الأسبوع:
2025-06-11@00:33:15 GMT

الذكاء الاصطناعي قنبلة القرن

تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT

الذكاء الاصطناعي قنبلة القرن

بات مصطلح «الذكاء الاصطناعي» هو الشغل الشاغل لدى قطاع كبير من سكان العالم، ولا يكاد يخلو يوم إلا وتطالعنا الأخبار من شتى أنحاء المعمورة عن ندوات ومؤتمرات ودراسات ومبادرات تتناول أبعاد الذكاء الاصطناعي من جوانب مختلفة، حيث ينظر إليه البعض باعتباره نقمة على البشرية أخلاقيًّا ودينيًّا واقتصاديًّا، والبعض الآخر يراه فرصة مواتية لتقديم حلول لانهائية لخدمة لإنسان.

والحقيقة أننا بصدد تقنية جديدة تختلف كليًّا عن أي تقنيات سابقة، لما تحمله من آثار مرعبة على إيقاع الحياة في المستقبل، وتفتح بابًا واسعًا من الجدل.. خاصة عندما يتعلق الأمر باستحضار أرواح الموتى رقميًّا، ومعرفة ما يدور في عقول البشر ونسف مفهوم الخصوصية بالدخول في أدق تفاصيل حياتهم. ومن أجل التعرف على استيعاب شعوب العالم لتقنيات الذكاء الاصطناعي وتصوراتهم المستقبلية استطلعت مؤخرًا شركة IPSOS العالمية للأبحاث رأي 22860 شخصًا حول العالم يمثلون 31 دولة مثل أمريكا والصين وروسيا واليابان وكوريا الجنوبية وألمانيا وبولندا وفرنسا وبلجيكا وبريطانيا والبرازيل والأرجنتين والمكسيك والهند وجنوب إفريقيا وغيرها، (ليس من بينها أي دولة عربية). وتضمنتِ الأسئلة عدة جوانب لأبعاد الذكاء الاصطناعي تتعلق بمدى فهمهم لماهية الذكاء الاصطناعي؟ وشعورهم نحوه؟ ومدى الثقة في الاعتماد عليه؟ وتأثيره على إيقاع الحياة اليومية ومنها الوظائف وفرص العمل؟ وإلى أي مدى سيُسهم في تحسين جودة الحياة ومنها الصحة؟ وتمثلت أهم نتائج الاستطلاع في أن ما يقرب من ثُلث المجيبين لا يعرفون ماهية الذكاء الاصطناعي بالأساس، والأغرب أن شعب اليابان حسب النتائج كان هو الأقل فهمًا لمفهوم الذكاء الاصطناعي، بينما تصدرت إندونيسيا ترتيب الشعوب الأكثر فهمًا لهذه التقنية!! وأن نصف المجيبين فقط هم مَن لديهم معرفة بالحلول والمنتجات والخدمات التي يقدمها الذكاء الاصطناعي. وأبدى ٥٠% فقط ثقتهم بأن الشركات التى تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي ستحافظ على خصوصية بياناتهم الشخصية. كما عبَّر ٦٦% عن توقعهم بأن تقنيات الذكاء الاصطناعي ستغيِّر من إيقاع حياتهم اليومية خلال الـ٣-٥ سنوات القادمة. وأفاد ٥٧% بأن الذكاء الاصطناعي سيؤثر على طريقة أداء وظائفهم الحالية. بينما ٣٦% أجزموا بأنه يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحل محل وظائفهم. وبعيدًا عن رأي شعوب العالم المتقدم -كما جاء في الاستبيان السابق لشركة IPSOS- فإنه على صعيد الخبراء والمتخصصين والسياسيين يبدو الموضوع مختلفًا عندما يتعلق الأمر بسيادة الدول واستقرارها، حيث يرى بعض الخبراء أن المنتصر في سباق الذكاء الاصطناعي في القرن الـ21 كالمنتصر في سباق التسلح النووي وامتلاك القنبلة الذرية في القرن الـ20. مما ينبئ بأن الذكاء الاصطناعي سيمثل سلاحًا جديدًا متعددَ الأغراض، عسكريًّا وسياسيًّا واقتصاديًّا وثقافيًّا واجتماعيًّا. فهل نحن مستعدون للتعامل مع هذا السلاح الجديد؟؟

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

المملكة المتحدة ترسخ ريادتها في الذكاء الاصطناعي

تواصل المملكة المتحدة تعزيز موقعها الريادي في مجال الذكاء الاصطناعي، متفوقة على نظرائها الأوروبيين في عدد الشركات الناشئة التي تحصل على تمويل جديد، وفي حجم الاستثمارات الخاصة الإجمالية خلال عام 2024. ومنذ عام 2013، نجحت مشاريع الذكاء الاصطناعي البريطانية في جذب تمويل خاص يقدر بنحو 22 مليار جنيه إسترليني، في مؤشر واضح على استمرار ثقة المستثمرين في بيئة الابتكار البريطانية، موطن شركات كبرى مثل DeepMind وStability AI وWayve.
وخلال فعاليات «أسبوع لندن للتقنية»، كشفت دراسة بحثية أعدتها مؤسسة Public First عن علاقة وثيقة بين البنية التحتية المتقدمة للذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات، والنمو الاقتصادي الشامل. وأشارت التحليلات إلى أن التوسع المتواضع في قدرة مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي يمكن أن يضيف قرابة 5 مليارات جنيه سنويا للاقتصاد البريطاني، بينما قد يسفر توسيع هذه القدرة إلى الضعف عن تحقيق مكاسب اقتصادية سنوية تصل إلى 36.5 مليار جنيه.
وفي السياق نفسه، أعلنت شركة خدمات الحوسبة السحابية Nscale خلال أسبوع لندن للتقنية عزمها نشر 10,000 وحدة معالجة من طراز NVIDIA Blackwell في المملكة المتحدة بحلول أواخر عام 2026. من جانبها، كشفت شركة Nebius عن خطط لإقامة أول مصنع للذكاء الاصطناعي في البلاد، يضيف 4,000 وحدة معالجة أخرى، لتوفير قوة حوسبية عالية مطلوبة بشدة من قبل مؤسسات البحث والجامعات والخدمات العامة، بما في ذلك هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) التي تعاني من نقص دائم في التمويل.

مبادرة لتأهيل المهارات 
رغم أهمية البنية التحتية، إلا أن توفر الأجهزة لا يكفي وحده. فهناك تحد بارز يتمثل في نقص الكفاءات القادرة على الاستفادة من هذه القدرات. وللتعامل مع هذه الفجوة، أعلنت شركة NVIDIA عن دعمها للمبادرة الوطنية البريطانية لتأهيل المهارات، من خلال إنشاء مركز تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في بريطانيا، يهدف إلى تقديم تدريب عملي في مجالات الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات والحوسبة المتقدمة.
وأوضح بيان صادر عن الشركة أن المركز سيركز على تدريب متخصصين في نماذج الذكاء الاصطناعي الأساسية، والذكاء الاصطناعي المجسّد، وعلوم المواد، ونمذجة النظم البيئية والجيولوجية.
وفي القطاع المالي، الذي يُعد أحد أبرز مصادر القوة الاقتصادية للمملكة المتحدة، تستعد هيئة الرقابة المالية لإطلاق بيئة اختبار افتراضية «sandbox» مدعومة بالذكاء الاصطناعي، تسمح بتجريب الحلول الجديدة في مجال المصارف والتمويل ضمن بيئة آمنة. وستوفر NayaOne البنية التحتية، بينما تتولى NVIDIA دعم هذا النظام تكنولوجيا.
وقال سومانث كومار، كبير مسؤولي التكنولوجيا للقطاع المصرفي والمالي في NTT DATA المملكة المتحدة وأيرلندا: «كل إجراء في بيئة الـsandbox يترك أثرًا، وهو ما يفرض على البنوك الالتزام بإطار تنظيمي صارم حتى خلال المراحل التجريبية. يتعين على المؤسسات توثيق كيفية بناء النماذج، وتفسير نتائجها، وضمان إمكانية تتبع مصادر البيانات».
وأضاف كومار: «هذه المبادرة تمثل فرصة حقيقية للمؤسسات لتطوير قدراتها الداخلية على استخدام الذكاء الاصطناعي بمسؤولية. ومن جهة أخرى، تمكّن الحكومة من الحفاظ على التنافسية البريطانية وتعزيز الابتكار ضمن إطار تنظيمي متوازن يحمي المستهلك».

الابتكار في مجالات الذكاء الاصطناعي
أعلنت Barclays Eagle Labs عن إنشاء مركز ابتكار جديد في لندن، سيكون بمثابة منصة انطلاق للشركات الناشئة في مجالات الذكاء الاصطناعي والتقنيات العميقة. وستحظى المشاريع الواعدة بفرصة الانضمام إلى برنامج NVIDIA Inception، مما يفتح لها أبواب الوصول إلى أدوات متقدمة وبرامج تدريبية نوعية كانت لتظل بعيدة المنال لولا ذلك.
وفي تعليق له، قال مارك بوست، الرئيس التنفيذي لشركة Civo: «لطالما تحدثنا عن ريادة المملكة المتحدة في الذكاء الاصطناعي، لكن ما نراه الآن هو خطوات فعلية: استثمارات في البنية التحتية، وتدريب للمطورين، وأبحاث وتطوير جادة».
وتابع بوست: «مركز NVIDIA الجديد مبادرة مهمة لسد فجوة المهارات، وإعداد الجيل المقبل من المواهب المحلية في مجال الحوسبة المعجلة وهندسة الذكاء الاصطناعي وتطوير النماذج».
وتطرق بوست إلى قضية بدأت تحظى باهتمام متزايد في دوائر صنع القرار: السيادة التقنية.
وقال: «إذا أردنا بناء قدرة وطنية طويلة المدى، فعلينا تقليل اعتمادنا على الحوسبة الخارجية. ينبغي للمملكة المتحدة أن توازن بين الشراكات العالمية والاستثمار في البنية التحتية المحلية والمعايير المفتوحة والتقنيات التي يمكننا تطويرها بأنفسنا. هذا هو مفتاح الحفاظ على مرونتنا وتنافسيتنا».

تنسيق بين مؤسسات الدولة والقطاع الخاص
وبخلاف ما اعتدنا عليه من مبادرات حكومية أو حملات علاقات عامة من الشركات، يبدو أن هذه الشراكة بين المملكة المتحدة وNVIDIA تنطوي على تنسيق حقيقي بين مؤسسات الدولة والقطاع الخاص والجامعات، مع تركيز واضح على تلبية الاحتياجات الآنية وبناء أسس مستقبلية صلبة.
ورغم أن النتائج الاقتصادية المتوقعة لا تزال في طور التحقق، فإن المملكة المتحدة تبدو، لأول مرة منذ سنوات، وكأنها تلعب على نقاط قوتها بذكاء: مؤسسات بحثية من الطراز العالمي، قطاع مالي نابض، تنظيم براغماتي، وقدرات حوسبية ومهارية تتنامى بسرعة — وهي جميعها عناصر قد تجعل من الطموح في أن تصبح قوة عالمية في الذكاء الاصطناعي حقيقة ملموسة.

أسامة عثمان (أبوظبي)

أخبار ذات صلة كيف يساعد الذكاء الاصطناعي على إنقاص الوزن؟ روبوت صيني يلتحق بأول مدرسة افتراضية لتدريب الآلات الذكية

مقالات مشابهة

  • السبع يوضح أهم مميزات ⁧‫الذكاء الاصطناعي‬⁩ في نظام ⁦‪ iOS 26
  • برلمانات العالم تناقش الذكاء الاصطناعي في البيئات التشريعية
  • الذكاء الاصطناعي يوجه المسيّرات رغم العوائق الطبيعية
  • تعرف على أبرز الوظائف المستقبلية في عصر الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي يهدد عرش «جوجل».. هل انتهى عصر محركات البحث التقليدية؟
  • “شبكة العنكبوت”: الحرب في عصر الذكاء الاصطناعي
  • المملكة المتحدة ترسخ ريادتها في الذكاء الاصطناعي
  • كيف يساعد الذكاء الاصطناعي على إنقاص الوزن؟
  • توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالأعاصير
  • “فيفا” يكشف عن تقنيات جديدة بالذكاء الاصطناعي في كأس العالم للأندية 2025