سام برس:
2025-05-15@00:42:29 GMT

اخلاقنا المفقودة !!

تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT

اخلاقنا المفقودة !!

بقلم/ يحيى يحيى السريحي
ذوبان المبادئ والقيم والاخلاق وانصهار الفضيلة في بوتقة المال يجرد الإنسان من ثوب العفة والعفاف ويفقده قيمته ، ويبقى الإنسان مجرد مسخ بشري مقرف نتن لا يطاق النظر أليه أو الاقتراب منه ، هذا هو حال بعض الناس اليوم في بعض المجتمعات العربية والاسلامية ومنها المجتمع اليمني ، وتحول أولئك  اللاأخلاقي وعيشهم في مستنقع الانحطاط والدونية والرذيلة سببه البيئة السيئة التي ترعرع أولئك الناس فيها منذ النشئ وهو سبب داخلي ، وهناك سبب خارجي يتعلل به ضعاف النفوس وهي الحروب التي تنشأ في مجتمعاتهم سواء كانت حربا داخلية أو خارجية ، والإنسان قد خلق على فطرة الاخلاق بصرف النظر عن الدين والجنس واللون ، حتى في العصر الجاهلي كان العرب في ذلك الزمان على خلق يقول رسولنا الأعظم :

انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق " ، وتقول السيدة «عائشة» أم المؤمنين – رضي الله عنها – حينما سئلت عن أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم قالت : كان خلقه القرآن ، ويقول الله عز وجل واصفا نبيه الكريم محمد خاتم الانبياء والمرسلين وأحب الخلق الى الله اجمعين : 

﴿وَإِنَّكَ لَعَلىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ (سورة القلم الآية: 4) ، وبالرغم ان العرب والمسلمين في القرن الحادي والعشرين يعيشون عصر النهضة والثورة العلمية والفكرية والمعلوماتية والذكاء الاصطناعي إلا أنهم يعيشون العصور الحجرية الاولى لا عصر الجاهلية الأولى من الناحية الاخلاقية والقيمية ؟!

فآيات القرآن الكريم  ٦٢٣٦ آية ، وآيات العبادات في القرآن لا تزيد عن ١٣٠ آية فقط أي بنسبة ٢٪؜ من القرآن ، في حين أن آيات الأخلاق ١٥٠٤ آية ، أي ما نسبته ٢٤٪؜ من القرآن تقريبا أو ربع القرآن ، ومع ذلك ركز عدد كبير من المسلمين على العبادات سيما الدعاة وتركوا الجزء الأكبر من القرآن الكريم والعمل به والمتمثل في المعاملات وحُسن الخلق !! قال إبن القيّم الجوزية :

الدين كله خُلق ، فمن فاقَك في الخلق ،   فاقَك في الدّين .

. وما يوجع القلب أن نكتشف من ضنناه موسى إذا به فرعون ، وهامان ، وطاغوت من طواغيت الشر ، بل قد يكون ابليس بجانبه ضعيف هزيل مسكين لا يقارن بذلك المتلون الإنسي ؟! والانهيار الاخلاقي بات الصورة النمطية التي يتمتع بها بعض المسلمين اليوم ( وبعض هنا كثير ) في اغلب المجتمعات العربية والاسلامية .

فالسلوكيات للافراد وتعامل المسلمين مع بعضهم البعض في الاسرة الواحدة والمجتمع الواحد القائم على الكذب ، والغش ، والسب ، وهتك العرض ، والتطاول بالقذف والاستنقاص والحط من قدر الاخرين ، والتبرم في وجه الآخرين ، والتعالي والاستكبار بالمنصب والجاه والسلطان والمال ، واحتقار الضعيف والمسكين ، والانتهازية والاستغلال ، وأكل حقوق الناس.

والتخلق بخلق الشوارع والملقطين والغوغائيين ، كل تلك السلوكيات وغيرها أفقد المسلمين القيمة الحقيقية للإسلام وعكس صورة سلبية عن الاسلام فوظف اعداء الاسلام ذلك لخدمتهم وديانتهم الأخرى ، وصارت المجتمعات الاسلامية أو البعض منها تعاني التفكك ، والتشرذم ، والتمزق ، ولم يعد المسلمين كما قال عنهم الحبيب محمد ﷺ: ) مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى )..

فالغالب غياب المودة والرحمة والشفقة من قلوب وأفئدة المؤمنين ، ولم يبقى في قلوب المؤمنين سوى التلذذ بمعاناة الناس ، والشماتة بأحوالهم والاحتقار والتحقير منهم !! فحينما تخلى أولئك عن أخلاقهم فقدوا أنسانيتهم ، ومن فقد أنسانيته لا عزا عليه ، ولا أمل فيه ، ولا خير يعول عليه .

يقول أمير الشعراء أحمد شوقي :

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت      فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
صلاح أمرك للأخلاق مرجعه فقوم النفس بالأخلاق تستقم
إذا أصيب القوم في أخلاقهم فأقم عليهم مأتما وعويلا .

المصدر: سام برس

إقرأ أيضاً:

خالد الجندي: هذه التصرفات في واقعنا المعاصر من أخلاق الجاهلية

قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن المؤمن الحقيقي لا يتأثر بشر من حوله، بل يجب أن يكون هو المؤثر لا المتأثر، مؤكداً أن الطيبة والأخلاق لا ينبغي أن تتغير بسبب ردود أفعال الآخرين السلبية.

وأوضح عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الثلاثاء: "إذا كان الذين من حولك لا يتأثرون بطيبتك وأخلاقك، فإياك أن تتأثر بشرّهم، لا تدع أحدًا يغيرك للأسوأ، ثق أن الذين لا تعجبهم تصرفاتك النبيلة، يحترمونك رغمًا عنهم، وحتى لو أبدوا لك عكس ذلك".

وأضاف: "أما الحِدة اللي بتطلع منهم لما أنت تكلّمهم وتتحامل، فهي لأنك بطيبتك وأخلاقك تذكّرهم دومًا بمدى سوئهم، ومدى انحطاطهم، ومدى سوء أخلاقهم، واللي تفعل معاهم الشر – لا قدر الله – عشان تجاريهم، يقول لك: (أنا ماشي أعمى على العِيمه!)، يعني اللي تفعل الشر معهم هم دول اللي يرافقوك، لكن صدقني لا يحترمونك".

وتابع الجندي: "ده درس مهم جدًا: المؤمن يؤثر ولا يتأثر، يغير ولا يتغير،  الإمام الشافعي رضي الله عنه قال:
وكن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعًا
تُرمى بحجر فتلقي أطيب الثمرِ
وقال رضي الله عنه أيضًا:
يخاطبني السفيه بكل قبحٍ
فأكره أن أكون له مجيبًا
يزيد سفاهةً فأزيد حلمًا
كعودٍ زاده الإحراق طيبًا".

حكم الحج عن المريض الذي لا يثبت على وسائل الانتقال.. الإفتاء تجيبحكم تسوية الصف في الصلاة للجالس على الكرسي.. دار الإفتاء توضح

وأشار إلى أن صفة عدم التأثر بالسفهاء من علامات عباد الرحمن، فقال: "المولى بيقول كده: (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا).. يعني ما ينزلوش لمستواهم، ما يردوش بنفس الرد، لا.. بيقولوا سلامًا".

وأكمل الجندي: "أيام الجاهلية، الشاعر كان يقول:
ألا يجهلن أحدٌ علينا
فنجهلَ فوق جهلِ الجاهلينا
ليه؟ لأنه كان زمن الجهل الحقيقي، بس مش الجهل اللي هو عدم المعرفة والقراءة، لا.. الجاهلية معناها زمن الغباء، والاعتداء، والغشومية، وعدم التروي، وعدم الحِلم، والحدة، والعصبية".

وواصل: "أنا عاوز أقول لكم معلومة يمكن بعض الناس ما يعرفوهاش: أبو جهل، اسمه مش معناه إنه ما كانش بيعرف يقرأ ويكتب، لا... اتسمى كده لأنه كان غشيم، عصبي، عنده حِدة، ودي صفات بيحبها بعض الناس النهارده ويقول لك: (أنا عيبي إني عصبي!) يا ابني دي مش ميزة، ده من أخلاق الجاهلية".


وتابع: "سيدنا أبو ذر، لما حصل منه تطاول على سيدنا بلال، النبي صلى الله عليه وسلم قال له كلمة خطيرة جدًا: (إنك امرؤ فيك جاهلية)، يعني الحِدة دي، الغلظة دي، ده مش سلوك مؤمن، دي بقايا جاهلية".

وأشار إلى ما نعيشه في الواقع المعاصر، فقال: "تعالوا نبص حوالينا دلوقتي، لأجل خلاف فكري أو سياسي، الناس بتكفر بعض، وبتستحل دم بعض.. ده عشان أنت مختلف معايا في الرأي، أنا عاوز أحبسك! أو أدخلك السجن! وصلنا لمستوى مخزي".

وأكد أن الجاهلية في هذا العصر لا تتعلق بالعلم بل بالأخلاق والسلوك، قائلاً: "الجاهلية دي بتيجي من إيه؟ من عدم تحمّل الرأي الآخر، من رفض ثقافة الاختلاف.. حتى في تيشيرت كورة، مجرد لون فريق مختلف، يخلي الناس تتعصب، وتبقى عاوزة تزول الفريق التاني من على وش الأرض.. مش تهزمه في مباراة! لا، ده كارثة حقيقية".


وتابع: "احذر من أن تكون فيك جاهلية، وتعامل مع الآخرين بحلم ورحمة، فالدين ليس فقط شعائر، بل سلوك وأدب وأخلاق".
 

طباعة شارك الشيخ خالد الجندي خالد الجندي التصرفات أخلاق الجاهلية

مقالات مشابهة

  • أمير المؤمنين يوجه رسالة سامية إلى الحجاج المغاربة برسم موسم الحج لسنة1446 هجرية
  • من هم «أولو الأمر»؟ .. دار الإفتاء تُوضّح مدلول الآية الكريمة من سورة النساء
  • مدارس الرواد العالمية تحتفي بخاتمات ومجازات القرآن الكريم في حفل روحاني مميز.. صور
  • القراءة.. نهضة العقول وتقدم الشعوب
  • خالد الجندي: هذه التصرفات في واقعنا المعاصر من أخلاق الجاهلية
  • حكم من يصلي في الركعة الأولى بسورة الناس.. أمين الفتوى يوضح
  • ماذا كان يقول الرسول الكريم قبل الخلود إلى النوم؟
  • تكريم الفائزين في مسابقة القرآن الكريم بأدم
  • ما هو يوم الحج الذي أوجب الله عليه الناس؟ تعرف عليه
  • مراكش.. مجمع الملك فهد يبرز جهود المملكة في خدمة القرآن الكريم