بوابة الوفد:
2025-05-14@05:31:20 GMT

ما أحلاها عيشة الفلاح!!

تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT

كلام جميل كان تتضمنه حوارات الكثير من الأفلام السينمائية زمان، يبعث الرضا بين الفقراء، ويقول لهم إن الفقر نعمة يجب أن يحمد الله عليه، ويترك الأغنياء فى حالهم - ولعل من أشهر تلك الكلمات ما جاء فى مونولوجات «إسماعيل ياسين» خفيف الظل الذى اعتاد على القيام بأدوار الإنسان «الغلبان» الذى يغلب عليه السذاجة وقلة الحيلة فيكسب تعاطف الجمهور معه، ليقول لهم «الفقر جميل وأنا إنسان طول عمر الفقر مهنينى، اللهم أفقرنى كمان وأغنى عدوينى»، ويقول أيضًا فى مونولوج آخر اسمه «عايز أروح» «فين الفول فين الكرات، إذا كان ده شرط البهوية، يحيا العدس عشر مرات» لم يتوقف الأمر عند حد المونولجات إنما الأغانى أيضا لكبار المطربين مثل «محمد عبدالوهاب» الذى غنى من كلمات عمنا بيرم التونسى «ما أحلاها عيشة الفلاح متطمن قلبه مرتاح، يتمرغ على أرض براح والخيمة الزرقا ساتراه ياه والقعدة ويا الخلان والقلب مزقطط فرحان».

 

وكانت تلك الأغانى والمونولجات تحاول أن ترسخ قيم عدم التصادم بين الفقراء وأغنياء المجتمع، وأعتقد أنها نجحت فى ذلك الوقت وأصبح الفقراء يقولون كما جاء فى تلك الأفلام الحمد لله على نعمة الصحة والعافية، وتركوا هؤلاء الذين انتفخت جيوبهم وانفصلوا عن المجتمع وأصبحت لهم مجتمعات أخرى يعيشون فيها بعيداً عن هؤلاء الفقراء الذين أنعم الله عليهم بنعمة الصحة يعيشون كما جاء فى الأغنية تحت الخيمة الزرقا.

ولكن للأسف حتى الأطعمة التى جاءت فى تلك الأغانى لم تعد للفقراء إلا «الفول والكرات والطعمية والعدس».

 

لم نقصد أحدًا!

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأفلام السينمائية الأغنياء إسماعيل ياسين

إقرأ أيضاً:

الهند وباكستان.. ودرس أن تكون قويا

ما أهم درس فى المواجهة العسكرية الأخيرة بين الهند وباكستان، والتى انتهت بقبول الطرفين وقف إطلاق النار بعد حرب خاطفة ومحدودة ومنضبطة الى حد ما، استمرت نحو خمسة أيام؟!

‎الدروس والعبر والعظات كثيرة، لكن سوف أركز اليوم على درس واحد وهو أنه حينما تكون قويا فإن الجميع يخافك ويقدرك بل ويحترمك حتى لو كنت عدوه، والعكس صحيح تماما.

‎لأنه حينما تكون ضعيفا فسوف يتجرأ عليك الجميع ويحولونك إلى «ملطشة».

‎لمن لم يتابع تفاصيل الصراع فإن هجوما وقع فى بلدة باهالغام، فى الجزء الذى تسيطر عليه الهند فى كشمير قتل فيه ٢٦ شخصا معظمهم من السائحين الهندوس.

‎الهند اتهمت جماعة «ريزستنس فرونت» أو جبهة المقاومة المدعومة من باكستان بالمسئولية، وهو ما نفته الأخيرة تماما وطالبت بتحقيق دولى، لكن الهند شنت عملية عسكرية فى ٧ مايو الجارى استهدفت خلالها مواقع باكستانية قالت إنها تخص ما وصفته بـ«الجماعات الإرهابية» خصوصا «جيش محمد» و«لشكر طيبة» إضافة إلى مواقع تخص الجيش الباكستانى.

‎لكن باكستان ردت على الهجوم الهندى بعملية «البنيان المرصوص» وقالت إنها تمكنت من إسقاط مقاتلات هندية من طراز رافال فرنسية الصنع وروسية من طراز ميج وسوخوى ومسيرات وادعى كل طرف أنه دمر مواقع للطرف الثانى، وأن معظم الضحايا لديه من المدنيين.

‎لكن ربما الأخطر هو أن المواجهة أدت إلى تعليق معاهدات واتفاقيات طويلة المدى، خصوصا معاهدة مياه نهر السند التى تنظم توزيع المياه القادمة من المنابع الهندية إلى المصبات الباكستانية وكذلك اتفاقية سملا الموقعة بين البلدين فى ٢ يوليو ١٩٧٢بعد حرب صعبة بين البلدين وقتها، وتنص على احترام سيادة كل طرف وحل النزاعات بالطرق السلمية ورسم خط لوقف إطلاق النار فى كشمير، وعودة الأسرى والتطبيع بين الطرفين.

‎المهم بعد ٥ أيام من القتال بكل أنواع الأسلحة، وخصوصا المقاتلات والمسيرات والصواريخ وسقوط أكثر من ٦٠ قتيلا ونزوح مئات الآلاف فى كشمير وقرب حدود البلدين، تم وقف إطلاق النار فى وساطة قال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إن بلاده هى التى سعت إليها، فى حين أن ٣٠ دولة سعت للوساطة أيضا كما قال مسئول وزير خارجية باكستان إسحاق دار.

‎المهم أن القتال توقف وهو خبر طيب ومفرح للبلدين وللمنطقة وللعالم بأكمله.

السؤال هل كانت الهند ستقبل بوقف إطلاق النار إلا بعد أن شعرت أن باكستان قوية ويمكنها أن ترد الهجوم بهجوم مماثل وربما بصورة أكبر؟!

‎المؤكد أن الإجابة هى لا قاطعة.

‎والسبب أن لدينا نموذجا فى منطقتنا اسمه إسرائيل، فهى تواصل البلطجة فى المنطقة منذ عام ١٩٤٨، ولم يردعها أحد إلا باستثناءات قليلة كما حدث فى الانتصار المصرى العظيم فى ٦ أكتوبر ١٩٧٣، لكن ومنذ ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ فإن إسرائيل تعربد فى المنطقة كما تشاء بدعم أمريكى كامل وفاضح!

‎هى ترتكب جرائم إبادة جماعية فى قطاع غزة وتتهيأ لضم الضفة الغربية، وتحتل مناطق مهمة فى لبنان، واحتلت مناطق جديدة فى سوريا بعد أن دمرت معظم قدراتها العسكرية، كما تقصف فى اليمن وإيران، وتقول إن يدها تطال كل مكان فى المنطقة، وتتحدى المجتمع الدولى والأمم المتحدة وسائر المنظمات الدولية.

‎أتصور أن الهند ربما حاولت استغلال عملية «باهالغام» مثلما استغلت إسرائيل عملية «طوفان الأقصى». لكن الفارق أن الرد الباكستانى كان مقنعا للهند لكى تقبل بوقف إطلاق النار، فحينما بدأت الهند هجومها وجدت ردا مماثلا من باكستان وربما أقوى، الصاروخ بالصاروخ والمسيرة بالمسيرة والمقاتلة بالمقاتلة.

‎والأهم أن السلاح النووى الذى تمتلكه باكستان رسميا منذ ٢٨ مايو ١٩٩٨ هو الذى يجعل الهند تفكر مليون مرة قبل أن تشن هجوما شاملا على باكستان، وهى التى امتلكت القنبلة النووية نظريا عام ١٩٧٤ ثم أجرت فى مايو ١٩٩٨ خمس تجارب نووية إضافية بعد أيام من الإعلان الباكستانى.

‎السلاح النووى قاتل ومدمر وخطر على البشرية، لكن فى عالم الغابة الذى نعيشه الآن، هو الذى يجعل صديقك يتودد إليك وخصمك يخشاك.

‎القوة الخشنة - وليست الناعمة - هى التى تمنع الآخرين من التجرؤ عليك واستضعافك، فهل يعى العرب هذا الدرس البديهى، ويفكرون فى استغلال ما لديهم من أوراق وهى كثيرة ولكنها معطلة؟!



مقالات مشابهة

  • هل يجوز توزيع لحم على الفقراء بدلًا من نحر أضحية؟.. دار الإفتاء تحسم الجدل
  • "البحوث الفلكية" يكشف تفاصيل الزلزال الذى ضرب مصر
  • عاجل. وفاة رئيس الأوروغواي السابق خوسيه موخيكا صديق الفقراء والبعيد عن ترف السلطة وبهرجتها
  • هات حَسَنَة وأنا سيدك!
  • حبيسة الأحلام  
  • المجلس الوزاري للاقتصاد: انخفاض نسبة البطالة إلى 13.4%
  • تعرف على إجمالي الأسرى الذين تمكنت إسرائيل من استعادتهم من غزة
  • الانتخابات… موسم سقوف الفقراء المؤقتة!!
  • الهند وباكستان.. ودرس أن تكون قويا
  • الستات مايعرفوش يكدبوا يكشف بالوثائق كيف استغل الإخوان حاجة الفقراء للسيطرة الفكرية