اتهم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن روسيا بارتكاب جرائم ضد الإنسانية يوميا في أوكرانيا، في حين دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى تجريد موسكو من حق النقض في مجلس الأمن، في المقابل حمّل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الغرب مسؤولية الأزمة مع كييف لرفضه الحوار.

وخلال جلسة لمجلس الأمن الدولي الأربعاء بشأن تطورات الحرب وحفظ السلام في أوكرانيا، قال بلينكن إن روسيا مزقت لأكثر من عام ونصف العام ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وترتكب جرائم حرب يوميا.

وطالب بلينكن بإرسال إشارة واضحة إلى روسيا ولمن وصفهم بالمعتدين بأن المجتمع الدولي سيتصدى لهم، مؤكدا في المقابل أن الأوكرانيين لن يستسلموا وأن الولايات المتحدة لن تتخلى عنهم، بحسب تعبيره.

زيلينسكي يواجه روسيا

وواجه زيلينسكي روسيا مباشرة اليوم في مجلس الأمن الدولي، قائلا إن الحرب على بلاده "إجرامية" وتهدف للسيطرة على مواردها، وطلب من الأمم المتحدة تجريد موسكو من حق النقض (فيتو) لإصلاح قوة ميثاقها.

وقال زيلينسكي، في كلمته التي سبقت كلمة وزير الخارجية الروسي، إن وجود حق النقض في أيدي "المعتدي" دفع الأمم المتحدة إلى طريق مسدود، مضيفا أنه من المستحيل إنهاء الحرب حين يعترض المعتدي أو الذين يتغاضون عنه على كل الجهود الساعية لإنهائها، على حد تعبيره.

ولفت زيلينسكي إلى أن الحرب أثّرت على مصالح بلدان العالم، متهما روسيا باستخدام الغذاء والطاقة "أسلحة" عبر وقف ترتيبات دعمتها الأمم المتحدة سمحت بمرور شحنات الحبوب الأوكرانية بشكل آمن عبر البحر الأسود.

ويعد حرمان روسيا من حق النقض أمرا بالغ الصعوبة، على الرغم من وجود سابقة بتجريد الجمعية العامة للأمم المتحدة تايوان من حق النقض عام 1971.

ويتألف مجلس الأمن الدولي من 5 دول أعضاء دائمة تملك حق النقض، وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا، إضافة إلى 10 دول أعضاء غير دائمين يتم انتخابها بشكل دوري كل عامين.

لافروف يلوم الغرب

في المقابل، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمام مجلس الأمن إن الرئيس الأوكراني وقع مرسوما يحظر المفاوضات مع حكومة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وإن الغرب لم يحرك ساكنا.

وأضاف لافروف أن الأطراف الموقعة على اتفاق مينسك لوقف إطلاق النار العام الماضي -باستثناء بوتين- لا ينوون تطبيق بنوده.

وأوضح لافروف أن الغرب يدعي أنه لا يفهم معنى اتفاق مينسك وقد تجاهله، وبالتالي فهو مسؤول عن هذه الأزمة، في حين وصف موقف الولايات المتحدة وحلفائها تجاه الأزمة مع أوكرانيا بالـ"متعجرف"، الذي يلجأ إلى المعايير بشكل انتقائي، وفق تعبيره.

وأبدت روسيا استياءها لاعتلاء زيلينكسي المنصة أولا في الجلسة، إذ قال السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا إن السماح للرئيس الأوكراني الممثل الكوميدي السابق بالتحدث أولا يخاطر بتحويل مجلس الأمن إلى "استعراض فردي".

ولم يحضر بوتين جلسة الأمم المتحدة، وتغيّب عن اجتماعات دبلوماسية أخرى عالية المستوى هذا العام، في إطار مواجهته مذكرة توقيف أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحقّه.

غوتيريش ينتقد روسيا

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قال -في جلسة مجلس الأمن- إن استمرار الحرب في أوكرانيا يهدد بتصعيد خطير، مضيفا أن الأمم المتحدة تعمل مع جميع الأطراف من أجل ضمان صادرات آمنة من الحبوب والأسمدة من روسيا وأوكرانيا.

وانتقد غوتيريش موسكو قائلا إن الحرب الروسية على أوكرانيا تنتهك بوضوح ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، وأدت إلى تفاقم التوترات الجيوسياسية، وتهدد الاستقرار الإقليمي، وتزيد من التهديد النووي.

وتأتي جلسة مجلس الأمن الدولي في مقر الأمم المتحدة بنيويورك في إطار انعقاد الدورة الـ78 للجمعية العامة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: مجلس الأمن الدولی الأمم المتحدة وزیر الخارجیة من حق النقض

إقرأ أيضاً:

روسيا تشن أكبر هجوم بالمسيّرات على أوكرانيا وترامب يتهم بوتين بـالجنون

هاجمت روسيا أوكرانيا بأكبر سرب من المسيّرات منذ بدء الحرب، في حين أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن على البلدان الغربية وأوكرانيا تحديد "مهلة نهائية" جديدة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين للموافقة على وقف إطلاق النار، مع فرض "عقوبات ضخمة" على موسكو ما لم تحترم الموعد.

ولليلة الثالثة على التوالي تعرّضت أوكرانيا لقصف روسي كثيف، وقال مسؤولون إن الهجوم أدى إلى إغراق دفاعاتها الجوية ومقتل 13 شخصا على الأقل.

وفي منطقة سومي (شمال شرق) المحاذية لروسيا حيث تريد موسكو إقامة منطقة عازلة لمنع توغل الجيش الأوكراني في أراضيها أعلن الجيش الروسي اليوم الاثنين السيطرة على بلدتين.

وأفادت وزارة الدفاع الروسية في تقريرها اليومي بأن قواتها سيطرت على بلدتي فولوديميريفكا وبيلوفودي الواقعتين على مسافة بضعة كيلومترات عن الحدود مع روسيا، وكانت الوزارة أعلنت أول أمس السبت السيطرة على بلدة لوكنيا في المنطقة.

وأفاد سلاح الجو الأوكراني في بيان بأن "العدو شن هجوما ضد أوكرانيا باستخدام 364 قذيفة هجومية جوية" -بما فيها "355 مسيّرة من طراز "شاهد"، بينها مسيّرات تمويه، بالإضافة إلى 9 صواريخ كروز– ليلة الاثنين.

إعلان

وقال الناطق باسم سلاح الجو الأوكراني يوري إغنات إنه أكبر هجوم بمسيّرات يستهدف أوكرانيا منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير/شباط 2022.

وفي منطقة خميلنيتسكي الغربية ألحقت الضربات الجوية أضرارا بـ18 مبنى سكنيا، بحسب السلطات.

وقال حاكم منطقة أوديسا الجنوبية إن هجوما روسيا أدى أيضا إلى إصابة صبي يبلغ 14 عاما.

استياء غربي

وأمس الأحد، أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن "الاستياء" من الهجمات الروسية الأخيرة على أوكرانيا.

وفي انتقاد نادر من نوعه للرئيس الروسي، كتب ترامب في ساعة متأخرة من مساء الأحد على شبكته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال" "كانت لدي دائما علاقة جيدة جدا بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكن شيئا ما أصابه، لقد جن جنونه".

وأضاف "قلت دائما إنه يريد أوكرانيا كلها وليس جزءا منها فقط، وقد يتضح أن هذا صحيح، ولكنه إن فعل ذلك فسيؤدي الأمر إلى سقوط روسيا".

من جهته، اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن ترامب أدرك أخيرا "كذب" بوتين بشأن نيته التوصل إلى هدنة في أوكرانيا.

وطالب بأن يترجم استياء ترامب من نظيره الروسي إلى أفعال، داعيا إلى تحديد مهلة نهائية مقرونة بعقوبات ضخمة لروسيا بغية دفعها إلى القبول بوقف إطلاق النار في أوكرانيا.

وردّ الكرملين على انتقادات ترامب اليوم الاثنين، قائلا إن بوتين يتخذ التدابير "اللازمة لضمان أمن روسيا"، وقال الناطق باسمه ديمتري بيسكوف في إحاطة إعلامية "هي مرحلة حرجة جديدة مشحونة".

أما الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي فاستنكر من جانبه ما وصفها بحالة "الإفلات من العقاب" السائدة بالنسبة إلى روسيا.

وأكد زيلينسكي عبر شبكات التواصل الاجتماعي على ضرورة أن يُقابل "تكثيف الضربات الروسية بتشديد العقوبات".

ويطالب ترامب بنهاية سريعة للحرب في أوكرانيا، لكنه فشل في انتزاع أي تنازلات كبيرة من الكرملين رغم المفاوضات المتكررة بين إدارته وروسيا والعديد من المكالمات الهاتفية بينه وبين بوتين.

إعلان

وفي السياق نفسه، أعلن المستشار الألماني فريدريش ميرتس اليوم الاثنين أن "لا قيود بعد الآن على مدى الأسلحة المرسلة إلى أوكرانيا"، في إشارة إلى الأسلحة التي يوردها حلفاء غربيون رئيسيون لأوكرانيا، مما يسمح لكييف بمهاجمة "مواقع عسكرية في روسيا".

وفي فبراير/شباط 2022 شنت روسيا هجوما عسكريا واسع النطاق على أوكرانيا، وباتت اليوم تسيطر على نحو 20% من أراضيها، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو إلى أقاليمها بقرار أحادي الجانب عام 2014.

وتسبب النزاع في مقتل أو إصابة عشرات الآلاف من الجنود والمدنيين من الجانبين وفرار الملايين، ودمرت مدن وبلدات في شرق أوكرانيا وجنوبها، وكذلك أثار النزاع أكبر أزمة في العلاقات بين الغرب وروسيا منذ الحرب الباردة.

مقالات مشابهة

  • شويغو: روسيا وإيران ستطوران التعاون العسكري التقني
  • مندوب فلسطين بمجلس الأمن: أنقذوا غزة وأوقفوا جرائم الاحتلال
  • بن جامع يُلقي كلمة حول الوضع في فلسطين في مجلس الأمن الدولي
  • بن جامع يلقي كلمة حول الوضع في فلسطين في مجلس الأمن الدولي
  • الأمم المتحدة: أضرار جرائم الاحتلال مروعة على المدنيين في غزة
  • أولمرت: حكومة نتنياهو تقودنا إلى الهاوية بارتكاب جرائم حرب في غزة
  • الأمم المتحدة تطالب بفتح جميع معابر قطاع غزة وإدخال المساعدات الإنسانية
  • روسيا تطلب اجتماع مجلس الأمن الدولي لبحث أزمة أوكرانيا
  • روسيا تشن أكبر هجوم بالمسيّرات على أوكرانيا وترامب يتهم بوتين بـالجنون
  • ألف “أكاديمي إسرائيلي” يطلقون نداءً عاجلًا لوقف الحرب على غزة ويتهمون الحكومة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية