بدأ العمل بنظام حماية البيانات الشخصية ولوائحه التنفيذية في المملكة العربية السعودية، اعتباراً من أمس الأول، بعد تأجيل سابق وتعديل 5 مواد بخصوصه.

وبشأن ذلك، نقلت صحيفة عكاظ السعودية عن مختصون تأكيدهم أن نظام حماية البيانات الشخصية يعد أوّل قانون شامل لحماية البيانات في السعودية ويهدف إلى حماية الخصوصية الفردية من خلال تنظيم عملية جمع البيانات ومعالجتها والإفصاح عنها والاحتفاظ بها.

ويقدم إطاراً مُفصَّلاً لمعايير المعالجة، وحقوق أصحاب البيانات، والتزامات الهيئات المعنيّة عند المعالجة، والسيادة على البيانات، والعقوبات في حال مخالفة النظام.

وبحسب النظام، تعرّف البيانات الشخصية بأنها كل بيان، مهما كان مصدره أو شكله، من شأنه أن يؤدي إلى معرفة الفرد على وجه التحديد، أو يجعل التعرف عليه ممكناً بصفة مباشرة أو غير مباشرة، ومن ذلك الاسم، ورقم الهوية الشخصية، والعناوين، وأرقام التواصل، وأرقام الرُّخص والسجلات والممتلكات الشخصية، وأرقام الحسابات البنكية والبطاقات الائتمانية، وصور الفرد الثابتة أو المتحركة، وغير ذلك من البيانات ذات الطابع الشخصي. وعرّف النظام البيانات الحساسة بأنها كل بيان شخصي يتعلق بأصل الفرد العرقي أو أصله الإثني، أو معتقده الديني أو الفكري. وكذلك البيانات الأمنية والجنائية، أو بيانات السمات الحيوية التي تحدد الهوية، أو البيانات الوراثية، أو البيانات الصحية، والبيانات التي تدل على أن الفرد مجهول الأبوين أو أحدهما.

وفسر النظام البيانات الوراثية على أنه كل بيان شخصي يتعلق بالخصائص الوراثية أو المكتسبة لشخص طبيعي، يحدد بشكل فريد السمات الفيسيولوجية أو الصحية لذلك الشخص، ويستخلص من تحليل عينة بيولوجية للشخص كتحليل الأحماض النووية أو تحليل أي عينة أخرى تؤدي إلى استخلاص بيانات وراثية، وأما البيانات الصحية فتعتبر بحسب النظام كل بيان شخصي يتعلق بحالة الفرد الصحية، سواء الجسدية أو العقلية أو النفسية أو المتعلقة بالخدمات الصحية الخاصة به.

السجن والغرامة للمفصح عن البيانات الحساسة

المحامي أحمد الراشد الغامدي، أوضح أن النظام حدد عقوبات على كل من أفصح عن بيانات حساسة أو نشرها مخالفاً أحكام النظام إذا كان ذلك بقصد الإضرار بصاحب البيانات أو بقصد تحقيق منفعة شخصية. وقرر النظام في ما يتعلق بالعقوبات السجن مدة لا تزيد على سنتين وغرامة لا تزيد على ثلاثة ملايين ريال، أو بإحدى العقوبتين؛ على كل من أفصح عن بيانات حساسة أو نشرها مخالفاً أحكام النظام إذا كان ذلك بقصد الإضرار بصاحب البيانات أو بقصد تحقيق منفعة شخصية.

ومن جانبها، رأت المحامية عبير دغريري، أن النيابة تختص بمهمة التحقيق في جرائم ومخالفات نظام حماية البيانات الشخصية، والادعاء أمام المحكمة المختصة، عن المخالفة المنصوص عليها نظاماً، وتتولى المحكمة المختصة النظر في الدعاوى الناشئة من تطبيق هذه المادة وإيقاع العقوبات المقررة، ويجوز للمحكمة مضاعفة عقوبة الغرامة في حالة العود حتى لو ترتب عليها تجاوز الحد الأقصى لها على ألا تتجاوز ضعف الحد.

5 حقوق لصاحب البيانات

المحامي والمستشار القانوني الدكتور أحمد الصقيه، قال إن البيانات الشخصية التي تنتجها الجهات الحكومية والخاصة أو تتلقاها أو تتعامل معها تعد أحد أهم الأصول الوطنية التي تساهم في تحسين الأداء والإنتاجية وسهولة تقديم الخدمات العامة وتسعى المملكة إلى تطبيق أفضل الممارسات العالمية لسياسات وضوابط إدارة البيانات الوطنية وحوكمتها وحماية البيانات وتعزيز القيمة المستفادة منها في اتخاذ القرارات الاستراتيجية واستشراف المستقبل وتحقيق مستويات عالية من المسؤولية والشفافية.

وقال، إن المادة الثانية من النظام استثنت قيام الفرد بمعالجة البيانات الشخصية لأغراض لا تتجاوز الاستخدام الشخصي أو العائلي، ما دام أنه لم ينشرها أو يفصح عنها للغير، وأقرّت المادة الثالثة عدم إخلال الأحكام والإجراءات المنصوص عليها في النظام بأي حكم يمنح حقّاً لصاحب البيانات الشخصية أو يقرر حماية أفضل لها، ينص عليه نظام آخر أو اتفاقية دولية تكون المملكة طرفاً فيها.

وتابع المحامي الصقيه، أن المادة الرابعة من النظام كفلت لصاحب البيانات الشخصية خمسة حقوق: الحق في العلم، الحق في وصوله إلى بياناته الشخصية، الحق في طلب الحصول على بياناته الشخصية، طلب تصحيح بياناته الشخصية، والحق في طلب إتلاف بياناته الشخصية.

وقررت المادة الـ10 من النظام أنه لا يجوز لجهة التحكم جمع البيانات الشخصية إلا من صاحبها مباشرةً، ولا تجوز مُعالجة تلك البيانات إلا لتحقيق الغرض الذي جُمعت من أجله.

متى يتدخل الولي ؟

ألزمت المادة 13 من اللائحة الولي الشرعي لصاحب البيانات الشخصية ناقص أو عديم الأهلية، أن يتصرف بما يحقق مصلحة صاحب البيانات الشخصية وله ممارسة الحقوق المقررة لصاحب البيانات بموجب النظام واللائحة والموافقة على معالجة بيانات صاحب البيانات الشخصية وفقاً لأحكام النظام واللائحة، واعتبرت المادة الـ16، أن كشف عمليات الاحتيال وحماية أمن الشبكة والمعلومات يعد من المصالح المشروعة، التي لجهة التحكم معالجة البيانات الشخصية لتحقيقها. وفصّلت المادة الـ15 من النظام الأحوال التي يجوز فيها لجهة التحكم الإفصاح عن البيانات الشخصية.

وبينت لائحة نقل البيانات الشخصية خارج المملكة، أحكام وضوابط وإجراءات نقل البيانات الشخصية خارج المملكة، وأسندت المادة الـ36 من النظام الاختصاص في نظر المخالفات وإيقاع العقوبات المنصوص عليها في النظام عند ارتكاب مخالفات لأحكام النظام واللوائح إلى لجنة تكوّن بقرار من رئيس الجهة المختصة.

المصدر: المشهد اليمني

كلمات دلالية: حمایة البیانات الشخصیة من النظام

إقرأ أيضاً:

كوادر مهنية لمصر المستقبل.. تعديلات تشريعية تعيد هيكلة التعليم الفني

أقرّ مجلس النواب خلال جلساته العامة هذا الأسبوع تعديلات تشريعية مهمة على قانون التعليم، تضمنت تنظيمًا جديدًا لمنظومة التعليم التكنولوجي والفني، في خطوة تعكس توجه الدولة نحو إعداد كوادر مهنية مؤهلة تواكب احتياجات سوق العمل المحلية والدولية، وتسهم في دعم الاقتصاد القائم على المعرفة والإنتاج.

وشملت التعديلات إعادة صياغة عدد من المواد المنظمة للتعليم الثانوي التكنولوجي، من حيث نظام القبول والدراسة، وآليات التقييم، وإنشاء مدارس متعددة التخصصات، وربط العملية التعليمية بقطاعات الصناعة والأعمال والخدمات، فضلًا عن فتح المجال لإنشاء برامج ومراكز تكنولوجية بالشراكة مع القطاع الخاص.

وزيرة البيئة: حماية البحر الأحمر وتطويره البيئي يخضعان لرؤية علمية دقيقةموعد ظهور نتيجة الثانوية العامة 2025 .. التعليم تحسم الجدلالآن.. رابط الاستعلام عن نتيجة التظلم بمسابقة 20 ألف معلم مساعد لغة إنجليزية 2025وزير التعليم: إطلاق أول مدرسة بمشروع "المدارس المصرية–الألمانية" العام الدراسي المقبلأبرز ملامح التعديلات:

تعزيز فلسفة التعليم الفني والتقني
نصّت المادة (30) على أن التعليم الفني يهدف إلى إعداد "فئة الفني" في قطاعات الصناعة والزراعة والفندقة وتكنولوجيا الأعمال، مع اعتماد شهادة "البكالوريا التكنولوجية" كإحدى مخرجات هذا النوع من التعليم، بما يضمن تأهيلًا علميًا وتطبيقيًا متكاملًا.

 إنشاء مدارس تكنولوجية متنوعة
بحسب المادة (31)، يجوز لوزير التعليم إنشاء مدارس تكنولوجية متخصصة أو متعددة التخصصات، مزودة بمعامل ومزارع ومراكز تدريب وإنتاج، مع إمكانية إقامتها بالشراكة مع قطاعات الإنتاج والخدمات، بما يتناسب مع أعداد الطلاب وطبيعة تخصصاتهم.

 مجالس إدارة بتمثيل من سوق العمل
تشكّل مجالس إدارة لكل مدرسة تكنولوجية (مادة 32)، تضم ممثلين من قطاعات الأعمال، بهدف دعم التدريب وتوفير فرص التشغيل للخريجين، بقرارات تصدر عن المحافظ المختص.

 نظام تقييم تراكمي وفرص متعددة
تُتيح المادة (36) للطلاب دخول الامتحانات أكثر من مرة، ويتم تقييمهم وفقًا لنظام تراكمي يشمل المهارات الفنية، مع تحديد رسوم رمزية للمحاولات الإضافية لا تتجاوز 400 جنيه للمادة.

 برامج تكنولوجية متقدمة لخدمة الاقتصاد
أدخلت المادة (38) نظامًا جديدًا للتعليم التكنولوجي المتقدم لإعداد "فني أول"، يمتد لخمس سنوات، ويمنح شهادة دبلوم تخصصي. كما تنص المادة (41) على السماح بإقامة مشروعات إنتاجية داخل هذه البرامج، لخدمة المجتمع ورفع كفاءة أصحاب الحرف في المحافظات.

تطوير التعليم المهني بوصفه رافعة اقتصادية

وتعكس هذه التعديلات توجهًا حكوميًا جادًا لإعادة هيكلة التعليم الفني والتقني، وجعله خيارًا أساسيًا وليس بديلًا، في ضوء خطة التنمية الشاملة ورؤية "مصر 2030". إذ تستهدف هذه المنظومة الجديدة تحقيق المواءمة بين مخرجات التعليم وسوق العمل، من خلال دمج التعليم بالتدريب والإنتاج، وتشجيع الشراكة مع القطاع الخاص في تصميم البرامج والمناهج.

طباعة شارك فلسفة التعليم الفني إنشاء مدارس تكنولوجية سوق العمل نظام تقييم تراكمي تطوير التعليم المهني التعليم التكنولوجي والفني قانون التعليم التعليم التكنولوجي تواكب احتياجات سوق العمل

مقالات مشابهة

  • كوادر مهنية لمصر المستقبل.. تعديلات تشريعية تعيد هيكلة التعليم الفني
  • تعديل قانون للسماح للأجانب في التملك بالسعودية.. يشمل مكة والمدينة
  • توزيع أوراق الإجابة بلجان الثانوية العامة لكتابة البيانات قبل بدء آخر الامتحان
  • الأيروجيل.. إسفنجة شمسية تحول ماء البحر إلى عذب من دون طاقة
  • توصيات باستحداث ميثاق أخلاقي لتعزيز حماية حقوق الإنسان في بيئة العمل
  • حقوق الإنسان في سلطنة عمان مصانة
  • الإمارات تبحث التعاون مع دول «الويبو» في تطبيقات حماية الملكية الفكرية
  • بين الذات الشخصية ونقد العمل
  • قرار جمهوري بتمديد عمل اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الانسان
  • الأعرجي يدعو إلى حماية النظام الإيراني من الإنهيار