شاركت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية في جلسة بعنوان «الآفاق الاقتصادية وأجندة أهداف التنمية المستدامة»، التي ينظمها المنتدى الاقتصادي العالمي WEF، على هامش مشاركتها بفعاليات قمة الأمم المتحدة لأهداف التنمية المستدامة، المقامة خلال الفترة من 18-19 سبتمبر الجاري بنيويورك.

وخلال كلمتها، أوضحت الدكتورة هالة السعيد أن العالم يواجه حاليا تحديات غير مسبوقة كان لها تأثير كبير على جوانب مختلفة من الاقتصاد، خاصة في الدول النامية ومتوسطة الدخل، حيث أدت تلك التحديات إلى ارتفاع التضخم وعجز في الميزانية ومحدودية الحيز المالي، مؤكدة أهمية زيادة شبكة الأمان الاجتماعي في مثل تلك الظروف.

تطبيق برنامج الإصلاح الاقتصادي

أشارت «السعيد» إلى أن ما ساعد مصر على مواجهة تلك التحديات، هو نجاحها في تطبيق برنامج الإصلاح الاقتصادي، ووجود حيز مالي خلال مواجهة جائحة كوفيد-19 ساهم في تجاوز التأثير السلبي للوباء، مشيرة إلى إطلاق البرنامج الوطني للإصلاحات الهيكلية، الذي يركز على تحسين بيئة الأعمال وجعل الاقتصاد المصري أكثر مرونة وتحويل مساره ليصبح اقتصاد إنتاجي يحظى بمزايا تنافسية بما يدعم قدرة الاقتصاد على النمو المتوازن والمستدام، وذلك بالتركيز على القطاعات الإنتاجية التي تساند الاقتصاد وهي الزراعة والصناعة التحويلية والاتصالات.

وأكدت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، أهمية قضية الأمن الغذائي في مصر والتركيز على الجانب الحقيقي من الاقتصاد، مشيرة إلى المحاور الداعمة للإصلاحات الهيكلية والتي تشمل رفع كفاءة وفعالية سوق العمل، وتطوير منظومة التعليم الفني والتدريب المهني، مؤكدة أهمية العمل على البرامج متعددة التخصصات التي تساعد على تضييق الفجوة بين جانبي العرض والطلب في سوق العمل.

معدل نمو متوقع بنسبة 4%

وحول توقعاتها لعام 2024 بالنسبة للاقتصاد المصري؛ قالت الدكتورة هالة السعيد إنه من المتوقع تحقيق معدل نمو بنسبة 4% لكن الأكثر أهمية هو من أين يأتي هذا النمو، مشيرة إلى القطاعات المحققة للنمو الإيجابي وهي قطاعات السياحة، والزراعة، والتشييد والبناء والخدمات اللوجستية، أي أن النمو يأتي من قطاعات متنوعة، وهو ما يساهم في حل مشكلة البطالة، مشيرة إلى أن معدل البطالة يبلغ نحو 7%.

توطين أهداف التنمية المستدامة

وفيما يتعلق بتوطين أهداف التنمية المستدامة، أكدت وزيرة التخطيط أهمية التوطين، وأن نحو 65% من أهداف التنمية المستدامة الأممية يجب تنفيذها على المستوى المحلي، مشيرة إلى مبادرة «حياة كريمة»، كمثال على توطين أهداف التنمية المستدامة والتي تستهدف تطوير حياة المواطنين في المناطق الريفية والذين يشكلون أكثر من 59% من سكان مصر، حيث يتم من خلال المبادرة تقديم الخدمات عالية الجودة في مجالات متنوعة كالصرف الصحي، وتوفير المياه النظيفة، والمسكن اللائق، والوظائف اللائقة، ولتوفير كل ذلك كان من الأهمية أن تكون هناك شراكة بين القطاعين العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني لتحقيق حياة أفضل للمواطن في الريف، مؤكدة أن التوطين عامل مهم للغاية في تحقيق التنمية المستدامة وكان له تأثير كبير في العمل على الشراكة بين القطاعين العام والخاص.

أضافت أنه جرى إطلاق مبادرة «حياة كريمة لأفريقيا»، قادرة على الصمود أمام التغيرات المناخية، خلال رئاسة مصر لمؤتمر الأطراف لتغير المناخ COP27 في شرم الشيخ، والتي يدعمها عدد من المنظمات الدولية ومنظمات الأمم المتحدة وبعض الدول الأفريقية.

كما أشارت «السعيد» إلى صندوق مصر السيادي الذراع الاستثماري للحكومة المصرية، والذي يتيح الفرص الاستثمارية المتنوعة أمام المستثمرين الوطنيين والأجانب من خلال التركيز على تنفيذ استراتيجية الدولة في العمل على استقطاب الاستثمارات من القطاع الخاص المصري والأجنبي.

تقليص الفجوة الرقمية والتكنولوجية بين الرجال والنساء 

وحول الفجوة الرقمية والتكنولوجية بين الرجال والنساء في الدول النامية، أشارت الدكتورة هالة السعيد إلى أهمية تقليص هذه الفجوة، لافتة إلى إطلاق مبادرة «هي لمستقبل رقمي»، من خلال المعهد القومي للحوكمة والتنمية المستدامة -الذراع التدريبي لوزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية- والتي تركز على بناء قدرات السيدات التكنولوجية، كما أشارت إلى مبادرة «العقول الخضراء» التي تهدف إلى نشر الوعي لدى طلاب المدارس بالتغير المناخي.

كما أكدت أهمية أجندة المناخ، مشيرة إلى ما حدث مؤخرا من الفيضانات في ليبيا وزلزال المغرب والموجات الحارة في الهند، وإعصار باكستان، موضحة أن الدول النامية تنفق نحو 5% من ناتجها المحلي الإجمالي على التكيف مع التغيرات المناخية، ووفقاً للتقديرات الأخيرة لتقرير الأمم المتحدة للبيئة، تحتاج البلدان النامية إلى ما بين 150 إلى 300 مليار دولار للتكيف.

واختتمت الدكتورة هالة السعيد حديثها بالتأكيد على أهمية الاستثمار في البشر فهم الثروة الحقيقية لأي بلد، وخاصة في الدول النامية من أجل مواجهة التغيرات المناخية، مؤكدة أن التمويل يشكل عنصرا أساسيا في أجندة المناخ.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: وزيرة التخطيط هالة السعيد وزارة التخطيط النمو الاقتصادي الاقتصاد المصري التغيرات المناخية أهداف التنمیة المستدامة وزیرة التخطیط الدول النامیة مشیرة إلى

إقرأ أيضاً:

وزيرة السياحة: 5.7 ملايين سائح زاروا المملكة خلال أربعة أشهر والعائدات 34 مليار درهم

زنقة 20 ا الرباط

أكدت وزيرة السياحة، فاطمة الزهراء عمور، أن قطاع السياحة بالمغرب واصل أداءه القوي خلال الأشهر الأربعة الأولى من سنة 2025، محققا عائدات بلغت 34 مليار درهم من العملة الصعبة، أي ما يعادل 3.4 مليارات دولار، ما يمثل ارتفاعًا بنسبة 7.5 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024.

وخلال جلسة بمجلس النواب أمس الإثنين، أوضحت عمور أن عدد السياح الذين زاروا المملكة بين يناير وأبريل 2025 بلغ حوالي 5.7 ملايين سائح، مسجلًا ارتفاعًا بنسبة 23 في المئة مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية.

كما سجلت مؤسسات الإيواء السياحي المصنفة 9 ملايين ليلة مبيت خلال الفترة نفسها، بزيادة قدرها 15 في المئة، ما يعكس انتعاشًا ملحوظًا في القطاع على مستوى الإقبال والإقامة.

ووفق معطيات سابقة للوزارة، فقد بلغ إجمالي عائدات السياحة خلال سنة 2024 حوالي 112 مليار درهم (11.2 مليار دولار)، منها 31.4 مليار درهم تم تحصيلها خلال الأربعة أشهر الأولى من العام ذاته.

وتبقى السياحة ثاني أهم مصدر للنقد الأجنبي في المغرب بعد تحويلات الجالية المغربية بالخارج، في وقت نجحت فيه المملكة خلال سنة 2024 في استقطاب 17.4 ملايين سائح، محققة نموًا بنسبة 20 في المئة مقارنة بـ2023، ما جعلها تتصدر قائمة الوجهات السياحية على المستوى الإفريقي.

مقالات مشابهة

  • وزيرة التخطيط: خطة التنمية مرنة وتستهدف نموًا بنسبة 4.5%
  • وزيرة التخطيط: نستهدف تحقيق نمو اقتصادي بنسبة 4.5%
  • وزيرة البيئة: قضايا التصحر تحتل أهمية كبرى خلال 2025 نظرًا لارتباطها الوثيق بالأمن الغذائي
  • وزيرة التنمية المحلية : إنشاء 11 مدفن صحي آمن في 8 محافظات بتكلفة 700 مليون جنيه
  • وزيرة التخطيط: 350 مليار جنيه موازنة حياة كريمة بالعام المالي الجديد
  • وزيرة السياحة: 5.7 ملايين سائح زاروا المملكة خلال أربعة أشهر والعائدات 34 مليار درهم
  • وزيرة التخطيط: خطة عام 25/2026 تستهدف معدل نمو اقتصادي بـ4.5%
  • وزيرة التنمية المحلية: تعديل شرائح تمويل مبادرة مشروعك
  • الباعور يبحث آفاق التعاون مع الأمم المتحدة لدعم الاستقرار والإصلاح والتنمية المستدامة
  • وزيرة التخطيط تُوقع اتفاقًا مع اتحاد الصناعات والغرف التجارية ومجالس وجمعيات رجال الأعمال