خيم إسرائيلية قرب الأقصى تُزوّر التاريخ وتُروج لروايات مضللة
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
القدس المحتلة - رنا شمعة - صفا
عند المدخل الشمالي لبلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى المبارك، أقامت جمعيات استيطانية خيمًا وبيوت شعر وضعت داخلها مقاعد خشبية وأثاث وقطع أثرية مُستوحاة من التراث العربي القديم، لتحاكي فترات سابقة تُروج لروايات توراتية مضللة.
ولم تكتفِ سلطات الاحتلال الإسرائيلي بسرقة الأرض الفلسطينية في مدينة القدس المحتلة، بل تُسابق الزمن لسرقة التاريخ والتراث العربي الفلسطيني، الذي يعود تاريخه لآلاف السنين.
وعلى مدار سنوات احتلالها للمدينة المقدسة، اتبعت "إسرائيل" أشكالًا وأساليب عدة في استهدافها للآثار والمعالم العربية والإسلامية، عبر بسط سيطرتها عليها، وطمسها وتزوير تاريخها وهويتها، وتحويل بعضها إلى "مسارات ومتاحف وحدائق توراتية".
وتعد القدس من أكثر المدن الفلسطينية التي تعرضت لتدمير ممنهج للآثار التاريخية، نظرًا لأن المشروع الصهيوني يًركز على تلك المدينة، وقضية "الهيكل" المزعوم.
تراث عريق
الباحث المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب يقول إن الجمعيات الاستيطانية أقامت الخيم وبيوت الشعر عند المدخل الشمالي لبلدة سلوان باتجاه باب الأسباط، وعلى بعد أمتار من السور الشرقي للمسجد الأقصى قرب باب الرحمة.
ويوضح أبو دياب، في حديث خاص لوكالة "صفا"، أن الاحتلال تعمد وضع مقاعد خشبية وموجودات أثرية عربية قديمة، وتقديم وجبات طعام في تلك الخيم، تُحاكي فترات سابقة لأجل تزوير التاريخ العربي الفلسطيني العريق، وترويج روايات مضللة.
ولم تكتف الجمعيات الاستيطانية بذلك، بل وضعت منتوجات وأواني فخارية ونحاسية كُتب عليها نقوش ورموز عبرية تُحاكي حضارات تاريخية سابقة، بغية تزييف الموروث العربي والحضاري والثقافي.
ويشير إلى أن الجلسات وضعت قرب الأماكن الأثرية التي تعود للفترة الكنعانية، وقرب "القبور الوهمية"، ومدخل "الحدائق التوراتية" المحيطة بالمسجد الأقصى.
هذه الجلسات- وفق الباحث المقدسي- تُحاكي فترات وأزمنة يهودية قديمة للادعاء بأنها كانت موجودة قبل 3 آلاف عام، أي فترة وجود "الهيكل" المزعوم.
ويضيف أن "هذه الممارسات تشكل نوعًا من سرقة التاريخ والتراث العربي، وشطب الهوية واستبدالها بهوية مزيفة تتلاءم مع روايات الاحتلال التلمودية عن المنطقة".
ورغم فشل الاحتلال في العثور على أي موجودات أثرية عبرية في القدس، باعتراف العديد من علماء الآثار الإسرائيليين، إلا أنه ما زال يسعى للبحث عن حقائق يستند عليها من أجل نفي أحقية الفلسطينيين ووجودهم في أرضهم، وخلق الرواية التلمودية والادعاء بوجودها.
طمس وتزييف
ويوضح أبو دياب أن الاحتلال وجمعياته الاستيطانية يحاولون بهذه السياسة، مسح الهوية العربية والمقدسية، بعدما استولوا على الأرض الفلسطينية".
ويعمل الاحتلال على تجيير التاريخ لصالح "إثبات وجود حضارة يهودية في المنطقة المحيطة بالأقصى، بعدما فشل في العثور على دليل أو أثر يُثبت أن لليهود جذورًا تاريخية في تلك المنطقة".
ويبين أن هذه الخيم تهدف لجلب مزيد من المستوطنين إلى محيط الأقصى، وخاصة في الفترات التي تسبق الأعياد اليهودية المقبلة، بهدف تكثيف تواجدهم، وتنفيذ الاقتحامات التي ستقودها "جماعات الهيكل" المزعوم، فضلًا عن غسل أدمغة الزوار والسياح.
ويضيف "لا ماضي ولا تاريخ ولا حضارة لهؤلاء اليهود، لذلك يستولون على تاريخنا وحضارتنا وموروثنا لإثبات وجودهم، في المدينة المقدسة، ولاسيما في محيط الأقصى والبلدة القديمة".
ولجأ الاحتلال- كما يقول أبو دياب، إلى "إقامة المتاحف المفتوحة في الهواء الطلق، كي يشعر السائح والزائر للمدينة المحتلة كأنه يعيش أجواءً تراثية طبيعية، بدلًا من المتاحف المغلقة، وحتى يثبت أن هذا التاريخ والموروث الشعبي يعود له".
ويؤكد أن هذا يشكل جزءًا من مشاريع التهويد التي يعمل الاحتلال على تنفيذها في محيط الأقصى والبلدة القديمة، بهدف خنق المسجد، وتزييف التاريخ وطمس الهوية والمعالم، كي تتلاءم مع أحقية اليهود في المنطقة.
ويشدد على أن الاحتلال يسعى لطمس كل شيء في محيط المسجد الأقصى، لأجل محاربة الوجود العربي والفلسطيني في المدينة المقدسة، وصياغة تاريخ عبري موهوم لا يمت للحقيقة والواقع بصلة.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: المسجد الأقصى عدوان إسرائيلي مدينة القدس الأقصى تهويد
إقرأ أيضاً:
نشطاء يتساءلون عن أسباب حرائق القدس ويخشون خططا إسرائيلية
وألغت إسرائيل جميع فعاليات ومراسم ما يعرف بـ"يوم الاستقلال" (النكبة الفلسطينية) إثر اندلاع حرائق هائلة في تلال القدس.
وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس حالة "الطوارئ الوطنية"، وهي الدرجة القصوى من الخطورة في إسرائيل، في حين وجّه أوامر إلى جيش الاحتلال بنشر قواته ووحداته لدعم طواقم الإطفاء في مواجهة الحرائق المنتشرة.
وتداول مغردون فيديوهات كثيرة للحرائق توثق ارتفاع ألسنة اللهب عاليا، في حين تغطي فيه سحب الدخان الأجواء ويهرب الناس من السيارات والمنازل وتحاصر النيران قواعد وثكنات عسكرية.
وكانت الحرائق قد اندلعت في تلال القدس الواقعة غرب المدينة، وتحديدا في غابة إشتاؤول، وانتشرت سريعا بسبب الرياح العاصفة وارتفاع درجات الحرارة، واتسعت رقعتها لتطال أكثر من 100 موقع في جبال القدس على مساحة تجاوزت 24 ألف دونم.
وحذرت السلطات من وصول الحرائق إلى مدينة القدس، إذ تبعد أقرب نقطة محترقة عنها أقل من 13 كيلومترا، مما دفع الحكومة الإسرائيلية إلى طلب المساعدة من بعض الدول الأوروبية.
وأصيب في هذه الحرائق الضخمة عشرات الإسرائيليين، معظمهم بسبب الاختناق من الدخان، في وقت أجلت فيه السلطات أكثر من 10 آلاف إسرائيلي من 13 مستوطنة تقع بين القدس وتل أبيب.
إعلانوأغلقت النيران عددا من الطرق الرئيسية في المنطقة، أهمها الطريقان السريعان الواصلان بين القدس وتل أبيب، كما توقفت حركة القطارات في عدد من الخطوط الرئيسية بين المدن الإسرائيلية.
ويشارك حاليا في عمليات إخماد الحرائق أكثر من 160 طاقم إطفاء من الدفاع المدني، بالإضافة إلى آليات ومعدات عسكرية تابعة للجيش، وكذلك 20 طائرة إطفاء، 12 منها إسرائيلية، و8 طائرات جاءت للمساعدة من إسبانيا وفرنسا وإيطاليا وكرواتيا.
تفاعل كبيرورصد برنامج "شبكات" -في حلقته بتاريخ (2025/5/1)- تعليقات كثيرة على مواقع التواصل بشأن الحرائق الهائلة التي تضرب إسرائيل.
وفي هذا الإطار، قال حمد المعمري في تغريدته "هذا غضب الله على الصهاينة، أرسل عليهم ريحا عاتية ونارا وجنودا من جنوده استجابة لدعوة المظلومين".
وسار بلال في الاتجاه ذاته قائلا "إسرائيل تعتقد ألن يقدر عليها أحد، خاصة بالدعم الأميركي المطلق، لكن لا يعلم جنود ربك إلا هو".
أما يوسف الدموكي فقال في تغريدته "حين تحترق الأرض بمن عليها فإنهم لا يتركون ديارهم ويرحلون، بل يتركون (ديارنا) ويرحلون".
واستحضرت نور يوسف المجازر الدموية المستمرة في قطاع غزة، إذ قالت "يجب ألا ننسى هذه الحرائق لم تشغل الصهاينة عن استكمال قصفهم أهل غزة ولو لدقيقة واحدة، لم تتوقف الإبادة".
بدوره، أعرب حسن نايف عن مخاوفه من خطط إسرائيلية لحرق المسجد الأقصى بذريعة اتساع رقعة الحرائق المندلعة.
وقال "أخشى أن تكون خطة صهيونية لحرق الأقصى والتغطية على جريمتهم وإخلائه بحجة أحرقته نيران الطبيعة، فلا نستبعد مكر الصهاينة".
تصريحات وتحركاتووجّه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاتهام إلى الفلسطينيين بأن الحرائق أضرمت بفعلهم، وذلك على هامش لقائه بقيادات أمنية رفيعة المستوى لبحث جهود إخماد الحرائق.
وطالب نتنياهو بالعمل على إلقاء القبض على مضرمي الحرائق في أسرع وقت ممكن، وكذلك منع أعمال النهب واستخدام كل الوسائل المتاحة.
إعلانواعتقلت الشرطة الإسرائيلية 3 أشخاص قالت إنهم يشتبه في صلتهم بالحرائق، وانضم جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) إلى التحقيقات بسبب شبهات بأن الحرائق مفتعلة.
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن تكلفة إعادة الإعمار بعد الحرائق الضخمة في إسرائيل قد تصل إلى أكثر من مليار شيكل إسرائيلي، أي ما يعادل مئات الملايين من الدولارات.
1/5/2025