لن تصدق.. هذا ما يفعله الخوف بجسمك!
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
عندما يتعرض الإنسان لموقف يدرك خلاله أنه بخطر، يشعر بأشياء غريبة تحدث لجسمه.
وبحسب الخبراء، عندما يرى الإنسان أمراً خطيراً أو يتعرض لموقف حرج يثير الرعب داخله، تنتقل المدخلات الحسية أولا إلى اللوزة الدماغية، التي تكتشف الأهمية العاطفية للموقف وكيفية الرد عليه بالسرعة المطلوبة لذلك.
ووفقا للخبراء، هناك عدد قليل من المناطق الرئيسية في الدماغ التي تشارك بشكل كبير في معالجة الخوف.
فاللوزة الدماغية تطورت لتجاوز مناطق الدماغ المشاركة في التفكير المنطقي، بحيث يمكنها المشاركة بشكل مباشر في الاستجابات الجسدية.
ويشارك الحصين، الموجود بقرب وعلى اتصال باللوزة الدماغية، في حفظ ما هو آمن وما هو خطير، خاصة فيما يتعلق بالبيئة، ويضع الخوف في السياق.
وتثير رؤية أسد غاضب في حديقة الحيوان وفي الصحراء استجابة مختلفة للخوف في اللوزة الدماغية. ويتدخل مثلا الحصين ويمنع هذه الاستجابة للخوف عندما تكون في حديقة الحيوان لأنك لست في خطر.
وبحسب تقرير من إعداد أراش جافانباخت، الأستاذ المشارك في الطب النفسي، من جامعة “Wayne State”، فإن قشرة الفص الجبهي، الموجودة فوق عينيك، تشارك في الجوانب المعرفية والاجتماعية لمعالجة الخوف. على سبيل المثال، قد يثير الثعبان خوفك، ولكن عند قراءة لافتة توضح حقيقة أن الثعبان غير سام أو يخبرك مالكه أن حيوانه أليف ودود، يتلاشى الخوف.
وفي حال قرر دماغك أن استجابة الخوف لها ما يبررها في موقف معين، فإنه ينشط سلسلة من المسارات العصبية والهرمونية لإعدادك لاتخاذ إجراء فوري. وتحدث بعض ردود فعل القتال أو الهروب في الدماغ. لكن الجسد هو المكان الذي تحدث فيه معظم الأحداث.
وبحسب مجلة “ساينس ألرت”، تعمل عدة مسارات على إعداد أجهزة الجسم المختلفة للقيام بعمل بدني مكثف. وترسل القشرة الحركية للدماغ إشارات سريعة إلى عضلاتك لإعدادها لحركات قوية، وتشمل: عضلات الصدر والمعدة التي تساعد على حماية الأعضاء الحيوية في تلك المناطق.
وقد يساهم ذلك في الشعور بالضيق في صدرك ومعدتك في الظروف العصيبة.
ويعمل الجهاز العصبي الودي على تسريع الأنظمة المشاركة في القتال أو الهروب. كما تنتشر الخلايا العصبية الودية في جميع أنحاء الجسم وتكون كثيفة بشكل خاص في أماكن مثل القلب والرئتين والأمعاء.
وتحفز هذه الخلايا العصبية الغدة الكظرية على إطلاق هرمونات مثل الأدرينالين الذي ينتقل عبر الدم للوصول إلى تلك الأعضاء، وزيادة معدل جاهزيتها لاستجابة الخوف.
وتعمل الإشارات الصادرة من الجهاز العصبي الودي على زيادة معدل نبضات قلبك والقوة التي ينقبض بها.
وفي رئتيك، تعمل الإشارات الصادرة من الجهاز العصبي الودي على توسيع المسالك الهوائية وغالبا ما تزيد من معدل التنفس وعمقه. ويؤدي هذا في بعض الأحيان إلى الشعور بضيق في التنفس.
ويبطئ التنشيط الودي أمعاءك ويقلل تدفق الدم إلى معدتك لتوفير الأكسجين والمواد المغذية للأعضاء الأكثر حيوية مثل القلب والدماغ.
ثم تُنقل جميع الأحاسيس الجسدية إلى الدماغ عبر مسارات الحبل الشوكي. ويقوم دماغك القلق واليقظ للغاية بمعالجة هذه الإشارات على المستويين الواعي واللاواعي.
وتشارك قشرة الفص الجبهي أيضا في الوعي الذاتي، خاصة عن طريق تسمية هذه الأحاسيس الجسدية، مثل الشعور بالضيق أو الألم في معدتك، ونسب القيمة المعرفية إليها، مثل “هذا جيد وسيختفي” أو “هذا أمر فظيع وأنا أموت”.
العربية نت
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
مختص يكشف علاقة نقص الصوديوم بالقلق
أميرة خالد
كشف فريق بحثي ياباني عن تأثير نقص صوديوم الدم على مزاج الانسان لافتاً إلى أن نقص الصوديوم قد يسبب سلوكيات شبيهة بالقلق عن طريق تعطيل النواقل العصبية الرئيسية في الدماغ.
وأشارت نتائج البحث إلى أن نقص صوديوم الدم المزمن يُغير الإشارات أحادية الأمين في اللوزة الدماغية، وهي منطقة دماغية أساسية لمعالجة الخوف والعاطفة.
وقال الدكتور هاروكي فوجيساوا، من جامعة فوجيتا الصحية: “على الرغم من ارتباط نقص صوديوم الدم المزمن بالضعف الإدراكي، إلا أن دراستنا من أوائل الدراسات التي تُقدم أدلة على أنه يؤدي أيضاً إلى سلوكيات فطرية شبيهة بالقلق، من خلال تغيرات في كيمياء الدماغ”.
ويحدث نقص صوديوم الدم نتيجةً لحالات مثل: تليف الكبد، أو قصور القلب، أو متلازمة نقص إدرار البول غير المناسب حيث يتكيف الدماغ مع بيئة انخفاض الصوديوم، عن طريق تعديل محتواه الخلوي، من خلال آلية تعويضية تُعرف باسم انخفاض تنظيم الحجم (VRD)، لكن هذا التكيف، وإن كان وقائياً، إلا أنه يأتي بتكلفة فسيولوجية.
وكشفت تحليلات كيميائية حيوية أخرى أن مستويات السيروتونين والدوبامين، وهما ناقلان عصبيان رئيسيان ينظمان المزاج، انخفضت بشكل ملحوظ في اللوزة الدماغية لدى الفئران المصابة بنقص صوديوم الدم المزمن. ورافقت هذه التغيرات إشارة إلى التأثير على مناطق لتنظيم الانفعالات.