبل، وذلك برعاية سعادة نجيب بن علي الرواس محافظ الظاهرة، وبحضور ولاة ولايات الظاهرة ومربي وملاك الإبل بسلطنة عُمان ودول الخليج العربي.
مهرجان حمراء الدروع للإبل والموروث الشعبي بولاية عبري يُقام سنويًا ويحظى بمشاركة كبيرة وواسعة من ملاك الإبل من مختلف الولايات ودول الخليج العربي، ويعد من المهرجانات المشهورة والمتنوعة؛ إذ يجمع بين مزاينة الإبل وركض العرضة وإقامة سباق للهجن العربية الأصيلة، وتنظيم مسابقة أجود أنواع التمور، ويتضمن كذلك إقامة مسابقة لليولة للكبار والصغار على مستوى دول الخليج العربي، وإقامة العديد من الأمسيات الفنية بمشاركة فرق الفنون الشعبية التقليدية والعديد من الشعراء من سلطنة عُمان.
القرية التراثية
بدأت فعاليات المهرجان بجولة للحضور بين جنبات وردهات القرية التراثية والسوق الشعبي، والذي شارك فيه العشرات من الحرفيين والحرفيات وأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من 21 ولاية ودولة الإمارات العربية المتحدة. وضمّت القرية والسوق الشعبي أركانًا متعددة لكافة المنتوجات والصناعات الحرفية التي ينتجها الحرفيون، والتي تخص الإبل والمشغولات الفضية وصناعة الخناجر العُمانية، وأركانًا لصناعة وبيع الحلوى العُمانية، والعديد من الصناعات والمشغولات الحرفية المطوّرة التي تمتزج بين الأصالة والمعاصرة، وأركانًا لبيع البخور واللبان والعود، كما تجوّل الحضور بين أروقة معرض التمور ومشتقاتها الذي شارك فيه 32 مزارعًا من مختلف المحافظات.
تكريم الفائزين
بمناسبة انطلاق مهرجان حمراء الدروع للإبل والموروث الشعبي قدّمت فرقة سلطان الريسي فنًا شعبيًا تقليديًا نال إعجاب واستحسان الحضور.
وفي الختام قام سعادة نجيب بن علي الرواس محافظ الظاهرة بتكريم الفائزين في سباق الهجن العربية الأصيلة، والذي أُقيم بميدان حمراء الدروع لسباق الهجن. ففي سباق الفطامين أشواط الصعوب لمسافة 1200 متر فازت بالمركز الأول شان لسليمان بن حمد الغاربي، بينما في الشوط الثاني فازت بالمركز الأول نشوان لسعود بن محمد الحرسوسي، وفي الشوط الثالث فازت فزعة بالمركز الأول لأحمد بن علي الدرعي، أما في الشوط الرابع ففازت دخول بالمركز الأول لشاهين بن منصور الدرعي، بينما في الشوط الخامس فازت سكرة بالمركز الأول لجمعة بن حمدان البلوشي، وفي الشوط السادس فازت رمز بالمركز الأول لأحمد بن محمد الدرعي.
وفي أشواط المشتركات لمسافة 1500 متر فازت بالمركز الأول في الشوط الأول حفلة لمنصور بن حمد الدرعي، بينما في الشوط الثاني فازت مروح بالمركز الأول لسعيد بن سالم المحاربي، وفي الشوط الثالث فازت حضور بالمركز الأول لفهد بن سلمان المالكي، أما في الشوط الرابع ففازت النصر بالمركز الأول لناصر بن حمد الحرسوسي، وفي الشوط الخامس فازت شواهين بالمركز الأول لسعيد بن أحمد الجنيبي، وفي الشوط السادس فازت مرهي بالمركز الأول لنهيان بن حمد الحرسوسي.