متى نعيد الاحتفال بعيد الفلاح؟!
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
اليوم السبت التاسع من سبتمبر هو يوم الاحتفال بعيد الفلاح المصرى، لقد تقرر الاحتفال بهذا اليوم بمناسبة صدور قانون الإصلاح الزراعى عام 1952م الذى حدد الملكيات الزراعية، ومن ثم أخذ الفلاح المصرى حقه فى تملك الأرض الزراعية التى يفلحها ويرويها بعرقه ويسهر على رعايتها وتحسين جودة إنتاجها!
إن الفلاح المصرى هو رمز الصفاء والنماء فى مصر وهو سر بقائها وقوتها، إنه يمتهن مهنة أبينا آدم عليه السلام، هو الذى يقدم لنا كل يوم ما نأكله وما نتغذى عليه ولولاه ما كانت زراعة ولا صناعة، ولظلت الأرض قاحلة لا زرع فيها ولا خضرة، لا شجر فيها ولا رعى!
لقد كان للفلاح بمصر مكانته السامية منذ بدء الحضارة الإنسانية على يديه فى هذه البقعة التى ولدت فيها الحضارة والمدنية، لقد كان ينظر إليه كسيد، وكم من نقوش ورسوم ونصوص على جدران المعابد وثقت حياته الثرية وأعماله الخالدة وخاصة فى مجال الزراعة وصيد الأسماك والرعى وتربية الماشية.
وحينما قامت ثورة يوليو 1952م أصدرت ذلك القانون العادل بعودة الأرض إلى ملكية الفلاح الذى يزرعها وأسست له الجمعيات الزراعية وساعدته بالمهندسين والمرشدين الزراعيين، وكم كان فلاحو مصر فى ذلك الوقت سعداء باستعادة كرامتهم الإنسانية وتاهوا فخراً بزعيم الثورة جمال عبدالناصر وهو يصيح فيهم «ارفع رأسك يا أخى لقد مضى عهد الاستعباد»!
لقد كانت تلك أولى خطوات تمتع الفلاحين المصريين بحقوق المواطنة الحقيقية فى بلدهم بعدما حرموا منها طويلاً، وتلتها خطوات أخرى كثيرة فأصبح لأبناء الفلاحين والعمال الحق فى التعليم المجانى والحصول على الخدمات الصحية المجانية.. الخ، كما حصلوا على حق المشاركة السياسية بتمثيل وصل إلى خمسين فى المائة فى عضوية مجلس النواب، وكذلك فى المجالس المحلية والشعبية. أما الآن فقد فرضت التطورات الاجتماعية والسياسية تعديلات كثيرة حيث انتفت هذه التمييزات الطبقية القديمة وتمتع الجميع بالمساواة أمام القانون فى كل شىء. لكن السؤال الآن هو: ألا يزال الفلاح المصرى يتمتع بمكانته التى مكنته منها ثورة 1952م؟! وما مدى ما يشعر به من رضا وسعادة واستقرار حالياً؟!
الحقيقة التى ينبغى أن نعترف بها هى أنه رغم كل المبادرات الطيبة التى تطلقها الدولة حالياً وعلى رأسها «حياة كريمة»، وبعض المبادرات الخاصة بالصحة والعلاج وبالتسعير العادل للمنتجات الزراعية وتسويقها للدولة أو من خلالها، فإن الفلاح لا يحس بالأمان والاستقرار ولا يشعر بأنه يأخذ حقوقه العادلة مقارنة بفئات كثيرة فى الدولة! كما يئن تحت وطأة استغلال التجار وغلاء الأسعار وفروق السعر الهائلة التى يفرضونها على منتجه الأصلى دون وجه حق! كما يشكو الفلاح المصرى من عدم الاهتمام به وبمشكلاته؛ فلا نقابة جيدة تحميه وتمثله وترفع صوته إلى المسئولين، ولا نظرة رضا وتشجيع تصل إليه من كبار المسؤولين فى الدولة رغم احتفائهم صباح مساء بفئات هامشية لا قيمة إنتاجية لها مثل الفنانين واللاعبين..الخ..
ولعلى أدعو كما دعوت إلى ذلك فى سنوات سابقة إلى إعادة الاحتفال الرسمى بعيد الفلاح كى يكون مناسبة جيدة كل عام لتكريم أكثر الفلاحين إنتاجية وإتقاناً وإبداعاً فى زراعاته وفرصة للفت الانتباه إلى أهمية الفلاح فى حياتنا، خاصة أن اسمه هو رمز الإتقان والنجاح! فهل وصلت الرسالة أم سنعيد التذكير بها كل عام دون جدوى؟!
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: بعيد الفلاح صدور قانون
إقرأ أيضاً:
الهندسة المدنية بدمشق تناقش التقنيات الحديثة بمشاريع البنى التحتية
دمشق-سانا
نظّمت كلية الهندسة المدنية بجامعة دمشق اليوم محاضرة علمية بعنوان: “التصميم المتكامل لشبكات الطرق والبنى التحتية المرتبطة من التخطيط إلى الصيانة المستدامة وفق أفضل الممارسات العالمية”، وذلك ضمن فعاليات مكتب الاستدامة في الكلية، وبحضور عدد من الأكاديميين والمهندسين وطلاب الدراسات العليا.
وقدّم استشاري مشاريع البنية التحتية الحكومية والمدن الذكية المهندس محمد الفلاح، أهم التطبيقات العملية والتقنيات البرمجية الحديثة في هذا المجال، مستنداً إلى تجاربه في المشاريع الكبرى في المنطقة.
وأكد الفلاح أهمية مشاركة المعرفة وتبادل الخبرات مع المؤسسات السورية، معتبراً ذلك “واجباً وطنياً وأخلاقياً”، ومشيراً إلى أن مبادرته لتقديم خبراته تطوعية، ولاقت ترحيباً واسعاً من الكادر الإداري والتدريسي في كلية الهندسة المدنية، التي تخرّج فيها سابقاً.
وأشار الفلاح إلى أن الهدف من المحاضرة هو تقديم خلاصة معرفية قابلة للتطبيق ضمن المشاريع المستقبلية في سوريا، ولا سيما في مرحلة إعادة الإعمار، حيث تلعب كفاءة المهندسين دوراً محورياً في بناء الدولة بعد الأزمات.
كما اقترح أن تكون هذه المحاضرة فاتحةً لسلسلة لقاءات تقنية تُنقل إلكترونياً إلى مختلف الجامعات السورية عبر منصات مثل Zoom، ما يسهم في تجاوز العوائق الجغرافية ونقل الخبرات بمرونة أكبر.
وتضمنت المحاضرة التي أدار النقاش فيها الدكتور محمد هاجم الوادي الأستاذ في قسم هندسة النقل ومواد البناء في الكلية، مجموعة من التوصيات العملية والمقترحات لإطلاق دورات تدريبية متخصصة في مجال شبكات الطرق والبنى التحتية، بالتعاون مع الجامعة أو عبر شراكات مع القطاع الخاص والجهات الدولية، بهدف تأهيل الكوادر الهندسية السورية بما يتناسب مع احتياجات مرحلة إعادة البناء.
يذكر أن كلية الهندسة المدنية افتتحت مكتب الاستدامة في الرابع عشر من شهر أيار الماضي كخطوة رائدة على مستوى الجامعات السورية، بهدف بناء قدرات الطلاب، ودعم البحث العلمي وتعزيز مبادرات الاستدامة البيئية والاجتماعية والاقتصادية، والشراكات بين مختلف القطاعات.
تابعوا أخبار سانا على