لندن ترد على رفض بوتين تجديد اتفاق الحبوب باستضافة قمة عالمية للأمن الغذائي
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
أعلنت الحكومة البريطانية، السبت، أن لندن ستستضيف قمة عالمية للأمن الغذائي في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، ردًا على اختيار بوتين عدم تجديد صفقة الحبوب مع أوكرانيا، والتي سمحت لسفن الشحن بنقل الحبوب من موانئ البحر الأسود.
وأعلنت الحكومة البريطانية أن الأجهزة العسكرية والأمنية البريطانية ستراقب البحر الأسود في محاولة لردع روسيا عن مهاجمة سفن الشحن التي تنقل الحبوب من أوكرانيا إلى البلدان النامية.
يذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد أنه لن يعيد إحياء الاتفاق المدعوم من الأمم المتحدة والذي خفف حدة أسعار الغذاء العالمية من خلال السماح لأوكرانيا بشحن حبوبها عبر البحر الأسود، ما لم تُرفع العقبات التي تعترض الصادرات الزراعية الروسية.
جاء رد بوتين بعد اجتماع استمر ثلاث ساعات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في منتجع سوتشي الروسي، الاثنين الماضي.
ونقلت وكالة الأناضول، الثلاثاء، عن أردوغان قوله للصحافيين على متن الطائرة، لدى عودته من روسيا، إن بلاده على اتصال وثيق مع الأمم المتحدة بشأن مبادرة إحياء اتفاق الحبوب وإنه سيناقشها مع الأمين العام للمنظمة أنطونيو غوتيريش على هامش أعمال الجمعية العامة التي تعقد هذا الشهر.
وقال إن لدى موسكو طلبين في ما يتعلق بمبادرة الحبوب، الأول يتمثل في ربط البنك الزراعي الروسي بنظام سويفت للمدفوعات الدولي، والثاني تأمين السفن المستخدمة بالنقل.
وأضاف أن موسكو تقدم هذين المطلبين بوصفهما "ضروريين" لإعادة إحياء الاتفاق وأن بوتين أخبره بأنه لن يتخذ أي خطوات حتى "توفي أوروبا بالوعود التي قطعتها لي"، معربا عن اعتقاده بإمكانية التوصل إلى حل قريباً.
للإشارة فإن اتفاقية الحبوب وُقّعت بإسطنبول في يوليو/ تموز 2022، بين روسيا وأوكرانيا بوساطة تركيا والأمم المتحدة، للمساعدة في معالجة أزمة الغذاء العالمية التي تفاقمت منذ بدء الحرب الروسية في فبراير/ شباط 2022.
ومددت الاتفاقية 3 مرات، حيث سهلت نقل أطنان من الحبوب والمواد الغذائية في إطار محاولات معالجة أزمة الغذاء العالمية التي تصاعدت إلى مستويات قياسية بعد شن موسكو عملياتها العسكرية.
وتعد روسيا وأوكرانيا الموردين الرئيسيين للقمح والشعير وزيت عباد الشمس وغيرها من المنتجات الغذائية ذات الأسعار المعقولة التي تعتمد عليها الدول النامية.
على صعيد آخر انتقد رئيس الوزراء البريطاني ريتشي سوناك الذي يزور العاصمة الهندية نيودلهي للمشاركة في اجتماعات قمة مجموعة العشرين، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لرفضه حضور القمة وإرساله لوزير خارجيتها سيرغي لافروف إلى نيودلهي في غيابه.
وقال سوناك في تصريحات صحفية نقلتها صحيفة "الإندبندنت" البريطانية: إن الزعيم الروسي يتجنب المواجهة لأنه "لا يريد أن يتحمل المسؤولية"، مضيفا أن غيابه "يظهر عزلته في المجتمع العالمي".
يذكر أن الرئيس الصيني شي جين بينغ أيضا اختار عدم السفر إلى الهند، حيث يمثل رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ، بكين في القمة.
وحول أجندة سوناك خلال زيارته إلى الهند، ذكرت صحيفة "الإندبندنت"، أنه من المرجح أن يتحدث سوناك ونظيره الهندي ناريندرا مودي عن اتفاقية التجارة الحرة (FTA) - على الرغم من أن رئاسة الحكومة البريطانية قللت من احتمال التوصل إلى اتفاق في أي وقت قريب.
ويرفض رئيس الوزراء البريطاني تقديم المزيد من تأشيرات العمل والطلاب من أجل تسريع صفقة ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لكن مسألة تأشيرات الشركات مطروحة على الطاولة.
وأصر متحدث رسمي باسم رئيس الوزراء البريطاني على أن أي اتفاق مع الهند سيركز على "التجارة والأعمال"، مضيفا: "لا توجد خطط لتغيير سياسة الهجرة لدينا لتحقيق اتفاقية التجارة الحرة".
وأضاف: "الجانب الوحيد من حركة الأشخاص الذين تغطيهم اتفاقية التجارة الحرة هو تنقل رجال الأعمال، أي الحركة المؤقتة لرجال الأعمال لأغراض محددة".
وبدا أن وزير الخارجية جيمس كليفرلي قلل من المخاوف من أن صفقة التجارة الحرة المحتملة قد تنطوي على قيام المملكة المتحدة بتسليم المزيد من تأشيرات الطلاب.
وقال: "علينا أن نفهم أن الصفقات التجارية هي صفقات تجارية، وليست صفقات سفر. لدينا بالفعل علاقة جيدة جدًا مع الهند عندما يتعلق الأمر بالطلاب. أعداد الطلاب من الهند آخذة في الارتفاع، ولكن أيضًا لقد تم رفع طلبات التأشيرة في نظام التأشيرات الحالي لدينا."
وتنطلق السبت بالهند فعاليات قمة مجموعة العشرين التي تستمر يومين، تحت شعار "أرض واحدة.. عائلة واحدة.. مستقبل واحد".
ومن المتوقع أن تناقش القمة حزمة قضايا عالمية ملحة، في ظل شكوك بشأن وحدة الكتلة حول ملفات خلافية، بينها الحرب الروسية الأوكرانية وتغير المناخ.
ومجموعة العشرين منتدى حكومي دولي يهتم في المقام الأول بالقضايا الاقتصادية، ويضم أكبر عشرين اقتصادا على مستوى العالم، وفي عضويته 19 دولة والاتحاد الأوروبي.
والدول الأعضاء هي: تركيا والأرجنتين وأستراليا والبرازيل وكندا والصين وفرنسا وألمانيا والهند وإندونيسيا وإيطاليا واليابان وكوريا الجنوبية والمكسيك وروسيا والسعودية وجنوب إفريقيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية صفقة الحبوب روسيا بريطانيا بريطانيا روسيا صفقة حبوب موقف سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التجارة الحرة
إقرأ أيضاً:
بحضور رئيس الدولة.. تحالف شركات تكنولوجيا عالمية يطلق مشروع «ستارجيت الإمارات»
بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أعلنت مجموعة من الشركات المتخصصة في مجال التكنولوجيا ضمت شركة «جي 42» و«أوبن إيه آي» و«أوراكل» و«نفيديا» و«مجموعة سوفت بنك» و«سيسكو»، إطلاقها مشروع «ستارجيت الإمارات»، وذلك في خطوة تاريخية نحو تعزيز الذكاء الاصطناعي، وتعميق التعاون الدولي.
يعد المشروع تجمعاً حوسبياً متطوراً للبنية التحتية للذكاء الاصطناعي بسعة قدرها 1 جيجاوات، سيُقام في مقر مجمع الذكاء الاصطناعي الإماراتي - الأميركي الجديد في أبوظبي بسعة تصل إلى 5 جيجاوات.
حضر مراسم إطلاق المشروع، سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، وسمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم إمارة أبوظبي، رئيس مجلس إدارة مجلس الذكاء الاصطناعي، وعدد من كبار المسؤولين.
ويتولى بناء «ستارجيت الإمارات» شركة جي 42، بينما تتولى شركتا «أوبن إيه آي» و«أوراكل» إدارة تشغيله، فيما تشارك شركة «سيسكو» بتوفير أنظمة الأمان ذات الثقة الصفرية وبنية الاتصال الداعمة للذكاء الاصطناعي، إضافة إلى مجموعة «سوفت بنك»، وشركة «نفيديا» التي ستزود المشروع بأحدث أنظمتها من طراز «غريس بلاكوويل جي بي 300».
ويهدف المشروع إلى توفير بنية تحتية متطورة وقدرات حوسبة على مستوى الدولة، مع تقليل زمن معالجة البيانات لضمان تقديم حلول ذكاء اصطناعي، تلبي متطلبات عالم يشهد نمواً متزايداً في هذا المجال، ومن المتوقع بدء تشغيل أول تجمع حوسبي بقدرة 200 ميغاوات في عام 2026. ويؤسس مشروع «ستارجيت الإمارات» قاعدة متينة للذكاء الاصطناعي القابل للتوسع والموثوق به، وسيسرع من وتيرة الاكتشافات العلمية، ويدفع عجلة الابتكار عبر قطاعات متعددة تشمل الرعاية الصحية والطاقة والمالية والنقل، مما يساهم في تعزيز النمو الاقتصادي المستقبلي والتنمية الوطنية.
كان قد أُعلن خلال الأسبوع الماضي في أبوظبي إنشاء مقر مجمع الذكاء الاصطناعي الإماراتي - الأميركي الجديد الذي سيحتضن مشروع «ستارجيت الإمارات»، وذلك بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وفخامة دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأميركية.
ويأتي المشروع في إطار شراكة جديدة أطلقتها حكومتا دولة الإمارات والولايات المتحدة تحت اسم «شراكة تسريع الذكاء الاصطناعي بين الولايات المتحدة ودولة الإمارات»، والتي تهدف إلى تعزيز التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة لتطوير ذكاء اصطناعي آمن وموثوق ومسؤول يعود بفوائد طويلة الأمد على الإنسانية.
وضمن هذا الإطار، ستقوم الجهات الإماراتية بتوسيع استثماراتها في البنية التحتية الرقمية داخل الولايات المتحدة، من خلال مشاريع مثل «ستارجيت الولايات المتحدة»، تماشياً مع سياسة «أميركا أولاً للاستثمار» التي تم الإعلان عنها مؤخراً.
ويمتد مقر مجمع الذكاء الاصطناعي الإماراتي - الأميركي الجديد على مساحة 10 أميال مربعة، مما يجعله أكبر منشأة من نوعها خارج الولايات المتحدة، وسيزوّد المجمع مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي وموارد الحوسبة الإقليمية بقدرة تصل إلى 5 جيجاوات، وسيتم تشغيل المنشأة باستخدام الطاقة النووية والطاقة الشمسية والغاز الطبيعي لتقليل الانبعاثات الكربونية، وسيضم المجمع متنزهاً علمياً يهدف إلى تعزيز الابتكار وتطوير المواهب، وبناء بنية تحتية مستدامة للحوسبة.
وقال بنغ شياو، الرئيس التنفيذي لمجموعة «جي 42»: «يعدّ إطلاق مشروع ستارجيت الإمارات خطوة مهمة في الشراكة بين دولة الإمارات والولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي، وبصفتنا شريكاً مؤسساً، نفخر بالعمل إلى جانب مؤسسات تشاركنا إيماننا بالابتكار المسؤول والتقدم العالمي البنّاء، وتهدف هذه المبادرة إلى بناء جسر يرتكز على الثقة والطموح، يعزز نقل فوائد الذكاء الاصطناعي إلى الاقتصادات والمجتمعات والأفراد في مختلف أنحاء العالم».
وأكد سام ألتمان، المؤسس المشارك، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، أهمية تأسيس أول مشروع ستارجيت في العالم خارج الولايات المتحدة في دولة الإمارات.
وقال: «نحن نحول رؤية جريئة إلى واقع ملموس، ويعدّ هذا أول إنجاز في مبادرة (أوبن إيه آي) للدول التي تركز على التعاون مع الحلفاء والشركاء لبناء بنية تحتية للذكاء الاصطناعي حول العالم، وتضمن هذه الخطوة ظهور بعض من أهم الابتكارات في هذا العصر - مثل الأدوية الأكثر أماناً والتعليم المخصص والطاقة الحديثة - من مزيد من الدول لتعود بالنفع على البشرية».
وأوضح لاري إليسون، المدير التنفيذي للتكنولوجيا، رئيس شركة «أوراكل»، أن مشروع ستارجيت يجمع بين السحابة المُحسّنة للذكاء الاصطناعي التابعة لشركة «أوراكل» وبين البنية التحتية المملوكة للدولة، وتتيح هذه المنصة الفريدة من نوعها في العالم لكل جهة حكومية ومؤسسة تجارية في الإمارات ربط بياناتها بأحدث وأكفأ نماذج الذكاء الاصطناعي عالمياً، ويُعد هذا الإطلاق علامة فارقة تُرسّخ معياراً جديداً للسيادة الرقمية، ويبرز كيف يمكن للدول تسخير أهم التقنيات في تاريخ البشرية.
وقال جينسن هوانغ، مؤسس، رئيس شركة «إنفيديا» إن الذكاء الاصطناعي يعد المحرك الرئيس للتحوّل في عصرنا، ومن خلال مشروع ستارجيت الإمارات، نقوم ببناء البنية التحتية للذكاء الاصطناعي التي تدعم رؤية الدولة الجريئة لتمكين شعبها، وتنمية اقتصادها، وبناء مستقبلها.
من ناحيته، قال ماسايوشي سون، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة (سوفت بنك): «عندما أطلقنا مشروع ستارجيت في الولايات المتحدة بالتعاون مع شركتي (أوبن إيه آي) و(أوراكل)، كان هدفنا بناء محرك للثورة المعلوماتية القادمة والآن، تصبح الإمارات أول دولة خارج أميركا تعتمد هذه المنصة السيادية للذكاء الاصطناعي، مما يؤكد الطابع العالمي لهذه الرؤية، وتفخر مجموعة (سوفت بنك) بدعم القفزة النوعية التي تقوم بها دولة الإمارات نحو المستقبل، فالاستثمارات الجريئة والشراكات الموثوقة والطموح الوطني، كلها عوامل قادرة على خلق عالم أكثر ترابطاً وسعادة وتمكيناً».
وعبَّر تشاك روبينز، رئيس مجلس الإدارة، الرئيس التنفيذي لشركة «سيسكو»، عن فخر شركة سيسكو بانضمامها إلى مشروع ستارجيت الإمارات لتعزيز الابتكار الرائد في مجال الذكاء الاصطناعي في الإمارات وحول العالم. وقال إنه من خلال دمج بنيتنا التحتية الشبكية الآمنة والمحسّنة للذكاء الاصطناعي في هذا التوسع العالمي، نبني شبكات ذكية وآمنة وموفرة للطاقة، تترجم الذكاء الاصطناعي إلى أثر ملموس على المستوى العالمي.