قال مشروع “مسام” لنزع الألغام في اليمن، الجمعة، أن فريقه نجح في إنقاذ مواقع أثرية بارزة في محافظة شبوة، شرق البلاد، وذلك بعد عملية تطهيرها من الألغام والمتفجرات التي زرعتها ميليشيا الحوثي خلال سنوات الماضية.

وأوضح بيان المشروع أن الفرق الهندسية تمكنت من تأمين مدينة تمنع الأثرية في مديرية عسيلان، وهي عاصمة مملكة قتبان القديمة، حيث شملت عمليات التطهير عدة أماكن أثرية منها مقبرة حيد بن عقيل والممرات التجارية القديمة التي كانت تربط شبوة بمناطق يمنية وخارجية.

وقال مدير عام الهيئة العامة للآثار في شبوة، خيران الزبيدي، أن ميليشيا الحوثي حولت مدينة تمنع إلى تحصينات عسكرية، وحفرت الخنادق، وجرفت أساسات المباني الأثرية، وزرعت الألغام والمقذوفات في أرجاء الموقع”، مشيراً إلى أن ذلك تسبب في تدمير أجزاء من المعالم ومخازن القطع الأثرية.

 وأشار الزبيدي إلى أن المواقع الأثرية كانت تواجه “تهديدين كبيرين: الإهمال الطويل، ثم الدمار المنظم خلال سيطرة الحوثيين”، منوهًا إلى أن تأمين هذه المواقع سيتيح للجهات المختصة والبعثات الأثرية استئناف الدراسات والبحوث بشكل آمن، بعد أن توقفت لسنوات نتيجة خطورة الألغام.

ونوه الزبيدي أن تدخل مشروع “مسام” جاء “بشكل عاجل لإنقاذ الإرث التاريخي في شبوة”، مؤكدًا أن الفرق استطاعت تطهير تمنع، حيد بن عقيل، وهجر الصفرا، ما أعاد الأمان لتلك المواقع التي كانت “شبه مستحيلة الوصول” بسبب التلوث بالألغام.

وتعتبر عمليات التطهير جزءًا من رؤية “مسام” الهادفة إلى حماية المدنيين وصون الذاكرة الجماعية والهوية التاريخية للشعب اليمني، خاصة بعد إدراج مدينة تمنع على القائمة التمهيدية للتراث العالمي لدى منظمة اليونسكو.

المصدر: نيوزيمن

إقرأ أيضاً:

تحت الرمال الساخنة: رعاة يواجهون عصفاً من الألغام تحت وطأة الماضي

6 دجنبر، 2025

بغداد/المسلة: في أعماق محافظة ذي قار جنوبي العراق، حيث تندفع الرمال تحت أقدام الرعاة والمزارعين، تظل المخلفات الحربية تنتشر كشبح من الماضي، جاهزة للانفجار في أي لحظة.

الذخائر العنقودية غير المنفجرة، مدفونة بين الكثبان، تشكل تهديداً يومياً لآلاف السكان، فهي ليست مجرد بقايا حروب، بل قنابل موقوتة تهدد الحياة اليومية في هذه الأراضي الخصبة سابقاً.

وبالفعل، يروي شهود عيان قصصاً مرعبة عن لحظات الرعب، حيث يهشم وجه ضحية وتتمزق أطرافه تحت قوة العصف المتأخر.

في إحدى الحوادث الأخيرة بجنوب المحافظة، أدى انفجار ذخيرة عنقودية مدفونة إلى إصابة ثلاثة أطفال، مما يعكس كيف تتحول الرمال إلى مقبرة حية، وتترك الضحايا يئنون تحت ألم الفقدان والإعاقة الدائمة، في غياب أي إجراءات وقائية فورية.

مع ذلك، يتردد صدى سؤال يلازم السكان المحليين: إذا لم نعالجها نحن، فمن سيفعل ذلك؟ الجهات المسؤولة، رغم الوعود المتكررة، لم توفر الحد الأدنى من شروط الحماية، مما يفاقم الوضع في ظل برامج إزالة محدودة تعاني من نقص التمويل. الإحصاءات الرسمية بين 2017 و2022 تكشف عن مقتل 10546 شخصاً وإصابة 24458 آخرين نتيجة هذه المخلفات في عموم البلاد، بينما سجل برنامج تسجيل ضحايا الألغام في ذي قار منذ إطلاقه عام 2015 مقتل وإصابة 4658 شخصاً، وفي السنوات الأخيرة بلغت الضحايا 102 في 2023 وحدها، مع ارتفاع إلى 78 بين 2023 و2024، وثلاثة طلاب قتلوا في 2025.

ومع تزايد الضغوط، تظل الأراضي الصالحة للزراعة ملوثة، حيث يتركز التلوث في جنوب المحافظة، مما يحول حقولاً خصبة إلى مناطق محظورة. يعيش المواطنون، خصوصاً رعاة الأغنام، على وقع الخطر اليومي، فالقطعان تتجول في مناطق غير آمنة، وتؤدي الحوادث إلى خسائر اقتصادية هائلة، مع انخفاض إنتاجية الأراضي بنسبة تصل إلى 50 في المئة في بعض المناطق الجنوبية بسبب الجفاف المركب مع التلوث.

أما الخرائط التي حددت مواقع الألغام فقد ضاعت مع سقوط النظام السابق، مما يعيق جهود التنظيف ويجعل المناطق أكثر غموضاً وخطورة. حجم التلوث في الأراضي العراقية هائل، يغطي آلاف الكيلومترات المربعة، ولا يتناسب مع الإمكانيات المتاحة، حيث أدى انخفاض التمويل الأمريكي في 2025 إلى إغلاق برامج في العراق، مما يؤخر إزالة ملايين الذخائر غير المنفجرة.

وتحدد هذه المعاناة حدوداً طويلة وأوقاتاً عصيبة، كما يؤكد الناجون، لتظل شاهداً على خطر باقٍ منذ خمسين عاماً بلا حلول جذرية، مهدداً حياة المدنيين وعناصر الأمن على حد سواء. يتطلب الأمر تدخلاً دولياً عاجلاً لتحويل هذه الأراضي من مناطق موت إلى حقول حياة.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • عقب سيطرة الانتقالي.. الزبيدي يوجه بتطبيع الأوضاع في محافظتي حضرموت والمهرة
  • تحت الرمال الساخنة: رعاة يواجهون عصفاً من الألغام تحت وطأة الماضي
  • تعزيز الأمان الرقمي.. تحرّك حقوقي لتحصين طالبات شبوة من الابتزاز الإلكتروني
  • العليمي يهدد بملاحقة الزبيدي دولياً كــ مجرم حرب
  • الأمم المتحدة: الجزائر تؤكد التزامها باتفاقية حظر الألغام وتدميرها
  • اليونسكو تدرج 7 مواقع تراثية يمنية على قائمة الحماية المعززة
  • خلل تقني يتسبب بتعطل مواقع عالمية على الإنترنت
  • خلل تقني في كلاودفلير يوقف مواقع عالمية
  • اليونسكو تضيف 7 مواقع يمنية إلى قائمة الحماية الدولية للتراث