اقتحامات جماعية و"نفخ البوق".. هذا ما ينتظر الأقصى بـ"رأس السنة العبرية"
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
القدس المحتلة - خاص صفا
"نفخ البوق، اقتحامات جماعية واسعة، وصلوات تلمودية".. طقوس توراتية خطيرة تتجهز "جماعات الهيكل" المزعوم لتكريسها داخل المسجد الأقصى المبارك في الأيام المقبلة، لإعلان بداية "السنة العبرية" من المسجد، باعتباره "مكانًا مقدسًا" لليهود.
وفي "رأس السنة العبرية"، الذي يُصادف يومي 16-17 أيلول/سبتمبر الجاري القادم، تسعى الجماعات المتطرفة لتكريس فكرة اقتحام المسجد الأقصى بأثواب كهنوتية بيضاء ترمز لرداء "طبقة الكهنة" التي تقود الصلوات في "الهيكل" المزعوم، ويسعون لـ"نفخ البوق" في ساحات المسجد.
وعوضًا عن يوم السبت المقبل الذي سيشهد إغلاقًا لباب المغاربة، يعتزم المستوطنون تنفيذ اقتحام جماعي للأقصى يوم الأحد الموافق 17 سبتمبر، ويخططون خلاله لـ"نفخ البوق" داخل المسجد وخارجه وعند مقبرة باب الرحمة.
وفي عام 2022، حاول المستوطنون "نفخ البوق" داخل الأقصى، لكن الحراس تمكنوا من إفشال هذه الخطوة، في وقت قام المتطرف "يهودا غليك" بنفخه عبر هاتفه المحمول خلال اقتحامه مقبرة باب الرحمة شرقي المسجد، بالإضافة إلى المتطرف "إيمانويل بروش".
و"الشوفار" أحد أدوات الطقوس اليهودية الذي يتكون من قرن كبش يُنفخ فيه خلال عيد "رأس السنة" وقبله، وعيد "الغفران" أيضًا، ويرمز النفخ فيه إلى التعجيل بمجيء "المخلص المنتظر"، وإلى "السيادة الإسرائيلية".
ويبدأ الاحتفال بعيد "رأس السنة" منذ غروب الشمس ويمتد ليومين كاملين، تُعطل خلالهما المؤسسات الحكومية والأهلية الاحتلالية والمواصلات العامة والمحال التجارية.
وبعدها تبدأ ايام "التوبة" العشرة التي يدخل فيها المقتحمون بثياب "التوبة البيضاء" للأقصى، كي "يُصبح وجود الكهنة في المسجد مقبولًا لدى العقل الفلسطيني والعربي، كما الأئمة، لأن هناك من يجب أن يقود العبادات في جبل الهيكل".
ولا يقتصر العيد العبري على هذه الانتهاكات والممارسات الخطيرة فقط، بل يشهد اقتحام عشرات آلاف المستوطنين لحائط البراق غربي المسجد الأقصى، لأداء "الصلاة جماعيًا وطلب المغفرة عن ذنوب السنة الماضية".
اقتحامات مكثفة
وتستغل حكومة الاحتلال عيد "رأس السنة" وغيره، من أجل تكثيف الاقتحامات وزيادة عدد المقتحمين للمسجد الأقصى، وأداء الطقوس التوراتية داخله، في محاولة لفرض مزيد من السيطرة والتواجد اليهودي فيه. كما يؤكد رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي
ويوضح الهدمي، في حديث لوكالة "صفا"، أن هذه الأعياد تُستخدم كذريعة لتنفيذ اقتحامات واسعة للأقصى، في مسعى لحصول الاحتلال على مكاسب سياسية داخل الأقصى والقدس، من أجل حسم الصراع والسيطرة على كل مناحي المدينة.
وخلال الأعياد، يحاول الاحتلال فرض كامل طقوسه التلمودية داخل الأقصى، والتدخل في شؤونه، لأن يرى بأن المشكلة الكبرى تُكمن في بسط سيادته على المسجد، لذلك فإن الأخطار المحدقة بالمسجد المبارك ستتصاعد وستكون أشد خطورة خلال الأيام المقبلة.
ويضيف أن "الاحتلال بسيطرته على الأقصى يمنع دائرة الأوقاف الإسلامية من ترميمه وإعماره، ويسمح للمتطرفين اليهود باقتحامه، ونفخ البوق داخله، وأداء الصلوات التلمودية العلنية، وغيرها من الانتهاكات والتدنيس لحرمته".
ويؤكد الهدمي أن الاحتلال عازم على فرض سيادته على الأقصى بشكل كامل، وإنهاء الوصاية الأردنية عليه، وتغيير الواقع فيه، مما يشكل خطرًا كبيرًا، سيثير ردود فعل مقدسية وفلسطينية، وعمليات انتقام في مواجهة استمرار الاعتداءات الإسرائيلية ضده.
بعد سياسي
ولا تحمل قضية "نفخ البوق" بعدًا دينيًا تلموديًا توراتيًا فقط، بل هي قضية لها علاقة بالهيمنة والسيادة، وتحمل بعدًا سياسيًا بامتياز. كما يقول الناشط المقدسي راسم عبيدات
ويضيف عبيدات، في مقالة له، أن "نفخ البوق بالأقصى في نظر الصهاينة إعلان هيمنة وسيادة عليه، وإعلان للانتقال من زمانه الإسلامي إلى زمانٍ عبري جديد، وأيضًا إنذار بقرب مجيء المخلص ليستكمل إقامة الهيكل المزعوم، وتكريسًا للأقصى باعتباره مركزًا للعبادة اليهودية".
ويتابع "بعد تشكل حكومة اليمين المتطرف والفاشية اليهودية، وتسلم بن غفير وزارة الأمن القومي، نشهد سعيًا محمومًا لتهويد الأقصى وتكريس وقائع جديدة فيه، تخرجه عبر سياسات الإحلال الديني من قدسيته الإسلامية الخالصة الى القدسية الدينية المشتركة"
ويؤكد أن "هناك سعي محموم للانتقال إلى إقامة الهيكل المزعوم عمليًا، وخاصة بعد استكمال طقوس إحياء الهيكل المعنوي، من سجود ملحمي وصلوات وطقوس علنية في ساحاته، ونفخ البوق، وإدخال مقتنيات العبادة من شال صلاة ولفائف سوداء ولباس الكهنة البيضاء، وغيرها".
ويتوقع أن تتركز الاقتحامات خلال الأعياد على عدة أبواب، وتحديدًا باب الأسباط المتحكم الرئيس في مدخل الأقصى والبلدة القديمة، والذي يشكل عصب التجارة والاقتصاد لها.
ووفقَا لعبيدات، فإن "الأقصى تنتظره أيامًا ومناسبات صعبة وقاسية، ستشهد تصعيدًا غير مسبوق من قبل الجماعات التلمودية، لتنفيذ أوسع عمليات اقتحام من أجل إحداث نقلة نوعية تُكرس التقسيمين الزماني والمكاني فيه، وتفرض وجود قدسية وحياة يهودية على طريق إقامة الهيكل".
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: اقتحام الأقصى الأقصى المسجد الأقصى رأس السنة
إقرأ أيضاً:
خطيب الأقصى: إجراءات الاحتلال منعت مئات آلاف المصلين من الوصول للمسجد
قال إمام وخطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري إن الاحتلال الإسرائيلي استغل أجواء الحرب، سواء المستمرة على غزة أو المواجهة مع إيران لتشديد إجراءات قيوده وتضييقاته على الحرم القدسي مما منع مئات آلاف المصلين من الوصول إليه.
وأوضح الشيخ عكرمة صبري أن إجراءات الاحتلال تأتي ضمن "أطماع إسرائيلية بالمسجد وضمن محاولات سحب الصلاحيات من دائرة الأوقاف الإسلامية؛ باعتبارها الجهة الوحيدة المسؤولة عن المسجد"، داعيا لشد الرحال إلى الأقصى بغية حماية المسجد من مخططات الاحتلال.
وأضاف إمام وخطيب الأقصى قائلا "لا توجد دولة في العالم تُغلق أماكن العبادة، إلا سلطات الاحتلال، كونها طامعة في الأقصى، لكن هذه الإجراءات لن تعطي اليهود أي حق في المسجد".
"إغلاق الأقصى والبلدة القديمة إجراء غير قانوني يتعارض مع حرية العبادة"..
خطيب الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، يتحدث حول إغلاق الاحتلال للمسجد الأقصى. pic.twitter.com/zCZtsj4qKS
— هيئة علماء فلسطين (@palscholars48) June 17, 2025
وقُبيل انتصاف ليل الأحد اقتحمت شرطة الاحتلال المسجد الأقصى وفتشت بعض مصلياته المسقوفة وبعض المكاتب، واعتقلت 4 حراس أُفرج عنهم لاحقا، بينما أجرت تحقيقا ميدانيا مع آخرين.
وقال خطيب الأقصى الشيخ عكرمة صبري -للجزيرة نت- في تعقيبه على الاقتحام الليلي، إن ما حصل من اقتحام شُرطيّ عسكري للأقصى هو "استباحة لحرمته واعتداء، وشلّ لعمل الحراس الليليين الذين يتْبعون للوقف الإسلامي، وهذه سابقة خطيرة لم تكن تحصل سابقا".
وسبق أن حذر الشيخ عكرمة صبري مرارا من أن الاحتلال يفرض حصارا على القدس، ويمنع المسلمين من الدخول إلى الأقصى، بينما يسمح للمستوطنين بفعل كل ما يريدون في باحات المسجد؛ معربا عن الأسف، لغياب ردود فعل تتناسب مع ما يمر به الأقصى من مخاطر وتحديات.
إعلانويذكر أن البلدة القديمة في القدس تخضع لحصار مشدد منذ اندلاع المواجهة بين إسرائيل وإيران، ويمنع على غير سكانها الدخول إليها، مما أدى إلى صعوبة الوصول إلى أولى القبلتين.