نجم أمريكي يشير إلى حروب الولايات المتحدة بعد سؤاله عن غزو أوكرانيا (شاهد)
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مع مقطع فيديو يظهر النجم الأمريكي وودي هارلسون، وهو يتحدث بطريقة غير مباشرة عن الحروب التي خاضتها بلاده، بعد رأيه عن الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقال هارلسون في مقابلة بعد سؤاله عن رأيه في حرب أوكرانيا، إنه من المشين أن تغزو قوة عظمى بجيشها الجبار بلد آخر بدون سبب، مضيفا: وأنا أقصد حرب أفغانستان.
وأظهر الفيديو المتداول النجم الأمريكي وهو يبتسم بعد الانتهاء من إجابته عن السؤال، فيما تعالت أصوات ضحكات الحاضرين، من إشارة الممثل غير المباشرة للحروب التي خاضتها الولايات المتحدة حول العالم.
الممثل الأمريكي "وودي هارلسون" يتحدث عن غزو روسيا لأوكرانيا:
أعتقد أنه من المشين أن تغزو قوة عظمى دولة أخرى، مثل العراق .. عفوًا أفغانستان .. عفوًا فيتنام .. عفوًا كوريا. pic.twitter.com/r0KGYaSvoo
وفي أب/ أغسطس 2021 استعادت حركة طالبان السيطرة على العاصمة الأفغانية كابول عقب حرب استمرت 20 عاما ضد الولايات المتحدة وحلفائها.
لكن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، رفض الحديث عن "هزيمة" بلاده، مؤكدا أن الولايات المتحدة حققت هدفها بإزالة خطر "الإرهاب" من أفغانستان.
ورفض بلينكن تشبيه الخروج الأمريكي من أفغانستان بذلك الذي حدث قبل أربعة عقود من فيتنام، على اعتبار أن الولايات المتحدة حققت هدفها بـ"دحر الإرهاب".
ويتربع الجيش الأمريكي في المرتبة الأولى عالمياً، كأقوى جيش في العالم، رغم ذلك فإنه تعرض لهزائم وحروب فاشلة تعتبر قاسية في تاريخه وصفت بالأسوأ على الإطلاق، كفشله في حرب فيتنام والصومال، وانسحابه من بيروت وكذا أفغانستان اليوم.
الإنفوغراف الآتي يستعرض هزائم تعرض لها الجيش الأمريكي خلال تاريخه:
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية روسيا امريكا روسيا اوكرانيا سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
عصر الحروب الأبدية.. نهاية الانتصار العسكري!
لطالما افترضت الإستراتيجيات العسكرية أن النصر مسألة وقت وتفوق تقني وصدمة أولى مدروسة. لكنّ القرن الحادي والعشرين جاء ليقلب هذه المعادلة رأسا على عقب. فبدلا من حروب تُحسم في أيام، نعيش في زمن الصراعات الممتدة التي لا تنتهي إلا لتبدأ من جديد، أو لا تنتهي أصلا. إنها حقبة «الحروب الأبدية» التي تكشف فشل النماذج التقليدية في تحقيق انتصارات حاسمة.
حين أسقطت الولايات المتحدة نظام طالبان في غضون أسابيع عام 2001، بدا وكأن نموذج الحرب الخاطفة قد عاد إلى الواجهة. لكن الحرب ذاتها امتدت لعقدين، لتنتهي بعودة طالبان نفسها. وبعدها، جاءت حرب روسيا في أوكرانيا، وغزو إسرائيل لغزة، وصراعات أخرى في السودان والساحل الإفريقي، لتبرهن أن الحروب المعاصرة نادرا ما تلتزم بجدول زمني أو تحقق أهدافها الأصلية.
لا يعود السبب إلى ضعف في الجيوش أو إلى عجز تكنولوجي، بل إلى خلل جوهري في التصور السياسي والعسكري للنصر. لا يكفي أن تمتلك، اليوم، ترسانة متطورة أو قوة نارية فائقة، فما لم يكن لديك رؤية سياسية واقعية، وهدف قابل للتحقيق، واستعداد لمعالجة آثار ما بعد الحرب، فإن الانتصار العسكري يظل وهما باهظ الثمن.
تُظهر التجارب الحديثة أن البدايات المباغتة للحروب قد تبدو واعدة، لكنها نادرا ما تفضي إلى نصر حاسم؛ فالمناورة الأولى تخلق زخما، لكن سرعة التورط في حروب مدن وشوارع أو حروب استنزاف تُنهك حتى أقوى الجيوش المستعدة لحروب طويلة. ولأن معظم الحروب الحديثة تُخاض بين طرف نظامي وآخر غير متماثل فإن التفوق العسكري لا يُترجم بالضرورة إلى حسم سياسي،
بل إن هذا النوع من الحروب تتحول إلى مساحات مفتوحة لصراعات بالوكالة تدخل فيها قوى دولية وإقليمية بدوافع متشابكة: الجغرافيا، والموارد، والأمن، والمكانة. ومن هنا، يصبح وقف إطلاق النار أكثر تعقيدا من إطلاق الرصاص. في السودان مثلا، يُبقي عدم قدرة طرف من الأطراف على حسم المعركة السودانَ رهينة مصالح متضاربة لا تنتمي بالكامل إلى الداخل السوداني وإنما إلى أطماع وأحقاد خارجية. وفي أوكرانيا، صار تحقيق مكاسب رمزية أغلى ثمنا من الاحتفاظ بالأراضي.
المعضلة الأكبر أن معظم الإستراتيجيات العسكرية ما زالت مأسورة بفكرة الحرب القصيرة. ورغم أن التاريخ ـ من الخنادق في الحرب العالمية الأولى إلى أفغانستان ـ ينطق بعكس ذلك، فإن المخططين ما زالوا يستثمرون في أدوات الخطف الخاطف لا النفس الطويل. لكن الحروب الطويلة تتطلب بنى اقتصادية مرنة، ومجتمعا قادرا على التحمل، وتحالفات لا تهتز مع أول انتكاسة.
اليوم، لم يعد النصر في الحرب يُقاس بمدى السيطرة على العاصمة أو على مبنى الإذاعة والتلفزيون أو إسقاط نظام، بل يُقاس بقدرة المنتصر على إدارة ما بعد النصر، وهو الجزء الأصعب. النصر الذي لا يخلق شرعية، ولا يبني مؤسسات، ولا يستوعب التنوع الاجتماعي والسياسي، يتحول إلى عبء دائم. كما أن مجرد تجنب الهزيمة لا يُعادل نصرا.
ويبدو المشهد في عالم اليوم بحاجة ماسة إلى نوع جديد من الردع، ليس فقط ما يمنع الحرب، بل ما يمنع خوضها بوهم الحسم السريع. الاستعداد لحرب طويلة قد يكون أفضل وسيلة لتفاديها. وإذا فُرضت الحرب، فيجب أن تكون أهدافها محدودة، ووسائلها عقلانية، وتصورات ما بعدها جزءا من خطة الانخراط لا ملحقا مؤجلا لا يتحدث عنه أحد أبدا إلا بعد نهاية المعركة أو التورط فيها.
لقد آن الأوان لنفهم أن الحروب الأبدية لا تنتهي بالأسلحة وحدها، بل بالسياسة، والشرعية، والصبر الاستراتيجي. وهذا ما نفتقده اليوم، في زمن يُطلق فيه الرصاص أسرع مما تُرسم فيه خريطة للسلام.