موقع إخباري فرنسي يؤكد أهمية الدور العالمي الرئيسي لأبوظبي

أكد موقع "موند أفريك" الإخباري الفرنسي المتخصص في التحقيقات والتحليلات السياسية، أهمية الدور المُتنامي لدولة الإمارات في إحلال السلام وصُنع السياسات، ليس على مستوى منطقة الشرق الأوسط فقط، وإنّما على الصعيد العالمي كذلك.

وفي مقال جاء أحد عناوينه "إماراتيون في القلب"، اعتبرت هيئة التحرير أنّ مبادرة التعاون الثلاثي التي أطلقتها مؤخراً الإمارات العربية المتحدة وفرنسا والهند، إنّما تؤكد أهمية الدور العالمي المُتنامي لأبوظبي، وذلك انطلاقاً من مفهوم "التوازن الاستراتيجي" المُهم.

وأكد المقال أنّ هذه الدولة المُهمّة باتت اليوم في وضع يُمكّنها من لعب دور رئيس في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. كما اعتبر الموقع الفرنسي أنّ العلاقات المتنامية  بين الإمارات وكوريا الجنوبية على الجبهتين السياسية والاقتصادية، هي علامة على تحول دول الخليج العربي نحو القوى الآسيوية بقدر ما هي علامة على عدم حصر العلاقات المهمة مع دول محددة بعينها.

Le nouvel équilibre stratégique des Etats du Golfe https://t.co/rwjYILWvGz @Mondafrique

— Mondafrique (@Mondafrique) September 23, 2023

ومع بروز آسيا باعتبارها القوة الاقتصادية الرئيسية (50% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي بحلول عام 2040)، تبرز الإمارات ودول الخليج العربي كشركاء مستقلين في منطقة المحيط الهادئ الهندية، ولكنها أيضاً كمنطقة محورية بين آسيا والغرب، وفقاً لما رأته هيئة التحرير.

وأوضح المقال أنّ العالم المتعدد الأقطاب هو عالم تتكاثر فيه التكتلات، حيث يراقب متنافسو الأمس والغد بعضهم البعض دون أن يمنعوا أنفسهم من إقامة علاقات اقتصادية تعود بالنفع على الجميع.

واعتبر أنّ التوازن الاستراتيجي يسمح بفهم التغيرات الدبلوماسية السريعة وغير المتوقعة في بعض الأحيان في دول الخليج العربي. إذ أنّه لم يكن يُتصوّر من قبل أنّ السعودية تنأى بنفسها اليوم عن الولايات المتحدة وتقترب من الصين، ثم تُطالب الرياض واشنطن بإنشاء مظلة أمنية مقابل تلبية مُتطلبات سياسية مع إسرائيل.

India, France, UAE agree on the establishment of a Trilateral Cooperation Initiative which shall serve as a platform to expand cooperation, including in energy & joint development and production in defence. pic.twitter.com/IlWDp79oUy

— JK Media (@jkmediasocial) February 4, 2023

وقالت هيئة التحرير إنّ "مفهوم التحوّط أو التوازن الاستراتيجي الذي يمكن ترجمته على أنه وقاية استراتيجية، بات يقع في قلب دبلوماسية دول الخليج العربي". مُشيرة إلى أنّ التحوّط الاستراتيجي يتميّز بموقف التوازن بين القوى المتنافسة أو بين التهديدات المحتملة. ويتحقق هذا التوازن من خلال تنويع الشراكات والتحالفات الدبلوماسية والاقتصادية والأمنية، مع تجنّب الاعتماد بشكل كبير على حليف أو شريك واحد.

وبعيداً عن التنافس بين بكين وواشنطن، يرى الموقع الفرنسي أنّ التقرّب من الصين مع المطالبة بالتعاون مع الولايات المتحدة، يعني أن دول الخليج العربي تنوي الابتعاد عن التنافس بين واشنطن وبكين. وفي هذا الصدد فإنّ السماح للصين بالتفاوض على تحقيق التقارب بين السعودية وإيران هو رسالة موجّهة إلى الإدارة الأمريكية.

واختتم المقال بالتأكيد على أنّ فكرة "التحوّط الاستراتيجي" لا تستهدف الولايات المتحدة أو الصين فحسب. فقد أصبحت دول الخليج العربي أقرب بكثير إلى الهند في السنوات الأخيرة وزادت التبادلات الاقتصادية والتكنولوجية بين الهند ودول الخليج العربي (154 مليار دولار في السنة المالية 2021-2022).

المصدر: موقع 24