في يوم عيدها ٩ سبتمبر نرفع التهاني ونشدو بالأغاني، كما نَبُثُ آلامنا وما نعاني. فالقائمون عليها لا يسمعون ولا بأوجاع أبنائها يشعرون. إنها محافظة الشرقية التعيسة رغم قِدَم حضارتها ومكانتها التاريخية، فقد اتخذها «سيدنا يوسف» عليه السلام مخازنَ للقمح، وعلى أرضها هَزَمَ «أحمس» الهكسوس ١٥٠٠ ق.م، وبها وُلِدَ نبي اللّٰه «موسى» عليه السلام، وعلى ترابها سارتِ العائلة المقدسة بالمسيح «عيسى ابن مريم» عليهما السلام، وبها بَنىٰ «عمرو بن العاص» أولَ جامع في مصر (مسجد سادات قريش ببلبيس)، ومن بطون نسائها خرج فقهاء وعلماء وزعماء منهم (أحمد عرابي) الذي تحدى العبودية معلنًا «لسنا عبيدًا لأحد ولن نُوَرَّثَ بعد اليوم».
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
بازار العاصمة... لوحة اقتصادية وثقافية تنبض بروح المدينة وتراثها
في أجواءٍ مفعمةٍ بالحيوية والإبداع، نظّم نادي رجال الأعمال يومي الخميس والجمعة بازارًا كبيرًا في منتجع عدن مول السياحي، ضمن فعاليات مشروع “تعزيز”، الذي يهدف إلى تمكين الأسر المنتجة ودعم مساهمتها في تعزيز الاقتصاد المحلي وخلق فرص دخل مستدامة.
شارك في البازار أكثر من 71 مشروعًا منزليًا من مختلف مديريات العاصمة عدن، تنوّعت منتجاتها بين المأكولات الشعبية، والحِرف اليدوية، والأعمال الفنية، والتجميلية، والإكسسوارات، التي عكست مهارة النساء العدنيات وإصرارهن على تحويل مواهبهن إلى مشاريع صغيرة ناجحة.
الركن التراثي.. نافذة على هوية عدن الثقافية
لفت الركن التراثي أنظار الزوّار بحنينه إلى الماضي العدني الجميل، حيث عُرضت أدوات وأوانٍ تقليدية كانت تُستخدم في البيوت القديمة، منها المِشجب الذي اعتاد الناس تعليق الملابس عليه لتبخيرها بالعطور العدنية الأصيلة، إلى جانب المباخر والمراوح اليدوية وأواني النحاس القديمة.
وقد مثّل هذا الركن جسرًا بين الحاضر والماضي، وذكّر الأجيال الجديدة بملامح من التراث الذي شكّل هوية عدن الثقافية والاجتماعية.
تفاعل مجتمعي كبير
شهد البازار حضورًا لافتًا من القيادات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، من بينهم الأستاذ مؤمن السقّاف، رئيس انتقالي العاصمة عدن، والأستاذ خالد الزامكي، نائب رئيس الهيئة التنفيذية لانتقالي العاصمة، إلى جانب عدد من رجال وسيدات الأعمال.
وأشاد الأستاذ الزامكي بالمشاريع المعروضة، مؤكدًا أن هذه الفعاليات تعكس قدرات الشباب العدني، وخصوصًا الشابات المبدعات في مختلف المجالات، من الطبخ والتصميم والتصوير الرقمي إلى الفنون اليدوية، داعيًا المجتمع إلى دعم هذه الطاقات الواعدة.
إلهام من أرض البازار
تحدّثت صاحبة مشروع “سمارا باج” لـ"نيوزيمن"، سمر محمد، وهي مختصة بصناعة الحقائب اليدوية الجلدية والمختلفة، قائلة إن مشروعها حظي بإقبال كبير من الزوار لما يتميز به من جودة عالية وتصاميم عصرية تنافس المنتجات الخارجية، مضيفة أن الأسعار “تناسب الجميع وتدعم فكرة الإنتاج المحلي اليدوي الذي يحمل طابعًا خاصًا”.
كما أعرب عدد من الزائرين عن إعجابهم بما شاهدوه من تنوّع وابتكار، مؤكدين أن مثل هذه الفعاليات تسهم في تحريك عجلة الاقتصاد المحلي وتعزيز روح المبادرة والإنتاج لدى الأسر العدنية.
فعالية جمعت بين التجارة والثقافة
لم يكن البازار مجرّد سوق مؤقت، بل تظاهرة اقتصادية وثقافية جمعت بين روح ريادة الأعمال والاعتزاز بالتراث المحلي، وشكّلت مساحة للقاء بين الحرفيين والجمهور والداعمين من مؤسسات المجتمع المدني.
وعبّر الكثير من المشاركين عن أملهم في أن تتحوّل مبادرة “تعزيز” إلى برنامج دائم يحتضن مشاريع الأسر المنتجة ويوفّر لها التدريب والتسويق المستدام.