المناطق_واس

أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن عواد الجهني، المسلمين بتقوى الله حق تقواه، والمداومة على تقواه إلى الممات.

 

أخبار قد تهمك خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي 15 سبتمبر 2023 - 3:10 مساءً وسائل مساندة لذوي الإعاقة في المسجد الحرام 13 سبتمبر 2023 - 6:41 مساءً

وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام: “نحمد الله عز وجل على ما منّ به على هذه البلاد المملكة العربية السعودية من نعم كثيرة، أعظمها وأجلها نعمة التوحيد والإيمان، وكذلك نعمة اجتماع الكلمة ووحدة الصف التي ما تمت إلا بتلاقي القلوب على هدي الكتاب والسنة على يد جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله – الذي أيده الله ونصره ومكنه في أرضه، فوحَّد أطراف المملكة العربية السعودية، وجمع شتاتها سائراً على شريعة نبي الرحمة نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً، فجعل القرآن دليله والسنة سبيله”.

 

وأكَّد أن الناس أصبحوا في هذه البلاد بعد أن كانوا قوى متفرقة في نفوس متناثرة إخوة متآلفين يتناصرون ويتناصحون، وسار أبناؤه البررة من بعده على طريقته إلى هذا العهد الزاهر عهد القوي الأمين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-، فساد الأمن والرخاء والاستقرار والازدهار وستبقى هذه البلاد -بإذن الله تعالى- جامعة بين الأصالة والمعاصرة على نهج الكتاب والسنة ، فوجب لمن هذا وسمه السمع والطاعة في المعروف، قال تعالى: ( يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنازعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا) وفي الحديث المتفق على صحته عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم أنه قال: (من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع الأمير فقد أطاعني ومن عصا الأمير فقد عصاني).

 

وأشار فضيلته إلى أن من النعم العظيمة على هذه البلاد المباركة خدمة الحرمين الشريفين، حيث يشرف أهل هذه البلاد وعلى رأسهم ولاة أمرهم بتقديم كل ما يستطيعون عمارة معنوية ومادية حتى يؤدي زوار بيت الله الحرام ومسجد رسوله صلى الله عليه وسلم شعائرهم في طمأنينة وراحة وصفاء نفس يقصدها الناس من كل مكان امتثالاً لقوله تعالى: ( وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ).

 

وأضاف ومن نعم الله العظيمة علينا في المملكة العربية السعودية ما منّ الله تعالى به علينا من البيعة الشرعية لولاة الأمر على الكتاب والسنة، وانتقال الحكم بين ملوك هذه البلاد بكل ثقة وطمأنينة ووحدة صف واجتماع كلمة مما يسرُّ الصديق ويغيظ العدو.

 

وخاطب إمام وخطيب المسجد الحرام المسلمين بقوله عباد الله: قال الله تعالى: {فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا} أي: هلا تضرعوا؛ فحث الله عباده إذا حلَّت بهم المصائب من الأمراض والزلازل والريح العاصفة، أن يتضرعوا إليه، ويفتقروا إليه، فيسألوه العون، وقد ثبت عن عمر بن عبد العزيز -رحمه الله-: أنه لما وقع الزلزال، كتب إلى عماله في البلدان أن يأمروا المسلمين بالتوبة والضراعة والاستغفار.

 

وهذه الكوارث والآيات نذرٌ تظهر ضعف البشر لا يستطيعون ردها ولا هم ينصرون ولا هم ينظرون، لعلهم يحذرون لعلهم يتقون لعلهم يتذكرون لعلهم يرجعون لعلهم ينتهون، عن سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ رضي الله عنه، يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ مِنْ أَهْلِ الْإِيمَانِ بِمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ، يَأْلَمُ الْمُؤْمِنُ لِأَهْلِ الْإِيمَانِ كَمَا يَأْلَمُ الْجَسَدُ لِمَا فِي الرَّأْسِ» رواه أحمد.

 

وأردف يقول: “إننا في هذه المملكة العربية السعودية مع إخواننا في كل الظروف والأحوال، نشاركهم في مشاعرهم، في أفراحهم وأحزانهم وأتراحهم، ولقد تألمنا كثيراً لأحداث الزلزال والفيضان الذين أصابا المملكة المغربية ودولة ليبيا الشقيقتين فأحدثا نقصاً في الأموال والأنفس والثمرات، وشأن المؤمن عند الابتلاء الصبر والاحتساب والتسليم لينال بشارة الله سبحانه وتعالى: ( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون) فخالص العزاء وصادق الدعاء والمواساة لأهلنا في المغرب وليبيا”.

 

ومضى الشيخ الجهني قائلًا: “وقد وجَّه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز نصرهما الله لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بتيسير جسر جوي لتقديم المساعدات الإغاثية المتنوعة للشعبين المغربي والليبي الشقيقين تضامنا واستشعاراً للأخوة الإسلامية ولتخفيف معاناتهم”.

 

وأكَّد إمام وخطيب المسجد الحرام أن ذلك يأتي ذلك امتداداً لدعم المملكة العربية السعودية المتواصل للدول الشقيقة والصديقة خلال مختلف الأزمات والمحن التي تمر بها، فجزاهما الله عنا وعن الإسلام والمسلمين خيراً، وخير ما نقول ما قاله عباد الله الصالحون إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

 

وفي المدينة المنورة أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ حسين آل الشيخ المسلمين بتقوى الله تعالى قال جل من قائل (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا).

 

وأوضح إمام وخطيب المسجد النبوي أن من أصول وأركانه العظام الإيمان بالقضاء والقدر ، مشيراً إلى كل شئ بقدر الله جل وعلا وبعلمه المحيط وبمشيئته النافذة ، ومن واجب المسلم الإيمان بجميع المقادير خيرها وشرها وكل ما يحدث هو بتقديره وعلمه قال تعالى (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ).

 

وبين فضيلته أن المصائب التي تقع بالخلق تحمل من الحكم الربانية مالا يكون على بال ولا تحيط به الأذهان ففيها من الحكم مالا يحصى ومن المصالح مالا يجارى ون القدر كصفة للرب وأفعاله القائمة بذاته كلها خير محض.

 

وتابع فضيلته أن المسلم حين يصبر ويحتسب عندما يصاب بمصيبة فهو مبشر بأعلى الدرجات واسنى المراتب قال جل من قائل ( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ، أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) وقال صلى الله عليه وسلم ( عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلا لمؤمن ان أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له ).

 

وأوضح فضيلته أنه كلما عظمت المصيبة عظم الأجر عند الله ففي الحديث ( أن عظم الجزاء مع عظم البلاء وأن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم فمن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط ).

 

وتابع آل الشيخ أنه بالصبر والرضا بالقضاء والقدر تهون المصائب وتسلو النفوس وتطمئن القلوب مشيراً إلى من الحكم في المصائب أن الله يكفر بها الذنوب ويرفع الدرجات ففي الحديث ( ما يصيب المؤمن من شوكة فما فوقها إلا رفعه الله بها درجة أو حط بها عنه خطيئة ) مبيناً ان الفوز أن يلقى العبد ربه وقد حطت عنه خطاياه قال صلى الله عليه وسلم (مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حَزَن وَلاَ أَذًى وَلاَ غمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةُ يُشَاكُها إِلاَّ كفَّر اللَّه بهَا مِنْ خطَايَاه ).

 

وحث إمام وخطيب المسجد النبوي المسلمين على الصبر على قضاء الله وقدره أن الله أعد للمؤمن الخير قال تعالى (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من يردالله به خيراً يصب منه ).

 

وتابع فضيلته أن الابتلاء بالمحن هو أعظم كاشف لحقيقة هذه الدنيا فهي سنة من سنن الربانية الجارية في هذه الحياة قال تعالى (وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ، وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ).

 

وفي الخطبة الثانية بين إمام وخطيب المسجد النبوي أن من رحمة الله تعالى على المؤمن حين تقع به المصائب أن يعوض عنهم ففي الحديث عنْ أبي هُرَيْرةَ ، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّه (الشُّهَدَاءُ خَمسَةٌ: المَطعُونُ، وَالمبْطُونُ، والغَرِيقُ، وَصَاحبُ الهَدْم وَالشَّهيدُ في سبيل اللَّه ).

المصدر: صحيفة المناطق السعودية

كلمات دلالية: المسجد الحرام المسجد النبوي خطبتا الجمعة المملکة العربیة السعودیة صلى الله علیه وسلم ى الله علیه وسلم المسجد الحرام هذه البلاد الله تعالى قال تعالى ى الله ع

إقرأ أيضاً:

من آلمته سيئته وأحزنته خطيئته.. خطيب المسجد الحرام يبشره بـ 3 نفحات

قال الشيخ الدكتور بندر بن عبدالعزيز بليلة، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن من آلمته سيئته، وأحزنته خطيئته، وأهمته ذنوبه، فإن ذلك علامة الإيمان، والقرب من الرحمن.

من آلمته سيئته

وأوضح " بليلة" خلال خطبة الجمعة الثانية من شهر جمادي الآخرة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أن العبد على خير عظيم ما دام على هذه الحال، فالله سبحانه وتعالى جعل قرب عباده منه بقدر مغالبتهم لأهوائهم، وانتصارهم على شهواتهم.

واستشهد بما ورد عن عبدالله بن عمر عن أبيه قال: قال رسول الله: "من سرته حسنته وساءته سيئته فذلك المؤمن" أخرجه الإمام أحمد والترمذي وصححه، محذرًا من إلف المعاصي، واستمراء الخطيئات، واعتياد السيئات.

ونبه إلى أن ذلك أمارة الخذلان، وعلامة الحرمان، والبعد من الرحمن، مؤكدًا على حاجة العباد إلى تكفير السيئات ومحو الخطيئات، خاصة في هذا العصر، الذي طغت فيه التقنية الحديثة.

عودًا عودًا 

وتابع: وصارت الفتن تعرض على قلب المؤمن عودًا عودًا، شبهات وشهوات، مخالفات ومنكرات في الليل والنهار، والسر والجهار، وترد عليه بغير استئذان ولا انتظار، وعدم القنوط من رحمة الله.

وأوصى قائلاً: اجعلوا كل ذنب تقترفونَه دافعًا لعمل صالح تستقبلونَه، لتكونوا دومًا في رحاب الله ومغفرته، وستره ورحمته، فيشملكم بعفوه الواسع، ويحيطكم بسياجه المانع.

وأشار إلى أنه لعلمه سبحانه وتعالى بطبيعة هذه النفس البشرية، وما أودعه فيها من رغبات، هيأ لها من الأعمال والأسباب، ما يجبر ما وقعت فيه من ذنوب وخطيئات، ومن أعظم تلك الأسباب وأسهلها وأيسرها على العباد، اتباع السيئات بالحسنات.

 القربات متنوعة

ودلل بما قال سبحانه: {وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين}، منوهًا بأنه تعالى جعل ذلك من صفات الناجين من هذه الأمة.

وأفاد بأن الأعمال والقربات متنوعة، وكلها تدخل تحت باب اتباع السيئات بالحسنات، ومن تلك الأعمال أيضًا حسنة التوحيد، لما ورد عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "قال الله تعالى: يا ابن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا أبالي.

وأردف: يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء، ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم أتيتني لا تشرك بي شيئًا، لأتيتك بقرابها مغفرة".

القربات المحببة 

وبين أن الله عز وجل خلق النفس وجبلها على الميل للرغبات، والضعف عند الشهوات، وارتكاب السيئات، والوقوع في الخطيئات، والحكم بالغات، ومقاصد عظيمات، أجلها لتظهر صفات جلاله.

واستطرد:  ونعوت كماله، من عفوه ومغفرته، وحلمه ورحمته، لما جاء عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: "والذي نفسي بيده، لو لم تذنبوا، لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله، فيغفر لهم"، وليعلم الله من يخافه بالغيب.

وأضاف: وليتقرب إليه العباد بعبادة التوبة والاستغفار، وليحصل هم التذكر والادكار، وليرجعوا إليه بالتضرع والانكسار، وكلها من أجل العبادات، وأعظم القربات المحببة لدى رب الأرض والسماوات.

طباعة شارك خطيب المسجد الحرام إمام وخطيب المسجد الحرام خطبة الجمعة من المسجد الحرام بليلة من آلمته سيئته

مقالات مشابهة

  • الرئيس الموريتاني يزور المسجد النبوي
  • الرئيس الموريتاني يصل المدينة المنورة لزيارة المسجد النبوي
  • رئيس البرلمان المقدوني يستقبل إمام المسجد الحرام الدكتور المعيقلي بالعاصمة “سكوبيه”
  • خطيب المسجد النبوي: آية تحفظك من الشرور وتحرسك من أذى الشياطين
  • من آلمته سيئته وأحزنته خطيئته.. خطيب المسجد الحرام يبشره بـ 3 نفحات
  • تجبر ما وقعت فيه من ذنوب.. خطيب المسجد الحرام: هذه أعظم الأعمال وأسهلها
  • خطبتا الجمعة بالحرمين: التوبة والاستغفار من أجلّ العبادات وأعظم القربات.. والمحافظة على الأوراد والأذكار مجلبة لحفظ الله وتوفيقه
  • خطيب المسجد النبوي: من توكّل على الله كفاه كل ما أهمّه
  • تهيئة المسجد النبوي بالعناية المتكاملة لاستقبال المصلين يوم الجمعة
  • بث مباشر.. صلاة الجمعة من الحرمين الشريفين